Sunday, January 15, 2012

! انسحاب د. البرادعي



الذين يلومون على الإخوان المسلمين انفرادهم بمواقف تخالف بقية القوى السياسة عليهم الان أن يظهروا قليلاً من الحياء وينتقدوا انفراد د. البرادعي أيضاً بموقفه دون بقية القوى السياسية التي ترى استمرار الضغط على المجلس العسكري وابقاء فعاليات انتخابات الرئاسة كبؤرة للأحداث حتى لا يجد مجلس مبارك العسكري مفر من اجرائها في موعدها أو مواجهة صدام جديد.

فأي مرشح للرئاسة يصر على تسليم السلطة في موعدها ويقف في موقعه كمرشح رئاسي محتمل حاشدا الناس من حوله وداعماً لهذا المطلب فهو شوكة في حلق المجلس العسكري وأفضل يقينا من الانسحاب في هذا التوقيت الغير مميز.

استغرب من موقف د.البرادعي بعد سنة ونصف من الحديث عن احتمال ترشحه لرئاسة الجمهورية ثم يقوم فجأة بنشر رؤيته الاقتصادية التي روج لها أنصاره على إنها شيء معجز لم يحدث من قبل وأن فضيلته قد جاء بما لم يستطعه الأوائل، وأن "الخبراء" يتداولوها على أنها إنجيل الخلاص لمصر.

ثم وفجأة أيضاً وبعدها بخمسة أيام يعلن د. البرادعي أنه لن يترشح للرئاسة احتجاجا على سوء إدارة الفترة الانتقالية التي قاربت على الانتهاء حسب ما هو معلن .. وإن لم تنته لكان موقفه أقوى خاصة أنه لن يكون انفراديا وسيكون متحد مع بمواقف بقية القوى المصرية.

استغرب أيضاً أن د. البرادعي لم ينسحب من سباق الرئاسة أثناء أو بعد أحداث ماسبيرو، ولا أثناء أو بعد أحداث محمد محمود انسحب، رغم أنه رضى وقبل وكان قاب قوسين أو أدني من قبول رئاسة الوزراء وقتها إنقاذا للوطن في تمثيلية الروائي الأسواني الشهيرة .. كذلك لم ينسحب الدكتور البرادعي أثناء أو بعد أحداث مجلس الوزراء .. لم ينسحب دكتور البرادعي إلا بعد انتهاء الانتخابات بكل مراحلها .. فأظن أن هذا أمر يحتاج لتفسير.

ومن حق الدكتور البرادعي أن يلتقي بغالبية مذيعي برامج التوك شو في اجتماع مغلق قبل مؤتمره الصحفي الذي أعلن فيه انسحابه من سباق الترشح. ومن حقهم أن يروجوا بعدها - هم وأنصار الدكتور البرادعي - لانسحابه باعتبار أنه كان احتراماً لدماء الشهداء، ولكن من حقي أيضاً أن اشكك في هذا الادعاء خاصة وأنه لا يوجد عليه بينة وحوله كثير من علامات الاستفهام، ومن حقي أيضاً أنه في حال عودة الدكتور البرادعي إلى سباق الانتخابات أن اعتبر هذه البروباجندة الإعلامية دعاية انتخابية رخيصة ومتاجرة بدم الشهداء.

ومع احترامي للدكتور البرادعي لكن أنا لا احترم موقفه المنسحب .. واشعر بالأسف لأنصاره ومؤيديه على خذلانه لهم واستغرب ممن لايزال من مؤيديه يبرر له أفعاله، ويتضح لي أكثر فأكثر أسباب تخلي كل من دكتور حسن نافعة والاعلامي حمدي قنديل عن دعم البرادعي، وتأكيدهم المستمر على انفراده الدائم بالرأي دون استشارة من حوله.

تحديث بتاريخ 17/1/2012
ذكر الأستاذ نادر بكار كلاماً أراه مناسبا ليضاف إلى جملة الاسئلة المحيرة حول مواقف د. البرادعي، فقد ذكر أنه لا يعتبر انسحاب الدكتور البرادعي انسحابا أخلاقياً، والذين يعتبرون انسحابه أخلاقيا ونوع من الاحتجاج على سوء إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية، عليهم أن يوضحوا لنا لماذا لم تدفعه هذه الأخلاقيات لينسحب من رئاسة وكالة الطاقة النوورية احتجاجا على سوء إدارة مجلس الأمن وهيمنة أمريكا على الملف العراقي وإهمالهما لتقريره المزعوم عن خلو العراق من الأسلحة النووية، رغم أن موقف انسحابه من أجل قضية العراق أهم وأكبر وأطهر له وسيبرأ يده وساحته أمام التاريخ وأمته من الاشتراك في جريمة قتل مئات الآلاف من المدنيين العراقيين.

No comments: