Saturday, June 22, 2013

من تاريخ مصر الحديث



مايو 1980
تعيين الفريق أحمد بدوي أحد أبطال حرب أكتوبر وزيراً للدفاع.

فبراير 1981
الفريق أحمد بدوي يخاطب صديقه علوي حافظ - أحد أعضاء تنظيم الظباط الأحرار - ويخبره أن الرئيس السادات يسعي لتصفيته لأنه رفض إحالة مجموعة كبيرة من قيادات الجيش للتقاعد وأصر على الإبقاء عليهم في مناصبهم لحسن سيرتهم وطهارة أيديهم. ويخبر بدوي صاحبه بأن هناك مافيا من تجار السلاح تلتف حول السادات من كبار رجال الدولة علي رأسها نائب الرئيس حسني مبارك. وعلوي يطالب بدوي بعمل انقلاب لتطهير البلاد من الفساد.

مارس 1981
سقوط مروحية الفريق أحمد بدوي بعد أن ارتفعت عن الأرض خمسة أمتار ومقتل ثلاثة عشر قائد من كبار قيادات القوات المسلحة منهم: قائد المنطقة الغربية العسكرية ورئيس أركان المنطقة الغربية العسكرية ومدير هيئة عمليات القوات المسلحة ونائب رئيس هيئة التنظيم والإدارة و رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومدير إدارة الإشارة وغيرهم. ونجاة طاقم الطائرة بالكامل وسكرتير وزير الدفاع واعتبار السقوط مجرد حادث.

أكتوبر 1981
الملازم خالد الإسلامبولي الغير منتمي لأي تنظيم أو جماعة ينفذ بنجاح عملية اغتيال للسادات، وفي التحقيقات معه يذكر من ضمن أسبابه للقيام بالعملية الانتقام من السادات بسبب قتله الفريق أحمد بدوي.

ديسمبر 1988
علوي حافظ يتقدم بطلب استجواب لمجلس الشعب (بعد نجاح جماعة الإخوان المسلمين في الفوز ب 36 مقعد في انتخابات ذلك المجلس 1987) والاستجواب بخصوص عصابة تقوم بصفقات سلاح وهمية تضم الملياردير المصري حسين سالم، ورئيس الوزراء كمال حسن علي واثنين عملاء مخابرات أمريكيين – تم القبض عليهم لاحقاً بسبب هذه التهم -، بالإضافة إلى منير ثابت شقيق سوزان مبارك.

مارس 1990
في الخامس من الشهر واثناء متابعة الشعب المصري لمباراة مصر ونيجيريا تتم مناقشة الاستجواب في أجواء شد وجذب، واعتراضات من كل من رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وكمال الشاذلي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الوطني وعاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء لمنع استكمال والتصريح بالأسماء في الاستجواب، وانتهاء الجلسة بحذف رفعت المحجوب بنفسه جميع الأسماء الواردة من مضبطة مجلس الشعب.

مايو 1990
المحكمة الدستورية العليا تقضي بحل مجلس الشعب.

أكتوبر 1990
اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري. الرواية الرسمية الأولية تنسب الاغتيال لعناصر من خارج مصر، ثم تعدل عن ذلك وتعتقل عناصر مصرية من الجماعة الإسلامية وتتهمهم بتنفيذ العملية بالخطأ بعد أن كان هدفهم وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسى وليس المحجوب، رغم تصريح الوزير حسب الله الكفراوي بأن المحجوب أخبره قبل أسابيع من اغتياله أنه مستهدف للتصفية، والمحكمة تقضي ببراة جميع المتهمين الذين كانوا يهتفون من داخل المحكمة أن مبارك هو المطلوب.


Sunday, June 02, 2013

بين اعتماد وولادة وزينب


والحديث عن رجال ذلك العصر – ابن تاشفين ويحي بن عمر والمعتمد بن عباد وابن زيدون وابن عمار - يأخذني للحديث عن نسائه، فلا تقل متعة ذكر نسائه عن متعة الحديث عن رجاله، والحق أنني أغبط رجال هذا العصر، الذي كانت نماذج النساء فيه من نوعية اعتماد الريميكية زوجة محمد بن عباد وزينب بنت اسحاق النفزاوية زوجة يوسف بن تاشفين، وولادة بنت المستكفي ملهمة شاعر الأندلس ابن زيدون، بل وأغبط كل عصر غير عصرنا هذا كانت فيه النساء كما ينبغي أن تكون النساء، او حتى أقل مما ينبغي، او حتى أقل بكثير مما ينبغي.

قد يخطر على البال عدم إنصاف هذا الكلام ؟ فهن كن زوجات الملوك والأمراء .. فمن قال أن نساء هذا العصر كن كلهن كولادة واعتماد ؟؟

وما أراه هو أن نساء الملوك والأمراء هن فعلا صورة تدلك على نوعية نساء العصر، فكما أنه كما تكونوا - أيها الرجال - يُولى عليكم، فإنه كما تكن أيها النساء تكن زوجات ملوككن، أو العكس في حالة النساء، فكما تكن نساء ملوككن تكن، وليس أدل على هذا من أن نسوة المدينة لم يكن ليقدرن على أن يراودن يوسف عن نفسه إلا لما روادته امرأة العزيز نفسها، والعجب من حقي أنا تجاه من يرفض كثيرا مقالي عن كون الجيل الذي تربى وترعرع ونشأ في الثمانينات والتسعينات هن بنات سوزان، بل وينكر علي التعميم، وكيف لا أعمم وما أراه واسمعه ليس تحليلاً ولا تجنياً بل وقائع أراها عين اليقين، فكلهن بنات سوزان، حتى تلك التي خرجت لإسقاط زوج سوزان وسوزان هي من بنات سوزان، حتى تلك التي كرهت واشمأزت من سوزان هي من بنات سوزان، فكلهن بنات سوزان وإن أنكرن، كما أن اللاتي نشأن في عهد جيهان هن بنات جيهان، واللاتي نشأن في عهد فتحية هن بنات فتحية، واللاتي نشأن في عهد فريدة هن بنات فريدة، وشتان شتان بين بنات فريدة وبنات سوزان، وهذا أمر ملاحظ لا يحتاج لإيضاح ولا لإثبات.

فسوزان هي من أسقطت زوجها في عمله وأضاعت ملكه، وسوزان هي الأم التي ربت أمثال جمال وعلاء، وسوزان هي من سعت حثيثاً لكل تكريم دولي وأنفقت ثروات من أجل ذلك – 6 دكتوراة فخرية، لاينفاسها في العدد إلا د. البرادعي دكتوراة حقيقة و 15 فخرية يا بلاش -، وسوزان هي حقوق المرأة وحقي وحقك وراسي براسك وزي ما بتعمل حعمل، واشمعنى أنت. سوزان هي عدوة موزة وصديقة تهاني.

سوزان إذا اشتاقت لقتالك فستقاتلك لأهون سبب ودون انتظار لموقف معقول يستدعي القتال، علما أن معدل اشتياقها للقتال هو مرة على الأقل كل يوم، وإن طالت المدة عاتبتك وقاتلتك لذلك، لماذا تتجنبني ؟؟! بل حتى وإن قلت لها: صباح الخير فستقيم الدنيا وتقعدها، وتجعل من قولك صباح الخير سببا حاسماً للقتال، إزاي تقولي لي صباح الخير وانت عملت/ما عملتش كذا وكذا .. وليه بتقولها لي بهذه الطريقة .. إلخ، هكذا سوزان وهكذا بناتها.

لذلك فوجود ولادة واعتماد وزينب كزوجات لملوك وامراء هذا الزمان يعطيك صورة عن نساء هذا العصر السعيد رجاله.

فإذا وفيت وأثبت الاجابة على الخاطرة السابقة، جاءت إليك قائلة : والله دول ستات لرجال عظماء ورجال هذا العصر كانوا كأمثال يوسف ابن تاشفين ويحيي ابن عمر فكانت زوجاتهم كهؤلاء، فكونوا لنا كمحمد نكن لكم كعائشة وكونوا لكم كعلي نكن لكم كفاطمة ...

يالله .. الآن حصحص الحق، هذا هو عين فعل بنات سوزان، فهي لن تقر بحاجتها إلى العودة لأنوثتها وتكون الراحة والمودة والسكن قبل أن تطعن في رجولتك، فأنت أيها الرجل المعاند المكابر من تحتاج إلى إصلاح، أنت الذي لا تحترم المرأة – هكذا على الأطلاق برغم مدحك لسيرة عظيمات النساء اللاتي مضين – وانت أيها الرجل الذي لا تقدرها ولا تعرف قيمتها، أنت ايها الرجل الذي لا تعاملها كما يجب أن تعامل القوارير – اسطوانة سوزان لو كانت متدينة- ، وهكذا تنقلب المائدة عليك. أبجنى تجدني وسلم واستلم.

وباالتغاضي عن كون هذا الدفع يعد اعترافا ضمنياً بصدق شكوانا من حالهن، إلا أنه أيضاً يؤكد أنهن من بنات سوزان، فالخلاصة عندهن أن سبب حال النساء العوج هو أنتم معاشر الرجال، فإن سألت: هل أنتن تابعات لنا ؟ قلن : لا، بل نحن شخصيات وكينونات مستقلة. فلماذا إذن أيتها الشخصيات المستقلة لا تتعاملن بمطلق أخلاقكن الكريمة فتكونوا كفاطمة وعائشة وإن لم نكن نحن كعلي أو محمد، لماذا لا تكن كآسيا امرأة فرعون وتتشبهن بها وتدخلن الجنة معها حتى وإن كان أزواجكن من الفراعنة.

ما علينا .. فلا فائدة من الحديث.

يبقى أن أقول أن من نساء العصر، تظل اعتماد الريميكية الأقرب إلى نفسي كما كان زوجها، اعتماد جارية الريميكي الأديبة اللبيبة التي كانت تغسل الثياب على الشاطئ بينما سمعت رجلاً شاعرا تأمل جمال البحر وقال لصاحبه بجواره منشداً: صنع الريح من الماء زرد .. اجز – يعني كمل بيت الشعر - ، فتلعثم الصاحب واضطرب ولم يستطع فاكملت هي: أي درع لقتال لو جمد.

صنع الريح من الماء زرد .. أي درع لقتال لو جمد

أي صنع الريح من أمواج البحر انحناءة فيما يشبه الدرع الزرد الذي يرتديه المقاتل في حربه، فأي درع يفوق هذا الدرع في القتال لو جمد. - أميل بالهوى إلى هذه الرواية وأن الذي أجاز هو اعتماد وليس بن حمديس، وكل ما جاء في كلامي ليس تاريخاً مدققاً ولكنها خواطر وافكار مسترسلة -.

يسمعها الرجل الذي هو الأمير محمد ابن عباد فيعجبه ذكاءها وفطنتها وحلو لسانها فيتزوجها ويرفعها إلى جواره، فتكون خير الصاحبة له، الشريكة المناسبة، وتوأم روحه، ويستقر معها إلى حين وفاتها فيموت من بعدها بقليل.

لا شك عندي أن زينب بنت اسحق أكثرهن عقلاً، وأن ولادة بنت الخليفة المستكفي أكثرهن دلالاً وهي بلا ريب غانية عصرها – غانية يعني استغنت بمالها ومكانتها عن الزوج وبجمالها عن الزينة –.

لكن اعتماد هي مثال الزوجة التي تتغير من أجل زوجها، جارية تترفع من أدنى درجات المجتمع إلى جوار ملك أشبيلية، ثم تحافظ على مكانته ومكانتها وتستجيب لمكانة زوجها، فلا يندم يوماً على زواجه منها، بل ويستمر في حبها وكتابة الأشعار فيها حتى وفاته، هي زوجة و .... زوجة وكفى لن أزيد على هذه الكلمة، فهذه كلمة لن تفهمها بنات سوزان.

وهي الزوجة البسيطة غير المتكلفة التي لا تخجل من أيام فقرها فتتدلل وتتمنى على زوجها ملك البلاد لو تمشي هي وبناتها في الطين حافيات الأقدام كما تفعل بائعات اللبن مع بناتهن وكما كانت تفعل من قبل أيام خدمتها في بيت الريميكي، فيلبي ابن عباد حباً لهاويصنع لها طينا كلف خزانة الدولة ثروة طائلة ..

وهي الجارية التي انجبت لابن عباد أبناءه الذكور فكانوا جميعاً رجالاً أحسنت ربايتهم على البطولة والاقدام والشجاعة فمنهم من قتل دفاعا عن ملك أبيه ومنهم عاش ثائراً بعد نفي ابن عباد واعتماد إلى أغمات.

رحم الله زينب بنت اسحاق واعتماد وولادة، ورحم الله يوسف ابن تاشفين ومحمد بن عباد وابن زيدون، ورحمنا الله وإياكم.