Sunday, December 02, 2012

فائدة في حمد الله قبل الشكوى




روى الخطيب في تاريخ بغداد: أَخْبَرَنِي أبو الفضل عبد الصمد بن مُحَمَّد الخطيب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بن الْحُسَيْن الفقيه الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو مُحَمَّد الْحَسَن بن عثمان بن عبدويه المعروف بابن أبي عمرو البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: سمعت عبد الرحمن الطبيب وهو طبيب أَحْمَد بن حنبل، وبشر الحافي، قَالَ: اعتلا جميعا في مكان واحد فكنت أدخل إلى بشر فأقول له: كيف تجدك يا أبا نصر؟ قَالَ: فيحمد اللَّه ثم يخبرني فيَقُول: أَحْمَد اللَّه إليك أجد كذا وكذا، وأدخل إلى أبي عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل، فأقول: كيف تجدك يا أبا عبد اللَّه؟ فيَقُول: بخير، فقلت له يومًا: إن أخاك بشرًا عليل وأسأله عن خبره فيبدأ بحمد اللَّه ثم يخبرني، فقَالَ لي: سله عمن أخذ هذا؟ فقلت له: إني أهاب أن أسأله، فقَالَ: قل له: قَالَ لك أخوك أبو عبد اللَّه: عمن أخذت هذا؟ قَالَ: فدخلت عليه فعرفته ما قَالَ: فقَالَ لي: أبو عبد اللَّه لا يريد الشيء إلا بالإسناد، أزهر، عن ابن عون، عن ابن سيرين: إذا حمد اللَّه العبد قبل الشكوى لم تكن شكوى، وإنما أقول لك أجد كذا أعرف قدرة اللَّه في، قَالَ: فخرجت من عنده فمضيت إلى أبي عبد اللَّه فعرفته ما قَالَ، قَالَ: وكنت بعد ذلك إذا دخلت إليه يَقُول: أَحْمَد اللَّه إليك، ثم يذكر ما يجده.


قال القاضي أبو الحسين في طبقات الحنابلة في ترجمة أبي الفضل عبد الرحمن المتطبب: وقال أبو العباس محمد بن أحمد بن الصلت: سمعت عبد الرحمن المتطبب يعرف بطبيب السنة يقول: دخلت على أحمد بن حنبل أعوده فقلت: كيف تجدك ؟ فقال: أنا بعين الله، ثم دخلت على بشر بن الحارث فقلت: كيف تجدك ؟ قال أحمد الله إليك، أجد كذا، أجد كذا، فقلت: أما تخشى أن يكون هذا شكوى ؟ فقال: حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا: سمعنا عبد الله بن مسعود يقول قال رسول الله: صلى الله عليه وسلم " إذا كان الشكر قبل الشكوى فليس بشاك " فدخلت على أحمد بن حنبل فحدثته فكان إذا سألته قال: أحمد الله إليك، أجد كذا أجد كذا.



وروى البخاري في صحيحه أن عائشةُ قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: وارأساهْ، وقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بل أنا وارأساهْ.



No comments: