الإسلام عقبة حقيقية أمام كل حاكم متسلط لا يعرف طريقة للحكم غير الدولة المستبدة. الإسلام يوقظ فينا معاني الكرامة ويطالبنا باليقظة لحراستها والزود عنها، ينقي الإسلام إباء النفس وعزتها حتى تقدم خالصة دون شائبة لله ولرسوله وللمؤمنين، بينما يسعى المستبد لتخدير الشعوب وإسكاتهم وإماتة النخوة فيهم وإخضاعهم لذاته. الإسلام ينبه الأبدان ويدفع العقول نحو المعارف والعلوم ويرتب لنا أولويات الحياة، ويجدد فينا سلامة الفطرة، بينما المستبد - حماية لكرسيه - يدفع الأبدان نحو الشهوات، ويفسد العقول بالفتن والشبهات، ويغرقنا في الفوضى واللا هدف ويطمس الفطرة التي خلقنا عليها. الإسلام يدعونا للجماعة، والمستبد يحرضنا على الشقاق، الإسلام يطرح من القلوب الدنيا ويظهر لنا حقيقتها وحقارتها، بينما ينمي المستبد في القلوب حب الدنيا وكراهية الموت والخوف الدائم والحرص عليها وعلى حياة. كلما قرأتَ أكثر في الإسلام كلما ابتعدتَ أكثر عن جنة المستبدين حيث الخمول والدعة والتفاهة. كلما فهمتَ أكثر عن الإسلام كلما أصبحتَ عدواً محتملاً للطغاة وشخص مشتبه فيه. كلما تربيت بالإسلام كلما عاداك الظالمين وأعوانهم، أما إن أحببت وقررت أن تحمل الإسلام عقيدة، وإن تتحرك به وتتصدى لمسلمات القهر فأنت ولا شك الفوضوي الخائن الكافر المحارب .. إلخ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل: "أو مخرجي هم ؟"، قال ورقة: "لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي". هم لا يحاربون الإسلام بقدر ما يحاربون ما يمكن أن يصنعه الإسلام لنا وبهم. |
Tuesday, August 18, 2020
عقبة حقيقية
Monday, April 27, 2020
البابا جمعة مش عايز جمعة
نشرت بوابة الأهرام المصرية خبرا أن "وزارة الأوقاف تحذر من إقامة الجمعة أمام المساجد أو الطرقات أو الزوايا أو فوق أسطح المنازل" وذكرت شطراً من تهديدات وزير الأوقاف جمعة وتحذيراته المتواصلة التي تتسم بالعنف والوعيد وووصم كل مخالف لرأيه بالجهل والتطرف. كما أوردت تحذير وزارة الأوقاف من أي محاولة لإقامة صلاة الجمعة أو صلاة الظهر أو غيره جماعة في أي من المساجد أو محيطها وتأكيد الشيخ جمعة أن الوزارة ستتعامل بحسم شديد مع أي "مخالفة" من "المخالفات". وذكر أن صلاة الجمعة لا تنعقد بمخالفة ولي الأمر، وأن الصلاة لا تنعقد في الطرقات أو أمام المساجد أو الزوايا أو فوق أسطح المنازل. يبدو إن الشيوخ المعينين في وزارة الأوقاف تمادوا في العنجهية، وتطاولوا في تعظيم ذواتهم ونسوا إن دورهم لا يتعدى الحفاظ على ما أوقفه الناس لله، وتنظيم ما جعلته الدولة من حيطان وأراضي وأثاث وخلافه لإقامة الشعائر والعبادة ونشر المنفعة، فافتكروا إنهم كنيسة أوروبية في العصور الوسطى يرأسها الشيخ الدكتور أوربان جمعة الذي يملك وحده دون غيره صكوك القبول وله أن يحلل ويحرم بهواه، وله سلطة أن يخاطب المسلمين بلغة التهديد والوعيد لكل من يخالف تعاليمه المقدسة ويقرر يصلي جماعة خارج المسجد. سلطة الأوقاف - إن كان لها سلطة - تختص بالمسجد كبنيان، لكنها تعدت في غفلة لتشمل ما يفعل وما يقال فيها، فليس لها الآن أن تمد سلطاتها المزعومة لتمارسها على الدين نفسه، فتقرر كيف يتعبد الناس لله خارج أبواب بيوت الله المغلقة، ولا يوجد مثل هذه السلطة الدينية في الإسلام أبدا، وليس لمعينين الأوقاف أن يفترضوا في أنفسهم دون غيرهم الوعي والخطاب المستنير لجرأتهم فقط في منع شعائر الله، بينما غيرهم جهلة فوضويين لتعظيمهم هذه الشعائر، وليس للأوقاف أن تحل أو تحرم اجتماع الناس في الشوارع او على أسطح البيوت (فاضل يحرموا الجماعة في البيوت). وإذا كان بلغ فشلهم في تنظيم الصلاة بشكل يحفظ للناس أرواحهم ويحميهم من الأذى فليس لهم أن يمنعوا غيرهم عن إيجاد حلول بديلة لمجرد فرض الرأي وإظهار السيطرة للأسياد. أما التسليم بغلق المساجد - رغم استمرار الحياة في جوانب أخرى تانية - فدا ليس اقرار ان دا تصرف شرعي له مستند سليم. ولكنه إقرار بأمر واقع كحل مؤقت، ومنعا لاختلاف الكلمة ودرأ لمفسدة قد تحدث في بيوت الله، وطاعة لولي أمر الناس تسلط علينا، ومنعا لزيادة الشقاق (يكفي ما تسبب فيه هؤلاء الأغبياء بالفعل من شقاق)، وإدراكا إن هؤلاء المعينين معدومي الكفاءة قليلي الحيلة، عاجزي الإرادة، لا يملكون حلا ولا تدبيرا غير ما يملى عليهم. |
Subscribe to:
Posts (Atom)