Tuesday, October 18, 2011

ارفع راسك فوق .. إنت عصبي


يبدأ يوم عملي عادة بمجموعة من الأحمال الشاقة، تبدأ بمجاهدة رغبة الاستمرار في النوم والأنتخة وأخذ اليوم أجازة، ثم المحاولات المضنية لنقلي من حالة الاستيقاظ إلى حالة الصحيان والتي غالبا تبوء بالفشل ولايظهر لها أي أثر إلا بعد مرور ساعات، ثم إجراء بعض المعادلات الحسابية لاختيار وسيلة المواصلات الأنسب التي تتناسب مع حالة اللا نوم واللا صحيان اللي أنا فيها، وأخيراً رحلة الوصول إلى العمل وبداية اليوم.

في ذلك اليوم انتقلت إلى مرحلة الصحيان أسرع من المعتاد لموقف حرق دمي وقلب فكري، فبعد أن وصلت إلى عملي بأكثر من نصف ساعة تقريباً، اتصل بي زميلي ليخبرني بأن اليوم أجازة لي، وأنه يأسف حيث كان يعلم الخبر من يومين ولكنه تأخر في إبلاغي !!.

قلت له: لا بأس، .. لكن خلاص انا جيت ومش معقول ارجع تاني وياريت تبلغ الإدارة إني حضرت اليوم للعمل وأنك نسيت تبلغني عشان ما يتحسبش عليا، وياريت تراعي إن الموقف دا ما يتكررش تاني.

سكت قليلاً، ثم قال: على فكرة إنت اسلوبك حاد جداً وبتتعصب من غير داع وبتعمل من الحبة قبة، والصديق من صدقك وأنا بصدقك القول إنت كده أكتر واحد حيتعب في حياته من الطريقة دي وحاول إنك تكون مرن شوية عن كده و ......

أوك أنا عصبي وشرير وماكينة حرق دم .. مفيش مشكلة واتفهم جداً، لكن مش دا الموقف المناسب لذكر شروري وآثامي وأفعالي البغيضة، الموقف الآن إن فيه واحد أهمل في حق زميله، وأنا اتخذت موقف حاد كرد فعل على خطأه في حقي، والتصرف - الذي أراه طبيعياً هنا - إنه إكمالاً لاعترافه بخطأه وتفعيلاً لاعتذاره عليه أن يقدر سبب غضبي وحدتي ويسكت، لا أن يتهمني بأني أغضب ! ، لكنه أبداً لم يفعل.

لماذا نتوقع دائماً من الآخرين الصفح وغفران أخطائنا في حقهم، بينما نتجاهل أنهم كانوا أيضاً يتوقعون منا ألا نخطأ بهذا الشكل تجاههم، ولماذا نتفاجئ بحدتهم وعصبيتهم أمام اعتذارنا ولا نقدر مفاجآتهم بإهمالنا لحقوقهم، وكيف نستخرج مشاعر السماحة من الآخرين ونحن لا نقدّر بقية مشاعرهم ونصر إصراراً على إن موضوع الخطأ مش مستاهل وإنهم عصبيين زيادة عن اللزوم وعاملين من الحبة قبة ومكبرين الموضوع.

الغريب هنا تناقض وكوميدية أسلوبنا وطريقتنا ونحن ندعي الحلم والصبر على عصبية من لم يصبر على آذانا له، بينما نتبع طريقة " آخر واحد يتكلم يبقى هو الكسبان "، فاتكلم وقول أي حاجة، رد على اللي قدامك وأوعى تسكت له وإلا تبقى خسرت، ولو سكت وخسرت أي حوار تبقى خسرت كيانك وشخصيتك وأهميتك وعزتك وكرامتك ودنياك وآخرتك، قول أي حاجة، جيب الشرق مع الغرب، ما تقولش " أنا مقتنع بكلامك " و " معاك حق " أبداً إلا لو كنت حتقول بعدها " لكن " أو " بس ما تنساش إن " أو " على فكرة إنت مش واخد بالك من " وبعدها ابقى حط أي كلام يلخبط وعايم ومالوش علاقة بالموضوع، مش مهم أرمي الكرة في ملعبه وما تكونش أنت اللي يسكت.

ولو مش لاقي كلام تستمر فيه في النقاش والحجة غلبتك، اعمل زي صاحبنا فوق وإياك أن تسكت .. طلع في اللي قدامك أي عيب، حتى لو العيب دا مالوش علاقة بالحوار، وحتى لو أنت اللي غلطان، هو يعني اللي قدامك دا أحسن منك، ليكن لك في فرعون أسوة لما نبي الله موسى قال له قولاً ليناً، رد فرعون وقال { أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ}[الزخرف:52].

بلاش فرعون، ليكن لك في فئام من سواقين الميكروباص أسوة، لما يخبط عربيتك وهي واقفة أصلاً، وينزل من العربية يقول لك : " مش تفتح يا بني أدم، أنت إيه ما بتشوفوش، فيه حد يركن عربيته كده !!! "، أيوا صوتك أمانة، لو مش حتاخد الناس بالصوت يبقى أنت خاين للأمانة، ومش بتحافظ على النعمة اللي ربنا عطهالك.

المهم أن الحوار يستمر ويستمر وأنك لا تكون أول الساكتين فهذه فضيلة انقرضت لا تناسب عصرنا، وأعلم أن الحوار المبني على نظرية " كلمة ورد غطاها " لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا العريقة، والنفوس العصبية التي تضيق بالحوارات السرمدية هي التي تحمل كل العيب والخطأ، ولا تقدر قيمة أفكارنا وثراء أطروحاتنا.

9 comments:

AHMED SAMIR said...

ساعات الناس بتطلب من الانسان انه يبقى هادي و كوووول في حالات ماينفعش فيها كدة
في ساعات حالات و احداث بيكون الهدوء فيها برووووووووووووود
تحياتي

بني آدم said...

انا رايح آكل مكرونة

ma 3lina said...

AHMED SAMIR
ياريت تيجي على ساعات، دا مطلوب دائم، عايزينك دايما تقدر وتستحمل وتتفهم وتعدي وتهدي، وأهم من دا كله عايزينك ما تنتظرش منهم المثل، وعجبي

لك خالص تحياتي

بني آدم
شكلك مش عاجبك الكلام .. أووك براحتك .. خلصت أنا من سكتم بكتم يطلع لي بني آدم.

بني آدم said...

عاجبني مش عاجبني انا بطبق اللي انت بتقوله اني اكون اخر و احد اتكلم و خلاص اهو ياللا بقى

حسنين راح يجيب سجاير

ma 3lina said...

بني آدم
استغفر الله العظيم .. اللهم طولك ياروح .. ماشي

بني آدم said...

ماشي خلاص المهم انه على طول لما بيحصل بتخلي بالك و ظبط بقى
عبد السميع بيقلك انت فاهم و انا فاهم و بلاش نمسك في بعض

ma 3lina said...

بني آدم
على فكرة أنا دماغي ناشفة، وممكن اعيل اوي واكمل معاك إن شاء الله كده زي ما انت عايز.

لم الدووور، وكفاية تعليق.

بني آدم said...

اهو ده اللي بنتكلم عليه, مش عاجبك و واخدها نشفية دماغ و خلاص لا بقى في نظام و مش هسكت ابدا

الشُبُكشِي دخل الجيش

ma 3lina said...

استغفر الله العظيم .. استغفر الله العظيم
حد يشيل البني آدم دا من هنا لاعوره

@@@!!XXX