Wednesday, July 30, 2014

الشتاء القادم



محمد عبد الخالق

تقطع الكهرباء فى شقة الاستاذ مهدى الفولى من ثلاث الى اربع ساعات يوميا ,,مما جعله يتساءل عن جدوى وجود جهاز التكييف الذى اشتراه بالتقسيط منذ اسابيع ,,الواقع ان حر صيف هذا العام لايطاق وهو لا ياتى بمفرده هذه المرة بل يتسلح بانقطاع المياه والكهرباء ليجهز على اى امل فى مقاومة اثاره المدمره على الاجساد والاعصاب ... فى ذلك اليوم كانت الكهرباء منقطعه كالعاده عندما سمع الاستاذ مهدى اصوات تهليل عاليه قادمه من الشارع الخلفى ,,تحرك الى الشرفه ليرى ما يحدث,, وجد ان اصوات التهليل والهتاف تاتى من عدة جهات مما يجزم انه ليس احتفالا بمناسبه عائليه او خاصه,,, ثمة خبر ما قد اعلن, وما اكثر الاخبار فى مصر تلك الايام وقد عرفه سكان الشارع الخلفى ولم يعرفه هو لان الكهرباء مقطوعه عنده وهى ليست كذلك هناك ,,,ضرب كفا بكف,,, اصوات التهليل تتعالى وتتعدد مصادرها اما الفضول فيقتله قتلا ,,,حتى انه شرع فى ارتداء ملابسه لينزل بنفسه ويتبين الامر ولكن قبل ان ينزل ..عادت الكهرباء ,,تحرك مسرعا نحو جهازى تحكم التكييف والتلفاز وامسك كل واحد منهما بيد ليتسنى له تشغيلهما فى وقت واحد ,,,لم يتطلب الامر بحثا بين القنوات فالخبر العاجل يتصدرها جميعا (عاجل .. تخفيفا لمعاناة المواطنين ..الرئيس يقرر بدء فصل الشتاء فى مصر اعتبارا من الغد )
اقترب مهدى من التلفاز,, فرك عينيه بذهول واعاد النظر , قلب بين القنوات فطالعه نفس الخبر بنفس الصيغه ,,اتجه بصره تلقائيا الى نتيجة الحائط .. 12 يونيو 2014.. ما معنى هذا ؟ فرت منه ضحكه هيستيريه مذهوله .ايبدا فصل الشتاء بقرار رئاسى .؟ كيف يمكن ان يحدث ذلك ؟ اصوات الاحتفال تتصاعد من داخل العماره ومن الشارع ايضا,, قنوات التلفاز تنقل فرحة المواطنين على الهواء مباشرة وقد نصبت الاستديوهات لتحليل الخبر العجيب ,,اخذ مهدى يقلب بين القنوات لعله يفهم شيئا ,,قال احد الضيوف :-يالها من مفاجاة ساره من الرئيس لشعبه بمناسبة تنصيبه ,,,وقال اخر :- اخيرا اصبح لنا رئيسا يفكر خارج الصندوق ليرفع المعاناة عن كاهل المواطنين ,,,وقال ثالث بلهجة العالم ببواطن الامور:- اعلم ان سيادته كان يجهز للقرار التاريخى من فترة طويله منذ كان وزيرا للدفاع مستعينا بجيش ضخم من العلماء ,,,اما مهدى فقد اصاب راسه الدوار,, ينفرج فيه عن ابتسامه بلهاء بينما يقف ليتابع ما يقال,, رن هاتفه بنغمه يعرفها,, كان المتصل هو صديقه اكرم
اكرم بحماس– عرفت ما حدث ؟
رد مهدى بنفس الحماس – نعم
اكرم – رئيس برنس يا بنى هل خطر ذلك على بال احد ؟ولا تقولى احمال ولا مولدات ولا خطط خمسيه
مهدى – ولكن كيف يمكن ان يحدث ذلك ؟
اكرم – الم تسمع ما قاله رئيس هيئة الارصاد ؟
مهدى – لا,,, كانت الكهرباء مقطوعه ولم تعد الا من دقائق
اكرم – قال شيئا عن اتفاق مع روسيا يقضى بتحريك الرياح البارده من هناك الى هنا بتكنولوجيا حديثه توصل اليها علماء القوات المسلحه والعلماء الروس بعد مجهودات وتجارب مضنيه
ثم اتبع اكرم
اكرم – اتذكر ذلك اليوم الحار جدا الذى نزلت فيه الامطار من اسبوع تقريبا
مهدى – نعم
اكرم – لم يكن الامر الا احد الاختبارات النهائيه التى يقوم بها العلماء
مهدى – الامر اشبه بحلم
اكرم – بالفعل انا فى غاية التاثر ... الجيش يا بنى ,,,الجيش,,, لا مستحيل مع الجيش
عندما انهى مهدى المكالمه وقف يفكر فى فعل يقوم به ليمتص حماسه المتزايد ,,,كان فى تلك اللحظه يشعر بفرحه وفخر منقطعى النظير لدرجة انه قفز فى الهواء من شدة السعاده ..وقرر النزول الى الشارع ليحتفل مع الشعب ...وقبل ان ينزل نظر الى جهاز التكييف وابتسم ابتسامه ساخرة قائلا
مهدى – يا ريتنى ما اشتريتك لم يعد لك اى فائده ومن الغد سينتهى الحر المميت
امضى مهدى ليلته وهو يتنقل بين الشوارع ليتابع احتفالات المواطنين العارمه بالقرار التاريخى الذى سيضع حدا للحر والعرق وانقطاع الكهرباء ,,,مضى يشاهد الرقص والغناء بل ويشترك فيهما احيانا,,, كانت ليله تقطر بالسعاده حقا الا انها لم تخلو عند نهايتها مما يعكر الصفو فقد حدث ان قرر مهدى ان يبتاع بعض الفاكهه قبل العودة الى المنزل وعندما وصل الى احد المحلات فوجىء بزحام شديد غير مبرر وعندما اتجه الى محل اخر وجده اكثر زحاما من الاول وعندما حاول مهدى استبيان الامر من احد الواقفين قال الرجل
الرجل – انها اخر ليالى الصيف وبالتالى اخر ليله للفاكهه الصيفيه كما يقول التجار
ضيق مهدى عينيه متفكرا... هل يبدو ذلك منطقيا ؟
اما الرجل الاخر فتابع – البطيخه سعرها وصل 120 جنيه
مهدى – كم ؟
الرجل – ونفس الامر بالنسبه للعنب والمشمش ,,,سيحقق التجار اليوم مكاسب بالملايين
لتذهب الفاكهه الى الجحيم ,,,,قالها مهدى لنفسه بعد ان غادر محل الفاكهه وقال ايضا :- جشع التجار واستغلالهم سيفسد روعة الحدث التاريخى ولكنه عاد مرة اخرى يقول,,,, هل يبدو ذلك منطقيا؟
فى البيت جلس مهدى يتابع النشرة الجويه باهتمام غير مسبوق ,,قالت المذيعه بثبات ( غدا وفى اول ايام فصل الشتاء يسود البلاد طقسا مائلا للبرودة نهارا شديد البروده ليلا ) صفق مهدى بانبساط ثم اغلق التلفاز وتوجه الى فراشه ,,,, بسعادة طفوليه تناول جهاز التحكم الخاص بالتكييف وقام باغلاقه وهو يقول لنفسه
مهدى – ستنخفض الحرارة تدريجيا حتى الصباح واذا تركتك مفتوحا فقد استيقظ لاجد نفسى متجمدا
*********
استيقظ مهدى فى الصباح ليجد نفسه سابحا فى بركه من العرق ,,,التفت ينظر الى جهاز التكييف فوجده مغلقا ,,اه .لعله تعطل نتيجة انقطاع الكهرباء ...ولكنه انتبه فجاه ,,,تذكر انه اغلقه بنفسه ليلة الامس خوفا من ... اليس اليوم هو ... ؟ تحسس بيديه جسده الغارق فى العرق ,,هز راسه بعنف,, هل كان يحلم ؟ولكنه اغلق الجهاز بنفسه فعلا,, ترى ماذا حدث ؟ اين الشتاء ؟؟ لابد انه قد وقع شىء ما سيتم تفسيره لاحقا,, اما الان فقد تاخر عن الذهاب الى عمله ,,قام من فوره براس ثقيل مكتظ بالاسئله ولكن ثقته فى قائده ورئيسه لم تهتز قيد انمله,,, قال لنفسه : بالتاكيد حدث شىء ما عارض وسيتم تفسيره ,,,,,ارتدى زيا صيفيا مكونا من تيشيرت بنصف اكمام وبنطلون جينز وغادر المنزل
*****
فى الطريق الى العمل كان فى انتظار الاستاذ مهدى مشهد شديد الغرابه,, يكتظ الطريق بالماره كالمعتاد ولكنهم انقسموا الى نصفين ,,,النصف الاول.. يرتدون ملابس صيفيه خفيفه تتناسب مع حرارة الجو الملتهبه اما النصف الثانى ,, فيرتدون ملابس شتويه ثقيله ,,ثقيله للغايه ,,كانه مشهد من الاسكيمو ,,, بل واكثر من ذلك فكثير منهم يقومون اثناء سيرهم بالنفخ فى قبضات ايديهم كانما يدفئونها من شدة البروده ,,,كان افراد كل نصف ينظر الى افراد النصف الاخر بتعجب واستنكار مما دفع مهدى للنظر الى اعلى كانما ليتاكد ان التى تتكبد السماء وتقذف بحممها هى الشمس دون غيرها .. ...وفى العمل لم يختلف الامر كثيرا فبمجرد ان دخل مهدى الى غرفة المكتب والتى يشاركه فيها اربعة زملاء وجد ان ثلاثه منهم قد ارتدوا ملابس شتويه بينما الرابع يرتدى مثله مما دفع مهدى للسؤال
مهدى – هل تشعرون بالبرد ؟
اجاب الثلاثه فى وقت واحد – نعم
فنظر مهدى مبتسما الى الزميل الرابع فوجده يبادله الابتسام
.......
الوقت يمر ودرجة الحرارة تزداد ارتفاعا ,,تزحف فوق الوجوه مخلفه حبات من العرق وشعور بالقرف والتعب الشديد مما دفع الزميل الرابع ان يستاذن الثلاثى الشتوى فى تشغيل مروحة السقف فتظاهر احدهم بالتافف كانما يقبل ذلك على مضض قائلا – طيب كما تريد
ولكن تاففه لم يفلح فى ان يدارى الجحيم الذى يشعر به اسفل تلك الملابس الثقيله التى يرتديها ,,اما مهدى فكان يتسائل عن معنى كل ذلك دون ان ينجح فى العثور على اجابه؟؟ حتى كان منتصف النهار حين فوجىء الجميع باحد الثلاثه وقد انهار تماما ,,,وقف فى منتصف الغرفه اسفل المروحه يخلع ملابسه الشتويه بعنف وعصبيه بينما يصيح
- ما هذا الحر؟ ما هذا القرف؟ اين الشتاء يا ريس ؟
تبادل الجميع نظرات ذات معنى دون ان ينبس اى منهم ببنت شفه ,,, الامر اصبح مثيرا للاستغراب بل والاستنكار ولا توجد ثمة اخبار جديده ,,بل ان كل المواقع الاخباريه لم تزل تنشر الاخبار حول عبقرية القرار ونجاح جهود العلماء وفرحة المواطنين دون اشارة واحده لاستمرار ارتفاع حرارة الجو ,, ولعل ذلك الغموض هو ما دفعهم لتجنب الحديث عن ما يحدث حتى يفهموا او ان يفسر لهم ذلك بواسطة اى جهه او شخص
*********
كان الامر ممنهجا ومخططا على نحو واضح ولكن مهدى لم يعى ذلك فى البدايه ,,,ففى طريق العودة لاحظ مهدى وجود العديد من المعارك والاشتباكات العنيفه على طول الطريق وفى كل الشوارع ,,,وكانت كل تلك المعارك ذات شكل متطابق تقريبا مجموعه من الاشخاص يرتدون ملابس شتويه يحيطون بفرد او اكثر,,, وينهالون عليه ضربا بلا رحمه ,,,,رؤيته لافراد الشرطه والجيش قريبين من اماكن المعارك جعله يظن انها حمله لضبط الخارجين عن القانون فامتلا فخرا برئيسه الجديد وان كان مازال ينتظر ردا وافيا منه على ما حدث بخصوص الشتاء الذى لم ياتى ,,,وبينما كان كذلك فوجىء باحد الاشخاص يشير اليه قائلا
الشخص – واحد منهم ,,,, امسكوه
ثم انطلق الشخص ومعه اخرين نحو مهدى الذى شلته المفاجاه فلم يستطع التحرك حتى وصل اليه الشخص وامسك بتلابيبه ثم صفعه صفعه هائله وهو يقول
الشخص – لابس صيفى يا بن الكلب؟ تسخر من الرئيس؟ اتريد ان تشعل الفتنه فى البلد ؟ اتريد ان توهم الناس ان قرار سيادته فشنك ؟اتركوا البلد تستقر يا كفرة يا انجس الخلق
وانهالت الصفعات واللكمات على جسد مهدى حتى سقط ارضا مغشيا عليه
**********
فى شقته اخرج مهدى حقيبة الملابس الشتويه المخزنه اسفل السرير منذ الشتاء الماضى ثم جلس ينظر اليها ,,,تحسس بيده عينه المتورمه والغرزالاربعه اسفل شفته وتاوه ,,, كان قد وجد نفسه فى المستشفى عندما افاق وبعد ان تم اسعافه قال له احد الاطباء هامسا
الطبيب – نصيحه منى لا تمشى فى الشارع بتلك الملابس انهم يفتكون بكل من يرتدى صيفى
ثم بهمس اكتر – هناك شخصان فارقا الحياه فى المنيل من اثر الضرب
احضر له احد الممرضين بلوفر وجاكت جلدى فارتداهما اثناء عودته حيث كانت المعارك لا تزال مشتعله ,,اما فاكهة الصيف فلم تختفى بعد ان تدخل الرئيس لمنع ذلك من اجل شعبه كما يقول الناس ,, تدخل ولكن بعد ان حقق التجار الملايين ليلة امس فهل لذلك معنى .؟؟؟,,,,فى شقته اخذ ينظر الى الحقيبه نظرات بلا معنى ؟ بلا معنى مثل كل ما يحدث منذ ليلة امس ,,,منذ ان اصدر الرئيس القرار التاريخى الذى انصهر اسفل اشعة الشمس ؟ منذ بدا الشتاء الذى يتحداه العرق المتساقط من وجهه المتورم,,, منذ بحث فى التلفاز عن تفسير فوجد عنوانا واحدا يتصدر كل القنوات ( المواطنون يرتدون الملابس الثقيله فى اول ايام فصل الشتاء ويتوجهون بالشكر للرئيس الجديد )
فى اليوم التالى ذهب الى العمل مرتديا ملابس ثقيله ,,,خفت حدة المعارك فى الشارع ولكن عشرات الاشخاص ينتشرون على جانبى الطريق بحثا عن فريسه ,,عندما وصل الى المكتب كان الجميع هذه المره يقبعون خلف مكاتبهم فى ملابس شتويه,,, اتجه نظره الى الزميل الرابع الذى شاركه الزى الصيفى امس فتطوع تورما فى انفه وجرحا غائرا اعلى حاجبه برواية قصه مشابهه لقصته,,,, حتى الزميل الذى انهار امس ها هو يدفن راسه فى كوفيه من الصوف ,,,نفس الاسئله تتلاطم داخل الرؤوس ونفس الافكار,,, ولكن كل ذلك لا يجرؤ على الظهور فوق الالسن المرتعشه ليخرج من الافواه ,,, نظر مهدى الى المروحه المتوقفه المدلاه من سقف الغرفه والتى لن يجرؤ احد اليوم على تشغيلها حتى يتقرر انتهاء الشتاء كما تقرر له ان يبدا ..سرح كل منهم فى افكاره الصامته كما زحف العرق فوق اجسادهم بلزوجته الكريهه حتى انتبهوا جميعا على سيادة المدير العام يدخل اليهم بصحبة ضابطى جيش احدهما من رتبة الرائد والاخر ملازم اول ويقف خلفهما عدد من الجنود وقد حمل كل منهم كرتونه كبيره ,,,تحدث المدير للموظفين بفرحه حرص على اظهارها بشكل مبالغ فيه فخرج اداؤه مبتذلا
المدير – الباشوات من ابطال القوات المسلحه البواسل وقد اتيا ليزفا الينا جميعا بشره خير
ثم وجه كلامه لهما مداعبا – كل دقيقه معكم هى بشرة خير ونصر وامل
بدا ان حديثه المدعم بابتسامه واسعه لم تضيق حتى عند خروج الكلمات من فمه قد حاز رضاهما فابتسما ثم تحدث الرائد الى الموظفين
الرائد – طبعا سيادة الرئيس حريص للغايه على رفع المعاناه عن كل المواطنين
رد المدير – طبعا اكيد
واصل الرائد - وسيادته يعلم ان مفاجئته ببدء فصل الشتاء وان كانت عظيمه وتاريخيه وساره ومفرحه الا انها قد تكون سببت بعض الاضطراب
ثم استطرد – بالتاكيد المفاجاه لم تعط الفرصه للكثيرين لشراء احتياجات الشتاء ولذلك قرر سيادته ان تقوم القوات المسلحه بتقديم منتجاتها من البطاطين باسعار مخفضه جدا لكل العاملين بالدوله
رد المدير – سيادته اكثر من اب والله اننا نعيش فى حلم جميل يا جماعه
الرائد – سعر البطانيه 150 جنيه لا اكثر
اما مهدى فقد صرخ داخله: رباااااه ....بطاطين الجيش,, يعرفها تماما ,,, استخدمها طوال فترة تجنيده وخرج بنتيجه واحده .. انها اسوا قطعة قماش موجوده على وجه الارض ... لا يمكن ان يزيد سعرها عن خمسة جنيهات ولكنهم سيبيعونها بسعر مخفض ليساعدونا على مواجهة المفاجاه السعيده التى لم تحدث,,, الشتاء الذى يدفعونا دفعا لاستقباله رغم انه لم ياتى ...الاحداث تتسلسل تسلسلا مفزعا.. القرار... المفاجاه ...تجار الفاكهه ...الملابس.. المعارك الدمويه التى لم تذكر فى اى وسيله اعلاميه ...والان بطاطين الجيش ...لكزته يد زميل فى ذراعه فانتبه الى الملازم يوجه اليه حديثا
الملازم – والاستاذ ؟ الن تشترى بطانيه مثل زملائك ؟
وقبل ان يجيب فوجىء بالرائد يرد عنه قائلا للملازم بينما ينظر الى مهدى
الرائد – اتركه براحته لعله لا يشعر ببرودة الجو ليشترى بطانيه
ولكن مهدى صاح – بل اريد اثنتين
ستظل تلك اللحظه محفورة فى راس مهدى الى الابد لن ينساها فهى غير قابله للنسيان... كانت نظرة الرائد تحمل الاف المعانى وكل معنى كانه سوط ينزل فوق جسد مهدى بوحشيه ,نظرة مسيطرة كريهه متجبره ساحقه فخرج رد مهدى اشبه بالاستغاثه,, عاد الرائد بعدها لينظر اليه ثانية بعد ان قرر الشراء كانما يقول له هذه المره : احسنت
**********

مهدى – علبة مناديل يا عم ابراهيم لو سمحت
ثم مستدركا – اريدها لان عندى رشح ,,, عندى رشح يا عم ابراهيم
يتعجب عم ابراهيم من اصرار مهدى على ذكر سبب شرائه للمناديل فيبتسم قائلا
ابراهيم – الف سلامه يا بيه
نعم هكذا اصبحت الامور تسير,,, وهل يغامر مهدى بان يعتقد عم ابراهيم انه يشترى المناديل لتجفيف عرقه مثلا,,, لهذا الحد ؟؟ نعم لهذا الحد واكثر,,, يبالغ مهدى فى الحرص لانه يلمس اصرار الدوله على انجاح القرار بصلف وتصميم غير طبيعى,, ولكنه بمجرد ان يدخل شقته,, يقوم باغلاق الباب جيدا والنوافذ ايضا ثم يخلع ملابسه حتى يصير عاريا تماما واذا لم تكن الكهرباء مقطوعه يقوم بتشغيل التكييف ويستلقى اسفله لاهثا مستمتعا بهوائه البارد واحيانا كان ينظر الى جهاز التكييف قائلا
مهدى – انا اسف
ولكنه فى ذلك اليوم لم يكد يهنا بمتعة الاستلقاء عاريا اسفل التكييف حتى رن جرس الباب,, سب فى سره ولعن,, اهذا وقته ؟ اضطر لارتداء بيجامه صوف وخرج من الغرفه ليفتح الباب ,,اما الزائر فكان جاره الدكتور لقاء الترجمان طبيب النساء صاحب الستين عام من العمر,, فوجىء مهدى بالزياره الغير معتاده ولكنه رحب بالزائر واجلسه فى حجرة الضيوف
حيث تحدث الدكتور لقاء بلهجه محترمه ولكنها بعيده عن الود
لقاء – اسف انى حضرت بلا موعد مسبق
مهدى – حضرتك تشرف فى اى وقت
لقاء – سادخل فى الموضوع فورا
مهدى – تفضل
لقاء – الكهرباء مستمره فى الانقطاع
قال مهدى لنفسه الدكتور لقاء رجل مثقف ومن الواضح ان خدعة الشتاء تلك لن تنطلى عليه اما عن البدله الكامله التى يرتديها فهو يلتزم بارتداء البدل صيفا وشتاءا
قال مهدى متشجعا – نعم يا دكتور ارايت ؟
ولكن دكتور لقاء فاجاه قائلا – رغم اننا فى الشتاء
فغر مهدى فمه ولم ينبس فاستطرد لقاء
لقاء – انقطاع الكهرباء فى الشتاء امر لا يمكن ان يبرره الا شىء واحد
مهدى – ما هو ؟
لقاء بعنف – ما يفعله امثالك
مهدى مفاجئا – امثالى ؟
لقاء – كل يوم وانا عائد ارى تكييفك تتساقط منه المياه ,,,تقوم بتشغيل التكييف فى الشتاء يا مفترى ؟؟
مهدى – دكتور لقاء انا .....
يقاطعه لقاء بحده – ماذا تقصد من ذلك ؟ قل لى ماذا تقصد ؟ ان تظل الاحمال مرتفعه ويستمر انقطاع الكهرباء اليس كذلك ؟ تحاربون الرئيس ؟ تحاربون مصر ؟ تودون افشاله باى طريقه ,,,ولكن ذلك لن يحدث
وقف لقاء منتصبا كجندى وقال بعنف
لقاء – من اجل حق الجيره جئت لاحذرك ولكن اذا تكرر ذلك ساتصل بالمسئولين بنفسى
ثم قال قبل ان يصفق الباب خلفه – ياللخساره
ظل مهدى جالسا فى مكانه حتى بعد ان غادر دكتور لقاء,, ما هذا الذى يحدث؟ وكيف؟ ولم ؟ تكتب الاحداث مساراتها بلغه غير مفهومه.. اذا كان بالامكان ان نفسر ما تفعله الدوله باجهزتها واعلامها لفرض ذلك الشتاء وكانه امر واقع فكيف يمكن ان نفسر موقف دكتور لقاء وامثاله.. هل يصدقون ؟ ام يرغبون فى التصديق ؟ ام يرفضون الاحساس بهزيمة املهم فى قائدهم فيقودهم ذلك الى العناد والتظاهر ؟والى متى سيظلون هكذا هازئين بالحقيقه العاريه التى تطل بشمسها وحرها وعرقها ورطوبتها متحديه ام انه ... ايكون العيب فى مهدى نفسه ؟ ايعانى من مرض ما ؟ ايكون الشتاء قد جاء فعلا ؟ ايكون الجو باردا ؟ امسك مهدى كتفيه بذراعيه كانما يشعر بالبرد ,,هاهى اسنانه تصطك ,, هاهو جسمه يرتعد من شدة البرودة ,, قام مسرعا الى غرفته ,, اخرج البطانيتين وارتمى فوق السرير متدثرا بهما,, استمر على هذا الوضع لدقائق ثم نفضهما عن جسده وجلس يلهث ,,لا فائده ,,لن يفلح ذلك ,, حتى التمثيل لن ينجح فى طمس الحقيقه ,,لا يمكن ان نفرض على الحقيقه العاريه ان ترتدى ملابس ثقيله كما فرض علينا ان نفعل بواسطة بلطجية الدوله فى الخارج.. نظر الى التكييف المغلق وقال لنفسه :وفى الداخل ايضا .. كان قد استغنى عن المراوح بعد ان ابتاع التكييف واعطاهم لاخته ..هيهات ان يستطيع الان ان يشترى مروحه فكيف له ان يفسر ذلك لصاحب محل الاجهزة الكهربائيه فضلا عن وجود محل اصلا يجرؤ على بيع مراوح الان ,,, شعر بقهر ومرارة والم لم يشعر بمثلهم من قبل ,,,,التقت دموعه مع حبات عرقه فوق صفحة وجهه لتغزلا معا نسيج.اليم .... نسيج الماساه .....

تمت


Monday, July 14, 2014

ألا تستحم يا رجل




هو بعينه بغباوته بوشه العكر نفس الشخص اللي بيقول أيام مبارك كانت كلها فساد بس كنا عايشين في آمان (غيبوبة)، واللي قال: ما تسيبوه يقعد الست شهور، واللي برضه قال: إيه اللي وداها هناك ؟؟!

هو ذات نفسه ذات الشخص اللي قال عايزين استقرار وعجلة إنتاج وخلينا جنب الحيط (زي الكيكي بالظبط)، وهو اللي بيقول: الله يخرب بيت النت والفيس بوظ البلد ومصر بتتحرق، ومرسي فاشل والغاز بيروح غزة، والبلد ما ينفعهاش إلا راجل عسكري (بقالها 60 سنة بيحكمها عسكري).

وهو نفسه اللي بيتفرج على القاهرة اليوم ووائل الإبراشي وتوفيق عكاشة عشان يتسلى، وهو نفسه اللي صدق وردد إن في التحرير علاقات كاملة وقال رابعة فيها أسلحة شفتها بعنيا والأخوان رموا العيال من فوق السطوح ومرسي موت الأخوان في الاتحادية وغنى للسيسي تسلم الأيادي.

وهو نفسه اللي بيجمع الصلوات على بعض وبيزور الجامع في المواسم، وبيتكلم عن الوسطية والاعتدال والتشدد، وهو اللي قال البلد دخلها سلاح كتير والحدود مش متأمنة وانتخب السيسي المسؤول عن تأمين الحدود رئيس وقال له كمل جميلك، وبيحب عبد الناصر وبيقول السادات ذكي وداهية، وهو نفسه اللي بيقول الإخوان وطالبان وداعش والنصرة والقاعدة وحماس وقطر وإيران وتركيا والجهاد كلهم إرهابيين، والمسيحين أخواتنا واليهود مش كلهم صهاينة.

وهو نفسه اللي بيقول إسامة بن لادن صناعة أمريكية، والصلاة على النبي مؤامرة أخوانية، وبيتكلم عن الوطنية وهو من يومه متوطن على التزويغ في المدرسة والجيش والشغل، وهو نفسه اللي بيقرا القرآن بقاله سنين ولسه لغاية انهاردة ما يعرفش ولا حاول يعرف يعني إيه الله الصمد اللي ما بيقراش غيرها في كل ركعة.

وهو نفسه اللي بيمتثل للقانون أكتر من الشريعة، ويهتم بالمم أكتر من الكرامة ويقدس ثبات الحدود السياسية أكتر من ثبات الدين، وبيعظم للقضاء والداخلية والجيش وبيقول الحزب الوطني كان فيه ناس شرفا ....

أهو دا بقا نفسه اللي دلوقتي بيقول إن حماس بتستفز إسرائيل وحتولع المنطقة وحتجرجرنا لحرب، ويارب إسرائيل تأدبهم وقتلوا العساكر ولازم نقفل المعبر.


يعني آآ .. مش عا .. يعني بجد .. أقول .. أفففف .. ألا تستحم يا رجل !!!!!



Thursday, July 03, 2014

دولة الزومبي




لما يكون حكام الدولة جبناء ومهزوزين وعارفين إنهم فشلة تسلطوا بالزور والغش، وعارفين إنه لن تدوم لهم كراسيهم، وأتباعهم ما بين منتفع ونفس مريضة، حيخافوا من خيالهم وحيزرعوا الخوف في قلوب أتباعهم ...

حتكون قنوات وصحف المعارضة محرضين وخطر على الأمن القومي
حيكون تظاهرات كام شخص تخريب وخطر على الأمن القومي
حيكون رفع أربع صوابع علامة ماسونية وخطر على الأمن القومي
حيكون التصوير في أي مكان ممنوع وخطر على الأمن القومي
حيكون رفع بنت اربعاتشر لمسطرة رابعة خطر على الأمن القومي
حيكون طلبة الجامعة فشلة وخطر على الأمن القومي
حيكون مسلسل بيتكلم عن الشرطة خطر على الأمن القومي
حيكون اضراب العمال خطر على الأمن القومي
حيكون الفيسبوك وتويتر خطر على الأمن القومي
حيكون مشروع تخرج لطالب هندسة خطر على الأمن القومي
حتكون لعبة أطفال في المطار خطر على الأمن القومي
حتكون كل الدول المجاورة مهما صغرت - ما عدا الصهاينة - بتهدد الأمن القومي
حتكون اللحية في الشرطة والجيش خطر على الأمن القومي
حيكون اعتلاء المنابر جريمة وخطر على الأمن القومي
حيكون الاعتكاف في رمضان خطر على الأمن القومي
وحيكون ملصق الصلاة على النبي مؤامرة وخطر على الأمن القومي
كل شوية حيهددك ويقول لك الفوضى وحنبقى زي سوريا والعراق
حتتقفل الميادين والشوارع بالدبابات
حيكون تعليم وتثقيف الشعب مغامرة
حيكون معارضة قيادات الجيش خيانة
حيكون التعليق على أحكام القضاء جريمة
حيكون المطالبة بتطهير الشرطة عمالة
حتكون الحرية بدعة ومجرد الكلام مخاطرة

وبعد كده بمنتهى البجاحة يقول لك إحنا جامدين ووطنين وماسكين البلد !!! ... طب وهي فين البلد ؟؟ .. أنت يا فاشل حولتها لمستعمرة زومبي أقران لأتباعك، كل دا عشان تعرف تمسكها حسب إمكانياتك المفقودة وقدراتك المحدودة.

Thursday, June 26, 2014

كل واشكر




دا فيديو بتاريخ 9 يوليو 2013 من مظاهرات ضد السيسي والانقلاب العسكري والقرارات القمعية والثورة المضادة ومخططها في 30 يونيو وما بعدها ....

كل الناس اللي في الفيديو دول سواء كانوا إخوان أو غير إخوان كانوا ضد السيسي وضد مبارك وضد عصابة اللصوص اللي بتحكمنا من سنين طويلة .. كانوا ضد الانقلاب العسكري، كانوا ضد حكم جنرالات أمريكا الفاشلين، كانوا ضد خدعة 30 يونيو اللي استدرج نظام مبارك ليها بقية ثوار يناير من كارهي الأخوان بسبب وبدون سبب، واتحالف معاهم. وبعد ما وقعهم في الأخوان وخلاهم يرسموا صورة للأخوان إنهم الخطر الأعظم وإن السيسي ورجالته حماة الفضيلة ورعاة الثورة لبسهم العمة وقرطسهم ومنعهم من الكتابة والظهور وخلاهم ثوار كارتون أخرهم بوست ع الفيس ...

يا ترى عددهم دلوقتي وبعد سنة بقا أكبر من اللي في الفيديو ؟؟ وفيه ناس فاقت بعد ما شافت القتل، والخراب، والدم، والاعتقالات، وبراءات نظام مبارك، وفرحة الصهاينة بزوال ثورة يناير وعهد الحريات، ودعمهم للسيسي، وأحكام الإعدام التفصيل، وعودة النهب والسرقة والحرامية !!!

ولا يا ترى العدد قل بعد ما ناس كتير من اللي في الفيديو اتقتلت، واتخطفت، واستخبت في بيوتها وخافت ترفع صوتها تاني، أو سابت البلد وطفشت بعد يأس في صلاح البلد وخوف من تلفيق تهم تودي لأحكام بالاعدام على المئات ؟؟!

مش مهم .. المهم واللي متأكد منه إن العدد دا اللي كان في منطقة واحدة في محافظة واحدة .. غضبهم وقتها غير غضبهم دلوقتي ... غضبهم كان عشان حبهم للاسلام وللبلد وخوفهم من الخراب اللي بيحصل دلوقتي، واللي كان واضح جدا إنه حيحصل إلا على قلوب امتلأت بالكراهية والحقد والكبر ومظنة واحتكار الفهم والاعتزاز بالنفس وإن كانت على باطل، لكن دلوقتي غضب الناس دي اتحول لتار ودم وبكاء وحرقة ودعاء في جوف الليل على كل اللي شارك في المهزلة ودعمها ودافع عنها، بتعمد لمصلحة، أو بجهل وغباء، أو بكبر وحقد.

اتجاهلهم .. اعمل نفسك مش شايفهم ... ما تجيبش سيرتهم خالص كأنهم أشباح مش موجودين ... اتكلم عن المستقبل وتداول السلطة وانتخابات مجلس الشعب .. والبناء والتنمية والخطط ... والتحرش، والثانوية العامة، والأسعار، ورفع سعر البنزين، والغاء الدعم، والغاء الانتخابات في الجامعة، ومخالفة الدستور، وعلاء الأسواني ومسلسل اتمنع وزيادة أسعار ..... ولما تتكلم عن السيسي البطل قول شعر وامدحه أو ذمه واشتمه زي ما أنت عايز ..

ولما تحصل حاجة كويسة في البلد قول أي كلام عن قد إيه دي خطوة كويسة ونأمل أي حاجة في أي حتة ... ولما تحصل حاجة وحشة .. هاجم واحزئ جامد وقول منك لله يا مرسي، انت السبب وبعدها وطي صوتك وطالب بحمدينك وبرادعيك وجبهة انقاذك .. وقول أنا مش ندمان على مشاركتي تلات أربع ساعات في 30 يونيو

لكن الناس دي ....... أعمل نفسك مش شايفهم، عيش في شرنقتك الثورية وغضبك التفصيل بما يسمح لك به إعلام ثورة يوليو 52 المجيدة أن تعيشه وتناقشه وتعارضه ... عيش جو إنك ثائر ووظني ومخلص وفاهم وإن فيه دولة وفيه سياسة وحزب حاكم ومعارضة ... غمي عنيك عنهم .. كل واشكر واشرب واتفسح وجعجع وفضي دماغك بكلمتين تقول لهم هنا ولا هناك لغاية ما يستدعوك ويستغلوك تاني عشان تواجههم .. بس على فكرة وللعلم ... دول مش أشباح دول مصريين وموجودين وكتير.


Tuesday, April 22, 2014

انتخبوا الفاشل




إزاي انتخب فاشل قدم أوراق فشله قبل ما يقدم أوراق ترشحه كرئيس ؟؟!!

فاشل .. عينه زعيم الفاشلين مبارك، اللي فشل يتعامل مع ثورة كان الناس بتهتف لها وتنادي بيها قبل معادها ب 3 سنين، واللي يومها بالتحديد كان معروف قبليها بشهر ورغم كده فشل إنه يتعامل معاها إلا بالغباوة ... أهو الفاشل مبارك دا بتاع غرق العبارات وحوادث القطرات وحرب الخليج اللي مالناش فيها والسرطان والديون والمخدرات وأم الرشراش وتعذيب أقسام الشرطة والمعتقلات والفساد والرشاوي واللي كان بيفرغ البلد من أي حد ناجح ويبعده ويعزله واختار في كل موقع أفشل الناس ليه أختار الفاشل دا عشان يبقى مدير مخابرات حربية.

فاشل كان ماسك جهاز كامل من 3 أجهزة أمنية مسيطرة على البلد ( اللي هي مخابرات - أمن دولة - مخابرات عسكرية) فقامت ثورة في البلد بعد ما مسك مدير المخابرات العسكرية بسنة واحدة بس، طيب ما فيش تقرير اترفع يحذر من مشاكل جاية، مفيش تحذير إن الأجهزة التانية مش شايفة شغلها، مفيش استقالة يقدمها عشان القيادات مش بتسمع كلامه.... مفيش أي حاجة كده.

فاشل كان كل المطلوب منه كمدير مخابرات عسكرية إنه يكشف عصابات التهريب ويأمن الحدود .. فدخل مصر في عهده كمدير مخابرات عسكرية أكبر كمية سلاح تقيل وخفيف بالتهريب. واتقتل الجنود المصريين في سينا وماكشفش مين اللي قتلهم إلى الآن.

فاشل أنصاره بيقولوا إنه في عهده كمدير مخابرات عسكرية حماس دخلت وفتحت السجون وهربت الناس، طيب هو كان بيشتغل إيه وقتها .. طيب ما عملش حاجة، ما منعهمش، ما كشفهمش، ما طلعش يقول للشعب المصري حماس عملت كذا كذا ..

فاشل كعضو مجلس عسكري عمل كشوفات العذرية، وطلع خالف كل أعضاء المجلس العسكري وقال أيوا الجيش كشف على عذرية البنات واتسبب في أول أكبر مشكلة بين الثوار والمجلس العسكري، وفتح باب لمشاكل وأحداث سنة ونص بين الثوار والمجلس العسكري.

فاشل كوزير دفاع تدخل في صراع سياسي واتسبب في انقسام حاد في الشارع المصري واستقوى بيه فصيل سياسي على آخر. وجرأه على قطع الطرق، وجرأ الشرطة على إنها تسيب شغلها وتعلن العصيان لغاية ما يمشي رئيس الجمهورية، طلع طيارات الجيش ترمي كوبونات هدايا على متظاهرين وبيانات تهديد على متظاهرين تانين.

فاشل كوزير دفاع طلب تفويض من شعبه لمحاربة الأرهاب " المحتمل "، والأرهاب من ساعتها بدأ يشتغل ومعرفش يوقفه ولغاية ما هو نفسه ساب منصبه كوزير والإرهاب شغال وفشل في المهمة اللي طلب تفويض عشانها.

فاشل لما كان نائب رئيس وزرا في حكومة الببلاوي وعواجيزه الفشلة اللي حصل في عهدهم شقاق مجتمعي ومشاكل في الأسرة الواحدة، ومحاربة الإعلام وقفل القنوات ومنع الجماهير من مشاهدة الكورة واتقبض على البنات وانهار اقتصادي وفشل في كل حاجة، واتوقفت حال البلد وقفل الشوارع وبقينا في حالة شلل عام تماما وعيشونا على الشحاتة طوال 8 شهور، ومفيش حاجة اتغيرت للأحسن، وكل اللي بيعملوه خداع الناس إنهم بيحاربوا الإرهاب اللي هما الأخوان.

حتى فاشل كمرشح رئاسي، استخدم هو وصحابه الإرهاب والبطش عشان محدش يعرف ينزل قصاده في الانتخابات فينجح وما ظهرش في أي برنامج حواري أو مناظرة تلفزيونية مع أي حد بيفهم، وقال بعضمة لسانه أنا ماليش برنامج رئاسي بالمعنى المعروف ، وكل تسريباته سواد ومكتفي تماماً بتطبيل المنافقين والفلول والأغبياء.

طيب مرسي اللي قالوا عليه فاشل .... مكنش معروف إنه فاشل ساعة لما انتخبوه وكل دولة مبارك العميقة العقيمة وعواجيز عبد الناصر والستات اياهم كانت واقفة ضده ... طيب دا بقا فاشل من زمان .. فاشل بالتاريخ والجغرافيا ... وكمان مشهور بالهاشتاج .. وحينتخبوه عشان الاستقرار إكمنه خلص مصر من الأخوان العو .. صلاة النبي أحسن.


Saturday, April 12, 2014

حق حمل السلاح


“A well-regulated Militia, being necessary to the security of a Free State, the right of the people to keep and bear Arms, shall not be infringed”
Second Amendment to the United States Constitution.

"بما أنه لابد من جيش شعبي (ميليشا) مُنضبط جيدًا، لكونه ضرورة لحماية دولة\ولاية حرة، بالتالي فإن حق الشعب في الاحتفاظ بالسلاح أو حمله، لا يمكن أن يُسمح بانتهاكه"
الدستور الأمريكي- التعديل الثاني

***************

في نهاية القرن السابع عشر، كانت انجلترا تخوض صراعًا أهليًا ضخمًا، كان الاقتتال الكاثوليكي-البروتستانتي أحد روافده الكبرى.. ليس هناك فائدة كبيرة حاليًا من سرد أسباب الصراع و حكايته الطويلة، لكن ما يهمنا هو ما نتج عنه قانونيًا، و صار مصدرًا كبيرًا للإلهام فيما بعد: ميثاق الحقوق الإنجليزية:English Bill of Rights

في عام 1689 صدر قانون من البرلمان البريطاني، مستلهمًا أفكار عصر التنوير عن "الحقوق الطبيعية:natural rights" و التي كان ينصُّ أحد أهم أفكارها على حق البشر في امتلاك السلاح للدفاع عن أنفسهم، استلهم تلك الفكرة لإنهاء آخر بقايا عصر الحكم الكاثوليكي لانجلترا الذي غاب للأبد بسقوط الملك الكاثوليكي (جيمس الثالث) على يد الملك البروتستانتي الجديد (ويليم الثالث) الذي غزا انجلترا قادمًا من هولندا تتويجًا للثورة العظمى، البرلمانية البروتستانتية، ضد الملكية الكاثوليكية البائدة..

كان نص التسليح في الميثاق هو الآتي:

  " المواطنين البروتستانت لهم حق امتلاك السلاح للدفاع عن أنفسهم حسب ظروفهم و حسب المسموح بالقانون"

“ That the Subjects which are Protestants may have Arms for their Defense suitable to their Conditions and as allowed by Law ”

و سيُعلِّق السياسي ورجل القضاء الانجليزي، السير ويليام بلاكستون: Sir William Blackstone على هذا القانون بعد عقود طويلة، بأنه ضروري لأن استخدام السلاح هو الملجأ الأخير عندما تصبح العقوبات المجتمعية و القانونية غير كافية لمواجهة العنف و الاضطهاد.

أي بصورة أكثر تبسيطًا: إن أصبح القانون و العرف المجتمعي لا يُنصف الإنسان في مواجهة العنف و الاضطهاد، فلابد له من تفعيل الحق الطبيعي في الدفاع عن نفسه ضد الظلم، بواسطة امتلاكه للسلاح..

هكذا بدأ التوثيق الدستوري لهذا الحق في تسليح الشعب، و منه سينتقل هذا الفكر إلى امبراطورية ما خلف بحر الظلمات:الولايات المتحدة الأمريكية..

***************

في وقت مبكر من تاريخ أمريكا الحديث، قام المستوطنون الانجليز بالاتفاق على وثيقة تسمح بحمل السلاح للشعب، و كانت أهم الأسباب المذكورة التي شملها هذا الاتفاق العُرفي هي:

1) السماح للناس بتكوين نظام الجيش الشعبي.
2) المشاركة في فرض القانون.
3) مقاومة أي حكومة قمعية طاغية.
4) دفع الاحتلال الأجنبي.
5) تيسير القيام بحق البشر الطبيعي في الدفاع عن النفس.

لاحظ البنود المذكورة، و تأمّل حال الأمة المنكوبة! متزامنًا مع هذا العرف كان المماليك يحكمون مصر تحت رئاسة باشا عثماني لا يتدخل كثيرًا، و كانت الأمّة بشكل عام تكاد تحصر القوة المسلحة في الجيوش العاملة، أو القبائل البدوية المنتشرة، فتأمل فارق التفكير، و تأمّل أحد أهم أسباب استمرار بقاء الديكتاتورية و الطغيان في العالم الإسلامي بشكل عام و الأمة العربية بشكل خاص، و لا نقول طبعًا أنه السبب الرئيسي أو الوحيد..

مبكرًا جدًا كان الانجليز، تلاهم الأمريكان، يتعاملون مع مسألة حمل الشعب للسلاح كضرورة لا يحقُّ لأحد خرقها، فهي الضمان لمقاومة الحكومات الطاغية قبل أن تكون لمواجهة الاحتلال الأجنبي! هي –قبل كل شيء- لتفعيل واحد من أهم رئيسيات الحقوق البشرية الطبيعية: حق الدفاع عن النفس.
في نهايات القرن الثامن عشر كانت بنسلفانيا الأمريكية أول ولاية تضع دستورًا يحتوي على تلك الفكرة، و هي حق الشعب في امتلاك سلاح للدفاع عن أنفسهم و عن الولاية..

كانت الثورة الأمريكية ضد الحكم البريطاني هي البداية الكبرى لإيذاء انجلترا الإمبريالية بهذا القانون!
حيث ساهم تسلُّح الوطنيين في تعاظم قوتهم المواجهة للكولونياليين الانجليز، و لم ينفع القانون الانجليزي المتعجِّل الذي أصدره البرلمان لمنع السلاح في أمريكا و التحكم فيه بحسب الولاءات، فقد كان السيف قد سبق العذل، و لم يوافق أحد طبعًا على نزع السلاح، و انتهت الثورة بسقوط الانجليز و استقلال الولايات الأمريكية.. غير المتحدة بعد..

مع بزوغ الصراع الداخلي بين المستقليّن من الفيدراليين و أعداء الفيدرالية، كان لابد من دستور جامع للبلد الجديد، الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم واضعوه بصياغة لا تثير ريبة و لا ضيق أعداء الاتحاد الفيدرالي.. فكان وضع التعديل الثاني و صياغته بواسطة جيمس ماديسون: James Madison والذي يؤكد بصورة حاسمة أن الشعب سيظلّ حاملًا للسلاح و لن يُنزع منه، مما أراح أعداء الفيدرالية قليلًا و الذين كانت تنتابهم الهواجس من تكون جيش قوي مركزي عام في مقابل إضعاف الشعب، و هذا كان بالنسبة لهم كارثة تعني فقدان المواطنين و ولاياتهم لحرية الاعتراض أمام الدولة المركزية..

عامة فإن الباحثين المعاصرين يُنبِّهون أن ماديسون لم يخترع شيئًا جديدًا! فقوانين الولايات جوار العرف المجتمعي العام كان لا يسمح بنقاش هذه المسألة أصلًا! تنزع السلاح من يد الشعب؟! أتمزح؟!!

الرجل فقط صاغه في هيئة دستورية تُلزم الحكومات المتعاقبة بصورة دائمة بألّا يمسّوا السلاح المنتشر في أيدي الناس، و هناك دلائل على أسبقية قوانين الولايات لذلك، مثل تلك المادة في دستور ولاية نيوهامبشير التي تقول الآتي كتفسير لضرورة السلاح لأن:

" عدم المقاومة ضد القوة الاستبدادية، و القمع، هو أمر سخيف وضيع و مدمر لخير و سعادة البشرية "

“ Nonresistance against arbitrary power, and oppression, is absurd, slavish, and destructive of the good and happiness of mankind ”

عامَّة لم تكن صياغة المادة الدستورية سهلة أو يسيرة، فقد حدثت نقاشات موجعة و صارخة بين أعداء الفيدرالية الذين رفضوا أي اقتراح لنزع السلاح من يد الناس، و قد جمعوا حججهم تحت عنوان كبير إسمه: حق الشعب في مواجهة أي طغيان حكومي، أو ما يُسمى اليوم بإرهاب الدولة، و بين أنصار الفيدرالية الراغبين في نزع السلاح أو تخفيفه لمنع (حكم العصابات الشعبية mob rule of the   people) وزاد من النقاشات اشتعالًا ما جرى في الثورة الفرنسية المتزامنة وقتها من انفلات زمام الشعب، لكن في النهاية انتصر الرأي الرافض للمساس بحق الشعب في التسلح بحرية.. و تم صياغة ذلك في الدستور و القوانين الشارحة..

لكن قبل الانتقال لما بعد الإقرار، لابد أن نمر على هذه الأقوال الهامة، و التي قيلت أثناء نقاش التصديق على هذه المادة الدستورية..

لنبدأ مع ثيودور سيدجوك Theodore Sedgwick نائب ماساشوسيتس و الذي علّق على أهمية المادة بقوله:

" إنها فكرة خيالية افتراض أن بلد كهذه يمكن أن تُستعبَد يومًا.. أهذا ممكن؟ أيمكن أن يظهر جيش يومًا من هذا الشعب يقومون فيه باستعباد أنفسهم و أخوانهم؟! "

و يقول نواه ويبستر Noah Webster أيضًا:

" قبل أن يقوم جيش نظامي بالحكم، لابد له أن ينزع السلاح من يد الشعب، كما هو جارٍ في معظم ممالك أوروبا. القوة العليا في أمريكا لا يمكنها فرض القوانين الظالمة بالسيف، لأن الشعب بأكمله مُسلَّح، و هو يكوِّن القوة العليا بالنسبة لأي قوات مسلحة نظامية يمكن أن تظهر في الولايات المتحدة "

جورج ماسون George Mason (أبو وثيقة حريات الولايات المتحدة) ذكَر الأعضاء بما فعلته انجلترا من محاولات لنزع السلاح من الشعب، حيث إنها " كانت ترى نزع السلاح الشعبي أفضل وسيلة مؤثرة لاستعبادهم"

هذه كانت بعض التعليقات على المادة الدستورية، قبيل صياغتها و التصديق عليها مباشرة، و برغم أن إحتجاج الويسكي الأمريكي ظهر في خلال فترة وجيزة كتحدٍ مرعب لهذه المادة، حيث قام المزارعون:المسلحون بثورة ضد الحكومة الفيدرالية الطاغية – من وجهة نظرهم – و التي قامت بفرض ضريبة جديدة، إلا أن المؤسسين تعاملوا مع الموقف العصيب وخاضوا معارك مع المتمردين حتى انتهى الأمر بمفاوضات و زمن طويل لذوبان الأمر تمامًا، و لم يتم تعديل الدستور وقتها لنزوة أو استخدام خاطيء من البعض..

و هذه كانت كلمات المزيد من السياسيين بعد إقراره..

يقول تِنش كوكس Tench Coxe :

" يمكن للحكام المدنيين غير القادرين على أداء واجباتهم بصورة صحيحة،يمكن لهم أن يتحولوا إلى الطغيان. ويمكن للقوات المسلحة التي من واجبها الدفاع عن بلدنا، أن تحوِّل قوتها لضرب أتباعها المدنيين.

و في الحالتين لابد من التأكيد على حق الشعب في امتلاك و حمل أسلحته الشخصية."

و يقول جوزف ستوري Joseph Story القاضي بالمحكمة العليا الأمريكية:

" حق المواطنين بحمل السلاح و الاحتفاظ به حقًا أمر يؤخذ في الاعتبار، فهو بالاديوم حريّات الجمهورية، حيث أنه يوفِّر كابح معنوي قوي ضد اغتصاب السلطة و استبداد الحكّام.. و هو ما سيجعل الطغاة، حتى لو نجحوا في البداية، يواجهون مقاومة شعبية ستنتصر لا محالة عليهم "

وهنا المزيد في كلام المفكِّر الأمريكي ليساندر سبونر Lysander Spooner :
       "  هدف وثيقة الحريات هو التأكيد على حق الأفراد في مواجهة الدولة وفقًا للتعديل الثاني الذي يسمح بحمل السلاح و الاحتفاظ به، لتثبيت الحق في مقاومة القمع الحكومي. لأن الأمان الوحيد ضد الطغيان الحكومي يكمن في المقاومة بالقوة إن غابت العدالة "

و نكتفي بهذا العرض للمقتطفات، ثم ننتقل إلى أمريكا الحديثة..

***************

في أمريكا الحديثة، التي أضحت ذات ديكتاتورية مُقنَّعة بألاعيب الحواة الديمقراطية، صارت هناك عدة قوانين تحاول التحكم في البنادق الآلية بوجه خاص، لكن عامة السلاح ظل متداولًا بكثرة بين الشعب الأمريكي، حتى إن الاحصاءات عن انتشار السلاح في يد المدنيين تبدو مثيرة للدهشة، و سنستعرض بعض هذه الاحصائات لندرك هل الأمر انتهى بتلك القوانين الحديثة للحدّ من انتشار السلاح؟ و هل هناك صدى للجدالات الكبرى المستمرة دائمًا بين أنصار التحكم في انتشار السلاح و أنصار الحق في حرية حيازة السلاح؟

يبلغ عدد قطع السلاح المملوكة بواسطة المدنيين في الولايات المتحدة لعام 2012 (سلاح شرعي و غير شرعي) :

ما بين 270 إلى 310 مليون قطعة سلاح..
عدد البنادق المملوكة : 110 مليون بندقية متنوعة.
عدد الأسلحة اليدوية: 114 مليون سلاح.
عدد مُصنّعي السلاح الصغير في الولايات المتحدة (الأسلحة النارية الخفيفة): خمسة و نصف مليون مُصنِّع..
نسبة حاملي السلاح بالنسبة لعموم الشعب: 34 % (هذه النسبة ان قرأتها مرة أخرى باستبعاد العجزة و الأطفال و المعاقين و غير المؤهلين و عموم النساء، ستكتشف حجم انتشار السلاح وسط الرجال و الشباب)

* إذن في مجتمع مُسلَّح بهذه الكثافة، كم تبلغ حالات القتل السنوية نتيجة النزاعات المسلَّحة:
32 ألف قتيل حسب احصائية 2011.. ما يعادل 10 مواطنين في كل مئة ألف أمريكي!

* يكوِّن الأمريكان نسبة خمسة بالمائة من سكان العالم، و مع ذلك يحوز المدنيين منهم على 42% من السلاح المدني بالمقارنة مع كافة دول العالم كلّه!

هذه الحقائق ضرورية.. للإجابة عن الأسئلة التالية:

1) هل هناك خطورة مجتمعية لانتشار السلاح؟ و هل في أقرب شِجار أو نزاع، سيتم استخدام السلاح، مما سيتسبب في حوادث قتل واسعة المدى؟

الإجابة، لا.. بل إن التوازن المجتمعي المسلّح لم يجعل الأمر ينفلت زمامه إلا في حالات نادرة.. و قد جرت نقاشات صارخة طويلة في الولايات المتحدة بخصوص العديد من النِقاط المتعلقة بهذه المسألة، فكان المعارضون لانتشار السلاح يستدِّلون مثلًا يستعرضون نسبة القتل السنوية بالسلاح في انجلترا (التي تمنع حاليًا حيازة أي نوع من أنواع السلاح) فيجدون النسبة الأمريكية تفوقها بأربعين درجة! لكن المعارضة تهوِّن من شأن هذا الفارق باستعراض عشرات الدراسات عن حجم الجرائم الذي يقلّ بشدة في المجتمع المسلَّح، أو كما يقولون " إن عدد القتلى الضخم بالنسبة لكم، يقابله في الحقيقة ضعفيه على الأقل نجوا من الموت على يد المجرمين، بسبب امتلاكهم للسلاح الذي يدافعون به عن أنفسهم".. هكذا يستمر النقاش و يتجدد و يُدعِّم أنصار السلاح رأيهم بالحقائق الرقمية عن المجتمعات غير المسلَّحة و هشاشتها أمام الجريمة..

إذن ففي أكثر الأحوال حياديِّة، يظل الأمر غير محسوم اجتماعيًا لأي طرف، فكل منهما له عشرات الحجج، لكن الطرف الداعم لتسليح المجتمع يملك البيانات و النظريات، التي يمتد بعضها إلى جذور الآباء المؤسسين الذين نظروا للفكرة الأوروبية التي تقوم على صنع حاجز ضخم بين المدني و العسكري، و نزع السلاح من يد المدنيين، على أنها فكرة تبنتها انجلترا و غيرها من الممالك الأوروبية (رغم أن أصل قانون انتشار السلاح كان انجليزيًا!) لسهولة السيطرة على الشعب و ممارسة الديكتاتورية المقنّعة!

2) هل عسكرة المجتمع بنشر العقائد القتالية بين الناس، يهدد بإنهاء المجتمع المدني؟ و هل يعنى هذا أن الهوس بالسلاح يكون بديلًا بالضرورة عن العلوم الإنسانية و الطبيعية؟

الجواب: أمام الذي يعرض هذا السؤال نموذجين: أمريكا، وإسرائيل (أكبر أمَّة مسلّحة في العالم) فهل كان للإنتشار الهائل المرعب للسلاح عبر أكثر من قرنين في أمريكا، و الخلفية العسكرية للمواطنين الإسرائيليين هذا الأثر المُتوَّهم في الحياة المدنية العلمية و الإنسانية؟

سيكون من العبث الخوض في الإجابة! لا داعي طبعًا للحديث عن أمريكا، لكن قليل من البحث عن وضع إسرائيل العلمي يكفي جدًا لوأد هذا التساؤل إلى الأبد! هذه أمّة صغيرة مسلّحة ذات خلفية عسكرية لكافة الشعب، نساء و رجال و مراهقين، و مع ذلك لم تتعرقل الوظائف للجميع..

إنما منبع هذا التساؤل هو الوهم المزروع في النفوس الأوروبية أو الأمم المتأثرة بالاحتلال الأوروبي الغابر أو الديكتاتوريات الشرقية التاريخية، و التي تضع فاصلًا كبيرًا بين المدني و العسكري، كأنَّما لا يستقيم أبدًا لمدني أن يكون ذو خلفية عسكرية متينة، حاملًا للسلاح قادرًا على الاشتراك في أي جيش شعبي بسهولة تامة!

هذا الفصل الوهمي قد ناقشه الآباء المؤسسون لأمريكا، كما سبق و عرضنا، و كانت خلاصتهم أنها كارثة إذا سمحنا بجعل المجتمع داجن لا يملك القوة العسكرية لمواجهة الديكتاتوريات الداخلية و الانفراد الفيدرالي بالقوة العسكرية بله الغزو الخارجي.

3) ألا يُقيد هذا يد الدولة ضد التشكيلات المسلَّحة؟

راجع كلام الآباء المؤسسين، إن هذا بالضبط هو المطلوب! أن يحدث تقييد ليد الدولة في البطش بالناس، مرة أخرى نحن أمام حجة (العصابات الشعبية) لكن وسط شعب مسلح بالكامل لن يكون هذا يسيرًا، دون حجّة قوية لن تحصل تلك العصبة المسلّحة المتمردة على الشعبية الكافية، و دون حصولها على الشعبية الكافية (و تذكَّر دائمًا أن الشعب كله مسلَّح) كيف تستطيع تدمير الحكومة المرضي عنها شعبيًا؟! هذا ما حدث في احتجاج (الويسكي) المذكور سابقًا..

و في نفس الوقت فإن المنفعة الأكبر هنا -و في كل قانون منفعة و مضرّة- ستكون عدم قدرة فئة مسلحة في القفز على الخيار الشعبي (المحمي بالسيف) و عدم قدرة الحكّام على ممارسة الطغيان العسكري، بالطبع هذا يقودنا لتساؤل آخر نمرُّ عليه سريعًا لأنه خارج موضوعنا الحالي و هو: هل هذا أحد أسباب الإبداع الأمريكي في اختراع وسائل إعلامية لخداع الشعب؟ إن كان الأمر كذلك فلابد أن يقوم أي مجتمع مسلم بالاهتمام دائمًا بالوعي الحقيقي و الانتباه المستمر مع عدم الاستنامة لأنه حتى امتلاك السلاح لن يمنع الانخداع و العيش في الأوهام..

4) لكن هذا الانتشار للسلاح في أيدي الناس، لن ينفع في صدّ الأسلحة الثقيلة.. فما فائدته؟
الفائدة الأولى مذكورة قبلًا في مسألة صدّ الطغيان الحكومي و الدفاع الشرعي عن النفس الذي هو من أسس الحقوق الإنسانية و الإسلامية..

السبب الثاني الذي لم يناقشه الأمريكان لوضوحه هو صدّ العدوان الخارجي عن طريق تكوين ميليشيات شعبية بسهولة بالغة إن دعت الضرورة لذلك.. لم يناقشوه لأن تاريخهم الوطني بدأ بهذه الحقيقة أساسًا: أن وجود السلاح في أيدي الناس يسَّر لهم دفع الانجليز أينما قابلوهم.. هذه الحقيقية البدهية للأمريكان يناقشها البعض اليوم كأنها مشكوك فيها، مع أن نموذج واضح مثل أفغانستان (وهو شعب غير مسلح عمومًا إن قورن بأمريكا أو اسرائيل) يثبت إمكانية صمود الأسلحة الخفيفة أمام الغزو المتفوق، فيبقى دائمًا مسلم مسلّح و لو بسكّين أفضل ألف مرّة من منزوع السلاح لم يتدرب يومًا عليه.. و الحالة الإسرائيلية أوضح في تبيان هذا الأمر من الأفغان أنفسهم، فإن نزع فلسطين من يد اليهود مرة أخرى ليس له حل واضح مع تسلُّح هذا الشعب كباره و صغاره إلا بخوض حرب شاملة (تنظيفية) لأنه سيكون أمامك في كل منزل و منعطف عائق مخيف، و هو الاسرائيلي المُسلّح الذي يحتاج لتعامل خاص، هكذا جعلت الأمة اليهودية من مسألة نزعها خارج فلسطين مستحيلًا دون خوض حرب إبادة، لهم أو للمعتدي عليهم!

هذه الأمم المسلّحة التي يمكنها صدّ الهجوم العسكري والصمود أمامه ليس هناك من جدال في قدرتها على الفوز في النهاية، و لن يجد المعتدي عليها من حلٍ إلا الإبادة النووية الشاملة و هذا مستحيل مع أمة ضخمة كأمة الإسلام أو حتى قطر واحد من أقطارها الرئيسية الكبرى! فمهما كانت فائدة الأسلحة الثقيلة، سواء دبابات أو صواريخ، فإن التمكّن على الأرض مع شعب مسلّح يخوض مقاومة كبرى حتى الموت أمر شديد لا يتحمله جيش غازي..

الخلاصة النهائية:
إن مسألة تسليح المجتمع ليست فكرة خيالية، فهي موجودة على أرض الواقع، و مطبقٌ منذ عقود في أقوى دول التاريخ على الإطلاق، و لم يؤثِّر هذا على المخترعات و لا المجتمع المدني .. وهو الحل الوحيد لأمة مهددة دائمًا، سواء من النزعة الديكتاتورية الطبيعية في حكّامها، أو التهديد الدائم و المستمر الذي يواجهها من الأمم الأخرى التي تنظر لها في القرون الأخيرة كإرث يتداولونه فيما بينهم لتجربة عشرات الأوجه للحرب الدينية الكبرى ضد الإسلام: سواء الوجه الاقتصادي أو الفكري أو العسكري أو العنصري أو العقائدي الصريح..

مقال للاستاذ عمرو عبد العزيز

Wednesday, April 09, 2014

مصر في شهر


2014-03-09: مصرع 8 أشخاص وفقد 4 آخرين في انقلاب سيارة ميكروباص بالمنيا

2014-03-13: مقتل 5 أشخاص إثر انهيار جزء من المركز التجاري بسموحة

2014-03-22: مصرع 6 أشخاص وإصابة 10 آخرون في حادث تصادم على الطريق الزراعي بالبحيرة.

2014-03-23: مصرع 17 عاملا وإصابة 3 في تصادم بالطريق الصحراوي بالبحيرة.

2014-03-23: مصرع 7 وإصابة 14 في تصادم 6 سيارات بطريق الكريمات

2014-03-28: مصرع 6 صيادين مصريين اختناقًا بـ«غاز سام» أثناء إبحارهم بالقرب من السودان

2014-03-28: مقتل 5 بينهم صحفية برصاص الأمن والبلطجية بمظاهرات الجمعة

2014-03-29: وفاة 10 أشخاص وإصابة 37 آخرين فى حريق بمستودع للوقود بسوهاج.

2014-04-07: مصرع 13 وإصابة 17 في حادثي سير بالجيزة وبني سويف

فقط الحوادث ل 5 وفيات فأكثر.


مفيش جدع ابن حلال يطلع يقول ستوب اللعب ... يقول كفاية كده دي مش دولة .. دي خرابة كبيرة .. فوضى بيحكمها فشلة وعصابة بتأييد ومباركة جهلة ومدعيين عايزين يحافظوا على كنبهم واستقرارهم المزعوم ووطنيتهم المزيفة المشابهة لتدينهم الكاذب ... مش دولة اللي كل يومين يموت فيها عشرات بعيد تماما عن صراعات السياسة وبلاويها ويكون موتهم خبر عادي مكرر ولأنهم مش من ضحايا الإرهاب العو فتبقى حوادثهم خبر عادي وبيحصل .. انا فاكر اني عشت في البلد دي سنة كاملة مكنش حد بيتكلم إلا على بغلة العراق ويسقط كل رئيس عشان دم المصري الرخيص .. راحوا فين ؟؟



Wednesday, April 02, 2014

ونساؤها لعب




من عجايب مصر ستاتها، وصدق من قال في وصف مصر: " نيلها عجب ونساؤها لعب ورجالها عبيد لمن غلب "، وإلا مارحم ربي من الفضليات العاقلات والحرائر الأبيات والدينات المسلمات، فالكثير على شاكلة الشكارة طولها كعرض قفاها، بداخلها تراب إذا فتحتها غبرت ملابسك وانتثرت وإن تركتها شغلت حيزاً وأثقلت كاهلك بلا فائدة ترجى منها.

أنا لا اتكلم على الحد الجميل اللطيف في نقص العقل الذي يحبه الرجل في المرأة ويذهب بسببه لبه حباً لها وهياماً بها وذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه المتفق عليه: " مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ". وإنما أتحدث عن حد من النقصان يفوق كل امرأة أخرى خارج مصر، حد من التدني في القدرة على الإدراك والتمييز تجعلها تعشق السيسي وتتغاضى عن كل جرائمه، وتعتنق دين يسرا وفيفي عبده لمجرد إنهن هائمات معها في حب السيسي. 

ففي الرجال أزعم أني قابلت كثيراً من الرجال يدركون أبعاد المؤامرة التي مارسها السيسي وعسكره واستغلوا فيها سلطانهم على الجيش وعلى مفاصل الدولة لإبقاء نفوذهم.

وأيضاً قابلت الكثير من الرجال على مختلف الأعمار قالوا أنهم كانوا ضد الإخوان وشديدي العداوة لحكمهم، لاعتبارات احتياجهم لتوفير لقمة العيش والأمن والاستقرار وكل ما كان يهاجم الإعلام غيابه سابقاً في عهد الرئيس مرسي وسكت وتغاضى عنه الآن، لكن - هؤلاء الرجال - الآن بعد عودة الظلم وكثرة الدماء والقتل تراجعوا عن موقفهم هذا واعترفوا أنهم قد وقعوا فريسة لخدعة سحرة مبارك القابعين في مدينة الإنتاج اعلامي.

كذلك فإني قابلت رجالاً أكثر يلعنون في كل صباح ومساء مرسي والسيسي كليهما، لاعتبار أن الاثنين يمثلان السبب في حالة الانقسام الحادة والفوضى الغير متناهية والخراب الحادث في البلد - من وجهة نظرهم-.

وقليل ممن يحب السيسي من الرجال، لكنهم مع ذلك يدركون أنه لن يستطيع فعل شي في البلد لأننا " وحشين " ولا يصلح معنا أن يأتي الإصلاح من خارجنا،وأننا ولابد أن نصلح نفسنا قبل أن نطالب برئيس يصلح الأحوال.

إنما عن النساء المذكورين فحدث ولا حرج .. ففيما عدا من استثنيناهم أولاً، فالبقية لا تعرف لها فكراً ولا رأياً إلا ما تلتقطه من شاشات التلفزيون عن جيشنا البطل الهمام الذي تصدى لمؤامرات الإخوان واللي بينيم أمريكا وأوربا من المغرب، مع إنها لم تدخل جيشاً ولم تر بعينها ما يصنع بداخله ولا تعرف عنه إلا ما تسمعه من أساطير خالو وعمو وجدو - ..

هؤلاء النساء التلاتينات وما فوق - وما أدراك ما فوق، فكلما طلعت فوق وجدت العجب - أمثال هؤلاء كن يتراقصن أمام لجان الاستفتاء على دستور لجنة العسكري، بعد أن فضضنا بالداخل بكارتهن وخرجن ملوحين بأصابعهن المغموسة في دماء قتلى رابعة والنهضة. وبالنسبة لهن فالسيسي " دكر " .. والسيسي " راجل أوي أوي أوي " و" راجل بمعنى الكلمة" و "راجل محصلش" و "راجل كامل" و "راجل بيفهم" .. وليس لديهم أدنى درجة استعداد ليتنازلوا عن فكرة وجود هذا الراجل السوبر، ولا يقبلوا أي خدش في صورته الرجولية المثالية.

أمثال هؤلاء هن - أو هن تربية - من كن يغرمن برشدي أباظة وأحمد رمزي وانتحرن عندما مات عبد الحليم حافظ، لأن الشاشات صنعت لهن " رجلاً  " يجعلونه رمزاً للرجولة المنشودة عند كل " عانس " تشعر باختفاء الرجال في مجتمعها وتحمله مسئولية نفرة من تقدم لخطبتها منها، وتجد في السيسي أملاً خفياً، أو زوجة تفتقد معاني الرجولة في الدائرة القريبة منها من زوج وأخ وابن.

نعم هذا رأيي .. وإن كان ما سبق يبدوا هجوماً على النساء الشكاير إلا إن مضمون كلامي يحمل كل الهجوم على أشخاص رجالهن في دوائرهن القريبة حيث لا تجد من يحمل لها معنى الرجولة الحقيقية فأصبحت - كشكارة - متعلقة بهذه الصورة المرسومة الممنتجة التي تقدمها شاشات التلفزيون - اللي هي قاعدة قدامه ليل ونهار - للسيسي أو غيره على إنه " راجل " حلال العقد والمشاكل اللي تجتمع فيه كل صفات الرجولة من وسامة ولياقة وحسم وأمانة وعاطفة.

نعم هذا رأيي .. ما نراه من أمثال هؤلاء عرض نتيجة لمرض في مجتمع حلق رجاله اللحى والشنبات وأطلقوا المرأة في مجال العمل تحتك بزميلها هذا ويتعرض لها ذاك ويتحرش بها أولئك، وشباب أسقطوا بناطلهم وصنعوا لشعورهم فورم، وتسموا بميمي وكيمو أو أعوجت أفواههم إظهاراً لرجولة مزعومة تخفى حقيقة غياب العقول تحت تأثير المخدرات ..

نعم أهاجمنا نحن الرجال لأننا عجزنا أن نقدم لنسائنا صورة لراجل بمعنى الكلمة، وأصبحات نسائنا شكاير من اللاوعي والجهل.


Wednesday, January 15, 2014

غمض عينيك .. وحاول تفهمني


غمض عنيك كده وارجع بالزمن لورا شوية .. بتاع حوالي كام ميت سنة كده .. شايف الحال عامل ازاي ؟؟؟

شايف الخلافة العباسية إزاي في أضعف حالاتها ؟! الأتراك السلاجقة مسيطرين على كل حاجة، بيشيلوا الخليفة ويحطوه زي ما الواحد لا مؤاخذه بيخلع مركوبه ويلبسه. كل قطر مسلم فيه واحد لامم شوية رجالة حواليه وعامل بيهم زعيم على الناس، دول طولونية وأغالبة وزنكية، كلهم أينعم بيدعي للخليفة العباسي في الخطب ورافع راية وعلم الخلافة الإسلامية العباسية، إنما الخليفة - لامؤاخذة - طرطور والخلافة مش بتقوم بالمهمة اللي هي أصلا جُعلت عشانها .. حفظ الدين والدنيا .. دا غير الدول التانية بقا اللي مع نفسها في المغرب العربي.

الخلافة العباسية الإسلامية بتتجزأ وبتنهار والمد الشيعي بقا كمان عسكري وسيطر على شمال أفريقيا كلها، والدولة الصغيرة بتكبر، أخشيديين ومرابطين وموحدين وأيوبيين، وأوروبا بتاكل في أرض المسلمين حتة حتة في الأندلس وفي الشرق بحروب صليبية والقدس راحت والأقصى راح والخلافة موجودة ومش موجودة، دمياط والمنصورة سنة معانا مساجد وسنة معاهم المساجد بتتحول كنايس.

شوية كمان وحتى مسمى الخلافة راح واختفى بعد ما إمبراطورية المغول أطلقت الرصاصة الأخيرة على الهيكل اللي أصلاً فارغ من جوا .. حتى اسم الخلافة وشكلها استخسروه فينا وسقطوه .. بقى مفيش للمسلمين خلافة .. الخلافة أصبحت ماضي وتاريخ، بقت أساطير الأولين .. الدنيا شكلها اتغير .. صعب ومستحيل إن الدول المتفرقة دي ترجع تاني دولة واحدة .. عودة خلافة موحدة لكل المسلمين أصبح زعم وأوهام المجاذيب وأحلام الدراويش .. مش ممكن .. مش ممكن.

اسوأ لحظات شكّك في الوقت دا لما تقرا حديث عبد الله بن عمرو " بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولاً، يعني قسطنطينية ".

تسأل نفسك .. معقولة القسطنطينية ؟؟؟!!! القسطنطينية اللي ما اتفتحتش أيام عمر وخالد وسعد ومعاوية وهارون الرشيد والمعتصم .. حتتفتح ... طيب أمتى ؟ دلوقتي ؟!! وعلى أيد مين ؟؟ إحناا ؟؟؟ .. حتشكّ ؟ .. مش بشكّ .. بس إزاي ؟ دا حتى الخلافة سقطت ... بقت ماضي وراااح .. المسلمين اتفرقوا وبيحاربوا بعض والحكام ظلمة ومش بيحكموا بالشرع ولا حتى أدني درجات العدل .. حكام مماليك بيقتلوا في بعض عشان كرسي الحكم .. مؤامرات خارجية ومتربصين .. وفتن .. لا لا .. دا إحنا في آخر الزمان والأمم تكالبت علينا كما تكالب الأكلة على قصعتها .. خلاص دي النهاية .. احنا في طريق اللاعودة ..

حاسس بالفترة ؟

لكن ..

حاول كده توسع مدى رؤيتك ... حتعرف إن بعدها بشوية رجعت الخلافة اللي قلت عليها " مزعومة " واللي اعتبرتها ماضي مش حيرجع وخرافات وأوهام أفيون .. رجعت خلافة إسلامية عثمانية من جديد وحدت بلاد المسلمين اللي أنت افتكرت إنهم عمرهم ما حيتوحدوا. ورجع الأقصى ورجعت القدس.

وعلى فكرة برضه .. الخلافة دي فتحت القسطنطينية.

فتح عنيك بقا .. ها إزي الحال ؟

{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }