Saturday, September 01, 2007

انصر أخاك

أخيرا أطلقت حركة طالبان سراح آخر الرهائن الكوريين المحتجزين لديها ومعهم أطلقت سراح هذه التدوينة التي كتبت من فترة وظلت حبيسة في انتظار الإفراج عن الرهائن والذي تم بموجب اتفاق يقضي في الأساس بأن تتوقف سول عن إرسال البعثات التبشيرية إلى أفغانستان ..

والتدوينة عن الصحفية البريطانية إيفون ريدلى واحدة من الرهائن السابقين لحركة طالبان ..

اشتهرت الصحفية البريطانية إيفون ريدلى أنها من أنشط الصحفيين البريطانيين المتابعين للملفات الدولية عن قرب فقد عملت لحساب أكبر الصحف في بريطانيا مثل الإندبندنت والأبزيرفر وصانداي تايمز.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبداية الاستعداد الأمريكي البريطاني الغربي للهجوم على أفغانستان قررت إيفون التسلل إلى أفغانستان قبل القصف الأمريكي لترصد عن قرب كيف استعدت هذه البلاد الفقيرة للحرب التي أعلنتها عليها أضخم ماكينة حرب في العالم.

وبالفعل استطاعت أن تتسلل في جنح الليل بين الحدود الباكستانية ـ الأفغانية على ظهر حمار تارة وفي سيارة تتعطل كل خمس دقائق تارة أخرى ، مرتدية الزي الأفغاني النسائي المشهور لقبيلة الباشتون وحذاء من البلاستيك القوي يكاد يدمي قدمها.

وفي 28 سبتمبر 2001 قررت العودة بعد أن أتمت مهمتها الصحفية وكانت باكستان مشرف قد أغلقت حدودها مع أفغانستان فكان القرار هو الهروب من الطرق الجانبية منتحلة شخصية امرأة أفغانية خرساء مسافرة مع زوجها إلى قرية في ضواحي جلال آباد لزيارة أمه المريضة

وعلى الحدود تقع المفاجأة لما تسقط الصحفية المغامرة من فوق الحمار الذي تركبه ولم تدرك نفسها إلا وهي تصرخ باللغة الانجليزية ، وسقطت الكاميرا التي تحملها ليتحول الأمر إلى كارثة ورعب بعد أن سمعها أحد جنود طالبان الذي ينفجر غاضباً ويسحبها من على ظهر الحمار ويحطم الكاميرا وخلال دقائق يتجمع حشد من الناس الغاضبين.. والكل يصرخ: جاسوسة أمريكية .. جاسوسة أمريكية.

تم نقل إيفون في سيارة تحمل علماً عليه صورة ابن لادن، لم يقم أحد من الرجال بتفتيشها وأرسلوا لها امرأة لتفتشها لتعرف ما إذا كانت تحمل سلاحاً.

ثم نقلها جنود طالبان إلى مكان مجهول وتركوها في غرفة مكيفة ملحقة بحمام حديث ومن حين لآخر كان هناك من يقوم باستجوابها لتقول لهم نفس الكلام وسبب دخولها أفغانستان بهذه.

جربت ايفون الاضراب عن الطعام أكثر من مرة ، وفي كل محاولة كان الحارس والمترجم يقولان لها إنهما غير سعداء لأنها تفعل ذلك لأنها ترهق نفسها دون داع ، وتم إحضار طبيب ليتابع وضعها الصحي عندها تتراجع إيفون عن إضرابها وتتناول طعامها ليصبح اهتمامها الأهم هو كيف تبلغ العالم أنها بحالة جيدة وأن جنود طالبان لا يغتصبونها ولا يعذبونها وتستخدم دورة مياه حديثة وغرفة مكيفة الهواء!

ويتكرر التحقيق ويضحك المحققون حين تحاول خداعهم بأنها جاءت لتنضم إلى طالبان !! وتضحك هي حين يتهمونها بأنها عميلة لـ( سي أي ايه ) .

لم تر ايفون رجلاً واحداً من طالبان يتفحص جسدها أو يتحرش بها .. وحصل لها رئيس الحرس بعد عناء على محمول متصل بالأقمار الصناعية لتتمكن من مهاتفة اهلها وابنتها .. وكان رئيس الحرس يداعبها بالقول : إنها صحفية رجل وليست امرأة.

في اليوم السادس من اعتقال إيفون في مدينة جلال آباد سألها أحد الشيوخ إن كان لديها رغبة في اعتناق الإسلام فأجابته بأنها لا تستطيع أن تتخذ قراراً فورياً بأمر يرتبط بتغيير أساسي في حياتها وهي من وراء قضبان السجن، ووعدته إذا أطلقوا سراحها أنها ستبدأ في قراءة القرآن ودراسة الإسلام بوجه عام. وخلال فترة قصيرة لم تتعدَّ نصف ساعة من هذا اللقاء تم نقلها إلى كابول العاصمة وأودعت في أحد سجونها القاسية ولم تجد إيفون تفسيراً لذلك.

بعدها اكتشفت أن الملا عمر كان يعتقد بأنها رجل وليست امرأة لأن المعلومات التي وصلته هي أن هناك صحفياً من الغرب تم اعتقاله. ومن هذا المنطلق كان يتابع ويستفسر عما تم بشأن الصحفي الغربي المعتقل حتى أخبره واحد من مستشاريه بأن المعتقل امرأة وليست رجلاً.

وعندما عرف الملا عمر بذلك أصابته حالة من القلق لأن إيفون اعتقلت في مكان يشاركها فيه عدد من الرجال دون محرم أو حتى رفيقة أخرى و ذلك يمثل مفارقة مخجلة لمبادىء طالبان فأمر بأن تودع إيفون السجن مع النساء فوراً .. وكان قراره يعني أن تغادر إيفون هذا المعتقل المريح في جلال آباد لتنتقل إلى سجن ردىء في كابول. تقول إيفون : لقد انزعج الملا عمر من أنني أجلس مع الغرباء وذلك ما يخالف الشريعة الإسلامية.

قامت جماعة طالبان بالإفراج عن إيفون صبيحة اليوم الذي أعقب بدء انطلاق الهجوم الأمريكي البريطاني على أفغانستان بعد عشرة أيام من الاعتقال

وبعد تسليمها يسألها أحد الصحفيين كيف عاملك طالبان؟ وترد: "بكل احترام وتهذيب، وكلما تذكرت المصير الذي ينتظره هؤلاء الأفغان أدركت جريمة الغرب".

بعد عودتها إلى لندن اتهمت ايفون اجهزة المخابرات الغربية بالسعي إلى إقناع حركة طالبان بإعدامها بتلفيق وثائق توحي بأنها تسللت إلى أفغانستان بهدف التجسس وإيصال هذه الوثائق إلى الحركة، لأنها لو أعدمت لاستثمرت أمريكا ذلك للدعاية في مواجهة رافضي الحرب ، لولا أن طالبان فهموا اللعبة وأشفقوا عليها وأخلوا سبيلها.

وفي لندن أعلنت أمام العالم أن طالبان المتهمين بأنهم أسوأ نموذج للإسلام يستحقون كل احترام بعد أن التزموا بوعدهم ولم يتعاملوا معها بعدائية .. وحتى حين قاموا ببعض المناورات النفسية كانوا محترمين ، بينما أراد الغرب الذي يدعي المدنية الكاملة استخدامها لإشعال حروب الإبادة أكثر وأكثر.

بعد أن حافظت طالبان على وعدها شعرت إيفون بأنه يجب أن تكون عند عهدها معهم فبدأت بقراءة القرآن وشرعت فوراً في تتبع آيات القرآن الكريم التي تتناول أوضاع المرأة في الإسلام وكانت متعطشة لمعرفة حقيقة ما يزعم من أن الإسلام يقود المرأة إلى الوراء، ما يؤدي إلى إحباطها.. تقول إيفون : للحق لم أجد صدى لذلك بين دفتي كتاب الله سبحانه وتعالى، وما وجدته غير ما سمعته بل هو تأكيد أن الإسلام حفظ لها نفس تلك الحقوق التي كفلها للرجل

اعتنقت ريدلي الدين الإسلامي في 30 يونيو عام 2003 وقامت بأداء فريضة الحج وصدر لها كتابان (بين يدي طالبان) و(تذكرة للجنة).

هاجمت إيفون بشدة وزير الثقافة المصري فاروق حسني بعد هجومه على الحجاب ووصفته بأنه عار على الإسلام وقالت إن هذا الوزير وجنسه هو تقليد شاحب من الرجال الحقيقيين خصوا أنفسهم في محاولة مثيرة للشفقة أن يصبحوا غربيين أكثر من الغربيين.

اتهم طنطاوي شيخ الأزهر إيفون رادلي بأنها متطرفة لأنها رفضت مصافحته باليد في آخر مقابلة بينهما

تتابع إيفون المحاكمات العسكرية للإخوان في مصر واتهمت الداخلية المصرية باقتحام غرفتها في الفندق في آخر زيارة لها لمصر وسرقة مجموعة من أوراقها الخاصة

عارضت إيفون رادلي الرقص في حفلات سامي يوسف وانتقتدها وحذرت مما اسمته الـ (هابي كلبيز) .. وقالت أنه يؤثر على ثقافتنا والنتيجة النهائية هو تمييع الإسلام، وصنع إسلام يكون فيه المسلمون راضين أن يمضوا الليلة في الرقص والغناء .. وسامي يوسف يصفها أنها صحفية مغمورة اشتهرت على حسابه ..

عن طالبان أيضا

تقرير الجزيرة عن حركة طالبان

حوار جريدة آخر ساعة مع مفتي الديار المصرية المقال من منصبه نصر فريد واصل يطالب فيه الدول العربية والإسلامية بعدم تصديق أكاذيب الإعلام حول طالبان والمسارعة بالاعتراف بها



فيما يشبه ما يتداوله عامة الناس عن الأبطال الخارقين نشرت مجلة الحدود السياسية في عدد يناير 2002 هذا الخبر .. تقول فيه : احتار العاملين بالصليب الحمر من هول ما رأوه فقد رأو أن جثث جنود طالبان لا تتعفن وظنوا في البداية أن عوامل الجو هي السبب وعندما شاهدوا جثث التحالف كانت رائحتها نتنة جدا فأخذوا عينات من جثث طالبان لمعرفة نوع أكلهم وما هو السبب في عدم تعفن الجثث ...


وهذا خبر أخر نشرته جريدة الأخبار في عددها الصادر في 18/1/2002 نقلا عن صحيفتي الواشنطون بوست ولوس أنجلوس تايمز الأمريكيتين


خبر آخر نشرته أخبار اليوم في عددها الصادر بتاريخ 1 ديسمبر 2001 يتحدث فيه عن أكذوبة فرض النقاب على نساء أفغانستان في عهد حكومة طالبان .. جاء في الخبر : كانت التوقعات بعد خروج طالبان أن يجمع النساء البراقع في أكوام ويقمن بإحراقها في الشوارع إلا أن أي من ذلك لم يتحقق فالبرقع رداء إسلامي تقليدي في أفغانستان ترتديه النساء منذ قرون وليس منذ سنوات لذلك لا يمكن تغيير هذا التقليد فجأة ...



13 comments:

عصفور المدينة said...

مظلوما مظلوما
بارك الله جهدك
أولئك آباءي فجئني بمثلهم

Anonymous said...

وبارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

BinO said...

جامد جداً كالعادة
تلهب حماسي وتشعل احساسي
لطالما كانت أيفون رادلي صحفية أمرأة تمتلك من صفات الرجال أكث من كثير من الذكور .


==============================
كنت أتمني ان ألحق وأكتب هذا الرد علي " العطل الفني" لأنه كان يستحق وقفة.
الوقفة هي عن الأمانة العلمية
:)
طبعاً الموضوع مش فيه هزار ولا أنت تفتقد أي مزايا الأمانة العلمية وحب الأسلام والحرص علي الدعوة الي الله والدفاع عن سنة رسوله الكريم والذي بدا واضحاً جداً جداً في سلسلة المحطات التي قمت بنشرها علي تدوينات متتابعة بأسلوبك الراقي الجميل .
مش مجاملات بس كلامك في العطل الفني غير كافي , ليه ؟؟؟
1-لأن العطل الفني لو سببه أخطاء أساسية في المعلومات وجب عليك توضيحها حتي لا تكون قد نشرت معلومات خاطئة بين فئة الجهلاء أمثالي .
2-لو أن الأخطاء في طريقة السرد ذاتها , أيضاً وجب عليك توضيح ذلك والتأكيد علي أن كل المعلومات التي ذكرتها لا يشوبها شائب , أيضاً وجب عليك أعادة تنظيم العرض وليس التوقف.


معذةً يا ماعلينا فقد كانت السلسلة ممتعة حقاً سواء من طريقة العرض أو من المعلومات السلسة التي أعتقد أنها أثت فيمن قرأوها

=========================
أتمني لك الخير
كل الخير
وأن تسعد بدينك دنيا وأخرة
ويتم الله عليك نعمته
ويبلغك رمضان
لتفوز بالرحمة والعتق من النار
وأسألك الدعاء لأخيك الفقير المسكين الي الله

خيرالدين said...

عقبال ما اشوف مجدى الدقاق وممتاز القط مخطوفين


يااااااااااااااااااارب

رفقة عمر said...

بجد استمتعت جدا جدا بطريقه سرد القصه وطريقه وضع اللينكات التى فعلا لا استطيع فعلها مثلك
وعلى فكرة اول مرة اسمع قصه الصحفيه دى بجد
عارف بخصوص الجثث التى لاتتعفن انا شوفت مرة فيلم عن المجاهدين فى الشيشان
فتحوا قبر مجاهد شيشلنى بعد 3 شهور وجودة مازال الدم طازج ومازالت حثته كما هى ولكن ضحكته زادت وكانه حى
كانوا عايزين يتاكدوا انه كان يجاهد على حق وانه شهيد
ولياكدوا للعالم شكل ان الشهيد لا تاكل جثته الارض
بجد البوست دة رفع معنوياتى كتير
جزاك الله خيرا

محمد عبد الغفار said...

ده احنا بقينا فى اسفل سافلين

أمــانــى said...

ايـوا كده هنسامح حضرتك على المحطة السادسة بالتدونية دى
:D
جــزاك الله خــيرآ
وياريت حضرتك تخرج كل ما هو حبيس قبل رمــضان ادينى بغلتك اهو
بلغك رمضــان ياااااااارب آمــــــــين وكـل سنة وحـضرتك طـيب

Mai_Jeneen said...

شد انتباهي بشدة أسلوب العرض

عرض الأخبار و الأحداث و ترك الحكم للقارئ دون تعليق شخصي

رائع

جزاك الله خيراً

Ma 3lina said...

على فكرة انت ممكن تبقى مذيع كويس اوى و ممكن تقدم قصص اطفال بدل ابلة فضيلة ههههههه

لا بجد عجبتنى القصة جدا و طريقة السرد زى مبيقولو

النماذج دى مفرحة جدا خصوصا ان الغرب واخد فكرة عننا لا نحترم المراة و حقوقها

عاوزين بوستات جديدة باه و متتاخرش علينا

أميرة محمد محمد محمد said...

ربنا يكرمك ربنا يعزك بصراحه بدعيلك بكل الدعاوي النافعه في الدنيا.تسلم ايدك يا باشمهندس.انا باذن الله هتكلم علي موضوع الرهائن الكوريين في مدونتي.انا نفسي شيخ الازعر المنافق معدوم الدين يقرا البوست ده لانه ادان خطف المنصرين.اصل دلوقتي ياجماعه الف مبروك الاسلام بقي يسمح باستغلال فقر الناس وحاجتهم واللي سببها الاحتلال الصليبي في نشر حملات التنصير والله لااقذر من استغلال حاجة الناس في فرض شئ ما كان لينتشر لو ان الناس في ظروف جيده.
ياريت نشوف الاحتلال الصهيوصليبي بيعمل ايه من ناحيه يدمر البلد ومن ناحيه اخري ينشر التنصير.حسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان اللهم انصر طالبان وكل من يساعدها ولو بالدعاء.

البنت الشلبية said...

ازيك ما علينا
بوست هايل بجد
انا كنت بالصدفة على موقع يوتيوب ولقيت فيديو عنها وعن حياتها بعد ما رجعت بلادها
بجد احترمتها واحترمتها اكتر بعد تصريحاتها الشجاعة ضد الغلط والى بيغلطو

احييك على البوست الهايل ده
شكرا ليك

ftataljanna said...

يا الله

أد ايه انا سعيدة بالبوست ده والله انا عنيا دمعت من الفرحة والحزن فى نفس الوقت من المعلومات دى


ربنا يكرمك يا رب يا باشمهندس يا رب اللهم امين

بجد حسستني كده بالشرف والعزة عارف لما الواحد يحس انه رفع راسه لفوق كده

اه والله انا حاسه بكده
جزاك الله خيرا

Anonymous said...

قرأت المزيد عن ريدلي هذه وهذه بعض المعلومات عنها

تزوجت ثلاث مرات وأول زوج لها كان عضوا في منظمة التحرير الفسلطينية قبل أن تسلم بسنوات

صرحت بأنها تؤيد نشر فيديوهات قتل الرهائن الغربيين في العراق على الانترنت

أيدت مصعب الزرقاوي والهجمات التفجيرية في عمان الاردن وأيدت مقتل اكثر من 60 شخص

تدعو ريدلي الى مقاطعة الشرطة في بريطانيا والعصيان المدني

باختصار هي متطرفة مثلما قال مفتي الأزهر وهي أسوأ من طالبان

للإطلاع على المزيد عنها عليكم بالأطراف الحيادية مثل ويكيبيديا على الرابط التالي

http://en.wikipedia.org/wiki/Yvonne_Ridley