الحمد لله آولا وآخراً، الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات. طوال ما يقرب من عام ونصف ونحن نتأرجح ما بين أربع لحظات ... لحظة أولى فيها كرب شديد نظنها قمة الإحباط والتعاسة وينالنا اليأس الشديد فنصب جام غضبنا على تصرفات البعض منا ونحملهم مسئولية ما آلت إليه أحوالنا ونرى الشر في كل شيء حولنا. ثم يعقب هذا لحظة ثانية يلهمنا الله عز وجل فيها أن نبتهل ونتضرع إليه أن يكشف ما بنا من ضر وآلام. ثم تأتي اللحظة الثالثة تحمل معها فرج الله الجميل لفضله وكرمه وإحسانه ولأنه تعالى لا يرضى لعباده الكفر ولا للظلم أن يسود، لا يمل الله عز وجل ولا يهملنا ولا يتركنا لأنفسنا تلتهمنا لحظات اليأس والإحباط ونحن نكرر أخطائنا ونستجلب على أنفسنا لحظات المرارة، ففي كل مرة دعوناه فرج عنا الهم والحزن، فلك الحمد يارب. وفي كل مرة نسيناه لم يفتح علينا أبواب الفرح الزائف الموجب للأخذ بالهلاك، بل أعاننا أن نتضرع ونجأر إليه : يارب .. يارب .. حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم تأتي اللحظة الرابعة عندما نعود فننسى فيها الله ونعمته وصنيعه الجميل فينا ونكل الأمور إلى ذكائنا وصنيع أيدينا، فنستغرق في ذواتنا وننسى الله تماماً. لكن الله الذي لا يضل ولا ينسى لا يعاقبنا ولا يأخذنا بتقصيرنا بل يأخذنا من جديد بقليل من البأساء والضراء بمثيل تلك اللحظة الأولى من الكرب والآلام حتى نستفيق من خيلائنا وكبرنا، ولعلنا نتضرع إليه. { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }[الأنعام:42-44] اللهم ما بنا من نعمة فمنك وحدك، فإن استحققنا بأساء أو ضراء فيما يأتي بما يظهر منا من ضعف أو نكوص أو هفو أو نسيان أو شقاق أو اختلاف، فأعنا عندها أن نتضرع إليك ونركن إليك ونسألك وحدك ونتبرأ من كل حول وقوة إلا بك، وعاملنا بجميل عفوك ورحمتك وأعنا على أنفسنا وعلى قسوة قلوبنا حتى نعود ونتضرع إليك فتردنا إليك إلي طريق الحق يارب العالمين. |
Sunday, June 24, 2012
الحمد لله
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
2 comments:
الحمد لله
متغير بقى صوره النعامه دى معدتش تناسب اللحظه
محمد عبد الغفار
الحمد لله
هههه .. أغيرها إزاي بس دي عشرة عمر
:))
Post a Comment