Wednesday, April 02, 2014

ونساؤها لعب




من عجايب مصر ستاتها، وصدق من قال في وصف مصر: " نيلها عجب ونساؤها لعب ورجالها عبيد لمن غلب "، وإلا مارحم ربي من الفضليات العاقلات والحرائر الأبيات والدينات المسلمات، فالكثير على شاكلة الشكارة طولها كعرض قفاها، بداخلها تراب إذا فتحتها غبرت ملابسك وانتثرت وإن تركتها شغلت حيزاً وأثقلت كاهلك بلا فائدة ترجى منها.

أنا لا اتكلم على الحد الجميل اللطيف في نقص العقل الذي يحبه الرجل في المرأة ويذهب بسببه لبه حباً لها وهياماً بها وذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه المتفق عليه: " مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ". وإنما أتحدث عن حد من النقصان يفوق كل امرأة أخرى خارج مصر، حد من التدني في القدرة على الإدراك والتمييز تجعلها تعشق السيسي وتتغاضى عن كل جرائمه، وتعتنق دين يسرا وفيفي عبده لمجرد إنهن هائمات معها في حب السيسي. 

ففي الرجال أزعم أني قابلت كثيراً من الرجال يدركون أبعاد المؤامرة التي مارسها السيسي وعسكره واستغلوا فيها سلطانهم على الجيش وعلى مفاصل الدولة لإبقاء نفوذهم.

وأيضاً قابلت الكثير من الرجال على مختلف الأعمار قالوا أنهم كانوا ضد الإخوان وشديدي العداوة لحكمهم، لاعتبارات احتياجهم لتوفير لقمة العيش والأمن والاستقرار وكل ما كان يهاجم الإعلام غيابه سابقاً في عهد الرئيس مرسي وسكت وتغاضى عنه الآن، لكن - هؤلاء الرجال - الآن بعد عودة الظلم وكثرة الدماء والقتل تراجعوا عن موقفهم هذا واعترفوا أنهم قد وقعوا فريسة لخدعة سحرة مبارك القابعين في مدينة الإنتاج اعلامي.

كذلك فإني قابلت رجالاً أكثر يلعنون في كل صباح ومساء مرسي والسيسي كليهما، لاعتبار أن الاثنين يمثلان السبب في حالة الانقسام الحادة والفوضى الغير متناهية والخراب الحادث في البلد - من وجهة نظرهم-.

وقليل ممن يحب السيسي من الرجال، لكنهم مع ذلك يدركون أنه لن يستطيع فعل شي في البلد لأننا " وحشين " ولا يصلح معنا أن يأتي الإصلاح من خارجنا،وأننا ولابد أن نصلح نفسنا قبل أن نطالب برئيس يصلح الأحوال.

إنما عن النساء المذكورين فحدث ولا حرج .. ففيما عدا من استثنيناهم أولاً، فالبقية لا تعرف لها فكراً ولا رأياً إلا ما تلتقطه من شاشات التلفزيون عن جيشنا البطل الهمام الذي تصدى لمؤامرات الإخوان واللي بينيم أمريكا وأوربا من المغرب، مع إنها لم تدخل جيشاً ولم تر بعينها ما يصنع بداخله ولا تعرف عنه إلا ما تسمعه من أساطير خالو وعمو وجدو - ..

هؤلاء النساء التلاتينات وما فوق - وما أدراك ما فوق، فكلما طلعت فوق وجدت العجب - أمثال هؤلاء كن يتراقصن أمام لجان الاستفتاء على دستور لجنة العسكري، بعد أن فضضنا بالداخل بكارتهن وخرجن ملوحين بأصابعهن المغموسة في دماء قتلى رابعة والنهضة. وبالنسبة لهن فالسيسي " دكر " .. والسيسي " راجل أوي أوي أوي " و" راجل بمعنى الكلمة" و "راجل محصلش" و "راجل كامل" و "راجل بيفهم" .. وليس لديهم أدنى درجة استعداد ليتنازلوا عن فكرة وجود هذا الراجل السوبر، ولا يقبلوا أي خدش في صورته الرجولية المثالية.

أمثال هؤلاء هن - أو هن تربية - من كن يغرمن برشدي أباظة وأحمد رمزي وانتحرن عندما مات عبد الحليم حافظ، لأن الشاشات صنعت لهن " رجلاً  " يجعلونه رمزاً للرجولة المنشودة عند كل " عانس " تشعر باختفاء الرجال في مجتمعها وتحمله مسئولية نفرة من تقدم لخطبتها منها، وتجد في السيسي أملاً خفياً، أو زوجة تفتقد معاني الرجولة في الدائرة القريبة منها من زوج وأخ وابن.

نعم هذا رأيي .. وإن كان ما سبق يبدوا هجوماً على النساء الشكاير إلا إن مضمون كلامي يحمل كل الهجوم على أشخاص رجالهن في دوائرهن القريبة حيث لا تجد من يحمل لها معنى الرجولة الحقيقية فأصبحت - كشكارة - متعلقة بهذه الصورة المرسومة الممنتجة التي تقدمها شاشات التلفزيون - اللي هي قاعدة قدامه ليل ونهار - للسيسي أو غيره على إنه " راجل " حلال العقد والمشاكل اللي تجتمع فيه كل صفات الرجولة من وسامة ولياقة وحسم وأمانة وعاطفة.

نعم هذا رأيي .. ما نراه من أمثال هؤلاء عرض نتيجة لمرض في مجتمع حلق رجاله اللحى والشنبات وأطلقوا المرأة في مجال العمل تحتك بزميلها هذا ويتعرض لها ذاك ويتحرش بها أولئك، وشباب أسقطوا بناطلهم وصنعوا لشعورهم فورم، وتسموا بميمي وكيمو أو أعوجت أفواههم إظهاراً لرجولة مزعومة تخفى حقيقة غياب العقول تحت تأثير المخدرات ..

نعم أهاجمنا نحن الرجال لأننا عجزنا أن نقدم لنسائنا صورة لراجل بمعنى الكلمة، وأصبحات نسائنا شكاير من اللاوعي والجهل.


No comments: