Sunday, January 07, 2007

أخذوه والكتاب

في غرفته الصغيرة التي اختارت زوجته أن تجعلها له مكتباً .. وقبيل فجر ليلة ممطرة جلس يقلب صفحات كتاب .. يتناول سطراً ثم يتوقف ليتجول بخاطره بين الأفكار .. في واحدة من تلك الوقفات تذكر رفاقه في العمل وتلك الحوارات التي تدور يومياً بينهم .. يحاورونه .. يجادلونه .. يبحثون عن أي كلمة يثبتون بها نظريتهم بأنه !! .. بأنه !! .. ماذا يقول؟! .. لنقل متشدد مثلاً .. أو متطرف .. أو متعصب .. أو رجعي .. أو متزمت .. أو أي شيء آخر له نفس المعنى.
هو يعلم أنه ليس كذلك فهو مثل أي صاحب رأي يؤمن به ويدعو إليه فلماذا هو بالذات يكون متطرفاً بينما لا يكون غيره كذلك .. ربما لأن هيئته بتلك اللحية الطويلة والجلباب الواسع يصلح لأن يكون تجسيداً لتلك الصورة التي يرسمها الإعلام للإرهابي والمتطرف.
الحق أنه لا يعنيه رأيهم فيه بالذات ولكن ما يعنيه حقاً أن كلماته لا تؤخذ عليه وحده وإنما عليه وعلى من هم مثله .. .. تنهد وابتسم وقال في نفسه .. غداً ستبدأ جولة جديدة من تلك الحوارات وعليه أن يسير بين الألفاظ والكلمات حتى لا يقع في الفخ. إنها حقاً مشكلة ولا يجد لها حلاً.
عاد ليقرأ في كتابه عندما سمع طرقاً شديداً على الباب أسرع إليه وفتحه فوجد الكثير من الرجال .. من هؤلاء؟ .. سأل نفسه .. وما هذه الأسلحة التي يحملونها؟ إنهم . . إنهم .. إرهابيون ! كاد يصرخ لولا أن أوقفه سؤال أحدهم : هل تسمح لنا بتفتيش البيت ؟ .. ما هذا؟ .. هل يسأله حقاً؟! .. فكر في أن
يقول لا، لكن خطواتهم إلى الداخل كانت أسرع ، وما لبثت أن انتشرت كل مجموعة في حجرة والبقية تنتظر .. لم يتركوا شيئاً في مكانه ، كل شيء ملقى على الأرض حتى حجرة طفله الصغير دخلوها وأخذوا يقلبوا ما فيها ، وبادر هو فوضع يده على عيني صغيره مخافة أن يستيقظ فيفزع عندما يرى تلك الجيوش وهي تطأ بأقدامها لعبه وتحطم أحلامه الصغيرة.
أخيراً وجدوا شيئاً .. ابتسم كبيرهم ابتسامة النصر وهو يلوح بكتاب كان قد اشتراه منذ مدة طويلة في يوم كانت الشمس تسطع فيه بشدة من ذلك الشارع الواسع المكتظ بالكتب ذلك الشارع الذي اختفى الآن بغرض تطوير المدينة.
كان يلوح بالكتاب ويقول كلمات بدت وكأنها تخرج من أحد المسرحيات القديمة ، كلمات لم تعد تستعمل اليوم، الأمن .. سلامة الوطن .. الاستقرار الاجتماعي .. وأشياء أخرى.
أما هو فكان يفكر .. لقد وجد حلاً لمشكلته مع رفاق العمل فابتسم. وارتكزت عيناه على وجه زوجته وهي تمسك بيد الصغير. كانت عيناها تقول : ترى كم سأنتظرك هذه المرة؟ أجاب بإشارة من رأسه : لا أدري.
وبعد أن ذهبوا وأغلقوا الباب وأخذوه والكتاب التفت الصغير إلى أمه وقال: أمي لماذا وضع أبي يده على عيني؟ .. أنا أعرف من هؤلاء .. واعرف لماذا أخذوا أبي؟ .. أخذوه لأنه يحفظ القرآن .. أنا أيضاً عندما أكبر سأحفظ القرآن مثل أبي.

2 comments:

رفقة عمر said...
This comment has been removed by the author.
رفقة عمر said...

انا احب ارد على تعليقاتك على المدونه الخاصه بيك علشان لا تكلف نفسك عناء دخول مدونتى وترى ردى اولا البوست دة تجربه حقيقيه حدثت لزوج صديقتى وكان ظابط مهندس خاص بالطائرات ولانه كان ملتزم وزوجته منتقبه اخذوة من بيته بنفس الطريقه واكتشفوا ان عنده كارتون محمد الفاتح على سى دى وسالوة ليه عندك الكارتون دة انت عايز تجاهد المهم اخذوة وطبعا فصلوة من وظيفته لانه خطر على الدوله لانه متدين
المهم ماعلينا طبعا بجد بتحرجنى بكلامك وانا بجد لما قرأت بعض المدونات لناس المفروض انهم مسلمين ووجدوتهم بيتعدوا على الله وعلى رسوله باسم الحريه لاقيت نفسى عايزة ارد بس بطريقتى الخاصه من غير ماشعرهم انهم ليهم اهميه اصلا او انهم يمثلون شئ اعتقد لازم نحى الاسلام جوانا علشان نظهره مش نقعد نتكلم من غير من نفعل شئ ثانيا شكرا على نصيحتك لى بالتثبت من الاحاديث ثالثا ادعو الله ان يغفر لى ما لاتعلمون ويجعلنى افضل مما تظنون لانى مقدرش اكون
صاحبه فضل على احد لانك اكيد انت جواك خير علشان كدة حسيت بالكلام ممكن غيرك يمر عليها مر الكرام ولا يهتم اصلا بما فيها الانسان لما يكون ممؤمن بشئ ممكن بيعرف يوصلها بسهوله الحمد لله ان احسنت فمن الله وان اخطأت فمن نفسى ومن الشيطان بجد تعليقاتك بترفع من روحى المعنويه وبتشجعنى اكتر وبجداعطيتنى اكثر مما استحق بجد اناودة كتير عليا قوى اسفه طولت عليك علشان كدة حبيت ارد عليك على المدونه الخاصه بيك