قال لي: ماذا أفعل مع خطيبتي ؟؟ حيرتني معها .. تطلب مني أشياء وضدها في نفس الوقت، وإلا تغضب وتقيم الدنيا ولا تقعدها. والآن تطلب مني أن أكون ديكتاتوراً معها وتعدد لي أوجه تقصيرها في حقى وكيف أني أتغاضى عن هذا، فأنا متساهل لا يمكنها الزواج بي وأنا على هذا الشكل. ثم تتبع بقولها ولكن اعلم أنك إن فعلت ذلك الآن وصرت ديكتاتورا وسي السيد بعد كلامي هذا فسأشعر أنك تفتعل إرضاءاً لي وخضوعاً لطلبي ولا تنبع ديكتاتوريتك من صميمك فسيكون ذلك أدعى أن أفض ارتباطي بك، ويذهب كل منا إلى حاله. تأملت وجهه البائس للحظة، ومر على ذهني في ثانية شريط بأحواله المضطربة خلال اليومين الماضيين وعجزه عن العمل وتقصيره فيه، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا انطلق متحدثاً، لم أكن اتابع ما يقول لساني ولكن شكواه وحاله كانا الشرر الذي انفجر بعده مشاعر الغضب من كثيرات ينتمين لهذه النوعية من بنات اليوم، كائنات مختلة لا تفهم معاني الارتباط ولا تقدره، وتتعامل مع الزواج وكأنه لعبة العربس والعروسة التي يلعبها الأطفال، يمارسونها وقت الملل مجبرين، وحين التعب يفضونها ولا يبذلون أي مجهود لحل المشاكل، فهي في النهاية لعبة لا تستحق، أو يفضونها حين توفر تسلية أكبر. هذه الكائنات التي لا تفهم أن الرجل هو ابن آدم الذي استوحش في الجنة فاحتاج لحواء ليسكن إليها، وأنه إن كان هذا حاله في الجنة فهو بلا شك أحوج إلى حواء وهو يعاني في جحيم معارك العمل والمواصلات والحياة اليومية. فيتعاملن مع الزواج وكأنه فيلم عربي مكرر يكتفين بمشاهدته على ملل وزهق ولا يستمتعن به إلا بمقدار ما يكتشفونه من مناطق جديدة تزيد العقد الدرامية والمشاكل فتضيف على الأحداث سخونة. هذه الكائنات التي لا تدري شيئاً عن أولويات الحياة فهي تستأسد عند مواجهتك بجديد المشاكل لكن تجبن عند اتخاذ قرار يحل ما صنعته أيديهن من مشاكل، وإن اتخذت هي قراراً ما، كان في غير محله ويزيد تعقيد كل بسيط لأنها تتعامى عن الهدف من حياتها وسنة الله في خلقها، وحتى تعاملها مع قرارها الخاطئ عجيب، فهي أيضاً ترفض تحمل أي عواقب لقرار لها، وهكذا هي .. مترددة دائماً، تريد أن تحتفظ بكل شيء، مزايا الحياة قبل الارتباط ومزايا ما بعد الارتباط دون أي استعداد للمجازفة أو المخاطرة أو الوقوف بجانب شريك حياتها إلى النهاية، لذلك فهي واقفة في مكانها لا تتحرك ولا تتقدم خطوة نحو تهيئة أجواء الزواج السعيد، والعجب أنها تعتبر هذا الثبات والوقوف والإحجام عن إسعاد زوجها قمة التضحية. ومع هذا التردد العظيم تراها على العكس إن كان الأمر خالصاً لها وحدها كعمل أو دراسة أو مال تريده لنفسها تراها تقاتل حتى تنال ما تريد، وحينها تتحدى الجميع ويمكنها الذهاب لأبعد مما تتخيل وأبعد بكثير جداً مما إذا كان قتالها من أجل بيت أو أسرة. ورغم كونك واضحاً معها في رغبتك بالسعادة لك ولها وما تمارسه من أعمال منذ بدء الخليقة تثبت بها حسن نواياك ورغبتك في التغلب على كافة المشاكل والوصول بالأسرة إلى بر السعادة للجميع، وتدفع من مالك ووقتك وجهدك في إعداد والقيام ببيت الزوجية وتتحمل سخافات أمها وأبيها وانتقادات الآخرين لاختيارك لها وتتغاضي عن زلاتها وتقصيرها في حقك حتى أمام الناس وتستميت في سبيل استمرارية هذه الأسرة. فأنك لا تعامل بالمثل فتأخذك معها بنرجسيتها وترددها إلى غياهب المرض والاكتئاب ذلك أن كل مصيبتك أنك آمنت بها وظننت يها الخير. هذه الأصناف تعجز عن فتح بيت وإقامة أسرة برغم معسول الكلام الذي تسمعه ليل نهار منها عن أحلام مراهقتها في إدارة عش الزوجية، ولا تجيد معاملة أمك، برغم الوعود الخداعة السابقة بحسن الرعاية والمعاملة مهما آساءت، ولا تهتم بطعامك، ولا براحتك في بيتك، ولا بأولادك، ولا تتحمل تقلبات ظروفك المادية مهما ادعت أمام الآخرين غير ذلك، بل على العكس فهي من تكلفك فوق الطاقة بإلزامك مجاراة الناس، هي من تتخلى عن اهتماماتك، وتعزلك في قمقم من المشاكل والخلافات والنقاشات العصبية، ثم مع هذا كله تذكر لك كل حين كيف أن لها اليد العليا في إقامة هذه الزواج وأنها ضحت وتركت من أجلك ولولا تضحياتها المزعومة لما كان لهذا الزواج أن يقام أو يستمر، وأنه كان يمكنها أن تفعل كذا وكذا وأن تتزوج بفلان وعلان غير أن النصيب هو من أوقعها بك، فكما رضيت هي بنصيبها العاثر معك فاحمد الله على قبولها لك ورضاها بك فليس لك حق عندها ولا تفتح فمك مطالباً بشيء. هذه الأشكال لم تتعلم من أمهاتنا شيئاً عن الزواج، فأمهاتنا هن جيل الكوافيل، أما بنات اليوم فهن جيل البامبرز، والفرق بينهما عظيم لمن يعلم، جيل البامبز هو جيل العار على تاريخ النساء، فأمهاتنا - على ما فيهن – كن يعين معنى الزواج ومعنى أن تقف الزوجة إلى جانب زوجها، أما هذه النفوس فلا تحفظك بل تحفظ ما ترد به عليك في كل موقف، فجمل مثل كن محمد أكن لك عائشة، ويا جارية اطبخي يا سيدي كلف .. إلخ ستسمعها ليل نهار، هي لا تسعى وتكد في معرفتك بمثل جهدها في معرفة كيف تستثير أعصابك لتخرج عن شعورك فتمسك عليك الأخطاء، تنشغل بك ولا تنشغل عليك، تمثل دور الزوجة المحبة كما قرأته في الروايات وخططت له أن يكون .. فدورها مجرد كلام لا يتعدى إلا فعل أي شيء، ولا يطلب منها بذل أي مجهود من أي نوع سوى حركات الشفاه. تبحث كيف تضع بصمتها عليك تفاخراً فكل عملها معك هو انتقاد ملبسك ومأكلك ونطقك ومشاهداتك وعملك وأصحابك، دون أي تكلييف بتغيير واقع تصرفاتها وتقصيرها في حقك وحق بيتها. لا تتفهم لطفك وتحملك وصمتك ولا تقدره، بل على العكس تعتبره مدخلاً لفرض جدالاتها السرمدية حول توافه القضايا. وبينما أنا منطلق في الكلام وقبل أن أتم ماعندي لاحظت صمته وتحديقه في مذبهلاً كان ينظر إلى في عجب واضح فاغراً فاه، محدق العينين كأنه ينظر إلى دصنانور، فما أن رآني التقط أنفاسي حتى أسكتني بقوله: لا بس هي طيبة وبنت حلال. . . . . . . . |
Friday, November 09, 2012
طيبة وبنت حلال
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
3 comments:
يعني بعد كل ده ما قدرتش تفركش الجوازة !!!! يالا خيرها في غيرها :)
اه ملحوظة اخيرة هو مين اللي كان بيشتكي للتاني في التدوينة دي؟
بني آدم
والله اتمنى ليه السعادة ولا كنت بفكر في موضوع الفركشة دا
التدوينة مفيهاش شكوى .. فيها غضب وحزن
لا بس انت الصراحه والله ما قصرت
انت شفت فيها كل الصفات اللى كرهتها فى بنات حوا و شيلتها مشكله بنات جنسها كله اللى انت مش طايقهم وكمان مش عاجبك
ما افترضتش لوهله انها ممكن يكون عندها حق
انت فى نص الكلام لما قلت ان الرجل يتغاضى عن حاجات كتير زى معاملتها لوالدته او طريقه تعاملها ليه ادام الناس .. طب ما يبقى طبيعى انها تنتقد فيه كده يبقى هو اللى غلط مش هى ولا انت ليك رأى تانى
Post a Comment