Tuesday, July 10, 2007

حوار الطرشان .. لازم تلبس القضية

تخيل أنك تتحاور مع طرف أطرش لا يسمعك ولا يدري ما تقول ولا يسمع إلا نفسه .. بل والأدهى من ذلك ولأنه لا يسمعك .. ولأنه مصر أنه دائما على حق وغيره على باطل فإنه يضعك في قالب محدد لا يسمح لك أن تغادره .. قالب يتيح له أن يهاجمك بقوة أكبر ويوجه لك سهام النقد النافذة .. تذكر أنه اطرش لا يسمعك .. فيتهمك بما ليس فيك ثم يتفرغ لمهاجمة منهجك الذي وضعه هو بنفسه لك والزمك به إلزاما

إذا صرخت فيه ليسمعك .. قال لك أن صوتك عال يصم الآذان وأنت لا تلتزم بهدوء الحوار وعقلانيته .. وإذا خفضت صوتك تركك تعيد وتزيد بينما هو مصمم على أن يلبسك القضية .. ليثور على منهجك الوهمي الذي وضعه لك ..

والخلاصة أنك في النهاية تجد نفسك في الغالب خرجت عن موضوع الحوار وتفرغت للدفاع عن نفسك من القضية التي البسها لك .. لذلك كنت أعجب من حوار موسى عليه السلام مع فرعون .. ففرعون كان لا يستمع لموسى وكان يوجه له اتهامات تصرفه عن لب القضية التي يعرضها موسى عليه السلام إلى اتهامات في شخص موسى عليه السلام .. بينما نبي الله موسى عليه السلام ثابت على قضيته لا يصرف جهده للقضية الوهمية التي يريد الأطرش أن يلبسها له

في التدوين تجد هذا الحوار .. حوار الطرشان ينتشر بشكل كبير .. أو هكذا أراه ربما لأني لم يكن لي سابقة تعامل مع المنتديات .. فإذا ثارت قضية أجد الأطراف المتحاورة تنصرف لنوع من الحوار وكأنها لا تسمع بعض .. الاستمرار في حوار من هذا نوع ده بيبقى تضييع وقت ع الفاضي لأن الطرف الآخر لا يناقش .. بل يحاول تلبيسك القضية .. ويكرر نفسه ويلف ويدور باحثا عن القضية التي يراها مناسبة لتحميل مخالفيه أكبر قدر من الخطأ ..

من العجيب أيضا .. هو ردود فعل المعلقين على الحوار ..

فالحكم على الحوار - وعلى ما يبدو - يكون بالميل لرأي دون الآخر ابتداءا دون متابعة للحوار .. أرى ذلك كثيرا .. فهذه مدونة ناقش صاحبتها مجموعة كبيرة من المدونين في رأي لها وجاءوا بالأدلة حتى تحولت هي صاحبة المدونة من النقاش الهادئ - الذي بدأت به - إلى التهكم على مخالفيها وإغلاق باب الحوار .. فيدخل أحد المعلقين ليحيها على ثباتها وقدرتها على الرد على مخالفيها من عديمي العقول .. كما قال .. مع إن متابعة الحوار يكشف خفة ما تقول وقلة معلوماتها في الموضوع ..

وأحيانا يكون الحكم بمن انتهى اليه الميكروفون .. فأحيانا تدون تعليق لك عند مدون فتورد كثير من الأدلة التي تبرهن فيها على وجهة نظرك .. فيبدأ الطرف الاخر في حوار الطرشان وتلبيسك القضية .. فيكون رده بلا معنى فتتوقف عن المتابعة باعتبار أن من يقرأ سيدرك الاختلاف بين ما ذكرته أنت وما ذكره مخالفك .. فتفاجئ بدخول معلقين يثنون على المحاور الأطرش .. لا لشئ إلا لأنه انتهى إليه المكروفون ولم ترد عليه .. وكأن نهاية الميكروفون إليه دليل على انتصار وجهة نظره .. وحيث انتهى الميكروفون يكون الحق .. دون النظر إلى مضمون الردود وكأن أي حوار ليس مقدر له أن ينتهي إلا لصالح صاحب النفس الطويل ... صاحب أخر الردود أو اللي يقدر يزهق التاني ويمنعه عن الاستمرار

وعليه فتصبح حجة إبراهيم عليه السلام لما حاور النمرود واهية !! .. وأبدا لم تكن .. فقد قال إبراهيم عليه السلام له : ربي يحيي ويميت ، قال النمرود : أنا أحيي وأميت .. عندها ترك إبراهيم عليه السلام هذه النقطة رغم رداءة رد النمرود وسطحيته وانتقل إلى نقطة أخرى .. فهل يعتبر تحول إبراهيم عن مناقشة الأمر معه انتصارا للنمرود في وجهة نظره ..

توضيح أكتر وللمزيد من الفائدة إليك هذا الرابط من مدونة أختنا الغائبة العائشة في الأحلام

عنوان البوست من كلمة للدكتور محمد اسماعيل المقدم


14 comments:

BinO said...

أيه الجمال ده
أساساً لما قرأت العنوان أفتكرت أيام جميلة
أيام نزول تلك السلسلة من المحاضرات المتتالية للشيخ
أنارت العقول
وأذهبت الظلمة
:)
بس وشوشني وقولي مين المدونة ديه
:)

المجاهدة said...

طبيعي جدا تلاقي الحكاية دي موجودة بكثرة بين اي مجموعة بتتناقش في اراء مختلفة... إلا من رحم ربي

المشكلة ان فيه كتير مكبوتين في رايهم... ماعندهمش فرصة يقولوا الراي ده في اماكن كتيرة قوى
ف الي بيعروفا يطلعوه في اي وقت بيتمسكوا بيه قوى

بغض النظر هما صح او غلط... المهم ان ده رأيهم

حضرتك هتلاقي من ده كتير على النت :)

عصفور المدينة said...

جزاك الله خيرا
كاتب عندي بوست في الدرافت بعنوان
الحيدة
وموضوعه مشابه
والمشكلة ان القناعات المسبقة لا تسمح لهم بأن يسمعوا من أساسه بل ربما يبدؤون في الرد قبل أن يقرأوا

أما مشلكة انتهاء الميكروفون بيد طرف ما فهذه مشكلة
وحتى من غير ميكروفون أحيانا بيكون وجود الآراء متقابلة وحده كافيا في إعطائها جميعها مصداقية وحظا من النظر
ودائما أضرب مثالا لذلك

أعلنت منظمات حقوق الإنسان في دولة إكس واي زد عن أدلة تثبت تورط حكومة دولة إكس واي زد في تزوير الانتخابات
والحكومة تنفي

الكلام نوعان :كلام فارغ وكلام مليان كلام فارغ said...

دلوقتى كل واحد ما بيسمعش الا افكار دماغه
هيه هياها محدش عايز يسمع لحد ومحدش عايز يتقبل افكار حد
هوه ده اللى احنا عايشين فيه
يلا
حسبي الله ونعم تاوكيل
تحياتى

mohand said...

السلام عليكم
المشكلة يا باشمهندس
ان محدش عايز يفهم ان دي اتجاهات
يعني اختلافي معك لا ينقص من مقدارك
واتفاقك معي لن يزيدني شئ
هما بس عايزينك تمتدحهم وخلاص
وتقول الله ايه الحلاوه دي
واعد اعد
وكمان يا ست
ومن الاخر انا قولتها قبل كده وهفضل اقولها
الكل عايز يعيش دور مجلس الشعب
يقول الكلام يسال منافقون ؟
يقولوا منافقون
يبقي متفقون
تحياتي
وعايز اشوفك يا اخي تغلط وتدخل مدونه من عندي

البنت الشلبية said...

شوف يا سيد ما علينا الموضوع بيتلخص فى حاجتين

ان الشخص الى بيتوقف فى الحوار سواء كان وجهة نظره صحيحة او خاطئة فده مش معنى انه آخر واحد اتكلم يبقى هوا صح..وان الطرف التانى مش عارف يرد لانه معندوش الحجة الى يرد بيها..لانه ببساطة ممكن يكون شايف انه مفيش فايدة فى الكلام مع واحد سفيه او واحد مش عارف هوا بيقول ايه

وعلى فكرة فى ناس اهم حاجة عندها فى الحوار انها تستفز الى قدامها بشكل سلبى وتخليه يغلط ساعتها لما الطرف الى وجهة نظره سليمة يعلى صوته ويغضب نتيجة لاستفزاز الشخص الى قدامه فده بيخلى موقفه ضعيف وبيضعف قضيته كمان

فأنا رايى بقى من الاخر ان الشخص الى مؤمن بقضية معينة عليه انه يناقشها بهدوء وبصبر حتى لو خدت وقت طويل ..وده لانه لازم يعرف ان الوقت الكافى هيديله الفرصة انه يناقش جميع جوانب قضيته ,,كمان هيثبت للناس انه شخص حكيم فى النقاش بسبب هدوئه اثناء الحوار ومحاوية اقناعه الناس بالروية

انا طولت معلش..لكن البوست عجينى..شكرا

خمسة فضفضة said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شوف حضرتك المشكله ان ناس كتير بتفتكر ان لو حد اختلف معاها في الراي يبقي بيعاديها ،ويجب ان تشن الحرب عليه وتظل تقاتل حتي تنتصر حتي لو كانت وجهة النظر التي تدافع عنها خاطئه
كلهم بينسوا ان المفروض اختلاف الراي لا يفسد للود قضيه وانه يجب ان نتحاور يا تقنعني يا اقنعك وبدون انفعال ولا صوت عالي ومش معني ان مثلا وجهة نظري طلعت غلط يبقي الدنيا هاتقوم وماتوقعدش ، لا ما انا ممكن اتعلم من الغلط ده واحاول بعد كده اكون صح

لو كل الناس حاولت تعمل كده اكيد اوضاع كتيره اوي هاتتغير

حاجه تانيه كمان ان ممكن يكون الموضوع المثار بيناقش قضيه معينه تلاقي واحد داخل في النص بيتكلم علي حاجه تانيه خالص ويشد الباقيين وراه ويفضلوا يتجادلوا خارج نطاق الموضوع ويوجعوا في قلبهم علي الفاضي

لو بقينا مُرَكَزين وموضوعيين في نقاشتنا اكيد اكيد هانوصل لاكبر فايده من وراها


تحياتي

جنـه said...

انا ما سمعتش محاضرات الشيخ فاللي عنده رابط ممكن انزلها منه ياريت يحطها

ثانيا وجهه نظر صحيحه ميه في الميه

ودي مشكله مش فرد او اتنين ده شعب ومش في مصر بس لكن الوطن العربي كله

محدش بيسمع حد

محدش عايز يعترف بخطؤه

مع اننا كلنا بني ادمين نخطئ ونصيب

وانا شخصيا شايفه ان الانسان اللي مش واثق من نفسه ومش فاهم حاجه هو اللي دايما بيحاول يثبت نفسه بالصوت العالي وانه ما يسمحش لغيره انه يتكلم

رينـــــــــــا said...

السلام عليكم
الاختلاف فى الرأى لا يقلل منى
ولا يفسد للود قضيه
بس دا لاصحاب العقول الناضجه فقط
اى عقل تانى يرفض غير كدا
يبقى عقليته لسه محتاجه كتير علشان تفهم يعنى ايه اختلاف
بوست بجد هايل

Unknown said...

حوار الطرشان ينتشر حيث ثقافة الاخر الغبى


فانا بالتاكيد رأيي الاصدق وانما استماعى لرأى الاخر من باب الديمقراطيه ولكن لا لسبيل لاقناعى فانا الاصدق

حوار الغباء و الغرور و للاسف هوه الوحدي الموجود حالياً و على جميع المستويات


تحياتى

أمــانــى said...

للاسف الشديد مش بيكون حوار الطرشان بس لان ممكن الاطرش هتكلمه بالاشارة هيفهم
ده حوار الاعمى والاطرش يعنى هتلاقى صعوبة انه يفهمك او حتى يسمعك او يشوفك مش مهم ياخد بكلامنا المهم انه يسمع مش يكون صوته الاعلى من مخه
حتى لو هو غلط والناس كلهم صح
والله ده بيفكرنى بتقارير الحكومة فى التنمية والصحة وحقوق الانسان والانجازات الحقائق والتقارير العالمية بتقول حاجة وهما بيقولوا حاجة تانية خاااااالص
الافضل احنا اللى بقى احنا ما نسمعش

Unknown said...

انا شايفة ان معظم حوارتنا بقت حوارات طرشان

معظم الناس فى اى مناقشة تلاقيها رافضة مسبقا الكلام المخالف لكلامها

حتى لو احنا نفسنا بنحاول نقنع حد بحاجة حنلاقى نفسنا مش متقبلين كلامه ورافضينه مسبقا

وبالتالى هو حيعمل نفس الحكاية مش حيسمع غير نفسه ومش حيقتنع غير برأيه زى ما ابتدينا معاه

أدب الحوار الإسلامى مفقود بشكل كبير بينها كلنا فى كل المستويات بجد فى
البيت - المدرسة - الشغل - الاصدقاء - التدوين - البرامج - المناقشات - حتى فى السياسة

الكل بقا بينفخ فى قربة مقطوعة والكل بقا ينفذ اللى فى دماغه وبقت ثقافة شعب للأسف
إلا من رحم ربى اكيد

فياريت بجد اللى بيتحاور يحاول يسمع الاول عشان ياخد المردود من الطرف الآخر فيسمعه بردو ويبقى حوار هادف وبناء .. مش مجرد عراك وخناق بين الأطراف المتحاورة

ربنا يهدى الجميع ويهدينا ياأخى
اللهم امين

ftataljanna said...

صحيح الحكاية دي موجودة كتير اوى وانا ملاحظاها

تبقى فاتح مناقشه فى موضوع مهم وماتخلصش كلام فيه وتلاقى اتفتح لك خمسميت موضوع وموضوع

على فكرة ساعات دى بتبقى مقصودة حد يخرجكك من الحوار علشان يبقى اخر تعليق عالموضوع ليه يعنى الميكروفون انتهى بايده هو

مش عارفه بس تصدق يا باشمهندس ما علينا

انا حاسه ان كل حاجة فى حياتنا غلط

eldoctor said...

لسه معلق عند عصفور المدينة .. و باكرر التعليق .. الناس محتاجة تتعلم .. ادب الحوار و النقاش .. و تفهم الفرق بين الجدل و النقاش و الحوار ..
و ان كنت انا أفضل ان تقرأ و تسمع .. افضل مما تتكلم ..
مع انى شخصيا رغاى جدا