صديقي العزيز : بينما أنت على بعد أيام من بداية جديدة لحياتك لما تنتقل الجمعة القادمة - إن شاء الله - من دنيا العزوبية إلى حياة الزوجية، اهدي إليك هذا البوست تعبيراً عن السعادة في هذا الحدث وتوثيقاً له في مدونتي. لعلك تذكر - يا صديقي العزيز - لما كنا نتسائل عمن يا ترى سيكون أول المتزوجين من بيننا - نحن المشتركون في نفس العمر تقريباً - ومن يا تري سيكون آخرنا؟ .. فأول أسباب السعادة في مشروعك الغالي - يا صديقي - أنه وإن لم تكن الأسعد لتكون أولنا زواجاً فأنك على الأقل لست الأخير. والزواج - يا صديقي العزيز - كما تعلم آية من آيات الله تبارك وتعالى أي أنه معجزة، وأنت عندما تنتقل هذه النقلة ستدرك عظمة وجمال وسحر هذه المعجزة. ولعلك قد أدركت البعض من هذا حتى الآن وعلمت أنه مع ما في مشروع الزواج من تنغيص ومعاناة إلا أنه فيه من السحر والجمال ما لا يخفى عليك. ولعلي أجد هذا السحر في أنك ترى نفسك وقيمتها في عيون الآخرين، ترى قبولك عندهم، ترى جدارتك، ومكانتك ومدى استحقاقك .. طبعاً أعلم أنك تحظى بكل التقدير من والديك وأصدقائك وزملائك في العمل ولكن شتان بين تقدير وتقدير، فالوالدان ومهما كبرت فأنت بناظريهما الأبن والولد أما الصديق فمهما عز فأنت بالنسبة له صديق، اما الآن فالتقدير ينبع من كونك رجل .. يا صديقي أنت رجل. التقدير الذي أعنيه - ولتعلم حجمه - هو الذي يجعل أبوان يدفعا إليك ابنتهما لتحتفظ لهما بها وهي أغلى عندهما من الدنيا وما فيها وهما بذلك راضيين سعداء يفتخران بذاك الدفع، ظنهما بك الخير وأنك ستحافظ على ابنتهما وتسعدها، ومهما قد ظهر ويظهر من خلافات بينكم فتذكر - يا صديقي - أنهما قدماك على غيرك من أقرانك فلم يثمنا لابنتهما غيرك ولم يقدرا غيرك فنلت أنت منهما هذه المكانة والتقدير، وبموافقتهما عليك قد اعتبراك جدير .. أنت يا صديقي الآن رجل جدير. لقد رءا في ارتباطك بابنتهما مكانة لها راقية بين البنات كما يحب أبوان لابنتهما ويرضيا، كما رءا في هذا الارتباط تشريفاً لعائلتهما بين العائلات ولولا ذلك لما وافقا .. أرأيت نظرتهما إليك ومكانتك عندهم اختياراً منهما وليس إجباراً ؟ وانت تعلم إن الموافقة عادة لا تتم من الأبوين وحسب بل تتم بالمشورة والسؤال .. الخال والعم والأخ والأخت .. الكل يقول رأيه فيك يا صديقي والنتيجة إجمالاً هي أن الجميع رأوك الشخص المناسب لابنتهم ولعائلتهم فهنيئاً لك يا صديقي فأنت رجل جدير مناسب. وهذه البُنية التي ارتضت أن تفارق أهلها وبيتها وحياتها بكافة تفاصيلها وأركانها لتبدأ حياة جديدة مع شخصك الكريم .. هل تدرك جمال وسحر أنها ارتضت ذلك معك أنت لا مع غيرك ؟ .. هل تدرك جمال أنها تركت وغادرت وتخلت من أجلك ؟ هل تعلم أنك على الميزان رجحت كفتك على كل ما عداك ؟ .. هل تدرك أنها تغاضت عن كل عيوبك - وهي بالمناسبة كثيرة - لأنها وجدت فيك مزايا ودين وخلق حسن يفوق كل هذه العيوب .. فأدركت أنك تستحق .. أنت الآن يا عزيزي رجل جدير مناسب يستحق. أتدري أنها الان تخطط من أجلك وترتب لأجلك ؟ .. يا عزيزي .. صدق أو لا تصدق أنت الان محور خطة إحداهن ومحل اهتمامها .. فهي تفكر الآن كيف تكون حياتك هانئة سعيدة .. ماذا عليها أن تفعل لتسعدك وماذا عليها أن تتجنب لترضيك .. لعلك تقول هي فترة وتمر وتعود هي كامرأة مثل باقي النساء .. تعود لتنشغل بأهلها وأولادها ونفسها وتهمل وتترك وتتخلى. لكني أقول لك حتى لو كان ما تقول .. فيكفي أن تتنعم سنوات أو شهور أو حتى أيام بنعمة السكن التي يفتقدها كثير غيرك، فمن حقك أن تذوق مثل هذا النعيم وحلاوته واستبشر خيراً وتفائل فلا تدري لعله بفضل الله عليك يدوم. لقد قررت هذه البُنية طواعية وبكامل قواها العقلية أنك من تريد أن تمضي باقي عمرها معه .. تجدها تختار ما تختار أنت وتجيب ما تسألها إليه فلا يخفي عنك منها شيئ ولا يحجب عنك منها سر .. لقد أحبت وجهكم الكريم حتى أنها قررت - وياللعجب - أنه الوجه الذي تريد أن تستيقظ فتراه كل يوم، لقد رأتك غائباً تحفظك ومريضاً تعالجك ومسناً ترعاك، رأتك أباً لأولادها وجداً لأحفادها ورفيقاً في رحلاتها، رأتك أباً وابناً وأخاً وصديقاً وحبيباً فأحبت ذلك كله ورضيت به .. فلما كان هذا الرضا وهذه القناعة اختارت أن تكون إلى جوارك أنت لا غيرك. استمتع يا صديقي بنعمة الله عندما تشعر باقبال زوجتك عليك وثقتها فيك وطمأنينتها وأنت إلى جوارها، وما أجمله من شعور تدرك معه قيمتك لما تراها لا تأمن إلا في وجودك ولا تتكأ إلا عليك .. تفتقد وجودك فتبحث عنك وتسعى إليك .. تثق فيك فتطلب منك وتتبع طريقتك وتوكل إليك القيادة راضية مطمئنة .. أنت توجه وتقرر وترسم وتقود وهي ترضى أن تكون منك بمنزلة الوزير من الملك، تنتظرك في غيابك وتشغل وقتها بأن تعد لك ابتسامتها إذا ما دخلت عليها وتعد لك الكلام إعداداً، وتعد لك ظاهرها وباطنها، وطعامها وشرابها، وتعد لك مفاجآتها التي ادخرتها لك وحدك. استمتع يا صديقي بهذه اللحظات عندما تستيقظا معاً وتأكلا معاً وتشربا معاً وتشتريا معاً وتشاهدا معاً .. هذه ال (معاً) القوية التي لا يستطيع أحد أن يقطعها عليكما ولا أن يدخل فيها أثناء أي شيء تفعلانه معاً ... لن أزيد فأذكر لك ما ستناله من سعادة لا توصف ومن نعمة لا تقدر بثمن عندما يرزفكما الله بالذرية وأرجأ لهذا الحديث وقت آخر أسأل الله عز وجل أن يكون لك قريباً واسال الله أن تظلا معاً دائماً سعداء تنعمان بكل خير وأن يحفظكما ويحفظ بيتكما ويبارك لكما وعليكما ويجمع بينكما في خير .. واسأل الله أن يصب عليكما الخير صباً ولا يجعل عيشكما كدا. |
Sunday, May 29, 2011
زواج صديقي
Friday, May 27, 2011
Wednesday, May 25, 2011
أجمل وأسوأ ما فيك يا كود
غالباً أول نظرة إلى أكواد برمجية بالنسبة لأي شخص لم يسبق إليه الاطلاع على عالم الأكواد حتسيب عنده انطباع بأنها شيء صعب ومعقد وغير مفهوم .. أو يظن أنه منقول أو محفوظ مكرر .. تماما زي ما حتكون نظرته لكاتبها .. لكن الانطباع اللي اقترح عليه إنه يدركه هو إن خلف كل كود مكتوب أو كاتب للكود فيه كوكتيل كامل من المواقف والمشاعر وشريط من الأحداث مكتوب بين السطور .. فأنت ككاتب للأكواد (Coder) تمارس دور المفكر والمبدع .. ترجع الكرسي لورا في عصف ذهني (Brainstorm) وتفكر إزاي تحول أفكارك إلى شيء ملموس إلى أن تنتهي من إيجاد الطريقة المثلى وتتضح لك خطة العمل (Work plan) فتنط من على الكرسي في سعادة كأي مخترع وتقول : وجدتها وجدتها. وبعد مرحلة التنطيط السعيدة، تنتقل إلى الحدث الرئيسي للقصة ............ اللي هو مرحلة التنفيذ (Implementation)، تكتب على الكيبورد فتستمع إلى مقطوعتك لحظياً كما يستمع عازف البيانو لأصابعه وهو يضغط على المفاتيح ليسمع تتابع منتظم يشعر معه بأنه يصنع شيئا ما ليسعد به الآخرين .. أو هكذا يظن. تعبير العزف مش تعبير مجازي .. دا حقيقي وجربه .. افتح النوت باد (NotePad) جرب تعمل لصق (Paste) لكلمة باستخدام الكيبورد ثم اضغط فراغ (Space) اعمل (Paste) تاني ثم اضغط (Enter) .. كرر العملية دي عدة مرات واستمع إلى صوت الكيبورد ويصاحب متعة العزف (Typing) متعة أخرى تشبه متعة مشاهدة مبارة لكرة قدم لا تعرف النتيجة النهائية، تحبس أنفاسك مع كل اختبار للكود (Test) واللي كأنه هجمة يإما لك أو عليك .. وتفرح وتزأطط مع كل جون (Build successfully) وتهتم وتغتم مع كل جون يدخل فيك (Build Failed). وأثناء العزف على الكيبورد أنت تمارس أيضاً دور الباحث الأكاديمي اللي قاعد يقرا ويقرا عشان يحل مشكلة ما موقفة خط انتاج في أحد المصانع. ولا تنتهي المتع مع كتابة الأكواد بانتهاء حركات أصابعك على المفاتيح بل تبدأ مرحلة أخرى من المتعة .. مرحلة النشر (Publishing) وتحول أفكارك وعزفك وحلولك إلى فيلم مثير تنتظر آخر دقيقة لتعرف كيف تكون النهاية .. اللي ممكن تكون سعيدة لما نتاج الكود (Final Product) يلقى القبول والاستحسان .. أو مفاجئة غير سعيدة برفضه أو طلبات التعديل التي لا تنتهي، لتبدأ من جديد تغيير سيناريو الأحداث أو بالأحرى تصنع سيناريو جديد ولكن بحماس أقل وشعور بالمتعة أقل. مضمون الأكواد هو حالة مستمرة من المثالية .. والحياة بين أكوادك أنت لا اكواد غيرك هو بالظبط الحياة في المدينة الفاضلة .. حيث كل شيء في مكانه .. منظم .. جميل .. كل شيء يسير حسب ما هو موضوع لأجله في هذا المكان .. وكل شيء يسلم الآخر ما يريده .. دون تكاسل أو خداع أو لف أو دوران. هذه الحياة المثالية لو أخذها كاتب الأكواد معه في عالمه الإنساني فإنه سيعاني معاناة أكبر من كل المتع اللي ممكن ينالها بسبب الأكواد. تخيل قاعدة مثل قاعدة (if) البرمجية وهي قاعدة من أوائل قواعد البرمجة التي تدرس ونصها كالتالي: if (جملة شرطية) then .... else if (جملة شرطية أخرى) .... else .... end if والجملة الشرطية أي حاجة بتقول آه (True) أو لا (False) .. زي مثلا .. هل تاريخ انهاردة هو 25/5/2011 ??: If (Date.Now = 25/5/2011) then { .... سكوب 1 فيه شوية اكواد .... } else If (Date.Now = 24/5/2011) then { .... سكوب 2 فيه شوية أكواد تانية .... } else { .... سكوب 3 فيه أكواد تالتة خالص.... } end if في عالم البرمجة المثالي .. الجملة الشرطية مالهاش اجابة غير آه (True) أو لا (False) .. وبس .. كمان لا يمكن تتحقق جملة شرطية فيتنفذ سكوب غير السكوب بتاعها .. مش ممكن تكون الإجابة على جملة آه ويدخل في السكوب بتاع لأ .. مستحيل .. وطبعا جملة (if) لازم تنتهي عند (enf if) .. مفيش بعدها كلام ولا تعقيب ولا بس ولا لكن ... تخيل أنك كإنسان تعتاد على ذلك .. كل جملة شرط تنتظر إجابة بنعم أو لا بدون تفاصيل وأسباب وحواديت وحكايات .. وحسب الإجابة تنتظر أفعال السكوب بتاع الإجابة دي .. وتريد أن تتعامل بهذا المنطق في حياتك مع كل الناس اللي هما أصلا مش كودر واللي كتير منهم - مش كلهم - أكيد مش بيتعاملوا بقاعدة (If) ولا يعرفوا عنها حاجة. لاحظ إنك لو اتعاملت كده فإنت بتعذب الناس اللي حواليك اللي فعلا حيكونوا مش فاهمين أنت بتعمل كده ليه وحتكون بالنسبة لهم شخص فضائي عجيب تماماً وحاد إلى أقصى حد بالنسبة لهم، ناهيك طبعا عن اتهامك بقصور الرؤية والسطحية وإحادية الرأي وتبسيط المشاكل أحياناً وأحيانا تعقيدها ووضع العقدة في المنشار. مثلاً حتلاقي جملة شرطية بسيطة وواضحة وسهلة زي : if (هل أنا بحب جوزي وبحترمه ونفسي يكون اسعد إنسان) then أوفر له سبل السعادة اللي تريحه .. واخليه يشعر بثقتي واحترامي ليه else إهمال كامل وكل يوم مشكلتين تلاتة end if مع بساطتها فلو إجابة الجملة الشرطة لا فعند التنفيذ (Run) .. حتلاقيه بيدخل في السكوب التاني بتاع لأ .. العجيب بقا إن لو إجابة الجملة الشرطية نعم برضه التنفيذ بيدخل في السكوب التاني .. تحاول تفهم .. مش حتفهم .. أو مثلا: if (هل أنا مقتنع إن الإسلام حق وإن الله حكيم عليم وزي ما له الخلق له الأمر ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) then نطبق الشريعة else مش حينفع نطبق الشريعة end if برضه سواء كانت الإجابة على جملة الشرط بنعم أو لا برضه التنفيذ دايما بيدخل في السكوب التاني .. وعادي جدا جدا. أو مثلاُ: if (هل السجاير دي ملعونة بتهد صحتي ومضيعة فلوسي وضراني مع مراتي ) then حبطل السجاير واكون انسان جديد else مش حبطل end if والعجب إن الطبيعي إنه مش حيبطل ولو بطل يبقى حدث غريب وعجيب ويضرب بيه المثل .. دا فيه واحد يا جماعة أجاب الجملة الشرطية بنعم ودخل في سكوبها .. وعجبي ساعات تضطر إنك تغير في جملة الشرط عشان تخلي الدخول العجيب في السكوب التاني منطقي فتخلي جملة الشرط مثلا if(هل انا بحب جوزي and بحبه 4 كمان معاه) أو if(هل السجاير ملعونة and انا مجنون عقليا) لكن المشكلة إن الشروط اللي بتزودها عشان التنفيذ يكون مفهوم ومنطقي بتكون مرفوضة من اللي حواليك ودايما أنت غلط ومش مقدر ومش فاهم حاجة. والنتيجة إنك لو استخدمت هذه القاعدة المثالية السيئة حتقعد تفكر ليل ونهار في كود مناسب يتوافق فيه جملة الشرط مع سكوب التنفيذ الغير منطقي اللي بيحصل .. وآخر ما حتزهق حتروح تعيش مع شوية أكواد في ماتريكس أو إن تتجنن وشعرك يبيض أو يقع كعادة أهل الأكواد. ديوان المسائل أحمد مطر |
Wednesday, May 11, 2011
جماعة الأمة القبطية .. مؤسسة الفتنة
،، أبرز أفكار جماعة الأمة الفبطية هي إستعادة مصر من يد من يسمونهم الغزاة العرب المسلمين ,, يعتبر جيل جماعة الأمة القبطية ومن نشأ في كنفها وتأثر بفكرها - كقادة الكنيسة المصرية الحاليين - أن وظيفة الكنيسة الأساسية هي الدعوة إلى نهضة الأمة المسيحية مستقلة عن الدولة المصرية وتمايز واستقلال مشاركة المسيحيين في الحياة السياسية والاقتصادية ومن ثم عودة مصر إلى ما يسمونه أصحابها الأصليين وطرد العرب المسلمين الغزاة .. كل ذلك تحت شعارهم: الأنجيل دستورنا والموت فى سبيل المسيح أسمى امانينا .. الله ملكنا ومصر بلادنا. وإن كان حسني مبارك وعصابته هم الخاسر الأبرز من قيام الثورة لأن خسارتهم مادية واضحة إلا أن الخسارة الخفية خسارة الفكرة والخطة والبناء فكانت بلا شك خسارة شنودة وتلاميذه وهي خسارة فادحة لا تقل عن خسارة مبارك بل يمكن أن تزيد لأنها خسارة جهد بذل طوال مدة أربعين سنة كاملة هي مدة ترأس البابا شنودة للكنيسة الأرثوذكسية هدفت للتخطيط لعزل مسيحيي مصر والسعي لإنشاء دولة مسيحية خاصة بهم إما أن تكون دولة مرسومة بحدود سياسية أو دولة فعلية داخل الدولة المصرية ولكن بدون حدود. ،، بدأت أحداث الفتنة بعد النكسة مع صعود هذا الجيل وتقلده لمناصب في الكنيسة ولم يكن يوجد وقتها جماعات سلفية ولا إسلامية إلا الإخوان القابعين في سجون عبد الناصر ,, فتاريخ الفتنة الطائفية في مصر يبدو تصاعدياً مع ترقي هذا الجيل في مناصب الكنيسة ويزداد حدة وقوة مع جلوس شنودة على كرسي البابوية عام 1971 وما تلى ذلك مراراً من ردود أفعال عصبية طائفية عمقت هوة الخلافات بين المسلمين والأقباط حتى قبل ظهور الجماعات الإسلامية وقد عبر الأستاذ محمد عمارة عن تأثير شنودة السلبي في بنيان الوحدة الوطنية بسؤالين هما: " لماذا لم تكن هناك فتنة طائفية قبل شنودة ؟؟ ولماذا لا يوجد مشاكل طائفية مع الطوائف المسيحية الاخرى الكاثولكية والإنجيلة ولا توجد مشاكل طائفية إلا مع الطائفة الأرثوذكسية؟ " ولرصد حجم هذه الخسارة الفادحة لفكر البابا شنودة يجب : ونسمي مخطط شنودة بالسياسي لاختلاف شنودة الكامل مع باباوات الكنيسة السابقين له بما فيهم كريلس السادس رغم أنه من جماعة الأمة القبطية أيضاً في أنهم كانوا يبقون على كونهم رجال دين كل الوقت أما شنودة فكما قال الاستاذ فهمي هويدي عنه: "البابا شنودة راهب نصف الوقت وسياسي بقية الوقت" .. وهو ما يختلف تماما عن توجه الكنيسة الروحي والتعبدي طوال ألفي عام وهذا التوجه الجديد لشنودة وتلامذته هو ماحدا بالسادات لابعاد شنودة عن كرسي البابوية عام 1981 وقال عنه : "شنودة عاوز يعمل زعيم سياسي للاقباط وعايز يحقق أهداف خاصة عنده" .. قبل أن يعيده مبارك عام 1985 ليكمل به خرابه للمحروسة من كل جهة. ،، كان يمكن للكنيسة التعامل مع ملفات الاحتقان الطائفي بحكمة أكثر بفتح باب التفتيش على الأسلحة والمساعدة على إظهار المختفين من المسلمين الجدد .. لكنها اختارت التعامل بمبدأ الدولة ذات سيادة ,, أما مخطط شنودة السياسي فيمكن الاطلاع على ملامحه في مقال بعنوان "تقرير رهيب" للشيخ محمد الغزالي في كتابه الممنوع "قذائف الحق" والذي ذكر فيه ما وصل إليه من أخبار عن اجتماع حدث في الاسكندرية مع قيادات الكنيسة وأثرياء الأسكندرية برئاسة شنودة عام 1973 أي بعد عامين من توليه كرسي البابوية وما دار في هذا الاجتماع من عرض لأهداف بعيدة المدى تهدف إلى تقوية بنيان الشعب المسيحي على حساب بقية المصريين .. وأيا كان صدق أو كذب التقرير الذي وصل إلى الشيخ الغزالي رحمه الله فإن نتائج ما وصلت إليه العلاقة بين المسلمين والمسيحين بعد 40 سنة من ترأس شنودة للكنيسة الأرثوذكسية لا تختلف عن ما ورد في هذا التقرير، فبالإضافة إلى جذب الناس حول المسيحية في عهد شنودة بالدجل والشعوذة وظهورات العذراء وشفاء المرضى وإخراج الأرواح وكرامات القديسيين ويمكن الرجوع لكتابات القس حنين عبد المسيح للوقوف على البدع التي أدخلها شنودة في المسيحية وصدق الشيخ محمد الغزالي في قوله : "كلما وهى الأساس العقلي لدين ما زاد اعتماده على الخوارق".،، غابت الروحانيات عن الكنيسة واستبدلت في عهد البابا شنودة بالخرافات والخوارق والظهورات ودعوات القدرة على العلاج من المس والسحر كما صنعت الكنيسة عدواً للمسيحيين من الطوائف الأخرى والمسلمين لجذب المسيحيين والظهور بمظهر المدافع الوحيد عنهم ,, بالإضافة إلى درب الخوارق هذا نهج شنودة منهج الساسة والدول الكبرى التي تنص على أنك إذا أردت أن تجمع شعبك من حولك فاخلق لهم عدوا وارهبهم به واظهر نفسك بمظهر المخلص وهو ما فعله اليمين الأمريكي حليف شنودة لما خلق للشعب الأمريكي عدواً سماه الإرهاب ليقضى على الشكايات من الحروب المتعددة التي يخوضها أبناء الشعب الأمريكي والتي تهدف بالأساس إلى السيطرة وفرض النفوذ الديني والفكري والاقتصادي على دول العالم. كم قسى الموت عليك كم سعى الموت إليك .. كم صدمت باضطهادات وتعذيب وضنك .. كم جرحت كيسوع بمسامير و شوك .. عذبوك و بنيك طردوك و نفوك .. عجبا كيف صمدت ضد كفران وشرك ،، استخدم البابا شنودة على نطاق واسع الطقوس الدينية للتعبير عن الاحتجاجات السياسية ,, ونجح شنودة في مسعاه والتف النصارى من حوله وزادت شعبية شنودة وظهر لأول مرة عام 1972 مظاهرات للقساوسة باللباس الكهنوتي وظهر مصطلحات الاضهاد الديني ولأول مرة استخدم في سبتمبر عام 1977 الطقوس الدينية للاحتجاج السياسي لما أعلنت الكنيسة الصوم 5 أيام احتجاجا على بيان الازهر الداعي لضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية .. ودخل شنودة فيما سماه الصلاة من أجل الخلاص .. واستخدم شنودة طقس الاعتكاف التعبدي كثيرا للتعبير عن احتجاجه السياسي وصاحب ذلك تأجيج لشعور الاضهاد لدى المسيحيين المصريين المتدينين بطبعهم. ،، ابتعد المسيحيون خائفين عن الدولة المصرية ومؤسساتها لأنها صارت متهمة في نظرهم باضطهادهم في حين لجئوا إلى الكنيسة لأنها صارت الدفاع الوحيد عن المسيحيين في مصر,, وكان من نتاج ذلك أن انعزل المسيحيون في مصر وزاد خوفهم من المسلمين وانحسرت الأسماء المصرية في الوسط المسيحي في مقابل الاسماء المسيحية كما زاد تعلق المسيحيين بكنيستهم في غير شأن الدين والعبادة فأصبحت الكنيسة ملجأهم الأول وقدمت لهم كنيسة شنودة بديلا عن هيئات ومؤسسات الدولة وأصبحت حلقة الوصل بين شعب الكنيسة والحكومة المصرية وأوجدت الكنيسة منظومات لقضاء حوائج الناس ورد الحقوق والوساطة وتعليم الأطفال بل وحتى الإعلام والترفيه في مسرحيات خاصة بالكنيسة تنال من المسلمين وعقائدهم وتعمق انغلاق المسيحيين على ذواتهم .. وظهرت المنشورات الداعية لاعتناق المسيحية وعملت جماعات التبشير بين المصريين وانتشرت خاصة في الصعيد وفي المناطق الفقيرة بالتعاون مع مؤسسات مصرية يملكها مسيحيون سهلوا دخول وعمل المنظمات التنصيرية العالمية في مصر تحت أسماء مشاريع تنموية كما ظهرت شركات كاملة غالبية العاملين بها من المسيحيين وحسب وانتشرت الأقاويل عن الأسلحة في الأديرة وحوادث إطلاق النار من داخل الكنائس وعجزت الدولة عن مجرد الدخول الصوري للكنائس والأديرة للتفتيش رغم حقها في ذلك للقضاء على هذه الأقاويل أو التحقيق فيها إن صحت واستمر العناد المسيحي حتى أهدرت أحكام القضاء على أبواب شنودة وتلاميذه وامتنع مسيحيون عن المثول أمام القضاء، وأصبح الخروج من كنيسة شنودة وتعاليمها مرادفا للطرد من رحمة الله .. ومحاولة محاسبته شنودة أو مسائلته سببا للعنات وجالبا لدعاوي الهرطقة والكفر.التف الجميع حول رب الكنيسة وما استطاع أحد أن يخرج من تحت عباءته أو أن يصرح بمجرد المخالفة وإن فعل صار منبوذا مطارداً وأصبح الكل مسلمين وأقباطا يطوفون حول شنودة .. الكل يلبي ويلهج بالثناء والحمد ويقدم قرابين الولاء والطاعة تحت قدمي البابا طلبا لرضاه وهربا من سخطه وغضبه. ،، استغل شنودة التفاف المسيحيين حوله دون الدولة كورقة مساومة لنظام مبارك لتنفيذ مشروعه في مقايل تأييد مبارك والمسيحيين المصريين لمبارك ونجله جمال أو تهييج شباب الكنيسة وتقليب أقباط المهجر عليه ,, وعبر شنودة عن ثقته الكاملة بولاء شعب الكنيسة المطلق له لما صرح بتأييده المطلق لحسني مبارك ونجله جمال .. فبتاريخ 18/6/2005 انعقد المجمع المقدس بحضور المطارنة والاساقفة من كافة الدول لتأييد الرئيس مبارك ونجله وكذلك في حوار لشنودة في اكتوبر 2009 على فضائية أون تي في التي يملكها ممول الكنيسة الأول ساويرس وعلى برنامج مانشيت أقر شنودة بتأييده لجمال مبارك بل وصرح أن معه أقباط مصر جميعهم لأن وحسب قوله البديل عن جمال هو المجهول. ورغم ما يعبر هذا عنه من صريح استغلال الدين في السياسة ودعم مبارك إلا أن الأمر مر من فوق رءوس الساجدين لشنودة. وحدثت الثورة وحدث ما لم يكن يتوقعه أحد، فلأول مرة منذ صعود البابا على الكرسي يخرج شعب الكنيسة عن طوع البابا وعن أمر البابا .. ولأول مرة منذ جلوسه على كرسي البابوية .. ولأول مرة منذ أربعين سنة يخرج المسلم مع المسيحي معاً يطلبون اسقاط نظام مبارك الذي يدعمه شنودة ولأول مرة يرفض شباب الكنيسة أوامر القساوسة بعدم الخروج في المظاهرات ويقدمون مصلحة البلاد على مخطط بابا الكنيسة فيضطر أرباب الكنيسة للخضوع لرغبة شعبها بعد سنوات من إخضاع هذا الشعب لأحلام البابا ومخططاته .. ولأول مرة يعصي المسيحيون الكنيسة ويقيوا صلواتهم خارج الكنيسة بل وفي حماية المسلمين الذين رسمهم شنودة من قبل عدواً للمسيحيين. صدم شنودة الصدمة الكبرى وهو يفقد مكاسبه ويتهاوى عرشه ولم يتحمل جسده فوقع وسارع إلى أمريكا وهو العائد منها قبل قليل بدعوى العلاج والتأمل أو التشاور ووضع الحلول قبل أن ينفرط العقد ويفشل المشروع وتنحسر تعاليمه أمام طوفان الفكر الجديد بين المصريين المسيحيين. ،، رغم صدمة عصيان المسيحيين للكنيسة وخروجهم ثائرين على نظام مبارك حليف كنيسة شنودة وتغليبهم لمصلحة مصر على مخططات البابا إلا إنه وبعد الاستفتاء الأول أعادت الكنيسة عن طريق الإعلام الخاضع لأتباعها أو للعلمانيين بناء الرعب في نفوس المسيحيين وأشاعوا لغة التخويف من حكم إسلامي إخواني أو سلفي يضطهد الأقباط في مصر ,, لكن الصدمة لم تدم طويلا حتى عاد فكر شنودة وتلاميذه ليقف على قدميه .. فرغم اتفاق الجميع بالامتثال لما ستأتي به صناديق الانتخابات إلا إنه ومع نتائج الاستفتاء الأول بعد الثورة والتي أظهرت ما يبدو وكأنه صوتاً إسلاميا عالياً ومؤثراً .. ورغم اختلاف التفسيرات حول حقيقة هذه المسألة إلا أنه سرعان ما استغل شنودة وتلاميذه المسألة الاستغلال الأمثل وقاموا بتسخين بؤر الصراع مرة أخرى لإعادة بث الرعب إلى قلوب المسيحيين وجمعهم من جديد ولاستعادة زمام الأمور، وللاسف هذه المرة بمساعدة ساذجة من المسلمين .. استغل شنودة وتلاميذه وشعبه المخدوع بقايا الشحن الطائفي المترسب في النفس المصرية وانطلقت الاشاعات والترهيب والتخويف من مستقبل مصر المظلم في ظل حكم إسلامي إخواني كان أو سلفي والبكاء الدولي على حال المسيحيين المضطهدين في مصر مع ما يتخلل ذلك وياللعجب من تذكير بالحال الآمن للمسيحيين في عهد مبارك في تذكير وإشارة وقرصة أذن لكارثية أي خروج آخر عن أمر الكنيسة، وساهم للأسف في تسويق هذه الأكاذيب تصرفات انفعالية للمسلمين كما يقول فهمي هويدي: "أدرى أن مثل هذه الشائعات يروج لها المهيجون والمتصيدون والمتعصبون، لكن الصورة التى قدمت بها ممارستهم -السلفيون- فى وسائل الإعلام أشاعت انطباعات سلبية عنهم سمحت بتسويق ذلك الكلام. ولأنه لا دخان بغير نار، فما كان لتلك الشائعات أن يصدقها الناس لولا أن ممارسات بعض السلفيين التى رأوها بأعينهم على شاشات التليفزيون مثلا جاءت مشجعة على ذلك". ،، انجر المسلمون بسذاجة لكمائن صناع الفتنة ظناً منهم أنهم يحجموا التصعيد المسيحي لكن النتيجة التي تصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل والكنيسة والعلمانيين هي استغلال الموقف ودس عناصر تخريبية وتحريضية لاستمرار الفتنة والصاق تهمة إثارة الفتنة بالاسلاميين كمبرر لابعادهم عن الساحة,, وتمثلت بؤر الصراع التي اذكيت نيرانها في نقطتي المشاكل الأساسيتين والمذكورتين منذ عام 1972 في تقرير جمال العطيفي للسادات ولم يتم حلهما إلى الآن وهما نشر الكنائس ولو بالمخالفة للقانون فتصاعدت الأحداث في أطفيح وإشيع أخبار عن حرق الكنائس في سيناء وأبي قرقاص وغيرها، والنقطة الثانية هي إنكار إسلام المسيحيين كما حدث من استفزاز القساوسة برفض واستبعاد ظهور وفاء قسطنطين أو كاميليا شحاتة في وسائل الإعلام ومن ثم إظهار كاميليا على قناة تجاهر بسب ومعاداة المسلمين ورسولهم وما حدث بعد ذلك في إمبابة .. رغم أن داعي الوحدة يقتضي منهم منذ البداية أن يظهروهن علناً ليفصحوا عن ما التبس على الناس من أمرهن وخرجت المظاهرات المسيحية تطالب بحقوق خاصة تختلف للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة عن مطالب بقية المصريين تتعلق ببناء الكنائس واطلاق المعتقلين المسيحيين وعدم المساس بشخص شنودة وتدعو لدولة مدنية وتعارض حكم الشريعة ووجود الإسلاميين على الساحة المصرية في استفزاز لمشاعر الأغلبية المسلمة ووصل الأمر ببعضهم لطلب الحماية الدولية على مصر والسعي نحو السفارة الأمريكية وطلب تدخلها لحمايتهم .. وانقاد المسلمون لهذا الشحن الإضافي ولنداء شعب شنودة " السلفيين فين الاقباط أهم " وخرجوا - سلفيين وغيرهم - ليردوا مظاهرة بمظاهرة وصياحاً بصياح ليسوقوا عن غير قصد مزاعم قيادات الكنيسة والعلمانيين رغم ما يمثله هذا الانجرار من مخاطرة وما يمكن أن يترتب عليه من تآمر إسرائيلي أو تخطيط من أقباط المهجر وتلامذة شنودة وبمساعدة إعلامية من العلمانيين لدس المأجورين في أوساط جموع المسلمين للتخريب ليزيدوا بذلك من نار الفتنة ويخلقوا مبرر الدعوة لقمع الاسلاميين وابعادهم عن الساحة. |