Monday, April 23, 2007

اسمي محمد

قرأت قصة محمد واعرف أنه موجود بكثرة بيننا .. ولكني أعرف أن محمد آخر موجود أيضاً وأردت أن أبرز قصته كما برز الأول .. قد تختلفوا معي وتعتبروا أن محمد الذي أحكي قصته أقل بكثير من محمد الذي حكوا قصته .. لكن وجود محمد الآخر جدير بأن ينشر أيضاً ...

أنا إسمي محمد..
ربما تكون شاهدتني قبل ذلك
أو ربما لم تفعل
اسمي محمد.. أصلى وأصوم
حين كنت فى الثانوية تعرفت على شخص متدين
قال لي: انه يجب على كل مسلم ان يعمل من أجل الإسلام..
فوجدت الحق معه واقتنعت بحجته ومنطقه في الكلام فلست أحمق كل من بث في أذني بكلمات تبعته .. ولكن الحقيقة اقنعني بحجته وبدأت رحلة تعلم ديني والعمل من أجله .. العلم والعمل
فعلت وذهبت معه وانضممت لأصدقائه
وبدأت العمل من أجل الإسلام
لكن بعد أسابيع أوقفني أحد المتدينين الآخرين
وقال لي أن المتدينين الأولانيين مبتدعين
ولا يسيرون على نهج الرسول الكريم
لأنهم لا يطلقون اللحى ولا ينقبون نسائهم
فقلت له سآخذ منهم ما يفيدني وما يرضي ربي من أفعالهم وسأطلق لحيتي وادعو من اعرف من النساء للنقاب .. فهذه أعمال ولا شك وكما بلغني من الإسلام ولفاعلها أجر إن شاء الله
إسمي محمد..
ذهبت لصديقى الأول وقلت له ما حدث
فقال لي: إن اللحية سنة وليست فرض ويجوز تركه
فقلت له ولأنها سنة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم فسأفعلها إن شاء الله
قلت له سأفعلها ليرضى عني ربي سواء كانت فرض أم سنة
لن أوقع نفسي في الدوامات .. وهكذا اتفقنا جميعاً ولم أخسر أياً منهما
إسمى محمد ..
تعرفت على صديق ثالث .. ولكني هجرته سريعا
فأنا لم اتعاطى يوما الحبوب المخدرة
لأني أتذكر اسمي فإسمي محمد..
وضعت قدمي فى الجامعة..
ورأيت ما يتعاطاه الجميع ما يسمي الحُب ورأيت من يتمشّى مع الفتيات
ومن يداعب منهن
لكن يوما لم أكن لأنساق وراء شهواتي فانا اعلم ديني وأعلم ما فيه من حلال وحرام
فإسمي محمد
قام بيريز.. وهو يهودى حقير.. بمذبحة قانا
في جنوب لبنان..
كنت وقتها فى مسجد الكلية اقرأ في المصحف انتظر موعد المحاضرة التالية بعد صلاة الظهر ..
وقف بجواري شاب يبدو عليه أنه من المتدينين الأولانيين
وقد شعرت انه يعرفني او أنني أعرفه
ربما رأيته فى رحلات المساجد
أو الدورات الرياضية المسجدية
إسمي محمد.. ويدي الآن ممسكة بمصحفي
قال لي : أطفالنا على المذابح
يتمزقون ونسائنا بين الأعادي يُتبادلون وشبابنا
تحت الدبابات يُقتلون وأنتم هنا ماذا تفعلون ..
ماذا تبقى من فلسطين الأبيّة؟..
ماذا تبقى من غزة؟..
ماذا تبقى من لبنان ؟
هيا لنعلنها غضبة باسم الاسلام
اسمي محمد..
انهيت قراءتي في مصحفي وقررت مقتنعاً أن اشارك معه
وخرجت خلف الصديق هاتفاً
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود
الى الامام الى الامام يا كتائب القسام
ونظرت خلفي فوجدت الفتيات
يرتدين الخمار والنقاب
يبكين لكنهن لا يهتفن
وكبرت المظاهرة وتحطمت الأبواب
واصيبت رأسي برصاص مطاطي
لكنني مازلت محمد ومازلت اهتف
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود
إسمي محمد..
انتهت المظاهرة
لكن أحدهم قابلني
وقال لي: المظاهرات بدعة لم يفعلها النبي الكريم..
هؤلاء مبتدعين.. هؤلاء يخرجون على الحاكم
وهذة كبيرة من كبائر الإسلام
قلت له .. أين حجتك ؟؟ فكما قلت لكم لن اسمح لأحد يعبث في رأسي .. فحار جواباً .. وقال فلم يقنع .. فتركته وانصرفت
عدت مسرعاً ورأسي به عدة غرز
من أثر الرصاص المطاطي
وقلت لصديقي الذى أهاج ثورتي: هل أنتم مبتدعون..
هل النبي لم يفعلها
فقال لي: لقد فعلها.. ألا تذكر يوم أن أسلم الفاروق
فخرج المسلمون فى صفين على رأس أحدهم عمر
والآخر حمزة وصلّوا فى الحرم
, أليست هذه مظاهرة؟
قلت لهم كفاكم .. كفاكم .. قد عرضتم ما لديكم .. أما أنا فسأختار ما يناسب ما اعرفه من ديني وما سأقابل به ربي ولست بالخب ولا يخدعني الخب وأنا مسلم .. والمسلم كيس فطن .. فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فاسأل الله لي العفو والغفران .. فأنا اعرف ديني جيدا
فأنا إسمي محمد..
أنا الآن فى حديقة الكلية أشاهد من وقف يسحب
نفسا من سيجارة بانجو قبل أن يضع
يده فى يدي فتاة .. احمد الله أن انعم علي بنعمة العقل والتمييز
أنا إسمي محمد.. قارب موعد زفافي,
خطبت فتاة عادية ليست من إياهن,
ليس من المعقول أن تكون زوجتي
واحدة من تلك الفتيات المائلات بالكلية التي والتي والتي
مش معقول طبعا.. المهم انني فعلتها وتزوجت
فرحي سيكون في المسجد فإسمي محمد..
حسناً سأتفق مع فريق ينشد الأناشيد
ويتقاضى مالاً لقاء ذلك
إسمى محمد.. ذهبت واتفقت ودفعت..
ليس المال بالقليل وليس بالكثير..
شجعني صديقي الأولاني..
هل تذكرونه؟ ..
آه اللي خلاّنى ألتزم من الأول..
شجعنى على إقامة فرحي هكذا
لكن صديقي التاني.. اللي نصحني بإطلاق اللحية جزاه الله عني خيرا..
قال لي: ما أنشد أحد فى حفل زفاف على عهد الرسول
فذكرت له ما علمته من إنشاد الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي صدقت واقتنع هذه المرة بحجتي .. هؤلاء هم اصدقائي اختلف واتفق معهم لكن كلنا أحبة .. كلنا أخوة
إسمي محمد.. أفكر فى تطليق زوجتي التى عقدت عليها
.. فهي مصممة على نزع حجابها في هذه الليله وتقول هي ليلة في العمر
وأنا أخشى أن أقوم بموافقتها على هذا
أهلها يناقشوني ويقولون كذا وكذا
وأنا وأصدقائي نقول لهم كذا وكذا
إسمي محمد.. طلقت زوجتي لأنها لا تحب دينها كما أحبه
وها انا
في المسجد أُزفّ إلى أخت فاضلة متدينة بحق كانت معي فى الجامعة .. تعرفت عليها وأحببتها من كل قلبي واتفقنا على الزواج وأتم الله لنا على خير

أنا إسمي محمد.. أجلس الآن بجوار زوجتي الحبيبة
وأضع يدي فى يديها أتابع الأحداث..
فجأة.. خبر عاجل
إستشهاد المهندس يحيى عياش
ابكي.. كم كنت أحبك يا فتى؟
وجاء رجال القسام ودفنوه سرا
لكن القيادة أبت أن يدفن المهندس سراً
فأخرجوه من القبر في اليوم نفسه
وأعدّوا له جنازة مهيبة
وخرجت أنا فى مظاهرة فى نادى الأطباء
وهتفت بالدموع
عياش حي لا تقل عياش مات
وهل يجف النيل او نبع الفرات
وأخذت أحلم بحزام ناسف أنفجر فى وسط اليهود
ليكون جهاداً .. نصر أو استشهاد
وهتف لساني
سيرى سيرى يا حماس إنتي المدفع واحنا رصاص
يا رابين حضر الأكياس بكره جايلك جند حماس
وتبرعت بما معي من مال بل تبرعت زوجتي بخاتمها الوحيد للجهاد
وحين عدت قابلني صديقي..
وقال: أن من تبكيه هذا مبتدع
يجعل الشباب ينتحرون ويقتلون انفسهم
لقد قال الشيخ فلان ان العمليات الاستشهادية
حرام حرام حرام
قلت له .. نعم وأنا ارفض هذه العمليات .. لكني ومع رفضي لها أبكي أصحابها وأحزن عليهم واعتبرهم أبطالاً واسأل الله لهم الرحمة وادعوا لهم بأن يحشروا في زمرة الشهداء انصرف عني .. ثم اتصل بي بعد ذلك ليطمئن علي بعد فترة الحزن فجزاه الله عني خيرا

أنا إسمي محمد
حولي أفكار كثيرة واتجاهات كثيرة لكني تعلمت ديني فلم ولن اسمح لأحد أن يعبث برأسي
أسمي محمد
أحب الله وأحب الرسول وأحب إخواني من اتفق معهم ومن اختلف معهم
لم أكن يوماً لعبة في يد أحد فأنا اعرف ديني
ولأنني ببساطة أسمي محمد

10 comments:

mohand said...

السلام عليكم
اخي محمد
سلمت يدك
سلم عقل
صلح عملك
هدانا واياك الله

سبحان الله
والحمد لله

فعلا قصة محمد الاولي احزنتني
اننا شغالين نتخبط
ونقول ونعيد ونعيب
لكن فعلا في ناس كتير زي محمد اللي انت كتبت عنه
ناس فاهمه صح وحتي لو مش فاهمه صح بتستخدم العقل والنقل
جزاكم الله خيرا
اخوك
مهند المصري

محمد عبد الغفار said...

وجهى العمله

بس اما بنلعب ملك ولا كتابه كل واحد بيطلع له اللى هو عاوز يشوفه

تحياتى

أمــانــى said...

الســلام عليكم
الله الله على هذه القصة انها فعلا موجودة وبكثرة ولكن ليس العقل هو كل شئ وانما تقوى الله وسنة رسوله عليه افضل الصلاة والسلام هى البوابة للخروج من البيت المظلم لجميع الافكار المتشددة على جميع الاتجاهات
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا
اللهم أرني الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرني الباطل باطلا وأرزقنا إحتنابه
يــارب كنا معانا ولا تكن علينا
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
صدق الله العظيم

BinO said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حعتبره رأي شخصي بحت يا ماعلينا
:)
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا أتباعه وارنا الباطل باطل وأرزقنا أجتنابه
أنت عرفت منين أن أسمي محمد
:)

ليا تعليق علي أستاذ محمد عبد الغفار
أن الهدف من قصة محمد ليست ألقاء الضوء علي المنافقين الا بيلعبوا علي كل لون
لأن ديه قصة تانية خالص
ولا أيه يا ماعلينا

Memo said...

انا قريت البوست ده فين ابل كدااااا

Memo said...

اه افتكرت

http://alrahma.blogspot.com/2006_08_01_archive.html

عصفور المدينة said...

باشمهندس ماعلينا
اعتقد الصورة فيها قدر كبير من الخيال
واعتقد لو ربطنا بين هذا الموضوع وموضوع البوست السابق يبقى كويس جدا
فحاليا مفيش الوقفة المتشددة التي يصورها البوست نعم انا ممكن اخطأ بعض اللآخرين في بعض التصرفات ولكن ليس بهذه الدراماتيكية نقول انها مسألة 75-80 اللي تناقشنا فيها قبل ذلك
وفي بعض التفاصيل أيضا ممكن تكون 10-80 ولكن لا تصل إلى هذا الحد
على فكرة انا سميت ابني يحيى على اسم يحيى عياش
وابني التالي كان مفروض يسمى عياش ورفض الإسم عائليا
واسمي أيضا محمد

عصفور المدينة said...

فيه غلطة ديموغرافية في الرد بتاعي وهي انني أشرت إلى بوست سابق من مدون سابق وهو مهندس مسلم
http://muslimengineer.blogspot.com/2007/04/blog-post_16.html

محمود سعيد said...

والله محمد ده إنسان محترم
مش زى محمد التانى

أهو ده عنده مخ حتى

أيا كان اللى بيفكر فيه

khaled said...

ماشاء الله
اعادة صياغة الاحداث جميلة
اشكرك على حرصك على توضيح القيم الاسلامية الجميلة و كذلك حرصك على عدم الالنقياد الاعمى لكل من ادعى الصح
و انا يا أخى قرأت الموضوع الاصلى و اختلفت معه كثيرا صحيح حال محمد الاول يصف اشكال كثيرة للناس و لكنه اغفل تماما من هم يسيرون على النهج الصحيح بغض النظر عن كثرة الفتاوى و البلبلة