من داخل المستشفى

عم منصور .. رجل بسيط كان يقف أمام أنبوبة بوتجاز صغيرة حدث بها تسريب لكنها لم تنفجر وإنما من شدة الضغط طارت واصطدمت بحائط وارتدت منه لتصطدم بصدر عم منصور وتحطم أجزاء كثيره من جسده الضئيل .. فتح الأطباء في جسد عم منصور فتح طولي وعرضي ... يسمونها عملية استكشاف ... وأجروا له العديد من العمليات ليستعيد وظائفه الحيوية التي يعجز عن القيام بكثير منها حتى الآن محمد ابن عم منصور ترك عمله وتفرغ تماما لرعاية والده والبقاء معه فهو لا يغادر المستشفى وينام فقط إذا كان أحد أخوته موجود مع والدهم لرعايته نشاط محمد المرابط بجوار والده تعدى عم منصور ليساهم محمد في مساعدة باقي المرضى حتى أطلق عليه طاقم التمريض .. الدكتور محمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم ، حتى آواهم المبيت إلى غار ، فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل ، فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم .. قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً ، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً ، فلبثت – والقدح في يدي – أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما .. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة .. فانفرجت شيئاً ....... رواه البخاري ياسر .. أجرى جراحة .. طوال فترة انتظار العملية وما بعدها لم أر معه إلا والدته وزوجته .. في أحد المرات كنت معه واتصل به أخوه وتكلمت معه زوجة ياسر وعاتبت عليه انه لم يأت لزيارة أخيه .. فأشار إليها ياسر لتمتنع عن معاتبته وأخذ منها التليفون وقال لأخيه ما يفيد بأنه بخير وقال له ألا يرهق نفسه بالمجيء وألا يشغل باله ويراعي ظروفه .. إلخ وبعد انتهاء المكالمة عاتب على زوجته عتاباها لأخيه .. وقال لها .. إحنا حنشحته عشان يجي يقف جنبي لو عايز يجي أهلا وسهلا مش عايز هو حر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ! قال : يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟! قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ... رواه مسلم نعيم .. عسكري مجند يعاني من مشاكل في القولون والكبد ورغم تحذير الأطباء والآلام الشديدة اللي بيعاني منها لكنه مصر على أكل كل أنواع الأكل الحريف والفلفل والتوابل .. وحالته تسوء أكثر فأكثر قال تعالى : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [سورة النساء : 29] أستاذ مجدي .. رجل هادئ جدا قليل الكلام من أول لقاء تشعر بأنه يحمل هما ما .. تفسر ذلك بأنه لعله هم الجراحة التي ينتظر إجراءها ... لكن الحقيقة أن الأستاذ مجدي يحمل هموم أخرى فكلما بدأ مشروع تجاري لا يستطيع الاستمرار فيه ويفشل المشروع ويبحث عن مشروع جديد ليفشل هو الآخر وهكذا ... حتى زواجه قدر الله له ألا يستمر فقد توفيت زوجته وتركت له طفلتين في الخامسة والسادسة من العمر .. الأستاذ مجدي كلما قابل الدكتور يطلب منه الخروج عدة ساعات للاطمئنان على بناته والعودة مرة أخرى .. بناته التي وافقت أخيرا أخت زوجته على استضافتهن مؤقتا لحين إجراء الجراحة له يعد رفض الجميع استضافتهن وخاصة الجدة التي كان يعقد عليها الأمل في تربية البنات إذا حدث له مكروه لا قدر الله .. عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين .. وضم أصابعه .. رواه مسلم