Monday, April 27, 2020

البابا جمعة مش عايز جمعة



نشرت بوابة الأهرام المصرية خبرا أن "وزارة الأوقاف تحذر من إقامة الجمعة أمام المساجد أو الطرقات أو الزوايا أو فوق أسطح المنازل" وذكرت شطراً من تهديدات وزير الأوقاف جمعة وتحذيراته المتواصلة التي تتسم بالعنف والوعيد وووصم كل مخالف لرأيه بالجهل والتطرف. كما أوردت تحذير وزارة الأوقاف من أي محاولة لإقامة صلاة الجمعة أو صلاة الظهر أو غيره جماعة في أي من المساجد أو محيطها وتأكيد الشيخ جمعة أن الوزارة ستتعامل بحسم شديد مع أي "مخالفة" من "المخالفات". وذكر أن صلاة الجمعة لا تنعقد بمخالفة ولي الأمر، وأن الصلاة لا تنعقد في الطرقات أو أمام المساجد أو الزوايا أو فوق أسطح المنازل.

يبدو إن الشيوخ المعينين في وزارة الأوقاف تمادوا في العنجهية، وتطاولوا في تعظيم ذواتهم ونسوا إن دورهم لا يتعدى الحفاظ على ما أوقفه الناس لله، وتنظيم ما جعلته الدولة من حيطان وأراضي وأثاث وخلافه لإقامة الشعائر والعبادة ونشر المنفعة، فافتكروا إنهم كنيسة أوروبية في العصور الوسطى يرأسها الشيخ الدكتور أوربان جمعة الذي يملك وحده دون غيره صكوك القبول وله أن يحلل ويحرم بهواه، وله سلطة أن يخاطب المسلمين بلغة التهديد والوعيد لكل من يخالف تعاليمه المقدسة ويقرر يصلي جماعة خارج المسجد.

سلطة الأوقاف - إن كان لها سلطة - تختص بالمسجد كبنيان، لكنها تعدت في غفلة لتشمل ما يفعل وما يقال فيها، فليس لها الآن أن تمد سلطاتها المزعومة لتمارسها على الدين نفسه، فتقرر كيف يتعبد الناس لله خارج أبواب بيوت الله المغلقة، ولا يوجد مثل هذه السلطة الدينية في الإسلام أبدا، وليس لمعينين الأوقاف أن يفترضوا في أنفسهم دون غيرهم الوعي والخطاب المستنير لجرأتهم فقط في منع شعائر الله، بينما غيرهم جهلة فوضويين لتعظيمهم هذه الشعائر، وليس للأوقاف أن تحل أو تحرم اجتماع الناس في الشوارع او على أسطح البيوت (فاضل يحرموا الجماعة في البيوت). وإذا كان بلغ فشلهم في تنظيم الصلاة بشكل يحفظ للناس أرواحهم ويحميهم من الأذى فليس لهم أن يمنعوا غيرهم عن إيجاد حلول بديلة لمجرد فرض الرأي وإظهار السيطرة للأسياد.

أما التسليم بغلق المساجد - رغم استمرار الحياة في جوانب أخرى تانية - فدا ليس اقرار ان دا تصرف شرعي له مستند سليم. ولكنه إقرار بأمر واقع كحل مؤقت، ومنعا لاختلاف الكلمة ودرأ لمفسدة قد تحدث في بيوت الله، وطاعة لولي أمر الناس تسلط علينا، ومنعا لزيادة الشقاق (يكفي ما تسبب فيه هؤلاء الأغبياء بالفعل من شقاق)، وإدراكا إن هؤلاء المعينين معدومي الكفاءة قليلي الحيلة، عاجزي الإرادة، لا يملكون حلا ولا تدبيرا غير ما يملى عليهم.