Tuesday, August 18, 2020

عقبة حقيقية



الإسلام عقبة حقيقية أمام كل حاكم متسلط لا يعرف طريقة للحكم غير الدولة المستبدة. الإسلام يوقظ فينا معاني الكرامة ويطالبنا باليقظة لحراستها والزود عنها، ينقي الإسلام إباء النفس وعزتها حتى تقدم خالصة دون شائبة لله ولرسوله وللمؤمنين، بينما يسعى المستبد لتخدير الشعوب وإسكاتهم وإماتة النخوة فيهم وإخضاعهم لذاته.

الإسلام ينبه الأبدان ويدفع العقول نحو المعارف والعلوم ويرتب لنا أولويات الحياة، ويجدد فينا سلامة الفطرة، بينما المستبد - حماية لكرسيه - يدفع الأبدان نحو الشهوات، ويفسد العقول بالفتن والشبهات، ويغرقنا في الفوضى واللا هدف ويطمس الفطرة التي خلقنا عليها.

الإسلام يدعونا للجماعة، والمستبد يحرضنا على الشقاق، الإسلام يطرح من القلوب الدنيا ويظهر لنا حقيقتها وحقارتها، بينما ينمي المستبد في القلوب حب الدنيا وكراهية الموت والخوف الدائم والحرص عليها وعلى حياة.

كلما قرأتَ أكثر في الإسلام كلما ابتعدتَ أكثر عن جنة المستبدين حيث الخمول والدعة والتفاهة. كلما فهمتَ أكثر عن الإسلام كلما أصبحتَ عدواً محتملاً للطغاة وشخص مشتبه فيه. كلما تربيت بالإسلام كلما عاداك الظالمين وأعوانهم، أما إن أحببت وقررت أن تحمل الإسلام عقيدة، وإن تتحرك به وتتصدى لمسلمات القهر فأنت ولا شك الفوضوي الخائن الكافر المحارب .. إلخ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل: "أو مخرجي هم ؟"، قال ورقة: "لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي".
هم لا يحاربون الإسلام بقدر ما يحاربون ما يمكن أن يصنعه الإسلام لنا وبهم.