Saturday, March 31, 2007

لا عاصم اليوم من أمر الله


الميزة الكبرى في التدوين – في رأيي – هي نفسها أسوأ ما في التدوين .. وهو التعرف على الناس .. فالتعرف على أشخاص وأفكار في عالم التدوين ليس له حدود .. يمكنك أن تقابل من لن يمكن أن تقابله في الواقع .. والشخص الذي تحتاج لسنين في الواقع لمعرفة حقيقته .. لن يتجاوز الأمر في عالم التدوين بضعة بوستات في الغالب لتتعرف على حقيقة شخصيته اعتماداً على فكرة التدوين الرئيسية وهي التعبير عن الذات ..فكل مدونة انعكاس لشخصية صاحب المدونة دون تزييف للحقيقية.
وهي الميزة والعيب لأنك تتعرف على أشخاص مميزين وأشخاص معيبين .. كلهم في نفس البحر .. وكل قد ركب سفينته ومعه آخرون يموجون على صفحات هذا البحر ..
لذلك إذا دخلت عالم التدوين فمن المؤكد ونظراً لاتساع هذا البحر ..أنك ستجد مدونين ينهجون نفس منهجك ويسيرون في نفس اتجاهك .. ومن المؤكد أيضاً أنك ستقابل أفراد على النقيض تماماً مما تؤمن به يسيرون في الاتجاه المعاكس .. وبين هذا وذاك ستجد أشكال وألوان من التباين في الاتجاهات مما تتفق في أجزاء منها مع صاحبها أو تختلف ..
فطبيعي لمن دخل هذا البحر أن ينتظر أن تهاجمه السفن الأخرى فالسفن تريد مساحة للانتقال بحرية .. وأنت وسفينتك ولو كانت صغيرة بالنسبة لهم تستغلون البحر لأنفسكم ولابد من إزاحتكم .. حتى لو كنت تقف أنت ومن معك على خشبة صغيرة طافية على سطح البحر وليس على قارب أو سفينة
فإذا دخلت عالم التدوين فمن المؤكد أنك ستجد على الأٌقل بضعة أفراد يقفون معك على نفس الخشبة يبذلون معاً لتسير خشبتهم الطافية .. ومن المؤكد أيضاً انك ستجد سفن محملة بالكثير تتوجه لخشبتكم موجهة رءوس مدافعها لكم تزعم كل المزاعم لإسقاطكم ..
وفي وسط هذا الصراع أنت تقف تبتسم وتستمع باللعبة ولا تعبأ بما يحدث طالماً تجد في وقفتك البسيطة ما يرضيك ويرضي من حولك .. وتأمل أن يصبح اللوح الخشبي يوماً سفينة نوح ..
وأنت على هذا الحال من الرضا وقد آمنت مع إخوانك إلا من الآخرين .. تجدف وترمي من يرميكم فتصيب مرة وتخطأ أخرى ...
وبينما أنت على هذا الحال
يلتفت إليك أحد إخوانك على اللوح الطافي ويصرخ فيك مالك تجدف ببطأ ؟؟!! مالك ترمي فتخطأ ؟؟!! .. ثم يدفعك بيده لتسقط في البحر .. وهو راضي أن صنيعه هذا هو التصرف الأمثل وأنه لم يظلمك .. وأن هذا الجزاء هو عين ما تستحق ..
تطفو الآن وحدك في مياه البحر والماء يصل إلى منكبيك والأفكار قد أغرقتك .. ما الذي حدث ؟؟ ولماذا حدث ؟؟.. ماذا أفعل ؟؟!!
هل استحق هذا الجزاء ؟؟
هل أعود إلى اللوح الخشبي .. اعتذر عن شيء لم أفعله .. ولا اضمن أني لا أفعله مرة أخرى ...
هل أنا الظالم أم أنا المظلوم ؟
هل أهجر الجميع من أجل شخص واحد .. ؟؟
فلا تجد بد من أن تسبح وحيداً .. بعيداً .. حتى تخرج من دائرة الأنظار ..
تلملم شتات نفسك لينساك الجميع ..

2 comments:

أحمد said...

مين بس اللى زعلك يا هندسة؟؟

ولأ طبعاً أوعى تهجر الجميع عشان شخص واحد, بيعبر عن وجهة نظر قد تصيب أو تخطأ
وفى كلتا الحالتين فيه أصحاب كتير هيشقوا بفراقك يا هندسة

khaled said...

يا عزيزى ليس من الحكمة ترك الامر كله لاجل شخص واحد
انا مع مبرمج حر فى رأيه
راجع نفسك
انت عامل زى واحد انتحر علشان واحد بصله بصة وحشة
و اقلك البوست ده خير رد على امثال هؤلاء يا ريت تنشره
طمنا عليك و مستنيينك قريب
و كل الناس بتسأل عليك على فكرة
و مش من الحكمة الانسحاب بالطريقة دى
لان ده يعتبر ضعف
و ده ما اتعودناهوش منك
فاكر ردك على موضوعى سايتات بايظة؟
فاكر ردك على شارم فى موضوع الجيش؟
فين الشخص اللى رد عليهم؟
فين اللى ماكانش يخاف فى الله لومة لائم؟
كأنى شايف واحد تانى
ده بجد زعل