Wednesday, October 10, 2012

ليعلم البث


نسمات الرحمة تلك التي يرسلها الله تعالى إلى أرواحنا التي تعاني مع مصطفين من البشر هي التي تجعلنا نحتمل قسوة الحياة.

يتردد في خاطري جملة المرأة العربية وهي تصف زوجها فتقول : " لا يولج الكف ليعلم البث " واتعجب منها حين تذكر مساوئ زوجها فلم تجد أسوأ من هذه الكلمات لتصف بها أنانيته الشديدة وانغلاقه على نفسه، فبعد أن يحصل كل الاهتمام منها لا يقوم بمبادلتها الاهتمام فيضع كفه على موضع ألم لديها حنواً واستفساراً عن شكوى ترغب هي في بثها إليه.

نحن نعاني عندما نحتاج إلى رؤية مظاهر الاهتمام بنا من المقربين فلا نجدها، نعاني عندما نحتاج ولا نجد من يسأل عنا وعن أحوالنا ويستفسر عن مشاكلنا وآلامنا ويسدد لنا المشورة ويطمئن علينا ويصغي إلينا باهتمام، نعاني عندما لا نجد من يولج الكف داخل أعماقنا ليعلم بث نفوسنا.

نحن ننفي عن أنفسنا شبهة التقصير مع من يعيشون في دوائرنا بمجموعة متلاحقة من الاسئلة الروتينية المتتالية، كيف حالك ؟ عامل إيه ؟ إيه أخبارك ؟ إيه أخبار شغلك ؟ إيه أخبار أسرتك ؟ وبعد تلقي الإجابات على منشور الأسئلة بجملة واحدة تحمل حمد الله والثناء عليه ودون التفات لحقيقة هذه الإجابات، نشعر بارتياح لأزاحة هذا الواجب الثقيل عن صدورنا، لنبدأ بعدها في سرد مواضيعنا ومشاكلنا وما نهتم له حقاً، الغريب أنه يوماً ما وعندك انهيارك تجدهم يأتونك ليسألوك في براءة: ما قلتش ليه ؟ ما حكتليش ليه ؟ مش سألتك عامل إيه ؟ كنت قلي يا أخي وبعدين أنت المفروض من نفسك تيجي وتقول لي .. هو احنا مش اخوات ؟ أو يقول مبرراً تجاهله لمعاناتك : أصل أنا حسيت إنك مش عايز تتكلم !!!.

أفكار تتردد في نفسي حول حاجة الانسان لمن يسأله باهتمام صادق عن حاجته وعن آلامه دون إلحاح ولا اصطناع مكشوف، هل هذه الحاجة مرتبطة فقط بالنساء ؟ حدث مراراً أن سمعنا طلب المرأة من زوجها أن يولج الكف ليعلم البث، إلا أنه لم يؤثر أن طلب رجل من زوجته أو صديقه أن يسأله عما يضايقه، بل على العكس فالمشهور عن الرجل هو ميله لدخول كهف الرجل عند وجود المشاكل، لكن ماذا إذا طال أمد هذه المشاكل هل متوقع أن يظل الرجل في كهفه ؟ ألن يخرج متوقعاً وجود من يفتقده ومن يهتم لحاله ويسأله عن حاجته ؟ وإذا بقى في كهفه طويلاً أيعيبه أن يتوقع وجود من يطرق عليه أحد الباب ليقدم له ولو كوباً من الماءن ويفتقد هذا الطارق.

لا أظن الحاجة لمن يسمع طلباً أنثوياً، فالحاصل أن الرجال والنساء يذهبون جميعهم إلى الطبيب النفسي ليسمع شكواهم. وحتى عندما يذهبون إليه يفاجئون بأنه مع كثرة المترددين عليه يقصر سماعه للمشاكل على دقائق معدودة بالمقدار الذي يطمئن فيه قلبه ويرضى ضميره عندما يكتب المهدئات المعتادة لمرضاه، دون أن يكلف نفسه كلفة سماع شكاوهم المملة.

نعم شكوانا وآلامنا مملة لدى الآخرين ولا يصح أن يطلب المرء من الآخرين سماع آلامه، ولا أن يدفع لطبيب لكي يفضفض له عما يحيره ويعاني منه، طلب اهتمام الآخرين حماقة ونرجسية ومراهقة وطفولة متأخرة كمان، أنت مكون لا بأس به عند الآخرين، لكن لن يبلغ الاهتمام بك أبداً درجة الاهتمام بترابيزة السفرة التي نمسح عنها التراب ليل نهار لتحمل لنا أطباق الطعام، كن واقعياً فعلى المرء أن يكون رجلاً حمالاً يحتفظ بمعاناته لنفسه دون أن يزعج الاخرين بها ولا أن يبحث عن من يشاركه فيها حتى تأني نهايته يدخل قبره مع آلامه، وحتى لو دخل قبره سريعاً بسبب آلامه، عليه أن يكون رجلاً ويدخل في صمت.

بينما أفكار الآسى على الذات هذه وغيرها تتردد تأتي نسمات الرحمة، رن التليفون في العاشرة صباحاً، لأجد المهندس عبد الرحمن يتصل بي، فاجأني بقوله : انا بس قلق عليك فقلت اطمئن عشان أنت امبارح جيت لي في المنام وقعدت معايا لصلاة الفجر وكان شكلك متضايق أوي وقعدت تفرجني صور لناس انا ما اعرفهمش وتشتكي لي منهم .. طيب هما زعلوك ؟ حد ضايقك ؟ احكي لي فضفض لأخوك ...

الحمد لله يا باشمهندس، شكرا ليك .. كل حاجة تمام وأنا بخير، جزاك الله خيراً على السؤال.

Wednesday, October 03, 2012

الكسل


امتدت نظراتي إلى الديسكتوب على شاشة جهاز الكمبيوتر البعيد وأنا ممدد على فراشي، والذي رغم كونه غير مريح فمع الكسل أصبح أحب إلى من جميع ملذات الدنيا في هذه اللحظة، يجب أن أغلق هذا الجهاز البعيد ولكن كيف ؟

هو بعيد وليس لدي يد بهذا الطول لتمتد فتغلق الجهاز، كما ان خاصية الأمر الصوتي Speed Recognation الموجودة في الويندوز داخل ال Control Panel لم اقم بتفعيلها لأتمكن من أن اقول للجهاز Shut down فيغلق نفسه بنفسه، بالأضافة لكون المايك - وهو ضروري لهذه العملية - غير متصل أصلا .. ماذا أفعل ؟؟

وقعت عيني على اللابتوب الموجود على كرسي بجوار السرير، اقنعت يدي أنها يمكنها أن تتحرك وتقوم بهذه التضحية من أجل سعادة باقي الجسد .. أخيراً استجابت يدي وامتدت نحو اللابتوب لتحضره.

فكرتي كانت أنه عبر اللابتوب وعن طريق برنامج الـ Remote Desktop Connection الموجود في قائمة Start يمكنني أن ادخل إلى جهازي البعيد بإدخال الـ IP الخاص به واتعامل معه وكأني اجلس عليه مباشرة، ويمكنني إذا أن أجد طريقة ما لغلق الجهاز ..

انتهى اللابتوب من التحميل والآن عبر اللابتوب دخلت إلى جهازي البعيد واستطيع أرى سطح المكتب لكن بهذه الطريقة الريموتلية فإن زر إغلاق الويندوز Shut Down في جهازي البعيد لن يظهر ،، ماذا افعل ؟؟

فكرت ... إذا صنعت ملف (باتش) لغلق الجهاز ووضعته على جهازي البعيد ثم فتحته بالدابل كليك المعتادة فإنه سيغلق الجهاز. فبدأت بالتنفيذ، وبعد سيرش بربع جنيه على النت وجدت انه يمكنني أن انشأ ملف Text عادي من برنامج الـ Notepad واكتب فيه مسار برنامج اغلاق الجهاز الموجود في الويندوز على المسار التالي C:\Windows\System32\shutdown.exe ثم اتبعه بمجموعة الاختييارات اللازمة مثل

r- لعمل ريستارت
أو F- لعمل غلق إجباري لكل البرامج المفتوحة
وتحديد الوقت المناسب للغلق t 02-

ليصبح كل ما كتب في الملف كالتالي

C:\Windows\System32\shutdown.exe -f -t 02

قمت بحفظ الملف وغلقه ثم قمت بتحويل امتداد الملف من txt. إلى bat. ليتحول الفايل إلى باتش فايل جاهز الآن للاستخدام كبرنامج لغلق الكمبيوتر، الآن اضغط عليه من مكانه على سطح مكتب جهازي البعيد، وأخيراً وبعد ثواني تمت بنجاح عملية غلق جهاز البعيد.

اغلقت اللابتوب سريعاً سعيداً بينما امتدت نظراتي مرة أخرى إلى ضوء اللمبة وزرها البعيد باحثاً عن أي فكرة يمكن اطفاءها بها دون أن اضطر إلى القيام من مكاني، وبعد مدة من تفكير دون جدوى، ودون التوصل إلى أي حل كهربي، استسلمت وقمت فأطفأتها وحمدت الله أني اعمل في مجال الكمبيوتر حيث يوجد دائماً مكاناً للكسالى يبرعون فيه في إيجاد الحلول للمشاكل بما يناسب كسلهم، ولم اضطر يوماً ان اعمل بشهادتي الجامعية في مجال الكهرباء.