Tuesday, May 13, 2008

خلف باب الأمل

هو .. وقف أمام الباب واستجمع كل أشلاءه المتناثرة وأجزاءه المحطمة واستعاد بعضاً من شجاعته واستخار الله وبقوى خفية لا يعرف من أين جاءته رفع يده وطرق الباب ثم طأطأ رأسه وأغمض عينيه وانتظر ..

هي .. وراء الباب تجلس على كرسيها الهزاز تنظر إلى ظله المضطرب وتستمع إلى دقات قلبه المختلطة بطرقاته على الباب ..

هو .. قرر أن يشغل لحظات انتظاره ويرسم صورة لها في خياله .. قرر أن يغرق ذهنه في بحر من الخيالات .. أخرج ريشته وألوانه وبدأ يرسمها في ذهنه .. يرسم ويمحو ..ثم يعود فيرسم من جديد ويمحو .. رسمها مرة طويلة ومرة قصيرة .. نحيفة وسمينة .. شقراء وسمراء .. شديدة الجمال وشديدة القبح .. كان يرسم ويمحو وهو مغلق العينين ويبتسم لتناقض صوره المختلفة .. وقعت ريشته منه فرسمتها له مزيفة مخادعة .. اضطرب بشدة وانزعج ومحا هذه الصورة المشوهة سريعاً وانتفض جسمه وسرت فيه قشعريرة فانتبه للحظات الطويلة التي مرت وهي لم تفتح له الباب بعد .. فعاود الطرق على الباب ..

هي .. لازالت على كرسيها الهزاز .. تبتسم

هو - بعد مدة - يتسائل في خوف : هل هذه إشارة له لكي يتراجع ؟ .. هل يترك الأماني الطيبة التي ينتظر منها أن توصله لأمله .. ولكن أين سيذهب بعدها .. كل الأبواب مظلمة كئيبة محبطة .. ولا يرى في الحي سوى بابها المسحور الذي جذبه إليها تدريجيا منذ اول يوم رآه وتمنى أن يطرقه يوماً .. وها هو قد جاء اليوم .. هل يفقد الأمل الان وينسحب .. كلا .. هتف في نفسه وثبت قدميه في مكانه وطرق الباب وانتظر

هي .. لازالت على الكرسي .. قلبها يدق وعقلها يفكر .. هو لا يعرف سري ..

بدأ الطفل الغضوب يتحرك بداخله وهم أن يخرج منه ثائرا على عدم اكتراثها بقلقه وانتظاره خلف الباب - هكذا بدا له أمرها - .. لكنه تمالك نفسه وقال له .. أيها السخيف .. أنت مثلي تحتاجها .. لا تحرضني إذن ودعني انتظر ودندن معي ..


نطرونا كتير كتير عا موقف دارينا

لا عرفنا أساميهم ولا عرفوا أسامينا

يا نسمة خدينا يا نسمة جبينا

سيارة صغيرة والليل والغيرة

والعشاق اتنين اتنين ما حدا عارف لوين ؟؟

نطرونا .. نطرونا


كان يظهر له بوضوح انحياز الباب لها وتعاونه الكامل معها .. فلو كان لهذا الجماد مشاعر لرق لحاله وانفتح من تلقاء نفسه .. لكنه بطبيعته تعاون معها .. أعجزته الحيلة واحتار .. ماذا يفعل .. أخرج ورقته وقلمه .. كتب كلمات وصف لها فيها حاله وما حدث في اللحظات الماضية وهو يقف خلف بابها ينتظر إشراقتها وألقى إليها ورقته من تحت الباب .. ثم تراجع وسحب كرسياً وجلس وانتظر ..

10 comments:

محمد عبد الغفار said...

لو توقف عن الطرق وانتظر وارء الباب فتره صامتاً لفتحت هى الباب

نظريه التفاح يا عزيزى

Fahd said...

بص ياعم
بما اني عايز اتجوز
فانا فهمت الموضوع علي هذا النحو حتي وان لم يكن


الباب و التكاليف والاهل

ولكن ما غاظني تلك العروسه التي تكتفي بالابتسام علي كرسي هزاز

رفقة عمر said...

بصراحه لو مكانك ادور على حد تانى فاتحه الباب ومش عندها برود بطله القصه اللى قاعده على الكرسى الهزاز ليه كل كدة والانتظار دة

أمــانــى said...

السلام عليكم
ايه يا باشمهندس اغيب يومين الاقى بوستين ورا بعض بسم الله مشاء الله امسك الخشب
:)
يعنى هو حضرتك لقيت الست وكمان قعدت على الكرسى أمممممممم هو الكرسى كناية ولا تشبيه اصلى بليدة فى اللغة العربية ياريت حضرتك توضح ؟؟؟ علشان استرجع معلوماتى فى اللغة
:D

طب ما يمكن قاعدة تفكر ولا خايفة وبتتاكد تفتح الباب ولا لاء

ربنا ييسرلك امورك يااااارب

Ma 3lina said...

المثل بيقولك اذا اطلقت سراح شيى و رجع لك فهو لك من البداية اذا لم يرجع فهو لم يكن لك من الاصل

فخمتوا حااجة ؟؟

بس عموما البوست حلو جدا و وصف الموقف بدقة يحسب لحضرتك

Hossam Nasr said...

باقي ساعات قلائل على إرسال رسالة تحمل توقيعاتنا نطالب فيها الحكومة الهولندية بإصدار قوانين تمنع ازدراء الأديان وتحمي بها الإسلام من العنصرية والإرهاب الفكري...توقيعك تدافع به عن دينك
Kawlansadida.blogspot.com

ammola said...

هى...تجلس على كرسيها الهزاز ربما لتخفى حيرتها وقلقها لعل اهتزازاته تمتص خوفها
هو...لا يرى فى الباب الا حائلا بينه وبينها
هى...ربما لاتستطيع أن تفتح الباب عنوة وتريده أن ينفتح على مهل وبتلقائية
هو...ربما يكون معذورا فى قلقه فالانتظار قاتل
هى...ربما لا تستطيع أن تنهى انتظاره لانها تعيد قراءته مرات ومرات
هو...قد يكون حسم أمره لما يعلمه عنها ويقربها منه
هى...ربما يكون ما تعلمه عنه هو ذاته ما يباعد بينهما ويشعل حيرتها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هى أيضا ربما تكون متعبة خلف الباب...فلا تقسو عليها أنت وطفلك الغضوب وأعطها وقتها
قسم الله لك ولها كل الخير

Anonymous said...

هو يطرق باب الشقة الضيق الكئيب وقد أتعبه الإنتظار وأرهقه حمل البطيخة الثقيلة في عز الحر

هي تخرج له منكوشة الشعر كالغوريلا
محمرة العينين كالشياطين
وفي يدها عصا المكنسة
وباليد الأخري تعتصر أذن قرد صغير اللذي هو طفلهما

وبصوت جهور تقول" متسربع علي أية ياخويا هي الدنيا طارت"

تذكر دائما هذا المشهد بعد خمس سنوات من المرار قصدي الزواج وأحمد ربنا

صديقك

مجداوية said...

السلام عليكم

أولا دعنى أحييك على اسلوبك الأدبى الرفيع

جميل ما كتبت يا باشمهندس

ثانيا
مما فهمته أن انتظار من وراء الباب متوقف عليها فتح هذا الباب ولكن اعتقد ان فتح هذا الباب بالتحديد سيطول انتظاره لأن من وراءه لا تكترث وطالما ليس لها ملامح محددة فلتطرق أكثر من باب
جلوسك امام الباب اما ان يكون استسلام واما ان يكون اضاعة منك للوقت وفرص اخرى
الحركة بركة
لا اقول لك اذهب وادخل بابا مفتوحا بل اطرق أكثر من باب ولا تجلس فى انتظار فتح باب قد تكون أخطأت العنوان

أما اذا كان هذا الباب هو حصيلة كل طرقك للأبواب الأخرى ولم يعد لديك أى وسيلة اخرى للطرق فما باليد حيلة
اجلس ويمكن تلاقى حد معاه مفتاح يجى ويفتح ويدخلك
كله على الله

تحياتى وتقديرى

ma 3lina said...

محمد عبد الغفار
هو بيستخدم وسيلة الطرق للتعبير عن اهتمامه
وتذكر إنه هو اللي محتاج لها
كويس إن حضرتك فكرتني بموضوع النظرية ده
:)

fahd
مش شرط يكون الباب هو التكاليف والأهل .. احنا دايما عندنا موهبة اختراع الحواجز والأبواب
:)
الله المستعان
عموما شد حيلك في موضوع الجواز ده وربنا ييسر لك الحال
ما تتغاظش منها .. ما حدش عارف إيه ظروفها .. وزي ما قلت في البوست سرها إحنا مش عارفينه .. يمكن لو عرفناه نعذرها

رفقة عمر
كيف حالك يارفقة يارب تكوني في أتم صحة وعافية وتكوني أحسن دلوقتي
وأنا بعتذر ليكي تاني وتالت .. وياريت تسامحيني
هي تستحق وصف البرود فقط إذا كانت تستمتع بانتظار الآخرين على بابها
بس دا مش حاصل .. يبدو إنها هي كمان قلقانة برضه وخايفه .. والكرسي الهزاز اقصد بيه إنها مترددة ما بين الاقتراب منه أو البعد عنه ..

أمــانــى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف حال حضرتك يا حضرت الأفوكاتوا
والله يا أماني مش عارف الكرسي جه منين أصلا .. المفروض أنه واقف في الشارع .. يظهر صعبت على ولاد الحلال فعطوني كرسي اقعد عليه بدل الوقفة
:)
أما هي فلها الحق في التفكير والتأكد والله المستعان
ربنا يخليكي يا حضرت الأفوكاتوا وييسر لك الحال

Dr. Ma 3lina
ربنا يخليكي يا دكتورة .. جزاكي الله خيرا على الكلام الذوق ذوق ذوق
فخمتوا .. فخمتوا
:)

ammola
هو لا يعلم عنها .. بل هو على الباب بيحاول يكمل الصورة اللي في ذهنه عنها .. هو يجد ما يجذبه ناحيتها ويريد أن يعرف عنها أكثر أو على الأقل يعرف عنها ابسط المعلومات التي تجعل لانتظاره معنى .. لكنها بترفض ده إلا لما تتأكد انه يستحق
يعلم الله أني لا اقصد أن اقسوا عليها فهي أرق من ذلك .. واعترف لها بكل الحق في أخذ وقتها في التفكير أنا لا أطلب منها أخذ القرار فورا وأخشى أن تكون ورقتي أغضبتها .. انا بس بتسائل .. إزاي حتزول حيرتها وهي حتى ما فتحتش الباب .. يمكن لو فتحت الباب يمكن تكون قراءتي أسهل وأوضح يمكن لو سألتني عما يحيرها .. يمكن تجد إجابات شافية تخرجها من حيرتها وتزيل عنها علامات الشك .. أو على الأقل تصرفني عنها إن وجدت مني ما لا يرضيها ..
تحياتي وتقديري

أنه أنا الباحث عن وجع القلب
يوووه .. مش فايق لك
أنا متعكنن

مجداوية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا دي شهادة اعتز بيها ووسام على صدري .. ان تشهد لي فنانة زي حضرتك
ثانيا .. اسمحي لي أدافع عنها يا حاجة مجداوية فأنا لا أجزم أنه عدم اكتراث .. يمكن تكون زي ما قالت الاستاذة أمولة والاستاذة أماني .. يمكن تكون بتفكر .. .. يارب تكون بتفكر
للاسف ما اقدرش اطرق اكتر من باب .. وعليه فحنتظر إلا ان يخرج لي من بالدار يإما يصرفني صرفا جميلا حسنا .. يإما يدخلني وهي الأحب إلى نفسي
لحضرتك كل التحية والتقدير