Wednesday, February 29, 2012

سنة كبيسة



اكتب.

ماذا أكتب ؟

اكتب ما تشعر به .. ما تحلم به .. اكتب ما تراه وما تتمنى أن تراه .. اكتب ما تشاء .. ولكن اكتب.

ولماذا اليوم بالذات أكتب ؟

لأن هذا اليوم يومك، ولا يتكرر إلا كل أربع سنوات.

عفوا .. من قال هذا ؟ .. فكل يوم يومي، وكل يوم لا يتكرر.


Sunday, February 26, 2012

! ما أجمل أن تكون زلنطحياً



كتب د. معتز عبد الفتاح

أحد الأصدقاء بيسألني عن الزلنطحية. ومضطر من باب عدم كتم العلم أن أقول له أنها مذهب فكري أنا أقوم بالتنظير له كبديل عن الأيديولوجيات البالية مثل الرأسمالية والاشتراكية والحاجات دي. يقوم على مباديء قابلة للزيادة لكن أهمها ...

إن الإنسان الزلنطجي يعرف إن الدنيا لا تستحق كل هذا الصداع والتنافس المقيت اللي الناس غير الزلنطحيين عايشيين فيه،

وثاينا، يعمل الزلنطحي اللي هو عايزه في الوقت اللي هو عايزه من غير ما يرجع لأي حد بدون ما يخالف شرعا أو قانونا.

ثالثا المواطن الزلنطحي لا يتحمل مسئوليات أو يقبل مناصب أو مهام إلا لما يتأكد إنه ما فيش حد تاني أحسن منه أولى بها وأقدر عليها.

ورابعا يكبر دماغه عن الصغائر والتفاهات وما يخليش حد يدخل على خط حياته علشان ينرفزه أو يضيقه، لماذا؟ ارجع للمبدأ الأول.

خامسا، الإنسان الزلنطحي ستجدونه مشغولا باللحظة الراهنة وحسن استغلالها أكثر من التخطيط طويل المدى اللي غالبا لا يكون من ورائه طائل.

سادسا، الإنسان الزلنطحي لو عليه أن يختار بين أن يكون في مقدمة الصفوف أو في الخلف سيختار أن يكون في الخلف. لماذا؟ لأن الناس غير الزلنطحية لما بتقرر تحدف حد بالطوب عادة بيختاروا اللي في المقدمة.

أما بقية المباديء الزلنطحية فتحتاج مجلدات. المهم أنا وأصحابي الزلنطحيين مثل سيد الإبيقوري، وياسر الشيمي، وبقية الشلة اكتشفنا إن احنا لازم يكون لينا نقابة أو حاجة زي كده تعبر عن المصالح الزلنطحية. وبعد بعض النقاش اكتشفنا إننا عمرنا ما هنعرف نعمل نقابة لأن النقابة فيها التزامات، وما فيش زلنطحي مخلص لمباديء الزلنطيحة سيقبل أي التزام من هذا النوع. ولهذا اكتفينا بإننا نجتمع لما نفضى نقعد نجيب في سيرة الناس ونحمد ربنا على أنه هدانا لهذه الرؤية الزلنطحية للحياة. أسيبكم علشان رايح اجتماع غير زلنطحي فيه ناس أجانب وبتاع (:-


وكتب أيضاً

طالما أن بعض الأصدقاء لديهم اعتراض على لفظ زلنطحي فلنسم أنفسنا "الزلنطحيين الجدد." المهم أن نظل أوفياء للمبدأ. كل حرف في كلمة زلنطحي لها معنى: ز (زهد)، ل (لطف)، ن (نباهة)، ط (طيبة)، ح (حب للحياة)، ي (يخرب بيت اللي يزعل أي واحد زلنطحي).


وكتب أيضاً

المواطن الزلنطحي ما بيمشيش على الموضة... هو بيصنعها


وكتب أيضاً

بعض الأصدقاء بيسألوا عن موضوع "وعايزني أكسبها." هذه ملخص لموقف زلنطحي من فيلم ليوسف شاهين... اتفرجوا عليه، علشان تعرفوا بس حجم المعاناة التي أنا فيها


Friday, February 24, 2012

نظرية الما وراء - شكلك فاهم يا نصة



مين اللي قال إن نظام التعليم في عهد مبارك كان سيء ويعتمد على التلقين ويقتل القدرة على التخيل والرغبة في التفكير ؟ ومين كمان اللي قال إن البيئة الثقافية اللي أفرزها نظام حكمه غير قادرة على إنتاج أفراد قادرين على التحليل خارج الصندوق واستيعاب ما يجري والخروج من الأطر التقليدية لتفسير الأحداث ؟!!
أمال كل الناس في اللك شو والفيسبوكية والنتيتة أو حتى اللي في الشارع دول إزاي وصلوا لهذا المستوى اللامع من التفكير حتى فيما لا يحتاج لتفكير، وإزاي بلغوا تلك القدرة على استيعاب ما يجري وما لا يجري والدخول إلى أعمق الجزئيات وأكثرها إظلاماً للعثور على الخبايا وما يحتمله الحدث ومالا يحتمله بما يعجز عنه الكثير غيرهم ؟؟

أنظر إلى أي مهنة فأجد أصحابها إذا تكرر فشلهم فيها عوقبوا وأبعدوا عن هذه المهنة، الطبيب إذا أخطأ في حق مريضه والمهندس إذا تسبب في انهيار مبنى أو توقف ماكينة، والمحامي إذا خسر قضاياه ... إلخ، إلا التحليل السياسي والتعليق على الأحداث فخطأ صاحبه لا يمنعه من أن يكرر المحاولات مرات عديدة بدون أي تأني ولا ذرة خجل، بل خطأه يدعوه لأن يستمر أكثر وأكثر في تحليل الأحداث والسعى لزيادة مساحة انتشار تعليقاته وتحليلاته ويدعو أصدقاؤه ومحبيه إلى مزيد من التمسك بأرائه الألمعية وتحليلاته اللوذعية والدفاع عنها.

ولا أعجب من دخول بعض لاعبي الكرة ومقدمي البرامج الرياضية والفنانين لعالم التحليل السياسي، فأصل عملهم هو تحليل مبارة مدتها 90 دقيقة في ساعات طويلة بل وأحياناً أيام، والحديث عنها وعن تفاصيلها وجزئياتها ونوايا اللاعبين والمدربين فيها، ويجعلون لكل تمريرة كرة أكثر من سيناريو ويعيدون ويزيدون في توضيحها مراراً وتكراراً بالتصوير البطيئ ومن كل الزوايا حتى يصلوا بك إلى الشك في كفاءة اللاعب ةالمدرب ونوايا مخرج المباراة والحكم، فإذا كان هذا فعلهم في الكرة فهو لا يختلف مع فعل المحللين السياسيين الآخرين.

وفي وسط هذا الكم من المتعلمين المثقفين المتنورين القادرين على تحليل ما يحدث وما لا يحدث وتقييم المواقف واستيعاب التطورات وتخيل ما وراءها، أجد أمثالي موسومين بالفكر السطحي لعجزهم عن مجرد مجاراة هذا السيل من الأفكار الماورائية والفهم المابعدي والإدراك لخفايا وخبايا كل تفصيل صغير يحدث من حولنا على الساحة، فأمثالي من البصمجية يجتهدون لمجرد فهم تفسير أولئك الأفذاذ فيعجزوا، فضلاً طبعاً عن وضع تصور أو حتى فهم للأحداث الأصلية. لهذا استسلم تماماً - واستسلم معي - لأيا من كان يحاول اقناعك برؤيته النافذة الثاقبة التي لا ادركها ولا استطيع أنا الحزين قصير النظر.

وبفضل علم إخواني وسعة إطلاعهم أصبحت قطرة الماء التي تنزل من السماء مؤامرة صهيوأمريكية، والنبتة التي تخرج من الأرض تدبير واستدراج ماسوني يدعم من فلول النظام البائد، وخناقة بتاع الكبدة اللي على أول الشارع مع عم موسى بتاع الفراخ دلالة على تواطئ المجلس العسكري مع الإخوان.

تجد مثلاً أن حدثاً مثل دعوة أحد نواب مجلس الشعب لغلق المواقع الإباحية، رغم أنها دعوة قديمة ولم يأت الرجل بجديد، ويفسرها أمثالي من السطحيين على أنها دعوة جيدة لا يختلف عليها اثنان وخطوة محمودة لزيادة البركة، والاجتهاد في منع المنكرات وحماية الشباب، إلا أن أخي الفاهم الواعي المثقف الحويط يبين لي لؤم ما تنضوي عليه هذه الدعوة من تغييب للمجتمع وصرف انتباهه عن أهم قضاياه وأخطر مراحل انتقاله، وتفتيت للهمم في قضايا فرعية جزئية. ولأني لا أفهم العلاقة بين ما يقول أخي ودعوة البرلماني .. ولثقتي المطلقة في أخي الفاهم الواعي فإني أسكت وأقر له، وأقول لنفسي أكيد انا اللي مش فاهم و"أكيد الناس دي فاهمة".

كذلك فإطلاق مجموعة من الظباط للحاهم طلبا للحرية من قيود نظام مبارك التي فرضها على الداخلية والقضاء والجيش والإعلام، واحياءاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في مجتمع كاد ينسى سنته، يبين لي صديقي الخبير واسع الإطلاع محلل المعلومة وهي لازالت في بطن الحوت، أن في هذا مخططاً واضحاً من الداخلية لإظهار أن بالداخلية أفرادا شرفاء متدينون يدافعون عن الحقوق وعن الدين وعن الإسلام لتهدأ ثورة الشعب على الداخلية. ولأني لا أفهم من أين جاء بهذا التخمين والظن والتحليل، ولثقتي في مصادره وموارده أقول لنفسي أكيد انا اللي مش فاهم و"أكيد الناس دي فاهمة"

وبالمثل دعوة عمل صندوق للاستغناء عن المعونات الخارجية - أمريكية وغيرها - وتنشيط الاقتصاد المصري، ودعم المنتجات المصرية - هكذا أعلن المبادرون لهذه الفكرة عن فكرتهم -.
لكن أين يذهب هؤلاء من أخوتي العالمين العارفين، فقد أدركوا فورا ما وراء هذه الدعوة من تجميل للمجلس العسكري وإظهار معارضته وتمرده على الضغط الأمريكي ليحظى بالتأييد الشعبي الذي يكفل له الاستمرار في الحكم، كما أن العز بن عبد السلام - رحمه الله - منع قطز من جمع الضرائب من الرعية حتى يبيع المماليك واستدلوا بذلك على ضرورة عودة الأموال المنهوبة قبل جمع الأموال من بائعات الفجل والجرير الغلابة ، وأن من يقول عكس ذلك ما هو إلا من أنصاف المتعلمين الجهال المضحوك عليهم بالعاطفة.
ورغم أني أرى في الاستدلال ب "حدوتة العز" منهج من يبحث لرأيه عن دليل، وليس من يبحث عن رأيه من الدليل، ورغم أن الصندوق يختلف عن ضرائب قطز، ورغم أنه كثيرا خرجت هذه الدعوات في مصر من أيام مستشفى السرطان وفك الحصار على غزة وانقاذ الصومال وليبيا ولم يعتبرها أحد تجميل لمبارك ولا العسكري، لكن ما المانع أن يكونوا فاهمين وأنا اللي مش فاهم "أكيد الناس دي فاهمة".

وعلى نفس الخط، فإن مقابلة الكتاتني لوفد اللجنة الخارجية من مجلس النواب العراقي قد يبدو لأمثالي عملاً عاديا إجرائيا لا يحتمل أي عمل تخريبي أو سعي إفسادي، لكن أخي الذي شيّر صورة الكتاتني وهو يصافح رئيس الوفد - الذي صادف كونه شيعيا - اعتبر أن في ذلك تواطأ بين الأخوان المسلمين والشيعة لضرب سوريا، وأن في هذه المصافحة "رسالة واضحة" ل "من يهمه الأمر ". ولأني لا اعرف مضمون هذه الرسالة الواضحة، ومن هو الذي يهمه الأمر، فاعتبرت اني قاصر عن إدراك ما يدركه هؤلاء العباقرة فقلت لنفسي "أكيد الناس دي فاهمة".

ولما سمعت أن المجلس العسكري أصدر مرسوم قانون للاستثمار - قانون 4 لسنة 2012 - قبل انعقاد مجلس الشعب وكان مما جاء فيه أنه يجوز المصالحة في قضايا المال العام حال رد الأموال، اعتبرت أن هذا عملا لا بأس فيه ألا كون الاموال تعود بقيمتها وقت ارتكاب الجريمة، وفي هذا نقطة كلام وحوار، لكن إجمالاً فالقانون يرغّب في عودة أموال الشعب المنهوبه، اعتبار أن في هذا أصلح للبلاد من مجرد حبس لصوصها خاصة أنهم سيسجنون لجرائم أخرى لو انتبهنا، وفي كل حال فإن مجلس الشعب ولجنته التشريعية برئاسة المستشار الخضيري أعلنت أنها ستعيد النظر في جميع قوانين المحلس العسكري في أسرع وفت، لكن وكالعادة يغيب عني ما يدركه أهل الاجتهاد عباقرة الزمان حجة الله على العباد من أن هذا المرسوم هو مؤامرة على الشعب، مؤامرة عجز نظام مبارك بكل ظلمه أن ينفذه حتى جاء المجلس العسكري لينفذه، مؤامرة أضاعت على المصريين 800000000000 جنيه - 800 مليار جنيه - ولأن أخي الفاهم ختم كلامه بعبارة فيما معناها لينم الجبناء العملاء الخونة في العسل، ولخوفي أن أكون منهم ورغم عدم فهمي للرقم المذكور وجميع الارقام الورقية الحسابية التي تعتمد على فروق أسعار بين زمن وزمن فقد التزمت الصمت ورضيت بالتسليم لسعة علم وفهم أخوتي وقلت لنفسي "أكيد الناس دي فاهمة".

أذكر أني يوما هنا على هذه المدونة وتعليقاً على موضوع عن الجيش المصري عند أحد المدونين صرحت برفضي ما يفعل خشية ان يكون عمله فاتحة للجواسيس لتلقي أخبار المعلقين على البوست واضافاتهم حول الجيش المصري، فنصحني أخوة كرام كثير أن لا أحول ظنوني لوجهات نظر وأن احتفظ بظنوني في خانة الظنون دون الهجوم، وقد فعلت. إلا أني اليوم أجد أن نظرية الما وراء تطغى على الجميع وأصبحت منهج ثابت لا يحيد عنه إلا من هو جاهل.

البعض سيعتقد أن التخلي عن نظرية الما وراء هو دعوة للانجرار وراء نظرية تسطيح الأمور وهذا أبعد ما يكون عن ما اقصده، فما أعنيه هو أن الاشتغال بأفعال الغير يمنعنا من إحراز أي تقدم، وأن التفرغ للتعليق على الاحداث يعيق قدرتنا على صنع الأحداث، والاشتغال بالرأي والرد عليه تضيع للاوقات واستنفاذ للجهود وإيغار للصدور، والاعتراض على صنع الأخرين لا يكفي إلا إن رافقه عمل تصحيحي لصنعهم، وغير ذلك يصح وصفه في عالم السياسة بالسفسطة والديماجوجية.

ملحق
السفسطة هي قياس مركب من الوهميات الغرض منه إفحام الخصم أو إسكاته والسفسطائيون ينكرون الحسيات والبديهيات وغيرها مما اقره المنطق أو قبلته أحوال المجتمع السليم. ولسفسطة في المعجم الوسيط تعني من أتى بالحكمة المموّهة. والسفسطة هي أيضا التلاعب بالالفاظ لطمس الحقائق والاجابة على السؤال بسؤال.

الديماجوجية هو طريقة في السياسة يستغل صاحبها أحداث جارية ويستخدم أساليب استثارة عواطف الجماهير ويتملق طموحاتهم ويمس مشاعرهم عن طريق الخطابات الرنانة والدعاية الحماسية والتفنن في الكلام في مواضيع الرأي العام ذات الشعبية الجماهيرية، اعتماداً على رؤيته سذاجة مستمعيه واندفاعهم وراء عاطفيتهم الجياشة غير المنضبطة.

Monday, February 13, 2012

خالد العيار - مالك بن الريب - أبو جلدة



استشعر في كلمات ومقصود المهندس محمد عبدالله في البوست السابق أن هؤلاء البلطجية أو الرعاع أو سمهم كيفما تشاء يحملون من المبادئ والقيم ما يعجز غيره من أصحاب المقامات الرفيعة عن حمله، وكأنه يقول لا يغرنك قبح المنظر ولا سوء الكلام ولا تلفظه بقبيح القول ولا إتيانه بذيء الفعل لتتعالى عليه وتظن أنك أفضل منه وأعقل وأحكم وأدرى وأجدر أن يسمع لك، فكل ما هنالك أن هذا البلطجي - بنظرك - مع كل الطاقة الإيجابية الكامنة بداخله لم يجد من يوجهه في الطريق الصحيح ليفيد نفسه وأمته مثلما توفر لغيره، ولعله إن توفر له ذلك لكان قائداً عظيماً أو عالماً فذاً، بينما إن كان غيره من المتعالين عليه المتبرئين منه في مكانه لكانوا أشر منه وأشد قبحاً.

وعلى نفس المنوال فإن شباباً مثل شباب الألتراس أعلن أن لديه الاستعداد أن يموت في سبيل قضية "الكرة وناديه"، فمثل هؤلاء عندما نتحدث عنهم نلوم عليهم سوء اختيارهم لقضيته، لكننا في نفس الوقت نقف لهم احتراماً وإجلالاً لأنهم أولاً لديهم قضية وثانياً وهذا هو الأهم لأن أحدهم لديه الاستعداد لأن يموت من أجل قضيته، فهذه مبادئ نعجز جميعاً – إلا ما رحم ربي – عن مجاراتهم فيها.

الجميع تبرأ منهم .. الجميع قال لا نعرفهم وليسوا منا .. ممن هم إذن ؟

هؤلاء البلطجية الرعاع الأوباش لم يجدوا من يوجه طاقاتهم، لأن الجميع يتخلى عنهم ويتبرأ منهم .. المثقفون والإسلاميون والعسكريون فمن إذن يبقى لهم ليوجه طاقاتهم المتفجرة اللا موجودة عند غيرهم ؟

هل تعلم من هو أبو الهيثم العيار اللص الطرار ؟

هو أبو الهيثم خالد الحداد كان لصاً سارقاً، ولكنه كان يحمل من القيم الكثير، من العقل والحكمة الكثير، كان يرفض الخضوع ويآباه ويحب الرياسة وكان يضرب به المثل في الصبر لأنه كان يؤتى به فيجلد بسبب السرقة فلا يظهر ألمه لأحد ويكتمه في جوفه، قيل له يوماً: يا خالد ما أنتم لحوم ودماء فيؤلمكم الضرب ؟!! ، فقال: بلى يؤلمنا ولكن معنا عزيمة صبر ليست لكم.

قال له الخليفة المتوكل يوماً: ما بلغ من جلدك ؟، قال : املأ لي جرابي عقارب ثم أدخل يدي فيه، وأنه ليؤلمني مَا يؤلمك، وأجد لآخر سوط من الألم مَا أجد لأول سوط، ولو وضعت فِي فمي خرقة وأنا أضرب لاحترقت من حرارة مَا يخرج من جوفي ، ولكنني وطنت نفسي عَلَى الصبر ، فقال له الفتح بن خاقان وزير المتوكل: ويحك مَعَ هَذَا اللسان والعقل مَا يدعوك إِلَى مَا أنت عَلَيْهِ من الباطل ؟؟! ، فَقَالَ : أحب الرياسة، فَقَالَ المتوكل : نحن خليديه - أي مثله -.

وقال داود بن علي: لما قدم بخالد اشتهيت أن أراه، فمضيت إليه فوجدته جالسا غير متمكن لذهاب لحم إليتيه من الضرب، وإذا حوله فتيان فجعلوا يقولون ضرب فلان وفعل بفلان كذا، فَقَالَ لهم: لا تتحدثون عن غيركم افعلوا أنتم حتى يتحدث عنكم غيركم.

هل هذا هو البلطجي الذي يتبرأ منه الجميع ويستعلي عليه أم خبير تنمية بشرية .. هل تعلم ماذا فعل أيضاً ؟؟

عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل ، أنه كان يَقُول : كنت كثيرا أسمع والدي أَحْمَد بْن حبنل، يَقُول: رحم اللَّه أبا الهيثم، فقلت: من أَبُو الهيثم ؟ فَقَالَ: أَبُو الهيثم الحداد لما مددت يدي إِلَى العقاب وأخرجت للسياط إذا أنا بانسان يجذب ثوبي من ورائي، ويقول لي؟ تعرفني ؟ قلت: لا، قَال: أنا أَبُو الهيثم العيار اللص الطرار مكتوب فِي ديوان أمير المؤمنين – الأمن الوطني بتاعهم - إني ضربت ثمانية عشرة ألف سوط بالتفاريق، وصبرت فِي ذلك عَلَى طاعة الشَّيْطَان لأجل الدنيا، فأصبر أنت فِي طاعة الرَّحْمَن لأجل الدين.

الإمام أحمد يدعو كثيرا لأبي الهيثم !! .. هل تسمعون عن مالك بن الريب ؟؟

كان مالك شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه, لازم شظاظ الضبي الذي قالت عنه العرب ألص من شظاظ. طاردهم مروان بن الحكم فهربوا منه إلى فارس.

ولما ولي معاويةُ - رضي الله عنه - سعيدَ بن عفان - حفيد عثمان بن عفان رضي الله عنه - على خراسان مر وهو متوجه لإخماد فتنة في تمرّد بأرض خُرسان على مالك بن الريب، وكان من أجمل الناس وجهاً، وأحسنهم ثياباً فلما رآه سعيد أعجبه، وقال له: مالك، ويحك تفسد نفسك بقطع الطريق! وما يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العبث والفساد، وفيك هذا الفضل! قال: يدعوني إليه العجز عن المعالي، ومساواة ذوي المروءات ومكافأة الإخوان - بلطجي من أجل أن ينال المعالي بين إخوانه - ، قال: فإن أنا أغنيتك، واستصحبتك، أتكف عما كنت تفعل؟ قال: إي والله أيها الأمير، أكف كفاً لم يكف أحد أحسن منه. فاستصحبه، وأجرى له خمسمائة درهم في كل شهر.

واستجاب مالك لنصح سعيد وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته وعاهد الله جميل العهد حتى قتل وهو في غزو، إذ لسعته أفعى وهو في القيلولة فسرى السم وأحس بالموت فقال قصيدة يرثي بها نفسه وتعتبر من عيون المراثي ومن أرق وإجمل ما كتب في رثاء النفس.

فهل فينا مثل سعيد ؟؟

وإلى وقت قريب كان أهل الخبرة والحنكة والقادة العظماء يوجهون هذه الطاقات المهدرة نحو ما فيه الخير والصلاخ للنفس والأمة، وما أبو جلدة وعز الدين القسام عنا ببعيد.

كان أبو جلدة قاطع طريق في بداية القرن العشرين ولكن كان فيه من المروءة والشرف ما يخجل معه الشريف فينا من نفسه .. سارت في الطريق الذي كان يقطعه امرأة شديدة الجمال ومعها خروف، فأوقفها رجال أبو جلدة وسألوها عن وجهتها فأجابت: إلى أبي جلدة أهديه الخروف، على أن ينتقم من قتلة زوجي المقطوع من شجرة لأنها أيضاً مقطوعة من شجرة وليس لها أحد، فلما بلغ أبي جلدة كلامها وهو في المغارة وهي على الطريق أمر بردها مع خروفها وألا تدخل إليه المغارة لأنه لا يليق بها أن تدخل عليه ووعدها أن ينتقم ممن قتل زوجها ووفى بوعهده معها.

أبو جلدة والعرميط ياما كسروا برانيط .. برانيط الانجليز المحتلين فأذاقهم بأعمال اللصوصية ما طار معه صوابهم وتندر به أهل فلسطين عقود طويلة.

يحكى أن رجلاً موسراً شعر بدنو الأجل فأمر ولده أن يوزع دنانيره كل في مصرف، وأمره أن يجعل مائة دينار يعطيهم لأي خريب ذمة من اللصوص وقطاع الطرق لأنهم يقتلون النفس من أجل عشرين دينار فلو اكتفى أحدهم بالمائة عن قتل خمسة أنفس كان له بهذا أجرا عند الله.

فلما مات الرجل وأراد الولد أن ينفذ وصية والده بحث عن أكتر الناس لصوصية وقطعاً للطريق ليكون هو خريب الذمة المنشود، فأخبره متابعو الإعلام الحكومي أن أبا جلدة هو المنشود فذهب إلى الطريق الذي يقطعه أبو جلدة وأعوانه فأوقفوه وسألوه عن وجهته فقال أريد أبا جلدة أعطيه هدية، فلما وصل رفض أبو جلدة أن يأخد من المال شيء حتى يعرف حقيقة مصدره واستحلف الولد أن يخبره عن حقيقة المال فقص عليه الولد وصية والده وأنه بحث عن خريب الذمة ليعطيه المال، فغضب أيو جلدة وقال له نحن لا نقتل من أجل المال، وأمره أن يذهب إلى عمدة قرية لجواره فأمثال هؤلاء الحكام والساسة هم خريبو الذمة، فذهب الولد للعمدة ليهديه المال، فما كان من العمدة الضلالي إلا ان اتهم الولد بأن الوالد قد ترك له أكثر من ذلك وأن الولد قد سرق من المال لنفسه !!!.

وفي الثلاثينيات سئل المجاهد البطل عز الدين القسام عن رأيه في أبي جلدة الذي كان يسلب الإنجليز واليهود وكذلك عن نشاط أهل الشعراوية وجبل نابلس الذين كانوا يقطعون أشجار اليهود ويسمُّون الحيوانات والذين كان ينعتهم الناس باللصوصية وقطاع الطرق فلم يتبرأ منهم ولم يقل لا نعرفهم وإنما أجاب: دعهم يعملون، لأن في عملهم رجولة سنحولها في يوم من الأيام إلى جهاد، وما دام المستعمر يرغب في إماتة قلوبنا، فإن هؤلاء أقرب إلى الله وإلى حبِّ الجهاد من المستكينين.


Tuesday, February 07, 2012

ديموقراطيتكم تقضى بأن يكونوا هم الحكام



كتبه م. محمد عبدالله

رجاءاً لا تصادرو حقوق البلطجية ...

عدد الشباب فى مصر حوالى 25 مليون شاب .. نسبة العشوائيات فى مصر حوالى 40% .. نسبة الأمية فى مصر حوالى 30% .. نسبة الفقر فى مصر حوالى 40% .. مصر من أعلى الدول العربية فى نسبة تعاطى الحشيش وتقرير الأمم المتحدة بيقول إن 6% مدمنين حشيش .. عدد اطفال الشوارع فى مصر ... مئات الآلاف .. يقال أنه فى حدود ال200000 وناس بتقول أضعاف الرقم ده ... ولا يوجد تحديد دقيق للعدد، هنفترض انهم 200000 ( يعنى ممكن يسدوا ميدان التحرير لو وقفوا فيه ).

بالحسابات البسيطة نجد أن حوالى نصف شباب مصر مقيم فى العشوائيات .. طيب إيه المطلوب عشان توجد بلطجى ؟ ... إيه المطلوب اكتر من فقر وأمية وانعدام للحياة الآدمية ؟ ... فبكده يبقى نص شباب مصر تقريباً محطوط فى بيئة ممكن تنتج بلطجى ..

يعنى 12 مليون شاب محطوطين فى بيئة تؤهلهم للبلطجة !!

طيب هنفترض ان 30% منهم عندهم إرادة حديدية وبيكافحوا عشان يبقوا ناس صالحين ... و30% اخدوا طريق البلطجة ... و40% ما بين بين ... حد أخد يأيدهم هيبقو كويسيين ... البلد واقعة ومافيش شغل والحكومات المتعاقبة مهمشاهم هيضطروا يبقو بلطجية وإن كانوا غير محترفين .. يعنى برضه بالتقريب كده تلاقى ان اطفال الشوارع والبلطجية ( المحترفين والمضطرين ) يعدو ال 6 مليون شاب.

6 مليون ده أكبر من عدد المنتمين للإخوان والسلفيين وبقية الأحزاب !!!

طبعا الكلام اللى فات ده مبنى على التصنيفات العنصرية اللى بتحصر البلطجى فى إنه انسان شكلة مش قد كده( شكلة غلط على حد قول الكثيرين ) .... لكن فيه بلطجية كتير راكبين عربيات فخمة وساكنين فى قصور ...

فرجاء لمحللى الأحداث عندما تتحدث عن البلطجية ( تبع تصنيفك ) .. يجب أن تتحدث باحترام بالغ .. لأنك تتحدث عن أكبر فصيل موجود على الساحة ... له كل الحقوق ... مثلى ومثلك ... فبدلاً من وصفه بالبلطجى والمبرشم ... طالب بإعدام من تعمد تأهيله للبلطجة .. ماذا ننتظر من أناس يتقاتلون من أجل رغيف خبز عندما يعلمون أن الدولة ستصرف 5 مليون جنية لتوضيب السجن ليليق بمن كان عاملاً أساسياً فيما وصلوا إليه من ضياع ... ماذا تنتظر منهم حين تدفع الدولة مبالغ طائلة لنقل وتأمين المتهمين بالقتل ... وتصرف 30000 كتعويض لمن قتل من المتظاهرين .... وغيره من الامثلة.

فرجاء لا تصادروا حقوق البلطجية .... فديموقراطيتكم تقضى بأن يكونوا هم الحكام لهذا البلد.