Tuesday, August 16, 2011

الصنف الثالث


أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يضرب لنا مثلا لاختلاف ردود أفعال الناس نحو بعثته وما جاء به من الحق وتحذيره من غضب الله وعذابه شبه لنا حاله وحال الناس معه بمجموعة من الناس على سفر ولما جاء الليل دخلوا إلى إحدى الاستراحات ليرتاحوا حتى الصباح وبينما هم كذلك جاءهم نذير من بعيد يجري عليه علامات الفزع الشديد والخوف عليهم من خطر عظيم يكاد يصيبهم ويهلكهم ويصيح فيهم من بعيد أنه قد رأى عصابة قادمة إليكم عشان (يقلبوكم) فانجوا بأنفسكم، وتعبيرا عن خطورة الأمر الذي فيه هلاكهم لم يصبر حتى يصل إليهم ليخبرهم التفاصيل، فخلع قميصه من بعيد وأخذ يلوح به لهم ليجذب انتباههم للخطر القادم فيأخذوا حذرهم، فهو بهذا منذر عريان، وفي هذا الحرص على الإبلاغ بكل الوسائل المرئية والمسموعة تعبير عن شدة محبة هذا المنذر للناس وشفقته عليهم من الخطر القادم.

فكان ردود أفعال الناس كالتالي :

أما الصنف الأول فصدقه وشكره واعترف بفضله ونتيجة لهذا التصديق أنه قام من فوره وأثناء الليل فجمع حاجاته وركب سياراته وانطلق، فنجا رغم أنه سار على مهل لأنه نجا من العصابة فلم يعد هناك خطراً عليه يستدعي العجلة.

وأما الصنف الثاني فلم يصدقه واعتبره هوال للأمور أو كذاب ولذلك لم يفارفوا مكانهم وجلسوا حتى الصباح فاجتاحهم جيش البلطجية ( وأخد اللي وراهم واللي قدامهم )

هذه هي صنوف الناس المعتادة والتي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف.

لكن في وقتنا هذا هناك صنف ثالث غير معتاد، وغير طبيعي ... !!!

هذا الصنف الثالث قال: صدقت والله يا نذير، يا سلااام دا ربنا بعتك لينا رحمة والله، دا إحنا مش عارفين من غيرك كنا عملنا ايه؟؟ ... ربنا يجمعنا مع بعض دايماً يارب في الدنيا والآخرة، والله ما فيش زيك خالص، دا أنت تحل لنا مشاكل الدنيا وأنت تشرب فنجان من القهوة، .. ثم ماذا ؟؟؟ ثم جلس ولم يتحرك ... !!!!

النذير العريان يحذره وينبهه : ألا تصدقني ؟؟؟ قد جئتك بالحق. .. فيرد هذا الصنف العجيب: طبعا اصدقك ؟؟ يا سلام دا أنت حبيبي .. وأنا لا اقدر أن اكذبك فأنت عندي صادق مصدق وأنت عندي أغلى من أولادي !! والله العظيم مصدقك مليون المية ... ثم استمر في سمره وأكله وشربه حتى الصباح .. فهل نجا ؟؟

فرغم أنه اقسم أنه من المصدقين، وربما يظن في نفسه أنه فعلا مصدقاً، لكن تصرفه الغير مفهوم والمناقض لتصدقيه المزعوم لم ينفعه أمام الخطر القادم .. لم ينفعه التصديق بالكلام أمام هجوم الجيش .. فقد هلك مع الصنف الثاني المكذب.

[ الإيمان والتصديق هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ]

4 comments:

ويكا said...

هههههههههه

والله صدقت

وفعلا الصنف التالت ده كتر اوى فعلا

اللهم اجعلنا من الصادقين المصدقين

ma 3lina said...

ويكا
اللهم آمين
جزاك الله خيرا على المرور الكريم ولك تحياتي

رفقة عمر said...

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بجد انا سعدت جدا بعودتك للتدوين مرة اخرى ويارب دايما تفيدنا بارئك المفيدة
وموضوعاتك القيمة اللى احيانا كتير بتكون اكبر من عقليتى اللى على ادى
واتمنى ان يعود التدوين لسابق عهده احلى ايام شوفتها هى ايام التدوين والكل كان عيله واحده
.......
بخصوص موضوع العلمانية انا خلاص هايجيلى انهيار من الناس اللى بتتدعوا ليها واحيان ابكى من اللى باشوفه فى جروباتهم من سخرية على شعائر الاسلام والمسلمين وكتير بادخل ارد عليهم ولا اجد منهم سوى عمل بلوك لى لان كلامى مش عاجبهم ربنا لما قال عنهم انهم كالانعام بل هم اضل اكتشفت انهم فعلا كدة لانهم مش عاوزين يسمعوا حد غير نفسهم ربنا يعز الاسلام ويتم تحقيق به العدل فى كل الدنيا

ma 3lina said...

رفقة عمر
ربنا يخليكي .. فعلا التدوين شيء جميل وأنا رجعت له على فترات من زمن، وإنتي - ما شاء الله - عقليتك تستوعب كل الكلام.

ومعاكي حق فعلا كتير من العلمانين بيعتبروا منهجههم دين مقدس لا يمكن المساس به .. ربنا يهدينا ويهديهم إلى الحق والخير.

لك تحياتي.