Tuesday, January 23, 2007

فما يكذبك بعد بالدين؟؟

خرجت علينا البقرة العجوز – الضاحكة سابقاً – من عدة أيام بنكتة جديدة ضحك منها كل الناس ، ويبدو أن البقرة رغم أنها مقبلة على العقد الثامن إلا أن حس الفكاهة لا يزال قوياً لديها .. أو إنها حلاوة الروح وهلاوس العجائز.
خرجت علينا البقرة لتقر بعلمانية الدولة المصرية رحمها الله .. والتأكيد على فصل الدين عن السياسة على اعتبار أن الشعارات الدينية شعارات براقة يستغلها الأشرار وهي بذلك تحمي الدين .. وحذرت البقرة - فض فوها - من صعود الجماعة المحظورة. إذ انها لو تبوأت الكرسي واترستأت عليه فسيكون الحال غير الحال .. فالنمو الاقتصادي حيقف .. (وسع للسريييييع) .... وتهرب الاستثمارات .... (حوش ياوله) .... وتزداد البطالة .. (يا حرااااااام) ...
فبناء على هلفطات البقر وهو بالمناسبة نوعين ... نوع ما بيفهمش ونوع فاهم بس سوري في اللفظ يعني بيستعبط .... ورغم إني نفسي أكتب خواطر أو شعر أو حواديت لكن بالرغم من دا كله نقول من تاني ...
معنى الدين لدينا نحن المسلمون مختلف تماما عن معنى الدين عند بقية البشر .. فبينما يختزل الدين لدي الغرب على الأمور الروحية التي تساعد على تهذيب النفس لمواجهة رغباتها وشهواتها ليكون الرادع داخلي وليس خارجي ... ويكون الإنسان محكوماً من داخله قبل أن يكون محكوماً بقوانين خارجة عن إرادته ..
هذا الحكم الداخلي أو السلطة الداخلية المقومة لسلوك الفرد تمتد لدينا نحن المسلمين ليكوّن مفهوم خارجي أيضاً ليصبح حكم وسلطان شامل خارجي وداخلي يشمل الفرد والجماعة .. وهو المقصود عندنا بكمال الدين (اليوم أكملت لكم دينكم).
يعني الدين هو الحكم .. هو السلطان .. نظام الحكم ... الداخلي في نفس الفرد والخارجي بين الفرد والجماعة و الجماعة والجماعة .. يعني الدين عندنا يا سادة هو نظام الحكم والفصل والتنظيم والقضاء بين الناس ...
يقول ربنا ( مالك يوم الدين ) أي أنه تعالى هو مالك اليوم العظيم الذي يحكم فيه بين العباد ويفصل بينهم .. فنظام الحكم في ذلك اليوم ذكر في الآية بلفظ الدين
ويقول أيضاً ( وإن الدين لواقع ) .. أي أن هذا الحكم الحاصل بين الناس بدخول كل واحد المكان الذي يستحقه ومكافأة المتميزين ومعاقبة المتجاوزين .. هذا الأمر واقع حاصل ... فنظام الحكم ذكر هنا أيضا بلفظ الدين
وقوله تعالى عن سيدنا يوسف ( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ) أي لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر إلا بإذن الله ... فحكم ملك مصر ذكر بلفظ دين الملك
فهذا هو الدين عندنا فكيف تفصل الدين عن السياسة .. بمعنى آخر إزاي حتفصل نظام الحكم عن نظام الحكم ؟؟؟ ..
بيقولك مش عارف مين بيستغل الدين عشان يوصولوا للحكم .. يعني بيستغل الحكم عشان يوصول للحكم !!! ولا بيستغل الدين عشان يوصلوا للدين ؟؟!!! .. ما هو الاتنين واحد .... أنا افهم إنه يستغل الحزب الوطني عشان يوصل للحكم أو يعبد أمريكا عشان يفضل في الحكم ... لكن يستغل الدين عشان يوصل للحكم .. دي جملة مش صح !!!
طيب ينفع أنا كمسلم أحكم أو اتحكم بنظام حكم – يعني دين - غير الإسلام ربنا تبارك وتعالى يقول ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) ..
طيب ينفع اقسم الدين حتتين واخلي الحكم الداخلي لله والحكم الخارجي لأي حد تاني .. ربنا يقول {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} وبالمناسبة عايز اكتب بوست عن أصل نشأة العلمانية بس حيبقى الكلام مجعلص فمش عارف هل دا مكان مناسب ولا لأ ؟؟!!
عموماً السؤال التالي سؤال بسيط للبقرة العجوز ولكل البقر ومطلوب الرد عليه .. بعد ما عرفوا إن الدين هو الحكم .. السؤال هو ...
فما يكذبك بعد بالدين ؟؟؟ .. أليس الله بأحكم الحاكمين ...

5 comments:

raspoutine said...

فما يكذبك بعد بالدين ؟؟؟ .. أليس الله بأحكم الحاكمين


صدق الله العظيم

رفقة عمر said...

اولا شكرا ليك على تعزيتك لى فى اختى وجزاك الله خير وانا سعيدة بمدونتك لانى بحب اى حد يتكلم فى الدين لان اصبح نادر من يتكلم عنه اصبح غريبا كما فى حديث الرسول الكريم سيعود الاسلام غريبا كما بدأ غريب فطوبى للغرباء من فضلك استمر فى الكتابه لعل كلمه تقولها تؤثر فى احد وتهديه باذن الله

eldoctor said...

اذا اردت أن تتحدث عن العلمانية فيجب .. ان تربطها .. ليس فقط [اصولها .. بل بالوكسة اللى احنا فيها فى مصر .. لانى اظنها اقرب للعوالم .. (جمع عالمة أبمعنى غازية)..
و ليس لها أى علاقة بالعلمنة ..من العلم
تدوينة رائعة احييك عليها

BinO said...

انا نفسي أرد رد جامد و لكن أنت كلامك جامد جداً في الموضوع ده وللأسف الشديد فان الغنم في بلدنا زادوا عن البني أدميين و ماشيين وارا الغنام و الكلاب بتهوهو واراهم و لاهم حاسيين هما رايحيين فين .
انا حكمل كلام لما أرجع البيت أن شاء الله
جزاك الله خيراً أخي في الله

khaled said...

بوست جامد
و لازم تتكلم عن العلمانية
اسلوبك حلو و سلس