Friday, October 25, 2013

يا عزيزي كلنا إفيالتس



فيلم 300 يحكي عن معركة حقيقية - معركة ترموبيل أو الأبواب الساخنة - وقعت قبل الميلاد ب 480 سنة عندما قام ملك إسبرطة ليونيداس بالتصدي للجيش الفارسي في جيش قوامه 300 مقاتل، وهناك تشكيك في هذه الرواية ويعتبرها البعض مجرد اسطورة إغريقية تبرر للهزيمة اليونانيين امام جحافل جيوش الفرس.

كالعادة لن اعتمد وقائع تاريخية فأنا غير متخصص لكن سأتكلم عن الفيلم وأحداثه المأخوذة عن رواية فرانك ميلر المصورة التي تحمل نفس الاسم، وغرضي من حكاية الفيلم هو تسليط الضوء على أخينا في الرضاعة وصديقنا وشبيهنا إفالتيس.

وإن كانت الأحداث الحقيقة تقول أن هجمات اليونانيين المتتالية على سواحل الفرس كانت سبباً في حملة فارسية انتقامية ضد بلاد اليونان إلا أن قصة الفيلم تجاهلت هذا الأمر وبدأت الرواية بذكر الزحف الفارسي لاحتلال الأرض والتوسع الجغرافي والسعي لفرض تقاليد الفرس وديانتهم ومعبودهم ملك الفرس إلهاً لكل الأراضي المحتلة التي يدخلها الفرس.

كانت جحافل جيوش فارس التي يقترب عددها من مليون، والمدعومة بالمسوخ العجيبة والكائنات الغريبة، إضافة إلى القوات المدربة على أحدث فنون القتال ترغم كل بلدة تمر عليها على الاستسلام والخضوع، وإلا فالدمار والحرق والإبادة مصير من يرفض الخضوع بالعبادة لخشایارشا الأول ملك فارس.

وعندما اقتربت جيوش الفرس من بلاد اليونان، ذهب ليونيداس ملك أسبرطة إلى كهنة الآلهة ليسألهم هل يخرج لحرب الفرس أم يستسلم، لكن زيريكسيس - رسول ملك فارس - كان قد سبقه إليهم ورشاهم بالذهب ليفتوا ليونيداس بضرورة الاستسلام فكان " ذهب زيريكسيس أحب إليهم من حرية أسبرطة "، ونتيجة لقرار الكهنة ورشوة زيريكسيس لبعض أعضاء مجلس شيوخ أسبرطة فقد اتخذ المجلس قراره بعدم خروج الجيش الأسبرطي لصد الزحف الفارسي.

وبرغم رؤية اليونانيين عموما لموقعهم على أنهم أكثر حضارة ورقيا وأفضل في كل النواحي من الفرس الذين ينظرون إليهم على أنهم همج برابرة، إلا أن قرار الاستسلام كان الأقرب لكل ممالك أرض اليونان القديمة.

ومع خذلان الجميع لليونيداس، أعلن أنه سيخرج في رحلة مع ثلاثمائة من أفضل جنود أسبرطة، وكان مبرر الرحلة هو الصيد وأن الجنود هم حراسه الشخصيين وذلك حتى لا يخالف أمر الكهنة ولا الشيوخ، ولكن الحقيقة أنه قرر التصدي لزحف الفرس.

الجنود الثلاثمائة كانوا على دراية بالسبب الحقيقي للرحلة وأنهم بعددهم القليل سيواجهون جيشاً من مليون مقاتل يتعطش للدماء، وأنهم سيقتلون غالباً، وهنا جاء التركيز على شخصية الجندي الأسبرطي، لماذا يقبل ذلك ؟ لأنه تحرر لأقصى الحدود من الدنيا وما فيها، يسعى بكل طريقة للموت بشرف، ويعتبره الجائزة الكبرى التي لا يمكن أن ينال أفضل منها في حياته، الموت عنده خير من الأموال والنساء والمساكن وكل نعيم، أن يقتل في معركة وهو يقاتل بشجاعة هو الشرف الحقيقي الذي يسعى إليه في كل خطوة في حياته، أظهرت القصة هذا المعنى مركب رئيسي في نفسية وتربية كل مواطن أسبرطي منذ طفولته، حتى إفيالتس ذلك الأحدب المشوه الذي كان يراقب تحركات ليونيداس وجنوده الثلاثمائة ويتطلع لأن يكون واحداً منهم، فهو يعتقد بشرف القتال والموت في المعركة كأسمى غاية له في الحياة، فهو في النهاية مواطن أسبرطي تربى على مبادئ وعقائد أسبرطة.



ينطلق الملك في مهمته التي يسميها الجميع الانتحارية، بينما هو وجنوده يرفعهم الشعور بالعزة والكرامة ونصرهم لمبادئ الحق والعدل اليونانية أمام بربرية وهمجية الفرس فصاروا في أسعد حالاتهم يتوقون للمعركة كما يتوق غيرهم للزوجة والمال وينتظرون الموت كما ينتظر غيرهم الولد.

ينطلق الملك فيعسكر بجنوده على ممر جبلي ضيق يجب أن تمر به جيوش الفرس عند الدخول إلى أرض بلاد اليونان، كانت الحكمة من إقامة المعسكر في هذا المكان هو أن الممر لا يسمح إلا بمرور عدد قليل من جنود الفرس بشكل متتالي، فيفقد جيش الفرس ميزة العدد أمام الجنود الثلاثمائة خاصة مع الطريقة القتالية التي يتبعها جنود ليونيداس والتي تعتمد على الجماعية في القتال والاستغلال الأمثل للدروع والأسلحة.

تبدأ المعارك يوماً تلو الأخر، وأفواج الجيش الفارسي أمام بسالة الأسبارطيين ال 300 عاجزة عن اقتحام الممر، أفواج الفرس تنهزم، وجنود أسبرطة ثابتون صامدون يسعون وراء الموت، لكن استبسالهم يؤخر تحقيقهم لغايتهم في الموت.

ثم كانت الخيانة من إفيالتس.

سعى إفيالتس الأسبرطي لأن يكون مع الجنود الثلاثمائة يقاتل معهم ويموت في أرض المعركة وينال الشرف الذي يرى أنه يستحقه كأسبرطي، لكن الملك ليونيداس يرى عجزه البدني حائلاً دون ذلك فطريقة قتال الأسبرطيين الجماعية تجعل من إفيالتس الذي لا يستطيع أن يحمل درعه ثغرة في أي خطة قتالية، واقترح ليونيداس على إفيالتس أن يكون في مؤخرة الجيش يعالج الجرحى ويسقى العطشى، لكن إفيالتس يرى نفسه أكبر من ذلك فسعيه لشرف الموت في المعركة يجعله يرفض هذا العرض ويشعر بالخزي والعار لرفض ليونيداس انضمامه إليه.

فقرر إفيالتس أن ينتقم على طريقته، فحيث أنه لن ينال شرف الموت مع الأسبرطيين قرر حرمانهم جميعاً منه والارتماء في أحضان الفرس، فدلهم على طريق خلفي يستطيعوا من خلاله دخول أرض اليونان، والالتفاف على جيش ليونيداس وتطويقه، وهو يظن أن بهذه الطريقة سيرغم ليونيداس على الاستسلام لشروط ملك الفرس عندما يجد نفسه محاصراً هو وجنوده، فإذا استسلم ليونيداس انقاذا لجنوده يكون قد حرمه من الموت النبيل كما حرمه ليونيداس منه.

أبلغ إفيالتس ملك الفرس بالممر الخلفي ودفع إلى جانب الخيانة شيئاً أخر، فقد أقر بالعبودية لملك فارس، فنال رضا الملك وأغدق عليه بالجواري والمجوهرات والهدايا والنعيم.

بالفعل بعد هذه الخيانة حاصر ملك الفرس الجنود الاسبرطيين الثلاثمائة .. وجاء إفيالتس وقد خلع زي المقاتل الأسبرطي وارتدى الأزياء الفارسية، وتخلى عن عشق الأسبرطي الفطري للموت بشرف في معركة يدافع فيها عن مبادئ الحرية اليونانية. جاءإفيالتس مندوباً عن الملك الفارسي بصفته مواطن إسبرطي لعل مواطنه ليونيداس يستمع له فيستسلم ويعلن الخضوع لملك فارس وينال مثل ما ناله إفيالتس من أعطيات الملك الذي أعلن أنه سيتركه حاكماً لأسبرطة بل ولأرض اليونان جميعهاً فقط إذا أعلن الخضوع للملك الفارسي، جاءت كلمات إفيالتس مغطاة بصوت العقل والحكمة والنجاة الذي يردده ومتسقة مع رغبات النفس في السلامة ....

- لا مفر لك ليونيداس
- قضي الأمر ليونيداس
- ما حملني على الإرتماء في أحضان الفارسيين إلا أن الأمر قد انتهى
- الصمود يعني الهلاك ليونيداس
- لا تهلك جنودك فاسبرطة في حاجة إليهم
- استسلم مثلي تنجو ....

لكن الملك ليونيداس رد على الخائن بكلمات بسيطة قتلت إفيالتس الأسبرطي: نعم سأموت ... لكن أنت يا إفيالتس ستعيش طويلاً ...

قرر الملك ليونيداس عدم الاستسلام وخاض حربه الأخيرة فقتل وجنوده الثلاثمائة جميعاً .. لكن القصة لم تنته عند هذا الحد، فمقتل هؤلاء الثلاثمائة ألهم بلاد اليونان كلها فخرجوا بجيش واحد من كل ممالك اليونان القديمة يقودهم جيش اسبرطة ليوقفوا الزحف الفارسي في اوربا منفذين آخر وصية لليونيداس بعثها للشعوب اليونانية: اذكرونا.

Tuesday, September 10, 2013

الفجر الكاذب والفجر الصادق



الآن، وبعد ذهاب السكرة ومجيء الفكرة، دعونا نتأمل السماء بهدوء، سندرك أن ما حدث كان لابد أن يحدث. نعم، هذه السنة كونية تحدث كل ليلة، فلماذا نظن أن ليلنا سيختلف عن باقي الليالي ؟ ولماذا نظن أن الفجر يظهر فجأة دون فجر كاذب قبله ؟

سنة الله التي تجري كل ليلة منذ زمن بعيد لا تتغير من أجل أحد، الفجر الصادق يسبقه دائماً فجر كاذب .. لم نسمع أن هذا السنن تغير يوماً لنبي مكرم أو عبد صالح. فبالطبع لن تتغير من أجلنا، بل نحن الذين يجب علينا أن نتغير ونعقل سنن الله في كونه، ونوجه خططنا ووسائلنا وأهدافنا الكبرى منها والصغرى لتساير هذه السنن لا أن تعاكسها أو تتحداها.

نحن نعلم إن هذا النور الذي ضرب في ظلمة ليل السماء لم يكن نوراً حقيقياً، بل كان فجراً كاذباً، لما اقترب سراج الشمس من أرضنا انعكس نوره على جسيمات وذرات عالقة بين الأرض والسماء، فما لبث أن ظهر نورٌ مستطيلٌ ضارباً من أسفل إلى أعلى .. وليس هكذا الفجر قطعاً إنما ينفجر الفجر انفجاراً مستطيراً على رؤوس الجبال.

قال عطاء: فأما إذا سطع سطوعاً في السماء، وسطوعه أن يذهب في السماء طولاً فإنه لا يحرم به شراب لصيام ولا صلاة، ولا يفوت به حج ، ولكن إذا انتشر على رؤوس الجبال.


من قال أن الضوء الضارب عمودياً فجأة من أسفل إلى أعلى هو نور حقيقي، إن النور لا ينتشر هكذا .. بل ينتشر أفقياً ويعلو ممتداً ما بين الشمال والجنوب، فيعلوا ويعلوا على الأفق حتى يمحى الظلام.

وكان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنان للفجر، فبلال بن رباح يؤذن في وقت الفجر الكاذب، وابن أم مكتوم في وقت الفجر الصادق، وكان يوضح لصحابته الكرام أن هذا الآذان الأول المصاحب لبزوغ الفجر الكاذب إنما هو للتنبيه والاستعداد لما هو قادم ولا يتعلق به أي أحكام على الحقيقة ... فمن كان منكم يقوم الليل فلينته من قيامه وليذهب فيتسحر استعدادا للصيام، ومن كان نائماً فليقم من نومه وليستعد لأداء صلاته .. فهذا الآذان وهذا الفجر المستطيل تنبيه ليأخذ كل منا استعداده لما هو آت ...

في البخاري عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يَمنَعَنَّ أحدَكُم، أو أحدًا منكُم، أذانُ بلالٍ مِن سَحورِهِ، فإنَّه يُؤَذِّنُ، أو يُنادي بلَيلٍ، ليَرجِعَ قائِمَكُم، وليُنَبِّهَ نائِمَكم، وليس أنْ يقولَ الفجرُ، أو الصُّبحُ . وقال بأصابعِهِ، ورَفعَها إلى فوقُ، وطأطَأ إلى أسفَلُ: حتى يقولَ هكذا. وقال زُهَيرٌ بسَبَّابَتَيهِ، إحداهُما فوقَ الأُخرَى، ثم مَدَّها عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ.

ثم في أكثر من موطن أكد النبي صلى الله عليه وسلم على إن الفجر الكاذب وإن كان للتنبيه إلا أنه لا ينبني عليه أحكام فلا يحل محرم ولا يحرم حلال.

ففي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يغرنَّكم من سحورِكم أذانُ بلالٍ، ولا بياضُ الأفقِ المستطيلِ هكذا ، حتى يستطيرَ هكذا.


وعند الحاكم والبيهقي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الفجرُ فجرانِ ، فأمَّا الفجرُ الذي يكونُ كذنَبِ السَّرْحانِ فلا يُحِلُّ الصلاةَ، ولَا يُحَرِّمُ الطعامَ، وأَما الفجرُ الذي يذهبُ مُسْتَطِيلًا في الأفُقِ ، فإِنَّه يُحِلُّ الصلاةَ، ويُحَرِّمُ الطعامَ.

وهذا الفجر الكاذب ينخدع فيه الكثير منا فهو يظهر فجأة ثم ما يلبث أن يختفي من جديد ، فهو مؤقت، فالذين ليس لديهم خبرة بأحوال السماء والذين لا يعلمون، والذين يتعجلون ظهور النور استثقالاً لظلمة الليل فيظنون أنه الفجر الحقيقي فيقومون ويسعون إلى الصلاة، خاصة أولئك القاطنين في المدن، الذين اختلط عليهم ضياء النجوم اللامعة مع تلك الأنوار الاصطناعية الصاخبة القبيحة المنتشرة في أنحاء المدينة، فصاروا لا يميزون بدراً من هلال، فأولئك أبعد ما يكونوا عن تمييز الفجر الصادق من الكاذب، فسيختلط عليهم الحال ولا شك، ولعلهم يُصلّون الصبح في غير وقت الصلاة ويخلدون إلا النوم قبل ظهور الفجر.

لكن أهل العلم والخبرة والدراية بسنن السماء وأحوالها على حذر ومهل لا يخدعهم صعوده فجر ذنب السرحان المفاجئ ولا يتعجبون لرحيله بعد قليل وهم على يقين بأنه - وإن كان فجراً كاذباً - إلا إنه بشارة وإشارة بقرب وحتمية وصول الفجر الحقيقي الذي يتعلق به الأحكام ويبدأ معه اليوم الجديد.

وهم - هؤلاء الذين يعلمون – يدركون أن هذا الوقت الذي يأتي بعد الفجر الكاذب هو أشرف الأوقات وأعظمها بركة إنه وقت السحر الذي ورغم ثقله على الإنسان وشدة طلبه فيه للنوم والراحة إلا إن هو نفسه الوقت الذي ينشغل فيه عباد الله المؤمنين بالاستغفار والذكر { وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } انتظاراً واستعداداً للفجر القادم يقيناً.

وأنه ورغم لحظات الإعتام والظلمة اللي تحملها تلك اللحظات بعد الفجر الكاذب إذ تشتد ظلمة السماء أكثر مما كانت عليه قبله، إلا أن هذا الوقت هو الذي يحدث فيه أهم وأعظم وأجل حدث إذ ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له حتى ينفجرالفجر.


من خطبة الجمعة للدندراوي.

Saturday, June 22, 2013

من تاريخ مصر الحديث



مايو 1980
تعيين الفريق أحمد بدوي أحد أبطال حرب أكتوبر وزيراً للدفاع.

فبراير 1981
الفريق أحمد بدوي يخاطب صديقه علوي حافظ - أحد أعضاء تنظيم الظباط الأحرار - ويخبره أن الرئيس السادات يسعي لتصفيته لأنه رفض إحالة مجموعة كبيرة من قيادات الجيش للتقاعد وأصر على الإبقاء عليهم في مناصبهم لحسن سيرتهم وطهارة أيديهم. ويخبر بدوي صاحبه بأن هناك مافيا من تجار السلاح تلتف حول السادات من كبار رجال الدولة علي رأسها نائب الرئيس حسني مبارك. وعلوي يطالب بدوي بعمل انقلاب لتطهير البلاد من الفساد.

مارس 1981
سقوط مروحية الفريق أحمد بدوي بعد أن ارتفعت عن الأرض خمسة أمتار ومقتل ثلاثة عشر قائد من كبار قيادات القوات المسلحة منهم: قائد المنطقة الغربية العسكرية ورئيس أركان المنطقة الغربية العسكرية ومدير هيئة عمليات القوات المسلحة ونائب رئيس هيئة التنظيم والإدارة و رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومدير إدارة الإشارة وغيرهم. ونجاة طاقم الطائرة بالكامل وسكرتير وزير الدفاع واعتبار السقوط مجرد حادث.

أكتوبر 1981
الملازم خالد الإسلامبولي الغير منتمي لأي تنظيم أو جماعة ينفذ بنجاح عملية اغتيال للسادات، وفي التحقيقات معه يذكر من ضمن أسبابه للقيام بالعملية الانتقام من السادات بسبب قتله الفريق أحمد بدوي.

ديسمبر 1988
علوي حافظ يتقدم بطلب استجواب لمجلس الشعب (بعد نجاح جماعة الإخوان المسلمين في الفوز ب 36 مقعد في انتخابات ذلك المجلس 1987) والاستجواب بخصوص عصابة تقوم بصفقات سلاح وهمية تضم الملياردير المصري حسين سالم، ورئيس الوزراء كمال حسن علي واثنين عملاء مخابرات أمريكيين – تم القبض عليهم لاحقاً بسبب هذه التهم -، بالإضافة إلى منير ثابت شقيق سوزان مبارك.

مارس 1990
في الخامس من الشهر واثناء متابعة الشعب المصري لمباراة مصر ونيجيريا تتم مناقشة الاستجواب في أجواء شد وجذب، واعتراضات من كل من رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وكمال الشاذلي رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الوطني وعاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء لمنع استكمال والتصريح بالأسماء في الاستجواب، وانتهاء الجلسة بحذف رفعت المحجوب بنفسه جميع الأسماء الواردة من مضبطة مجلس الشعب.

مايو 1990
المحكمة الدستورية العليا تقضي بحل مجلس الشعب.

أكتوبر 1990
اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري. الرواية الرسمية الأولية تنسب الاغتيال لعناصر من خارج مصر، ثم تعدل عن ذلك وتعتقل عناصر مصرية من الجماعة الإسلامية وتتهمهم بتنفيذ العملية بالخطأ بعد أن كان هدفهم وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسى وليس المحجوب، رغم تصريح الوزير حسب الله الكفراوي بأن المحجوب أخبره قبل أسابيع من اغتياله أنه مستهدف للتصفية، والمحكمة تقضي ببراة جميع المتهمين الذين كانوا يهتفون من داخل المحكمة أن مبارك هو المطلوب.


Sunday, June 02, 2013

بين اعتماد وولادة وزينب


والحديث عن رجال ذلك العصر – ابن تاشفين ويحي بن عمر والمعتمد بن عباد وابن زيدون وابن عمار - يأخذني للحديث عن نسائه، فلا تقل متعة ذكر نسائه عن متعة الحديث عن رجاله، والحق أنني أغبط رجال هذا العصر، الذي كانت نماذج النساء فيه من نوعية اعتماد الريميكية زوجة محمد بن عباد وزينب بنت اسحاق النفزاوية زوجة يوسف بن تاشفين، وولادة بنت المستكفي ملهمة شاعر الأندلس ابن زيدون، بل وأغبط كل عصر غير عصرنا هذا كانت فيه النساء كما ينبغي أن تكون النساء، او حتى أقل مما ينبغي، او حتى أقل بكثير مما ينبغي.

قد يخطر على البال عدم إنصاف هذا الكلام ؟ فهن كن زوجات الملوك والأمراء .. فمن قال أن نساء هذا العصر كن كلهن كولادة واعتماد ؟؟

وما أراه هو أن نساء الملوك والأمراء هن فعلا صورة تدلك على نوعية نساء العصر، فكما أنه كما تكونوا - أيها الرجال - يُولى عليكم، فإنه كما تكن أيها النساء تكن زوجات ملوككن، أو العكس في حالة النساء، فكما تكن نساء ملوككن تكن، وليس أدل على هذا من أن نسوة المدينة لم يكن ليقدرن على أن يراودن يوسف عن نفسه إلا لما روادته امرأة العزيز نفسها، والعجب من حقي أنا تجاه من يرفض كثيرا مقالي عن كون الجيل الذي تربى وترعرع ونشأ في الثمانينات والتسعينات هن بنات سوزان، بل وينكر علي التعميم، وكيف لا أعمم وما أراه واسمعه ليس تحليلاً ولا تجنياً بل وقائع أراها عين اليقين، فكلهن بنات سوزان، حتى تلك التي خرجت لإسقاط زوج سوزان وسوزان هي من بنات سوزان، حتى تلك التي كرهت واشمأزت من سوزان هي من بنات سوزان، فكلهن بنات سوزان وإن أنكرن، كما أن اللاتي نشأن في عهد جيهان هن بنات جيهان، واللاتي نشأن في عهد فتحية هن بنات فتحية، واللاتي نشأن في عهد فريدة هن بنات فريدة، وشتان شتان بين بنات فريدة وبنات سوزان، وهذا أمر ملاحظ لا يحتاج لإيضاح ولا لإثبات.

فسوزان هي من أسقطت زوجها في عمله وأضاعت ملكه، وسوزان هي الأم التي ربت أمثال جمال وعلاء، وسوزان هي من سعت حثيثاً لكل تكريم دولي وأنفقت ثروات من أجل ذلك – 6 دكتوراة فخرية، لاينفاسها في العدد إلا د. البرادعي دكتوراة حقيقة و 15 فخرية يا بلاش -، وسوزان هي حقوق المرأة وحقي وحقك وراسي براسك وزي ما بتعمل حعمل، واشمعنى أنت. سوزان هي عدوة موزة وصديقة تهاني.

سوزان إذا اشتاقت لقتالك فستقاتلك لأهون سبب ودون انتظار لموقف معقول يستدعي القتال، علما أن معدل اشتياقها للقتال هو مرة على الأقل كل يوم، وإن طالت المدة عاتبتك وقاتلتك لذلك، لماذا تتجنبني ؟؟! بل حتى وإن قلت لها: صباح الخير فستقيم الدنيا وتقعدها، وتجعل من قولك صباح الخير سببا حاسماً للقتال، إزاي تقولي لي صباح الخير وانت عملت/ما عملتش كذا وكذا .. وليه بتقولها لي بهذه الطريقة .. إلخ، هكذا سوزان وهكذا بناتها.

لذلك فوجود ولادة واعتماد وزينب كزوجات لملوك وامراء هذا الزمان يعطيك صورة عن نساء هذا العصر السعيد رجاله.

فإذا وفيت وأثبت الاجابة على الخاطرة السابقة، جاءت إليك قائلة : والله دول ستات لرجال عظماء ورجال هذا العصر كانوا كأمثال يوسف ابن تاشفين ويحيي ابن عمر فكانت زوجاتهم كهؤلاء، فكونوا لنا كمحمد نكن لكم كعائشة وكونوا لكم كعلي نكن لكم كفاطمة ...

يالله .. الآن حصحص الحق، هذا هو عين فعل بنات سوزان، فهي لن تقر بحاجتها إلى العودة لأنوثتها وتكون الراحة والمودة والسكن قبل أن تطعن في رجولتك، فأنت أيها الرجل المعاند المكابر من تحتاج إلى إصلاح، أنت الذي لا تحترم المرأة – هكذا على الأطلاق برغم مدحك لسيرة عظيمات النساء اللاتي مضين – وانت أيها الرجل الذي لا تقدرها ولا تعرف قيمتها، أنت ايها الرجل الذي لا تعاملها كما يجب أن تعامل القوارير – اسطوانة سوزان لو كانت متدينة- ، وهكذا تنقلب المائدة عليك. أبجنى تجدني وسلم واستلم.

وباالتغاضي عن كون هذا الدفع يعد اعترافا ضمنياً بصدق شكوانا من حالهن، إلا أنه أيضاً يؤكد أنهن من بنات سوزان، فالخلاصة عندهن أن سبب حال النساء العوج هو أنتم معاشر الرجال، فإن سألت: هل أنتن تابعات لنا ؟ قلن : لا، بل نحن شخصيات وكينونات مستقلة. فلماذا إذن أيتها الشخصيات المستقلة لا تتعاملن بمطلق أخلاقكن الكريمة فتكونوا كفاطمة وعائشة وإن لم نكن نحن كعلي أو محمد، لماذا لا تكن كآسيا امرأة فرعون وتتشبهن بها وتدخلن الجنة معها حتى وإن كان أزواجكن من الفراعنة.

ما علينا .. فلا فائدة من الحديث.

يبقى أن أقول أن من نساء العصر، تظل اعتماد الريميكية الأقرب إلى نفسي كما كان زوجها، اعتماد جارية الريميكي الأديبة اللبيبة التي كانت تغسل الثياب على الشاطئ بينما سمعت رجلاً شاعرا تأمل جمال البحر وقال لصاحبه بجواره منشداً: صنع الريح من الماء زرد .. اجز – يعني كمل بيت الشعر - ، فتلعثم الصاحب واضطرب ولم يستطع فاكملت هي: أي درع لقتال لو جمد.

صنع الريح من الماء زرد .. أي درع لقتال لو جمد

أي صنع الريح من أمواج البحر انحناءة فيما يشبه الدرع الزرد الذي يرتديه المقاتل في حربه، فأي درع يفوق هذا الدرع في القتال لو جمد. - أميل بالهوى إلى هذه الرواية وأن الذي أجاز هو اعتماد وليس بن حمديس، وكل ما جاء في كلامي ليس تاريخاً مدققاً ولكنها خواطر وافكار مسترسلة -.

يسمعها الرجل الذي هو الأمير محمد ابن عباد فيعجبه ذكاءها وفطنتها وحلو لسانها فيتزوجها ويرفعها إلى جواره، فتكون خير الصاحبة له، الشريكة المناسبة، وتوأم روحه، ويستقر معها إلى حين وفاتها فيموت من بعدها بقليل.

لا شك عندي أن زينب بنت اسحق أكثرهن عقلاً، وأن ولادة بنت الخليفة المستكفي أكثرهن دلالاً وهي بلا ريب غانية عصرها – غانية يعني استغنت بمالها ومكانتها عن الزوج وبجمالها عن الزينة –.

لكن اعتماد هي مثال الزوجة التي تتغير من أجل زوجها، جارية تترفع من أدنى درجات المجتمع إلى جوار ملك أشبيلية، ثم تحافظ على مكانته ومكانتها وتستجيب لمكانة زوجها، فلا يندم يوماً على زواجه منها، بل ويستمر في حبها وكتابة الأشعار فيها حتى وفاته، هي زوجة و .... زوجة وكفى لن أزيد على هذه الكلمة، فهذه كلمة لن تفهمها بنات سوزان.

وهي الزوجة البسيطة غير المتكلفة التي لا تخجل من أيام فقرها فتتدلل وتتمنى على زوجها ملك البلاد لو تمشي هي وبناتها في الطين حافيات الأقدام كما تفعل بائعات اللبن مع بناتهن وكما كانت تفعل من قبل أيام خدمتها في بيت الريميكي، فيلبي ابن عباد حباً لهاويصنع لها طينا كلف خزانة الدولة ثروة طائلة ..

وهي الجارية التي انجبت لابن عباد أبناءه الذكور فكانوا جميعاً رجالاً أحسنت ربايتهم على البطولة والاقدام والشجاعة فمنهم من قتل دفاعا عن ملك أبيه ومنهم عاش ثائراً بعد نفي ابن عباد واعتماد إلى أغمات.

رحم الله زينب بنت اسحاق واعتماد وولادة، ورحم الله يوسف ابن تاشفين ومحمد بن عباد وابن زيدون، ورحمنا الله وإياكم.


Sunday, April 14, 2013

بين ابن تاشفين والمعتمد



لست قاضياً أحكم على هذا أو ذاك ولا محدثاً أجرح فلان أو أعدله. إن الأمر كله أني ذكرت هذا الرجل وقلت أنه على ما فيه من خير وما له من فضل أظنه أخطأ وهو ليس على الخطأ بكبير ولا أتمنى لو كنت مكانه فأصنع صنيعه، كما أنني ذكرت من فعل الآخر على ما اشتهر عنه من الهنات ما يجب أن يحمد له ويذكر بيننا بكل تقدير واحترام.

فلست أقدس صاحب الفضل العظيم فأزعم أنه لا يخطأ واتحرج أن انتقد فعله، لأن انتقادي إياه ليس انتقاصاً من قدره ولا جرحاً في شخصه ولا إسقاطاً لفضله أو سعياً مني لفض الناس عنه. ولكنه الحق .. كما أنه لا تعميني خطايا الأخر وسوء خبره عن ذكر ما له من حسنات، ولست إذ أذكر محاسن أفعاله أزعم أنه خير من الأول ولست أجمل وأحسن وأقبل أفعاله القبيحة، ولكنه الحق.

وما أؤكد عليه بسيط وليسه فيه لبس ولا تميع وهو أنني لا أعلم مكانة أي من الاثنين عند الله – وهذا مما لا أظنك تخالفني فيه – فلربما هذا الثاني قد نال في الدنيا مما لا نعلم – أو نعلم - ما يرفعه الله به عن ذاك الأول. ولعل ذاك الأول قد نال من الدنيا ما يبعده عن تلك الدرجات العلى التي نتوقعها له، والجميع مرده إلى الله فيحكم بينهم بالعدل وهو أحكم الحاكمين، فلا أدعي لصاحب الفضل العظيم وجوب جنة، ولست أدعي وجوب النار لهذا الذي يجر يدا ويعلق يدا فلعله مخدوش ناج.

وتقييم الرجال لا يكون بصفهم مع الملائكة ولا بدحرهم إلى جموع الشياطين، بل بذكر ما لهم وما عليهم، وليس من أحد يبلغ الكمال، غير أن الناس يتفاوتون في سعيهم إليه، فمنهم من من أخذ نصيبه الربع أو النصف، ومنهم من لم يبلغ منه إلا النذر اليسير.

كل ما قلته أن رجلاً مثل أمير المسلمين يوسف بن تاشفين رحمه الله ورضي الله عنه أراه قد أحيا الله به الدين وجدده، وحفظ به الإسلام وأهله، ولا يقارن حاله الذي شهد بصلاحه أئمة عصره بحال المعتمد محمد بن عباد ملك إشبيلية رحمه الله، ولا يستوي عمل الأول العظيم وصولاته وجولاته بعمل الثاني المختلط.

غير أني ذكرت موقفاً أو اثنين للأول حيرا عقلي ورأيت أنه جانبه فيهما الصواب وأراه – من وجهة نظري - لم يوفق فيهما. فليس في ذلك طعناً في الرجل إلا عند من قدسوا الرجال وقاربوا عبادتهم وإن أنكروا هذا بألسنتهم.

رأيت أن ملك المرابطين قد آل بعد وفاة يحي بن إبراهيم رحمه الله مؤسس الدولة المرابطية العظيمة إلى أبي بكر بن عمر اللمتوني رحمه الله، فلما توسعت أراضي الدولة وقوي بنيانها على يد أبي بكر بن عمر، وحدثت تلك الخلافات بين أهل الجنوب فأراد أبو بكر أن يجمع الكلمة ولكن أعاقه اتساع رقعة الدولة وكثرة المسئوليات فقرر أن يعهد ببلاد المغرب في الشمال إلى ابن عمه يوسف بن تاشفين رحمه الله حتى ينتهي من أمر الجنوب وتهدأ الأمور فيها، فتسلم ابن تاشفين التركة فتوسع وأسس وبنى وحكم وعدل، وتأخر أبو بكر بن عمر في عودته، ثم لما رجع وكان قد استقر الأمر لابن تاشفين ودانت بلاد المغرب جميعها له، ويكاد بعض هذه البلاد لا تعرف أبي بكر بن عمر لطول غيابه، خشى ابن تاشفين من تمرد وانقلاب هذه البلاد على ابن عمه إذا استرد ملكه فتدخل الدولة في النزاع وتتفرق الكلمة ، فاستقبل أبو بكر على أبواب المدينة في جند كثيف إظهاراً لقوة جيشه ولم ينزل من على فرسه ولم يلن الكلام كما هو المعتاد بين القائدين، وقد أضمر يوسف ابن تاشفين أن يمرر لابن عمه بالإشارة لا بالعبارة أنه من الأفضل له أن يعود أدراجه ولا يطالب باسترداد ملكه، وجهز ابن تاشفين لأبي بكر عتاداً كبيراً وحمولة وأخبره أنه جهزها له ليستعين بها عند رجوعه للجنوب، وكانت فكرة إظهار الاستبداد هذه بمشورة زينب بنت إسحاق النفزاوية زوجة ابن تاشفين الحالية والزوجة السابقة لأبي بكر بن عمر، والتي طلقها عند رحيله إلى الجنوب خشية عليها من حياة الجنوب القاسية التي لن تحتملها. فكان رأي يوسف وزينب أن أبا بكر بن عمر التقي المتورع عن الدماء لن يغامر بنزاع تراق فيه دماء المسلمين حتى وإن كان هو صاحب الحق، وأن هذا الإجراء الاستثنائي إنما هو لمصلحة البلاد والعباد وحفظأ للدين والدنيا، وقد كان ما أرادا ففهم أبو بكر بن عمر المغزى وارتحل عائداً إلى الجنوب بعد أن أوصى ليوسف بن تاشفين.

فهذا موقف لا أفهمه، وحجة لا أقبلها، وأدعو الله أن أكون ممن يرد الأمانات إلى أهلها، ولا أكون ممن يظنون أنهم يحفظون الدين بصنيع ولا باستحسان رأي فيه ما يخالف ما يأمر به الله تبارك وتعالى، فالذي أدين به أن الدعوة والدين محفوظين بحفظ الله تبارك وتعالى طالما التزمنا بما يأمرنا تعالى به.

فهل بهذا أكون قد طعنت في الرجل وتجاوزت الحق الذي له ؟ وهل أكون أجرمت إذا رأيت في هذا الموقف تغيراً واختلافاً عن تربية عبد الله بن ياسين ويحي بن إبراهيم وأبي بكر بن عمر يفسر عندي التهاوي السريع لملك دولة المرابطين بعد موت ابن تاشفين وعلى يد ابنه علي بن يوسف.

ثم أني لا أفهم قسوة أسد المغرب رحمه الله الشديدة مع المعتمد محمد بن عباد رغم ما اتصف به ابن تاشفين من الحلم والعفو .. لست أدافع ولا ألتمس أعذاراً لأخطاء المعتمد ولكني أحمل ما كان منه من قبيح الفعل على ما كان منه من حسنه، ولو كنت مكان ابن تاشفين لحفظت للرجل مواقفه العظيمة. ويكفي – عندي – لابن عباد سعيه لتوحيد ممالك الأندلس المتفرقة – الواحد وعشرين - بضم قرطبة ومرسية وغيرها إلى مملكته للتصدي لهجمات ألفونس السادس ملك ليون وقشتالة. ويكفي عندي أن المعتمد هو من أحضر ابن تاشفين للأندلس للتصدي لجيوش ألفونس وهو القائل جملته الشهيرة عندما حذروه من زوال ملك بني عباد على يد المرابطين إن استدعاهم: والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للمسيحيين، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك المسيحيين وأن أؤدي له الجزية، إن رعي الجمال خير من رعي الخنازير. ويكفي المعتمد عندي بسالته وشجاعته وإقدامه وبلائه الحسن وتصديه لجيوش ألفونس مع جيش ابن تاشفين في ملحمة الزلاقة فخر معارك ابن تاشفين والمعتمد وجميع المسلمين.

واحدة مما سبق تكفيني لأشفق واترفق مع ملك زال ملكه بسوء صنيعه لما عاد وتحالف مع ألفونس بعد سنوات من الزلاقة خشية من جيوش ابن تاشفين التي عادت لتدخل شبه الجزيرة الأيبرية من جديد بفتاوى العلماء في جميع الأمصار الذين دعوا لإسقاط ملوك الطوائف الفاسدين وإعادة توحيد بلاد الأندلس.

نعم أراني أعجب بشخصية المعتمد الأمير والملك الأنسان الأديب الشاعر الذي يقدر أهل العلم ويشاورهم ويخالف نهج أبيه فيهم، الأمير الذي يتزوج الجارية اعتماد الرميكية ويرفع شأنها حتى أنه يشتق لنفسه لقباً من اسمها، وهو شاعر الأندلس الذي يكتب الشعر في زوجته لا في محبوبته، وهو من التقط أبو بكر بن عمار من براثن الصعلكة ورفع من شأنه ليكون وزيره ورجل الجزيرة بلا منازع، وهو الصديق الذي يحلم ويعفو ويصبر على صديقه ووزيره ابن عمار المرة تلو الأخرى حتى يتمادى ويطمع هذا الصديق فيشق عصا الطاعة فلا يتردد المعتمد أن يقتله بيديه.

فإن يذكروا لي ما كان عليه المعتمد من الترف والمخالفات، فإني أسأل الله عز وجل أن يكون ما أذاقه له يوسف بن تاشفين من عقاب ونفيه إلى أغمات في الصحراء المغربية هو وزوجته وبناته ليعيش فقيراً معدماً مقيداً معظم الوقت بالحديد، يكون ذلك تكفيراً له عن ذنوبه وباباً له ليتألم ويتأمل ويعاني ويتوب قبل أن يموت بعد وفاة زوجته بقليل.

وإني وإن كنت أتمنى أن يكون قادة بلاد الإسلام كلهم كابن تاشفين لا كالمعتمد، فإني أرى نفسي مكان بن عباد الخطاء، الذي يحب ويعشق ويقود الحروب، ويتواضع للناس ويرتفع بهم وتعز نفسه عن سؤالهم، أدافع عن شريعة الله وانا أقع في الزلات، أرضى بما قسم الله تعالى لي وأسأل الله المزيد من فضله.


Monday, March 25, 2013

المغضوب عليهم



لم يكونوا معنا عندما وقفنا على ضفتنا ننظر إلى الضفة الأخرى وقد وضعنا أعداءنا عليها تلك البعيدة، ولأنهم لم يكونوا معنا – على ضفتنا - فقد اعتبرناهم بلا ريب ولا تردد على الضفة الأخرى فلا رحمة إذن لهم عندنا. رغم أن الآخرين أيضاً افتقدوهم بينهم أكثر مما افتقدناهم.

ثم اكتشفنا أن ضفتنا ليس واحدة وكذلك ضفة الأخرين، وأن كل منا يعيش على جزيرة مهجورة يظنها الدنيا مع بضعة نفر قليلين يظنهم كل البشر، تتقارب بهم وتتباعد الأرض تبعاً لحركات المد والجزر، فرأينا هؤلاء المغضوب عليهم باجتهاد يتجولون بحرية بين جزرنا يحاولون مد الجسور ويحملون لنا الحياة وينقلون البذور من جزيرة لأخرى لعل التي لا تنبت هناك تنبت هنا ويثبتون أن الأرض واحدة وإن فصلت بينها المياه، أخطأت بذورهم الإنبات أحياناً وأصابت أحياناً أخرى، تماماً مثلما نفعل نحن المتمركزين، لكننا اعتبرناهم لما رسوا عندنا جواسيس، ولما أبحروا مرتدين، وفي كل حال نذكرهم بالتميع وافتقاد الوجهة والتخبط ونختال عليهم بثبات الأرض من تحتنا وأنهم تتقاذفهم الأمواج بزعمنا.

إنهم المغضوب عليهم من الجميع، رغم أنهم كانوا ولا يزالوا منا غاضبين، فلا استمعنا إليهم ولا أعرنا لشكواهم انتباه، ولا لنصحهم آذان، واعتبرنا أخطائهم جرائماً، وخلافهم معنا خيانة، فهم عندنا المنتكسين، الناقمين، المخدوعين. فلا نحن أفسحنا لهم مكانا عندنا ولا تركناهم يجوبون البحر بيننا بسلام.

Saturday, February 09, 2013

موارد العالم الإسلامي .. إحنا فين ؟



ما يلي نسب مئوية تخص وضع العالم الإسلامي بالنسبة للموارد الاقتصادية مقارنة بالعالم ملخص من كتاب موضوعات في جغرافيا العالم الإسلامي ل د. أحمد حسن إبراهيم

عدد السكان: 19% عام 1988 و 27% عام 2008 (1.68 مليار نسمة)

مساحة الكتلة المندمجة الممتدة من اليابس = 21% من مساحة اليابس

المواقع الاستراتيجية الملاحية الرئيسية تحت سيطرة العالم الإسلامي:
  • مضيق جبل طارق
  • قناة السويس (الشريان الرئسي للملاحة العالمية)
  • مضيق هرمز( يمر منه ثلث تجارة البترول الدولية)
  • مضيقي البسفور والدردنيل
  • مضيق باب المندب
  • مضيق ملقا ( يمر منه ربع حركة الملاحة الدولية ونصف تجارة البترول الدولية)

مساحة الأراضي الزراعية = 17% من مساحة الأرض المنزرعة في العالم

مساحة الأراضي القابلة للزراعة = 50% من مساحة الأراضي القابلة للزراعة في العالم

المنتج النسبة من الناتج العالمي
التمر 90 %
نخيل الزيت 66 %
الأرز 61 %
القصدير 60 %
المطاط (مادة صناعة كاوتش السيارات) 50 %
احتياطي الغاز الطبيعي 40 %
الماعز 37 %
البترول 33 %
الأغنام 30 %
الفوسفور 25 %
الغاز الطبيعي 25 %
بذرة القطن 20 %
الماشية 20 %
الأخشاب الصلبة 20 %
البوكسيت (المادة الخام اللازمة للألومنيوم) 18 %
الزيتون 17 %
القطن 17 %
الشاي 16 %
القمح 15 %
الجاموس 15 %
اليورانيوم 13 %
البن 13 %
الفول السوداني 12 %
التبغ 12 %
المنجنيز 12 %
الصوف 11 %
قصب السكر 10 %
الثروة السمكية 10 %
الكروم 8.5 %
الشعير 8 %
البنجر السكري 6 %
الذرة 4 %
الرصاص 4 %
النيكل 4 %
الحديد 3 %
النحاس 2 %
الفحم 1 %
الطاقة النووية 0.1 %

Tuesday, January 29, 2013

في الذكرى الثانية للثورة


هذه بعض الصور التي التقطتها بنفسي عند مسجد القائد إبراهيم بالأسكندرية أيام ثورة 25 يناير 2011 قبل موقعة الجمل، واحتفظت بالصور لنفسي، ولم يرها أحد غيري سوى أخي الذي رآها رؤية عابرة، هي صور ليس فيها ما يميزها، أراها - كما سيراها غيري – صور عادية لمتظاهري الثورة الأوائل، يوجد منها الكثير وأفضل منها وضوحاً وتعبيراً على صفحات الإنترنت وعلى حاسوبات كثير آخرين، ولعلهم يحتفظون بها لأطفالهم إذا سألوهم يوماً عن الثورة التي حدثت في مصر، فيخصوا أبناءهم بأشياء خاصة صغيرة لم يرها غيرهم.

لا أذكر أني التقطت صور أخرى في أي يوم حاشد بعد ذلك، لا ايام الاحتجاج على المجلس العسكري ولا وثيقة السلمي ولا الشريعة ولاغير ذلك، بل ولا حتى عند الاحتفال يوم التنحي مع من التقط الصور على الدبابات لأني حتى لم أنزل للاحتفال في هذا اليوم.


في كثير من المواقف التي حدثت خلال العاميين الماضيين، وعندما كان يزداد سخطي على سذاجة كثير من أهلي وتصديقهم المفرط لأكاذيب الإعلام ومتابعتهم للمضللين والآفاقين، حتى أن منهم من اختار شفيق ودافع عن عمرو موسى، وصدق حمدين ... عندها لأقنع نفسي أن هذا ليس الأصل كنت افتح هذه الصور واتجول بينها لأرى هذه الوجوه الكثيرة القريبة مني التي وقفت يوما بينها، هذه الوجوه الطيبة التي تعكس قلباً صافياً وعقلاً واعياً يستطيع أن يميز بين الحق والباطل، كان وقتها أيضاً يسمعون التلفزيون بنفس إعلامييه الموجودين إلى الآن .. أديب ولميس ومنى ورولا ومفيد ووائل وعكاشة والجلاد، فيعلم بفطرته كذبهم ونفاقهم ونضالهم فقط لمصالحهم، ومع ذلك كان الإصرار على الصمود إيماناً بقضية عادلة لا غبش فيها ولا دخن.


أنشر الآن هذه الصور لعل أحد الموجودين في هذه الصور يوماً ما يمر على هذه المدونة فيرى صورته، ويتذكر كيف كان الطهر ! ، وكيف كانت الرؤية واضحة لم تتلبس بكيد الساسة والطامعين وسعيهم، ولعله إن حاد عن طهارته الأولى يتذكر كيف خرج يومها لنصرة الحق ورد الظالمين.


أو لعل أحدهم يرى قريب له تغير حاله ونسي سوء الحال وقبحه في عهد مبارك وكره الثورة بعد أن رأى ما فعله بها أهلها، فيقوم إليه ويذكره ليعود لرشده وللدفاع عن هذه البلد ضد من يريد فيها علواً وفساداً، ولعل واحداً ممن يتجرأ ويتطاول على موسى الضعيف كونه بغير سلطان أرضي ويظن نفسه بذلك ثائراً، لعله يطالع صور هؤلاء الذين ثاروا على فرعون في عز جبروته وملكه وسلطانه فيعلم حقيقة فساد نفسه ويفهم أنه إن كان يوماً وقف للظلم ثائراً فهو اليوم حيث لا طرف قوي انتفت عنه الثورية وأصدق ما يقال في حقه أنه انتقل من ثائر لطامع، وأنه لما لم ينل بثورته مغنماً هاج وماج وأنه أبعد ما يكون عن مطلب الحرية والكرامة إذا كان كل ما يبغاه هو رأيه والصندوق الذي يأتي به دون غيره.


أو لعل أحد من شارك في هذه الثورة ، يرى صورة من هذه الصور فتذكره بشيء ما فيبتسم.


أو امرأة عارية تظن أن عريها هو الثورة، أو عجوز شمطاء وناشطة متبرجة تظن إباحيتها هي الثورة، وأن المصريات في حاجة لمتابعتها ليكن أكثر حيوية وتأثيراً في المجتمع، فترى هذه الصور حيث خرجت النساء المنتقبات والمختمرات والمحجبات ليصنعن الثورة.


من طرائف الملتزمين أذكر تلك العجوز المنتقبة، كانت تهتف خلفنا وحدها بعيداً عن باقي النساء بسقوط مبارك، فالتفت إليها رجل عجوز ملتحي وقال لها – كعادة بسطاء الملتزمين – : يا أختي ما ينفعش تعلي صوتك كده !! سيبي الرجالة هما اللي يهتفوا .. فردت عليهم بعفوية غاضبة: بيقول لي ما اهتفش !!! .. ياخويا سيبني في حالي .. حهتف يعني حهتف مالكش دعوة .. يسقط يسقط حسني مبارك.


انشر هذا الصور شكراً لهذا الشاب الذي كان ومثله كثير يمر علينا حاملاً لوحته ووقف خصيصاً لي - بناء على طلبي -لكي ألتقط صورته.

انشر هذه الصور ومعها كلمة الشيخ المحلاوي حفظه الله يوم الثلاثاء 1 فبراير 2011 ، وهو يقول: أنتم قمتم لله فأنتم جنده والله سينصر جنده، لا تضعفوا .. لا تستكينوا .. لا تتراجعوا .. لا تخافوا.





Monday, January 14, 2013

مودين في نفس الوقت



مود أولاني مود تاني خالص

ريض يا الطارش يالمعنى خط بكتابك ترحيبه
لو سرى بك ليلك و جنَّى بالدجى في الليل تسري به
وإن سأل عنَّا له المنة قل على ما كنت تدري به
مدعيكم غايبٍ عنا والحكم ما يجوز في الغيبة
ينبغي الانسان يتأني ويحكم بأحكامٍ مُصيبة
لا تِحَسب الحيف ذا مِنَّا النَصف ناخذ ونعطي به
سَوْ جميل و بلِغَهْ عنَّا بالسلام وألف ترحيبه

بلغ المهموم ما تهنى ساهرٍ ليله يهاذي به
يشغله بالفكر والظن مكر وسواسٍ وألاعبيه
حزن في قلبه مخافنّه دون ناس خايف تعيبه
قول له اللي له المنة عالم بالجهر والغيبة
يعلم بحالك ولكنه يختبر عبده بالمصيبة

من بغى مثواه للجنة ما رضى بالنفس التعيبة
حد كل حيلته يتمنى وحد حلمه بإيده يجيبه
واللي يقول يا رب آمنا ما يِعَرف الياس والريبة
زاده القرءان و السنه وإن دعاه الداعي يجيبه

طارشي إن لقيته قول إنا على العهد و الوعد نوفي به

يا أرحم الرحماء مالي حيلة
إلا الرجوع إليك يا رباه
أنا قد أسأت و أنت رب غافر
غوثاه مما قد طرى .. غوثاه

يا سيدي .. يا من إليه شكايتي
أواه مما نابني .. أواه
أدرك بلطفك نادماً ذا حسرة
مستغفرا ممما جنته يداه

ما للضعيف إذا ألمت كربة
إلا الدعاء .. الله .. يا الله
يا رب نفس عن عبيدك كربة
وأرحه مما قد عنى و دهاه

للتحميل

للتحميل

Tuesday, January 08, 2013

خطاب إنذار إنهاء خدمات



اندهشت ..

أنا فعلا اندهشت .. مش لأنهم حلوين وعلشان حلوين عملوا كدهو ؟؟! ولا لأنهم طعمين وعلشان طعمين تقلوا كدهو ؟؟! أكيد هما مش كده .. بس برضه اندهشت .. ومش مرة واحدة .. بالعكس اندهشت عدة مرات.

اندهشت أولاً لأن الإيميل الذي وصلني كان من مدير الشئون القانونية في الشركة الأم بالسعودية وهو في الأساس نادراً ما يراسلني.

واندهشت أيضاً لأن الإيميل وصلني في أول ساعة عمل من أول أسبوع عمل في أول شهر عمل من العام الجديد.

واندهشت من العنوان الغريب لهذا الإيميل والذي فاجئني به الماسنجر وقبل حتى أن اطلع على مضمونه وهو " خطاب إنذار إنهاء خدمات "

وأكيد اندهشت من مضمونه:
المهندس فلان الفلاني
نتيجة لكذا وكذا وكذا .. ونظراً لزيد وعبيد .. وبناء على زعيط ومعيط ونطاط الحيط
وعليه وعلى ما ذكر عاليه نفيدكم علما بأنك ... مرفوود.
مع خالص الشكر

إحساس غريب واندهاش مفاجئ، وإن كان يتماشى مع السياق العام لكبد الحياة { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }. إحساس هو الأول من نوعه الذي أمر به رغم عمري الذي يقترب من ثلث قرن. تجربة الرفد أو الاستغناء أو توجيه خطاب الشكر تجربة لم أمر بها من قبل. إذ كان انتقالي من عمل إلى آخر يتم سلساً بلا فترة بينية أقضيها بلا عمل، ودائما ما كان يتم بناء على طلب مني، بل وإصرار وإلحاح، وما كنت لأضع نفسي في هذه التجربة إن كنت اشم أو أشعر أن هناك اتجاهاً ما نحو الاستغناء عني أو حتى عن غيري في أي شركة عملت بها، فحتى الاستغناء عن غيري كان كفيلاً بأن يجعلني أترك العمل وأبحث عن غيره حتى لا أكون يوماً في نفس الموقف إيماناً مني بأني سأوكل تماما مثلما أكل الثور الأبيض ..

لكن الآن وقد حدث وفجأة فمن حقي أن اندهش ...

وبعد الاندهاش .... اندهشت أيضاً

اندهشت لأني احتجت أن استحضر كل المعلومات الدينية النظرية لدي لمجرد أن استطيع أن أنطق بحمد الله عز وجل على نعمه وأفضاله علي.

واحتجت أن استحضر كل ذاكرتي لأتذكر دعاءاً يقال في مثل هذه المواقف مثل اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خير منها، حتى أمرره إلى لساني لاستنطقه به. ونسيت تماما أن أقول إنا لله وإن إليه راجعون.

واحتجت أن استحضر كل المعلومات التي أعرف عن اليقين برزق الله المقدر، وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل زرقها وأجلها، استحضرت كل هذا حتى لا أصب جام غضبي على هذا الشريك السعودي الذي تسبب لنا خلال السنة الماضية في الكثير من المشاكل والاضطرابات، وعرفت الآن أنه كان يحوم طوال هذه السنة لتنفيذ رغبته في تصفية فرع الشركة في مصر بزعم عدم استقرار الأجواء.

واحتجت أن استحضر كل المعلومات التي أعرف عن الصبر عند الصدمة والمصيبة، لمجرد أن أحافظ على رباطة جأشي ولا أموت غماً وكمداً من أحوال هذه الدنيا البائسة .. فهي الأمور كما شاهدتها دول، من سره زمن سائته أزمان.

اندهشت لأني احتجت أن استحضر كل هذا بينما أنا كآلة بلا قلب تنفذ ولا تشعر، استحضرت كل هذا وأنا أشعر بالزيف وتصنع الرضى وما بداخلي إلا الغم والهم والحزن والاضطراب والقلق، فاندهشت من حالي واندهشت وأنا أتذكر أولئك المؤمنين حقاً الذين لا يحتاجون أبداً لاستحضار معلوماتهم النظرية في مثل هذه المواقف، بل ينعكس إيمانهم تلقائياً على ردود أفعالهم حتى لو لم يكن لديهم من المعلومات ما لدينا .. فاليقين علمهم والرضى خلقهم والتسليم لأمر الله حالهم .. فهنيئاً لهم صدق إيمانهم .. أسعدهم في الدنيا ومسعدهم في الاخرة.