Sunday, December 30, 2012

الحياة الأخيرة



قالت: أريد أن اقرأ أو اسمع شيئاً مختلفاً، شيئاً خيالياً.

فكرت قليلاً ثم قلت لها: هل تعلمين ماذا فعل الكاتب بعد أن رحل أهله الأنباط إلى مصر؟

كانت أول بادرة خطرت إلى ذهنه وهو يلمح القافلة تلتهمها رمال الصحراء هي سر تلقيب أهله له بالنبطي ؟ أوليس الجميع هنا أنباط ؟ حدث نفسه أن لعلها كانت نبؤة تخبر بما يحدث الآن، وأني سأكون آخر الأنباط. يذهب الجميع إلى مصر، يذوبون في أهلها، يأكلون طعام المصريين، ويتزوجون من نسائهم، ويتحدثون بلهجتهم، ويتسمون بأسمائهم، ولن تتذكر الأجيال القادمة إلا مصريتها، وذكرى عابرة عن أصول غابرة في جزيرة العرب. أما أنا فسابقى هنا وحيداً أراعي هذه الجدران وأحافظ على ذكرى قومي واستمسك بهذه الجبال خشية أن ترحل هي الأخرى.

آه لو بقيت مارية !! لكنا ملأنا جنبات هذه الجدران بأصوات ضحكاتنا ولاستحالت هذه الأحجار إلى جنان مزهرة، ولأحيينا الديار بصرخاتنا وصخبنا، ولرسمنا أسمينا على أخاديد السيق، ولتسابقنا كل يوم نحو المربوعة، حيث أجلسها مكان أم البنين وأجلس عند قدميها لأسمع منها حكايات أرض كيمي القديمة.

لكنها اختارت هذا الأحول "سلومة"، اختارت ان تبقى معه وأن تترك دنيتنا لأجله، اختارت أن ترحل معه مخلفة وراءها نصف قلب مكلوم، فرغم العبرات التي ذرفتها أمامي وهي تتوسل أن أرحل معهم إلا أنها في النهاية اختارت – بشكل ما - أن تكون له ومعه، وأن ترحل بعيداً عني، لقد حيرتني دموعها دوماً، تتوسل إلى لأرحل معهم حتى استمر في معاناتي وأنا أراها بين أحضان رجل غيري تُنسب إليه من دوني بينما أنا أناديها يا خالة وأتفادى النظر إلى عينيها خوفاً من أن يقع المحظور فأعير بين الناس بالخائن، فإن كانت كل غايتها أن تراني إلى جوارها جامعة بيني وبين غيري، فهذا عذابي، وغايتي المختلفة أن تكون لي وحدي وألا أرى في دنياي غيرها.

لعلها تظن أنها مرغمة فسلومة في النهاية زوجها ... وهو أخي أيضاً، لكنه رحل ولم يعد أخي بعد الآن، لعلي لا آراه بقية عمري .. بقية عمري ؟!! عن أي عمر اتحدث ؟ أنا هنا أحيا وحيداً في مساكن مهجورة وليس عندي غير الزبيب والطعام المجفف، حتى كلباي الأحمقان رحلا، آه لو تركا تلك الضباع الجائعة تأخذني لكنت ارتحت الان مما أنا فيه .. لكنهما أصرا أن يبقيا على الوفاء، وقاتلا عني حتى هلكا، فكانا آخر الأوفياء كما صرت أنا آخر الأنباط .. آه لو بقيت مارية.

لماذا تظن أنها مرغمة ؟ ألم تأت بإرادتها مع سلومة من مصر لتسكن ديارنا ؟ ألم تغير ديانتها وتدين بإرادتها بالدين الجديد ؟ ألم تطلب من سلومة بإرادتها أموالها التي أودعتها عنده واستنصرت بالهودي حتى أعاد إليها أموالها ؟ ألم ترحل بإرادتها معه عائدة إلى مصر ؟ لماذا تعجز إرادتها الآن عن إسعادنا ؟ ألم تدرك إني ما قررت البقاء عناداً في قومي إلا استبقاءاً لها، ولو اظهرت قليلاً من العزم على البقاء معي وهجران الأحول لكنت رحلت معها إلى الشام أو إلى اليمن، أو حتى إلى مصر إلى الأسكندرية بعيدا عن أهلها في كفور النملة.

غريب هذا الاختلاف، كنت أشعر بضيق المكان في وجود التحتانيين، ولعلني كنت أفر منه واغتنم الفرص لاختلي بنفسي بعيدا عنهم، لكن الآن بعد رحيل الجميع اشعر باتساع المكان الغير محتمل، أنى لبشر أن يحيا وحيداً داخل هذا الفراغ، لم أعد اطيق دخول المجلس ولا المربوعة، واتحاشي المرور في السيق حتى لا أرى حجرة مارية، هذه الغبية التي لا تدرك أنها حياة واحدة وعمر واحد علينا أن نغتنمه لنحيا مع من نحب، ونموت أيضاً مع من نحب .. ألم تعرف أني أحبها أكثر من ذاك الأحول الذي لا يجيد إلا شرب الخمر، والبحث عن الأموال، الكل يعلم أنه يهجرها بالشهور الطوال للتجارة، وما هداياه لها إلا لغرض في نفسه يبسط به نفوذه عليها فهي بها راضية، بل والكل يعلم أنه ما أخذها معه إلى مصر إلا ليستولي على دارها ويثبت لنفسه حقاً في قصر بطرس الجابي بصلة قرابتها البعيدة منه، وليتودد بها أيضاً إلى المصريين، فإذا استوفى غرضه فإنه ولا شك هاجرها وربما طلقها ليتفرغ لزوجته الجديدة، فلن تجد عندها من يحنو عليها بعد رحيل أبويها ودخول أخيها بينيامين الدير، كيف تحملت هذه الحمقاء هذا الجلف الغليظ عشر سنوات، ألا تعلم أنها تستحق أفضل من ذلك.

سألقي جسدي هنا على هذه الرمال وأنظر إلى السماء حيث تحوم هذه الجوارح فوقي وتنعق تنتظر موتي، وإن كان ليس أكثر مما انتظره، ما الذي يؤخرها عني فإني لن أقاوم الآن إن بدأت بنهشي، ستنتقل مارية إلى جوار البرابي حيث التقينا أول مرة لتعيش بين الآثار المهجورة، بينما أموت انا هنا في الديار المتروكة، لم نسعد بحياتينا ولن نتحول إلى هدهدين.

[مع كامل الاعتذار ليوسف زيدان]

Friday, December 14, 2012

عن الدستور



وكم بلد بلا دستور صَلُح حالها

وكم من دساتير قل ما تنفعُ

فاشغل نفسك بما هي أهل له

ولا تكن كالغر ينقاد لمن هو يخدعُ

فما صلاح النص فقط يوماً بالذي

يصلح أمة فانتبهوا لي واسمعوا

ولو كان ذا لانتفع إذا عندها

بصالح القرآن خوارج وشِيّعُ

فالعقد لا يحفظ للزوجة سعدَها

إن كان الزوج في المعاصي يرتعُ

فأصلح نفسك وأهلك وقل لهم

إنا نوالي المصلحين ونتْبَعُ

وما الدستور إلا حبر على ورق

وبدون صلاح رعية بالخيبة يرجعُ



Friday, December 07, 2012

خد نقطة



مسابقة الفهم: مجموعة من الاسئلة، كل سؤال تجاوب عليه ب(نعم) احسب لنفسك نقطة، وجمع النقط واعرف نفسك ؟


لو انت فاكر انك بتتعاون مع الحزب الوطني مؤقتاً عشان تقضي على الاخوان وبعد ما تتخلصوا من الإخوان اصدقاءك من الحزب الوطني حيسيبوا البلد تنضف ويتعاونوا معاكم في ديمقراطية حقيقية لخدمة البلد ... خد نقطة.


لو أنت من الثوار الشرفاء وتحالفت مع رجال الحزب الوطني وفي وسط مظاهرة شفت أشكال البلطجية بتوع الحزب الوطني معاك في المظاهرة بيقتلوا وبيحرقوا، فسكت وعملت نفسك مش واخد بالك .... خد نقطة، ولو بررت اللي بيعملوه .... خد نقطتين.

لو أنت مقتنع إن ممكن عدد مهول من ميلشيات الاخوان المسلحة تهجم على عدد بسيط من المعتصمين الشرفاء السلميين الغير مستعدين ولا مجهزين فتكون النتيجة مقتل خمسة من الميليشات المسلحة ... خد نقطة.

لو الكام صورة اللي صحابك شيروهم عن المصابين هزوك من اعماقك وخلوك تكره الاخوان عشان وحشين فضوا الاعتصام بالقوة ومش مصدق كلام الاخوان إن الخيم كانت فاضية، وفي نفس الوقت حرق مقرات الحرية والعدالة، وحرق مقرات جماعة الاخوان المسلمين، واقتحام مقرات صحيفة الاخوان، ومهاجمة بيت أهل مرسي في الشرقية شايف انه عادي ... خد نقطة.

لو مصدق إن عند الإخوان ميليشيات مسلحة وفي نفس الوقت ما دافعوش عن مقراتهم اللي اتحرقت، وبالرغم من كده انت شايف برضه إنهما اللي بيجروا مصر لحرب أهلية، لكن اللي بيعتصم قدام القصر الجمهوري وبيهدد باقتحامه ، وبيرفض عمل دستور، وبيرفض الحوار وينسحب من التأسيسية بعد خمس شهور دا اللي بيحاول يخرج بالبلد لبر الآمان ... خد نقطة.

لو شايف ان اللجنة التأسيسية قعدت تلعب 6 شهور وسلقت الدستور في 24 ساعة ... خد نقطة

لو انت فاكر ان د. البرادعي لما لف يطلب التدخل الأجنبي من امريكا واوربا ويروح المانيا ويتكلم عن الهولكوست ويروح المجلات الاقتصادية في العالم يحذر من الاستثمار في مصر دا تصرف وطني سليم ... خد نقطة.

لو انت مؤمن بكل مبادئ الديموقراطية لكن كافر بمبدأ المعارضة الوفية، وشايف إن الديمقراطية مش لازم تيجي برأي الشعب عشان الشعب جاهل ومضحوك عليه ... خد نقطة.

لو انت فاكر إن الاخوة المسيحيين اللي بيهاجموا مرسي دلوقتي اكتر من أي هجوم عملوه ضد مبارك ونظامه دا بدون توجيه من الكنيسة، ومجرد وجهة نظر سياسية ... خد نقطة.

لو انت شايف إن إعلام بهجت وراتب وساويرس والأمين والجلاد وأديب المستمرين من ايام مبارك ممكن تاخد منهم معلومتك، وواثق في النظام القضائي المستمر من أيام مبارك، وإن دول الخليج اللي ضد الثورة من البداية فجأة بقا قلبهم على الثورة ... خد نقطة.

لو شايف ان الصح ان المعارضة تقاطع كل دعوة للحوار الوطني إلا بعد تنفيذ السلطة لكل شروطها ... خد نقطة.


احسب بقا كام نقطة اخدتها:

لو اقل من نقطتين، فأكيد انت مش مصري، وأكيد أنت دسيسة من قبيلة الاخوان الاعداء.

لو اكتر من نقطتين فمبروك انت فاهم جداااااااااااا (لو مصدق إنك فاهم خد نقطة)




Monday, December 03, 2012

دستور يا اسيادنا



أراهم في البحث عن ضبط وإحكام مواد الدستور بحيث لا يشوبه شائبة يمارسون صناعة الوهم اللذيذ ويروجون له بحيث ننشغل ونسلي أوقاتنا ونبحث لنا عن دور في الأحداث، ونستغله في الدفاع او الهجوم على من يختلفون معنا ... فإذا كان الله تعالى قال عن القرآن { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } فعقيدتي أن أي نتاج بشري لازم يكون فيه تناقضات وقصور، خصوصاً لما يكون نصوصه مجملة زي اختراع الدستور.

والقرآن رغم أنه منزل من عند الله لكن لأنه مجمل فهو حمال وجوه، وعشان كده بيستخدمه أصحاب الاتجاهات في الدعاية لأحزابهم وفصايلهم والهجوم على الآخرين، والله تعالى حذرنا من أمثال هؤلاء فقال { مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } فالمشكلة مش في القرآن ولكن المشكلة في اللي في قلوبهم زيغ، عشان كده كانت الآية التي تليها مباشرة { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }.

إشغال الناس بتفسير كلمات الدستور كلمة كلمة - على طريقة هل ( تتكفل الدولة ) أفضل ولا ( تلتزم الدولة ) أفضل، وحط هنا ( ال ) وشيل من هنا ( ثم ) - يحمل الكثير من الخداع للناس لغرض توجيهم ضد أو مع الإخوان مش لحقيقة جودة أو سوء بنود الدستور، لأن كل رأي مؤيد أو معارض حتلاقي أمامه عدة آراء مضادة وكله من فقهاء قانونين ودستوريين، وما أكثرهم وما أكثر اختلافهم فيما بينهم، ولعدم تخصصنا في القانون ولا في اللغة مش ممكن حنقدر نوصل للإحاطة الكاملة بكل معاني المادة الواحدة في الدستور فضلا عن كل المواد ولا لحسم اختلاف المختلفين، بالإضافة إلى إن كل تفسيراتنا واجتهادنا في تحري الصواب حتضيع هباء عند سفح جبل أوليمبوس حيث يقبع في أعلاه قصر آلهة الدستورية العليا المسئولة عن تفسير هذه الكلمات حسب رؤيتهم ومزاجهم الشخصي العالي المحصن القطعي الغير قابل للنقض وانتمائاتهم السياسية الشريفة، فممكن يخلوا أي مادة غير ما أنت بتقراها وبتفسرها ووافقت عليها من الأساس .. لعب القانونيين بالألفاظ هو اللي بيحرر القاتل من حبل المشنقة ويخليه ينال التعويض المناسب من المقتول.

اسهل حاجة اللعب بالنصوص إذا كانت نفوس من يستعملونه نفوس لها هوى شخصي وميل لمصالحها ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله ... نفس القرآن اللي بيؤمن بيه المسلمون هو اللي استدل بيه الخوارج على كفر الصحابة، واستدل بيه الشيعة على ولاية علي، واستدل بيه كل مبتدع على صحة معتقده ... وعظماء النصارى يقفون على كل لفظ فيه ويقولون دا فيه أخطاء لغوبة ومعاني خفية، مع أننا إحنا وهم أعاجم لا نفقه في اللغة مقارنة بمن نزل القرآن فيهم ومحدش منهم عاب على لغته ولا طلع فيه أخطاء نحوية، وكالعادة الأتباع بتصدق ويمشوا وراهم ويرددوا كلامهم.

المشكلة في أشخاص من يطبق مواد الدستور والقانون مش في نصوص المواد، والدستور القديم كان فيه الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع ومع ذلك كنا بنأجر مدن البلاد للعشاق، وكان فيه حماية حرمة البيوت وكانت أمن الدولة معانا جوا البيوت.

وإذا كان الحال مع القرآن زي ما قلت فهل ممكن لأي دستور بشري يكون أفضل من كده .. فالباحثون عن دستور معصوم واضح وضوح الشمس خالي من كل خطأ أو مظنة خطأ أو شبهة تأويل ليكون إليه المرد في كل نازلة لنا وللأجيال القادمة، باحثون عن شيء يفوق القرآن وليس مجرد مثله { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }.


القصد: أربع على نفسك .. الموضوع فعلا مش مستاهل العداوة فيه، واحتفظ بوجهة نظرك لنفسك، واترك غيرك يختار من غير خداعك ليه، واللي حابب يعرض وجهة نظره أو يبغبغ وجهة نظر حد تاني غيره فممكن يعمل دا بدون الحماس الشديد والاندفاع نحو استعداء الآخرين، أو على الأقل يصنع عداواته في الدستور بعيدا عنا.

اقترح لك أن يكون التعامل مع الدستور وتحديد الموقف منه هو تكوين رأي مجمل عن الدستور دون الاستغراق في تفاصيله الجزئية. واجعل مجهودك في الموضوع على قدر إيمانك بأهمية الموضوع، أما عني فغالب الظن أني لن أذهب ليومكم المنتظر احتجاجاً على الاهتمام المبالغ فيه بوثيقة المفروض أن تكون مجرد تفاهمات اتفق عليها الناس وقابلة للتغيير في أي وقت وليست مبتدأ وانتهاء الأمر وشعار الولاء والبراء، وليست الخافضة الرافعة المانعة المانحة، لن أذهب احتجاحاً على سعيكم لتنزيه هذه الوثيقة وانزالها منزلة القداسة وطوق النجاة لنعبدها ولتعبدها الأجيال القادمة ...

و مادمتم حولتم موضوع الدستور من مجرد إجراءات حركية وتنظيم للدولة إلى قضية فكرية وعقيدة تزرعوها في الناس .. فالشيء بالشي يذكر:

أولاً: ارفض أن يمنح الدستور للشريعة سلطاتها، والعكس هو الصحيح.

ثانياً: مفيش دستور مكون من اكتر من 200 مادة ممكن اوافق عليها من غير ما اطلع حاجات جوهرية معترض عليها، سواء بنية صالحة أو بنية افساده على الناس .. وبناء عليه " لا " حتكون نصيب أي دستور في الدنيا إلا لو دخلت مع الموافقة أو الاعتراض عوامل أخرى.

ثالثاً: هل ممكن 90% مثلا من عدد 90 مليون بني آدم يوافق كل واحد منهم بنسبة 90% على مواد الدستور بدون أي تدخل او تأثير إعلامي .. هل دا ممكن في عالم الاحتمالات ؟؟؟!!!

رابعاً: سيبوا رجل الشارع البسيط في حاله .. فهو أحسن عقيدة من سيادة المستشار .. فرجل الشارع ممكن بدون اي حرج إنه يلف الفلافل في ورقة مكتوب فيها الدستور، وهو ما لا يمكن ان يفعله مع المصحف.

Sunday, December 02, 2012

فائدة في حمد الله قبل الشكوى




روى الخطيب في تاريخ بغداد: أَخْبَرَنِي أبو الفضل عبد الصمد بن مُحَمَّد الخطيب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن الْحُسَيْن الفقيه الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو مُحَمَّد الْحَسَن بن عثمان بن عبدويه المعروف بابن أبي عمرو البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: سمعت عبد الرحمن الطبيب وهو طبيب أَحْمَد بن حنبل، وبشر الحافي، قَالَ: اعتلا جميعا في مكان واحد فكنت أدخل إلى بشر فأقول له: كيف تجدك يا أبا نصر؟ قَالَ: فيحمد اللَّه ثم يخبرني فيَقُول: أَحْمَد اللَّه إليك أجد كذا وكذا، وأدخل إلى أبي عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل، فأقول: كيف تجدك يا أبا عبد اللَّه؟ فيَقُول: بخير، فقلت له يومًا: إن أخاك بشرًا عليل وأسأله عن خبره فيبدأ بحمد اللَّه ثم يخبرني، فقَالَ لي: سله عمن أخذ هذا؟ فقلت له: إني أهاب أن أسأله، فقَالَ: قل له: قَالَ لك أخوك أبو عبد اللَّه: عمن أخذت هذا؟ قَالَ: فدخلت عليه فعرفته ما قَالَ: فقَالَ لي: أبو عبد اللَّه لا يريد الشيء إلا بالإسناد، أزهر، عن ابن عون، عن ابن سيرين: إذا حمد اللَّه العبد قبل الشكوى لم تكن شكوى، وإنما أقول لك أجد كذا أعرف قدرة اللَّه في، قَالَ: فخرجت من عنده فمضيت إلى أبي عبد اللَّه فعرفته ما قَالَ، قَالَ: وكنت بعد ذلك إذا دخلت إليه يَقُول: أَحْمَد اللَّه إليك، ثم يذكر ما يجده.


قال القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة في ترجمة أبي الفضل عبد الرحمن المتطبب: وقال أبو العباس محمد بن أحمد بن الصلت: سمعت عبد الرحمن المتطبب يعرف بطبيب السنة يقول: دخلت على أحمد بن حنبل أعوده فقلت: كيف تجدك ؟ فقال: أنا بعين الله، ثم دخلت على بشر بن الحارث فقلت: كيف تجدك ؟ قال أحمد الله إليك، أجد كذا، أجد كذا، فقلت: أما تخشى أن يكون هذا شكوى ؟ فقال: حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا: سمعنا عبد الله بن مسعود يقول قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم " إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك " فدخلت على أحمد بن حنبل فحدثته فكان إذا سألته قال: أحمد الله إليك، أجد كذا أجد كذا.



وروى البخاري في صحيحه أن عائشةُ قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: وارأساهْ، وقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بل أنا وارأساهْ.