الدعوة إلى الفوضى

إن كل هذه الأنظمة القائمة ستنهار سريعا لأننا على الدوام نفقدها توازنها كي نبليها بسرعة أكبر، وقد فصلنا القوة المراقبة عن قوة الجماهير العمياء، ففقدت القوتان معا أهميتهما ، ولكي نغري الطامحين إلى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم وضعنا القوى كل واحدة ضد غيرها وجعلنا السلطة هدف كل طموح إلى الرفعة. وقد أقمنا ميادين تستعر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط ولا التزامات وسرعان ما ستنطلق الفوضى وسيظهر الإفلاس في كل مكان. وسوف يهيء سوء استعمال السلطة تفتت كل الهيئات لا محالة، وسينهار كل شيء صريعا تحت ضربات الشعب الهائج. ولقد حرصنا أن نقحم حقوقا للهيئات خيالية محضة لا وجود لها إلا في المثل التي لا يمكن تطبيقها عمليا. ماذا يفيد عاملا أجيرا قد حنى العمل الشاق ظهره أن يحصل صحفي ثرثار على حق نشر أي نوع من التفاهات ؟ ماذا ينفع الدستور العمال الأجراء إذا هم لم يظفروا منه بفائدة غير الفضلات التي نطرحها إليهم من موائدنا جزاء أصواتهم لانتخابهم وكلائنا ؟ إن الحقوق الشعبية سخرية من الفقير وكل ما لها أنها تجعله يعتمد على الإضرابات ، والآن يقع الشعب تحت نيران الماكرين من المستغلين والأغنياء المحدثين .. إننا نقصد أن نظهر كما لو كنا من المحررين للعمال، جئنا لنحررهم من هذا الظلم، حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقات جيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعا لمبدأ الأخوة والمصلحة العامة للإنسانية. نحن نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها الضيق والفقر وتلك هي وسائلنا التي نكتسح بها كل من يصدوننا عن سبيلنا. منقول بتصرف/ البروتوكول الثالث .. بروتوكولات حكماء صهيون