شعور جميل إنك تغرق في الاسف والأسى على نفسك والحسرة عليها وأن تحيا في دور الضحية وتتعايش معه معايشة كاملة .. فيصبح الأكل معاناة لك وتتهرب من مقابلة الآخرين .. تنغلق على نفسك .. تتذكر كلمات الأغاني التي سمعتها قديما وهي تتحدث عن الفراق وألمه .. وتضع نفسك مكان ممثلي الأفلام العربية القديمة وهم يهيمون في الشوارع أسفا على ما فات .. فعلا شعور جميل جدا .. خاصة عندما تكتب عنه .. شعور يجذبك لهذه اللذة وكأنها النداهة تسحبك بعيدا عن الحياة .. تستمع من خلال هذا الشعور لحكايات المعزيين عن فلانة اللي تركت فلان وابدله الله خيرا منها .. وتستمتع بهذا الكم الكبير من الحكايات وتتسائل لماذا لم اسمع هذه الحكايات من قبل .. وأظرف ما يقال .. هو حديث البعض أنهم كانوا يعلمون علم اليقين ان الأمور ستنتهي بهذا الشكل وأن هذا أمر طبيعي وأنهم أخفوا علي هذا لما رأوا من اقبالي على الأمر وتعامي عن ما بدا لهم مثل نور النهار .. هل هذا ما يسمى بالكوميديا السودا ؟؟ شعور باللذة والمتعة بهذا الحال يسحبك ويأخذك من كل ما يجري حولك .. من غضب من لازال يشعر نصرة لإخوانه في غزة .. ومن صرخات من لا يملك إلا التهليل لقرار البرلمان الأوربي ومن صيحات المتابعين لمباريات كأس الأمم الأفريقية يأخذك من هذا كله إلى عالم ليلي خاص ساكن هادئ لا يوجد فيه غيرك أنت والنداهة حيث تلتهمك بسعادة .. والسعادة لك طبعا وأنت تُلتهم .. ملحوظة : أكتب عن النداهة لتعلم أني يقظ لها أدرك حبائل الشر في صوتها متيقظ لا يغيبني صوتها الناعم .. أجاريها لا غفلة ولكن لاتسلى بيها في مساحتي الحرة وقبل وصولنا للبحر ستتلفت فلن تجدني جوارها ... |