الحمد لله رب العالمين. انتهى العام بما فيه من آلام وأفراح. عام بدأ بمرض والدي وانتهى بوفاته. وفجعني فيه خبر وفاة محمد عبد الغفار صاحب مدونة في العمق مكان للحرية. ولأني لم أجد الفرصة لتتقاطع أيامنا في هذه الحياة فنتجالس ونتزاور فكنت أسأل الله أن نكون أنا وهو وآخر - أسأل الله أن يمد ويبارك في عمره وعمله - في جنات النعيم إخواناً على سرر متقابلين. أما أبي - رحمه الله - فلم يكن الألم الأكبر في الشعور المستمر أني لم أكن بجواره بما يكفي طوال عمره وكما ينبغي لأبن أن يلاصق أباه، ولم يكن في اليقين أنه لا مجال للعودة للوراء ولا تصحيح لما فات. ولا الألم في ذكراه المحفورة وصوته المتردد في الأذهان وهو ينسحب من الحياة يوما بعد يوم وانا أغالط ما يحدث وأزعم لنفسي قبل الجميع أنه سيعود لسابق عهده. الألم الأكبر هو أنني حتى الآن بعد مضي شهر ونصف لا أجد مجالاً أعبر فيه عن كل الحزن الذي بداخلي على فراقه، لا أدري هل هذا طبيعي ؟ وهل هناك حال أفضل حيث لا يضطر أقرب الناس للمتوفى أن يهرعوا للإجراءات الضرورية المتعاقبة من لحظة الوفاة إلى شهور ممتدة بعدها فيحملون هموم إنهاء أوراق كذا ، وتفريغ الوقت لإنجاز معاملة كذا .. ؟ هذا الألم الذي نُجبر أن نصنع له قبراً آخر في أعماقنا ندفن فيه بكاءنا وصرخاتنا، حين نضطر أن ننضج ونتماسك حتى لا ندمي قلوب من حولنا. فينعكس هذا العمق الذي نواري فيه الأحزان ولا يدري عنه أحد إلى تصرفات هاربة تتجسد في صورة لجوء للصمت والابتعاد أثناء النهار أو دمعة بلا مبرر أثناء الليل. فاللهم ارحم من فارقونا واغفر لهم، وارفع درجاتهم في عليين، وألحقنا بهم غير ضالين ولا مفتونين. |
Friday, December 31, 2021
في العمق مكان للحزن
Subscribe to:
Posts (Atom)