Friday, November 25, 2011

حول انتخابات نقابة المهندسين اليوم



جرت اليوم انتخابات نقابة المهندسين لأول مرة منذ حوالي 15 عام فرضت على النقابة خلالها الحراسة القضائية.

توجهنا لنادي المهندسين - أحد مقرات الانتخاب - الساعة 11 تقريبا، وبصراحة لم نكن نتوقع أن يكون فيه إقبال وزحام بهذا الشكل الكبير، واصطف أنصار القوائم أمام مدخل النادي - حسب ما عرفنا - من الصبح بدري وقاموا بتوزيع المنشورات وقوائمهم والحديث مع بعض المهندسين عن مرشحيهم وبرامجهم، بالإضافة لتواجد حزب الوسط لكن كان بيوزع ورق خاص ببرنامج الحزب في انتخابات مجلس الشعب.

أمام النادي كانت السيارات تركن صف تاني على الجانبين وبمسافة طويلة قبل وبعد سور النادي مع العلم إن الركن على الجانبين ممنوع تماما في الأيام العادية، والأغرب إن السيارات قفلت تمام U-Trun في الجزيرة الوسطى بين الجانبين، كل دا أمام ضباط وعساكر المرور اللي كانوا موجودين مخصوص أمام النادي لتنظيم المرور. الزحام داخل النادي كان كبير جدا لدرجة إن البعض قرر الانصراف وعدم الانتخاب من شدة الزحام.

في البداية قبل الصلاة كان سبب الزحام غير واضح، كان فيه طوابير طويلة جدا بطول النادي وبتلف بشكل حرف U، ولما سألت كذا مهندس الطابور دا إيه؟، كانت ردودهم عليا إنهم مش عارفين وواقفين وخلاص. في الآخر واحد قال لنا إن الطابور في آخره كمبيوتر بتدخل بياناتك وتاخد إفادة إنك مسدد الاشتراك في النقابة لغاية 2009، وبالافادة دي تروح تنتخب، لكن الموقف اتأزم في عيوننا لما ناس قالت إن السيستم وقع.

فكرنا بعدها نروح لجنة انتخابية تانية يكون الزحام فيها أقل. لكن قلنا نصلى الجمعة الأول، ورغم إنه أقيمت صلاة الجمعة في ساحة النادي لكن احنا فضلنا نصلي في مسجد خارج النادي، وبالرغم من كده كان برضه زحمة جدا لوجود عدد كبير من المهندسين، كانت الخطبة عن أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع، بعد الخطبة طلع واحد من الحاضرين وهاجم الخطيب المسن بشكل شديد وبصوت عال في المسجد، واعتبر إن الخطبة دي ما ينفعش تتقال لناس مثقفين وإنها تقال في المناطق الشعبية فقط، وإن الخطيب كان مضمون كلامه الخفي هو دعاية انتخابية لحزب النور !!

بعد الصلاة توجهنا مرة أخرى للنادي وسألنا مهندس معرفة مرشح للنقابة الفرعية من قائمة تجمع مهندسي مصر عن حالة اللجان الأخرى من حيث الزحام فقال لنا إن كل اللجان زحمة زي هنا، وطلب مننا إننا نصبر وما نزهقش.

فضلنا واقفين في أحد الطوابير، وسمعنا إن السيستم اشتغل تاني، وكان أنصار المرشحين بره النادي مشغلين مكبرات صوت بالهتاف لمرشحيهم أو تشغيل أغاني وكان فيه واحد بيردد قسم أنه يحافظ على معرفش إيه كده ويرعي مش عارف ايه ... وبين قفشات المهندسين وهزارهم رغم اختلاف المراحل العمرية كان الحديث الغالب الدائر بين المهندسين عن حال النقابة زمان ومقارنتها بالوضع الحالي السيء قم الحديث عن ميدان التحرير وتأييد أو معارضة التظاهر الآن.

بعد الصلاة زادت عدد اللجان في النادي وكان بيعدي كل شوية أحد أعضاء تكتلات المهندسين لتوضيح طريقة الانتخاب الصعبة لأنها تضم خمس ورقات كبيرة واختيار 42 عضو، وكانوا بيوضوحوا أسباب بطلان الصوت.

اختيارات المهندسين غير المنتمين اللي اتكلمت معاهم كلها كانت ما بين تجمع مهندسي مصر - الإخوان -، ومهندسين بلا قيود - السلفيين -، لدرجة إن داخل اللجنة كان فيه مهندس قال لي إنه نسى نضارته ومش عارف يقرا الاسماء - رغم إن القوائم الكبيرة أصلا مكتوبة بخط كبير جدا - وطلب مني اني اعلم له في أوراقه الإنتخابية بشرط اني اختار إخوان أو سلفيين.

النادي اعلن في الميكروفون إن أبواب النادي حيتم اغلاقها الساعة الخامسة، لكن عملية التصويت ستستمر حتى تصويت آخر مهندس داخل النادي دون التقيد بالوقت.

برغم اصرار القاضي المشرف على اللجنة على غمس الصوباع في الحبر الفوسفوري وتحليقه عليها ومنع تواجد أي حد في اللجنة بدون داع، إلا إنه كان فيه ناس بتخرج من غير ما تغمس صباعها.

غادرت النادي حوالي الساعة 4 مساءا.

Sunday, November 20, 2011

كيف خدع الشيطان العابد ؟



جاء في إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله:

وفي الإسرائيليات أن عابدا كان يعبد الله دهرا طويلاً فجاءه قوم فقالوا: إن ههنا قوما يعبدون شجرة من دون الله تعالى. فغضب لذلك وأخذ فأسه على عاتقه وقصد الشجرة ليقطعها، فاستقبله إبليس في صورة شيخ فقال: أين تريد رحمك الله ؟
قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة.
قال: وما أنت وذاك تركت عبادتك واشتغالك بنفسك وتفرغت لغير ذلك.
فقال: إن هذا من عبادتى.
قال: فإنى لا أتركك أن تقطعها.

فقاتله فأخذه العابد فطرحه إلى الأرض وقعد على صدره فقال له إبليس: أطلقنى حتى أكلمك.
فقام عنه فقال إبليس: يا هذا إن الله تعالى قد أسقط عنك هذا ولم يفرضه عليك وما تعبدها أنت وما عليك من غيرك ولله تعالى أنبياء في أقاليم الأرض ولو شاء لبعثهم إلى أهلها وأمرهم بقطعها.
فقال: العابد لا بد لى من قطعها.

فنابذه للقتال فغلبه العابد وصرعه وقعد على صدره فعجز إبليس فقال له: هل لك في أمر فصل بينى وبينك وهو خير لك وأنفع؟
قال: وما هو ؟
قال: أطلقنى حتى أقول لك.
فأطلقه فقال إبليس: أنت رجل فقير لا شىء لك إنما أنت كل على الناس يعولونك ولعلك تحب أن تتفضل على إخوانك وتواسى جيرانك وتشبع وتستغنى عن الناس ؟
قال: نعم.
قال: فارجع عن هذا الأمر ولك على أن أجعل عند رأسك في كل ليلة دينارين إذا أصبحت أخذتهما فأنفقت على نفسك وعيالك وتصدقت على إخوانك فيكون ذلك أنفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة التى يغرس مكانها ولا يضرهم قطعها شيئا ولا ينفع إخوانك المؤمنين قطعك إياها.

فتفكر العابد فيما قال وقال: صدق الشيخ لست بنبى فيلزمنى قطع هذه الشجرة ولا أمرنى الله أن أقطعها فأكون عاصيا بتركها وما ذكره أكثر منفعة فعاهده على الوفاء بذلك وحلف له.

فرجع العابد إلى متعبده فبات فلما أصبح رأى دينارين عند رأسه فأخذهما وكذلك الغد ثم اصبح اليوم الثالث وما بعده فلم ير شيئا فغضب وأخذ فأسه على عاتقه فاستقبله إبليس في صورة شيخ فقال له: إلى أين ؟
قال: أقطع تلك الشجرة
فقال: كذبت والله ما أنت بقادر على ذلك ولا سبيل لك إليها.
فتناوله العابد ليفعل به كما فعل أول مرة. فقال: هيهات. فأخذه إبليس وصرعه فإذا هو كالعصفور بين رجليه وقعد إبليس على صدره وقال: لتنتهين عن هذا الأمر أو لأذبحنك.

فنظر العابد فإذا لا طاقة له به قال: يا هذا غلبتنى فخل عنى، وأخبرنى كيف غلبتك أولاً وغلبتنى الآن ؟

فقال: لأنك غضبت أول مرة لله وكانت نيتك الآخرة فسخرنى الله لك وهذه المرة غضبت لنفسك وللدنيا فصرعتك.


- إهداء للخائفين من ضياع الانتخابات -