Thursday, June 28, 2007

ميني ميني قصة قصيرة


وعندما استيقظ كان الديناصور لايزال موجوداً


هذه القصة سمعتها في برنامج أوراق للقصص القصيرة الذي كانت تذيعه هيئة الإذاعة البريطانية منذ سنوات وهي للكاتب الجواتيمالي (اوجوستو مونتيروسو 1921-2003) .. تلح عليا كثيرا الان بعد عدة حوارات في المدونات وسماع بعض الفتاوى ومتابعة القضايا المثارة في الفترة الأخيرة

Tuesday, June 26, 2007

قضية بدور

الطفلة المصرية بدور ضحية جديدة من ضحايا القهر في مصر ... وإن كتبت عن كل ضحية من ضحايا القهر في مصر لما كفاني كل المدونات .. ولكن قصة هذه الطفلة تجسد صورة من صور قلب الحقائق والتزييف والتخريب إلي يمارس في مصر إرضاءاً لكل ما هو غربي حتى لو كان على حساب الاعتراف بأحقية النبي صلى الله عليه وسلم في التحريم والتحليل

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

بدور الطفلة التي ماتت جراء جرعة مخدر زيادة قبل إجراء عملية الختان لها .. تتلقف قضيتها وسائل الأعلام السخيفة المستخفة بعقولنا لتنادي بوقف عمليات الختان في مصر وتبرز قضيتها على أنها ضحية من ضحايا الختان والعنف ضد المرأة في مصر .. وتخرج المؤتمرات الإعلامية واللقاءات الصحفية لتندد بعملية الختان وتطالب باستصدار قانون يجرم عملية الختان ...

ويصدر المفتي المعين فتوى على الهواء مباشرة تنص على أن عملية الختان حرام ويحذر كل مهرجي الحفلة من نوعية سعاد صالح من وقوع ضحايا جدد لعملية الختان ويطالبوا .. لا استطيع اتخيل مثل سعاد هذه تفتي ويسمع لها وقد نصحها زملائها أساتذة الجامعة كما ذكر دكتور جميل علام أكثر من مرة أن تصحح قراءتها للقرآن وانه لا يصح أن تفتي بينما لا تعرف كيفية قراءة القرآن وهي لا تستجيب لهم وتعاند معهم ..

عموما فإني أضم صوتي للمهرجين وأطالب بمعاقبة كل مسئول عن دم هذه الطفلة المسكينة ...

أطالب بمعاقبة المسئولين عن التعليم المصري الذين خرجوا لنا أطباء لم يصلوا لدرجة الكفاءة التي تؤهلهم لممارسة المهنة التي جعلها الله لحفظ الأرواح فأهدروها ...

أطالب بمعاقبة المسئولين عن نقابة الأطباء الذين صرحوا للطبيبة التي أعطت جرعة المخدر الزائدة أن تمارس عملها دون التحقق من إمكانياتها ولمجرد تخرجها من كلية الطب

أطالب بمعاقبة وزير الصحة الذي منع المستشفيات من إجراء عملية الختان ومنع الدكاترة الأكفاء من إجرائها فألجأ الناس لعديمي الخبرة فماتت الطفلة أو ألجأهم إلى غير الأطباء فتسبب بموت غيرها

أطالب معاقبة كل من تجاهل ما جاء على ألسنة الأطباء من وجود نوعين للختان .. الختان السني .. وليس له الأضرار التي يتحدثون عنها .. والختان الفرعوني وهو ما عليه كل المشاكل عليه .. وما ينتشر في مصر هو الفرعوني .. فتجاهلوا ذلك وحرموا الختان بالكلية وجعلوه عملية تجرى في الخفاء وتقام في أماكن غير مجهزة للإسعافات السريعة في حالة حدوث مخاطر للعملية .. وأول هؤلاء المفتي المعين

كل هؤلاء مشتركون في دم الضحية الجديدة لسعي اللادينيين لإرضاء معبودهم الغربي

وأخطر من كل ذلك أن استغلال قضية بدور جاء هذه المرة على حساب أحقية النبي بالرسالة وحمل ضمنيا معنى نقص رسالة النبي وانه رأي ما يضر ورأي خبيثة من الخبائث ولم يحرمها وتغاضى عنها ويحمل ضمنيا اتهام بالنقصان لرسالة قال عنها ربنا

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً

فإذا كان الختان موجود على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يمنعه ولم يحرمه .. كيف لنا اليوم أن نحرمه ونلصق تحريمه بالدين دون أن نكون بفعلنا هذا نتهم الرسالة بالنقصان
المفتي يقول إنه أدرى بما جاء في كتب التراث من أدلة وجود الختان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. وعجبا إذا اصبحت تسمى كتب تراث وليس كتب السنة .. ويستدل على تصريحه بتحريم الختان بأنه عالم من العلماء يدرك ما يقول فبئس الدليل !!!!!

وهكذا صار في الإسلام أخيراً وبعد أكثر من ألف وأربعمائة عام أحبار يحرمون ويحلون كما يشاءون

عن عدي بن حاتم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم .... وسمعته يقرأ في سورة براءة اتخذوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ قال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم , ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه , وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه.

يبدوا أن شيوخ الحكومة وفضائيات النظام ننسى أو تتناسى أنه لولا موافقة فتاويهم لمن عينوهم في مناصبهم لما وصلوا إليها وليس لهم فضل في ذلك .. ويبدو أن المفتي قد سأل المفتي السابق له نصر فريد واصل والذي أقيل من منصبه بأعجب حجة في تاريخ الإفتاء وهو بلوغه سن التقاعد لمجرد إنه قال كلمة حق في حكومة طالبان لما رجع من أفغانستان وأفتى بحرمة التدخين ولبس البنطلون وهو ما لم يستهوي حزب مصر قربان الغرب

ما يميز شيوخ الحكومة وفضائيات النظام إنهم قد أدركوا الواقع جيدا وتعلموا من رأس الذئب الطائر وأدركوا أن بقائهم في مناصبهم مرهون بالتفافهم على الشرع

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
فباعوا النفوس ولم يربحوا ولم تغل في البيع أثمانها


لا أناقش وجوب الختان من عدمه ولكن استعجب من الأصل نفسه .. إن أردت صالح نساء مصر فأرشد الناس للختان السني وصرح للأطباء والمستشفيات فهم الأقدر على تطبيق ما يحقق صالح المرأة بدل أن تلجأهم إلى الجهال وإلى الفرعوني .. وتتسبب في اغتيال الصغيرات

يبدوا أن شيوخ السلطة قد أقروا مبدأ جديدا في الإسلام ... فرسالتهم يا نساء العالم اعلموا أن شيوخ الحكومة المعينين يخافوا عليكم وعلى مصلحتكم أكثر من النبي صلى الله عليه وسلم .. فالنبي يرى ما يضركن ولا يحرك ساكنا .. بينما انبروا هم للدفاع عنكن

وما بقى إلا أن يقرأوا علينا .. لقد جائكم مفتي مبارك عزيز عليه حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ؟؟!!

Friday, June 22, 2007

أخويا المصيف .. بي نيس

يا أهلا يا أهلا .. إيه النور ده .. والله شرفتنا وآنستنا .. دا أنت لو ما شاليتكش الأرض نشيلك على راسنا من فوق نشيك في حباب اعينينا .. يا سلام دا كفاية دخلتك علينا بس دي بالدنيا .. يا أهلا يا أهلا .. اتفضل اتفضل بيتك ومطرحك قومي يا حاجة تفيدة حضري الغدا للضيوف .. والله دا احنا انهاردا الفرحة مش سايعانا .. يا سلام دا احنا ياراجل بنستناك من السنة للسنة تيجي حدانا وتجيب الخير معاك وتعمل حركة في البلد والمحلات تشتغل وسواقين التاكسي يتأمروا علينا والدنيا كلها كده تترد فيها الروح أي نعم الدنيا بتبقى زحمة موت وبنتخنق الكام شهر اللي أنتوا بتقعدوا عندنا فيها لكن وماله كل يهون عشان الغالي ابن الغالي .. يا أهلا يا أهلا .. وماله كله يهون عشان خاطر عيونكم .. وماله نغصب على نفسي أنا وأم العيال والعيال ونكن الشهرين دول في الركن الجواني من الدار ونسيبلكم بقيت الدار كلها تبرطع فيها انت ومراتك وعيالك براحتك .. وماله دا احنا أهل كرم برضه ونفهم في الأصول .. هو يعني يا بخت من زار وخفف .. لكن برضه يا أهلا يا أهلا .. يا مرحب يا مرحب

بس أخويا الله يكرمك ما تآخذنيش يعني زي ما دخلت الدار نظيفة تسيبها لنا نظيفة .. عشان العيال عيالك بيسوقوا الهبل ع الشيطنة وما يسيبوش حتة إلا لما يخلوها خرابة .. فلا مؤاخذة يعني النظافة مش وحشة ومش مكلفة .. أوعى تزعل مني ..

يا أهلا يا أهلا .. سلاماااااااااات

أخويا وعدم اللامؤاخذة يعني أنا مش عارف إنت ليه أول ما بتنزل حدانا بتلبس شورت وحمالات وتمشي في الشارع بيهم وبالشبشب.. معلش يعني ما هو انت جاي من بلد حر وجفاف وكنت فيها بتلبس كل هدومك !!! ومش ممكن تقلع في الشارع كده أبدا .. تقوم لما تيجي حدانا في الجو الحلو والطراوة تقلع .. طب اشمعنى ؟!! .. ما داهية لا تكون بتقلد الخواجات .. طب دول خواجات جوهم بارد وساقع واخد بالك .. فلما بيجوا حدانا مش بيستحملوا الحر وبيقلعوا .. خواجات بقى .. أنت خواجات ؟؟ .. وبعدين ما يصحش تمشيلي بالمنظر دا في الشارع كده وتركب الاتوبيسات .. مش منظر ياخويا .. وبعدين ما يصحش ابقى ماشي أنا والمدام بتاعتي يعني والاقيك بالمنظر ده جوا البلد .. ما يصحش ولا إيه .. أوعى تزعل مني

يا اهلا يا أهلا ... إيه النور ده شرفتنا والله

أخويا برضك الست بتاعتك أول ما بتيجي وألاقيها ماشية على كيفها وعلى حل شعرها .. إزاي يا راجل يا حر تقعدها على القهوة كده .. حتقولي دي قهوة سياحية حقولك هو انت سايح ولا هي سايحة .. مش معقول يعني يا راجل يا حر إنها تقعد قدام الناس حاطة رجل على رجل بالبنطلون الاستريتش وتشد شيشة قدامك وقدام كل الناس .. أنت عارف الناس بيقولوا عليها إيه وبيقولوا عليك إيه .. ولا مؤاخذة يعني ... أنا عارف إنك مش كده طبعا .. أومااال دا انت حر ودمك حر .. بس أهي الناس بتقول كده .... لا لا أوعى تقول لي ما يهمنيش كلام الناس وإلا تبقى أنت صح زي ما قالوا .. وبعدين المنظر المقرف دا مش بنشوفه إلا لما تهل علينا أنت واللي زيك .. والبت بنتك مقصوفة الرقبة تمشي ع البحر تتمايع هي وصحباتها وقال إيه بتتمشى .. وكله كوم و قلعها حجابها كوووم تاني .. هو يعني ربنا مش حيشوفها في المصيف .. ولا هو البلد اللي ما يعرفكش حد فيها ........ أوعى تزعل مني

يا أهلا يا أهلا .. دا احنا انهاردة فرحتنا بالدنيا

أخويا الواد ابنك ربنا يهده آآقصدي يهديه .. كل يوم قاعد لوش الفجر في البلكونة بالفانلة الحمالات ومشغل الكاسيت بصوت عالي وبيلعب دومينو وطاولة هو وصحابه .. ويبحلق لبناتي وبنات الجيران .. يعني هو يعني مش يحترم نفسه ويلم عينه .. وبعدين هو جاي يومين وماشي .. إحنا عايشين هنا وبنصحى الصبح نروح أشغالنا .. لما هو عاملنا يوميا الحفلة دي الواحد يرتاح إزاي في بيته يعني .. دا غير إن بشوفه بينزل بيروح الديسكو .. يا أخويا خلي بالك على ابنك .. حرص عليه .. على فكرة الديسكو دا مش بيشتغل إلا لما اللي زي ابنك يهل ويهل الهلس والكلام الفارغ معاه .. فلمه وخليه يراعي ربنا .. عيب والله عيب كده .. أوعى تزعل مني

يأهلا يا خويا يا بن أبويا

أخويا برضه مش لأنك مصيف يعني تبقى احسن من أهل البلد .. أصل شفتك سايق عربيتك كده أكنك ماشي في الشارع لوحدك .. ما هي قواعد المرور حداكم هي زي اللي حدانا .. عيب كده لما تفتكر إن عربيتك عشان مكتوب عليه ملاكي مصيف تبقى أحسن من العربيات اللي مكتوب عليها ملاكي الدار .. وبعدين مش كل حاجة تشتم البلد والناس اللي فيها .. مش عاجباك ما تجيش خليك في دارك أحسن .. دا حتى من خرج من داره اتقل مقداره

الله قمت ليه ؟؟ رايح فين .. شكلك زعلت ... بتلم هدومك ليه يا عم أنت .. هو يعني الواحد ما يفكش معاك بكلمتين .. لا والله شكلك زعلت .. طب تعال بس .. نتفاهم .. مش حتيجي عندنا تاني ..
طيب .. أحسن برضه .. وفرت .. خد بقى الباب في إيدك
دا حتى المركب اللي تاخد ..

سكي يا حاجة تفيدة ع الغدا .. الضيوف شكلهم فيه حد زعلهم

Wednesday, June 20, 2007

ثائر بلا قضية

كثيرا ما اسمع من يتحدث على آثار هزيمة 67 وأثرها على المجتمع المصري واسمع من يسهب في وصف ضحايا النكسة من شباب هذه الفترة .. الجيل الذي أنشأه السياسيون وربوه على معاني القومية والوطنية والقوة وكيف أنهم بأقل مجهود سيطيحون بقوى الاستعمار وممثله في المنطقة المتمثل في دولة الصهاينة ..

ثم أصبح هذا الجيل يوما في عام 67 على الفاجعة وقد تحطمت أحلامه واتضح لهم زيف القيادات الخادعة والخطب الرنانة فانهارت مبادئه وقيمه التي تربى عليها وطالما ملئوا آذانه بها

لكن عندما اقارن هذا الجيل وما لاقاه على أيدي القيادات في هذه الفترة مع جيلي وهو الذي اقصد به من في عمري (27 سنة) زائد أو ناقص خمس سنوات .. أجد أن جيل شباب الستينات اسعد حالا من حالنا

فقد تربوا على مبادئ وثوابت وعاشوا بها .. وما أحدثت الهزيمة إلا أنها أفقدتهم الثقة في زعامات الوهم واتضح لهم كم كانوا يخدعونهم ويستغلون مبادئ غرسوها فيهم .. لكن بقيت الثوابت والمبادئ لم تتزعزع طوال فترة إنتاجهم الحقيقي فترة شبابهم ..

أما جيلي المنكوب فلم تكتمل له قيمة أو ثابت خلال فترة نشوءه .. كل ما كان يتردد من بدايته كان زيفاً وخداعا .. فقد صاحب نشأته انهيار جميع القيم التي تربى عليها جيله السابق وشاهد بأم عينيه نكسات طعنت في كل الثوابت التي كانوا يحاولون أن يسقوه إياها في صغره .. فنشأ بلا ثوابت وبلا قضية .. نشأ وهو يعلم أن كل شيء من حوله كذب وتمثيل

فجيلي الذي كان يلقن في المدرسة صغيرا أن أرضنا محتلة أرض فلسطين والجولان وجنوب لبنان ولكننا سنصمد وستعيد المقاومة والانتفاضة كل شبر من أرضنا .. كان هذا كلام يلقن في المدرسة بينما كنا نشاهد على صفحات الجرائد المناضلين يصافحون الأعداء ويأخذونهم بالأحضان بل ويقبلون الأيدي والأقدام .. وانتظرنا أن يقال أن فلان خان القضية ... ولكن العجب أن فلانا أصبح بطلا وطنيا

علمونا صغارا أن الخريطة ليس فيها إلا دولة واحدة هي دولة فلسطين وان الغرب هو العدو ويتعمد أن يجعل على خرائطه دولة واحدة هي إسرائيل وكانت المدرسة تصيح بنا تفطنوا يا صغار لا يوجد دولة اسمها إسرائيل .. لا تنخدعوا بأكاذيبهم لا يوجد إلا دولة واحدة هي فلسطين .. كانوا يقولون لنا لا تقولوا إسرائيل بل قولوا الكيان الصهيوني فلا وجود لشيء اسمه إسرائيل ولن نعترف بها ابدا

وبعد انتهاء الحصة نخرج لنتابع مدريد وأوسلو وحل الاعتراف بالدولتين والمبادرة العربية وسفير يسكن بجوارنا وتطبيع وعلي سالم وكويز وتصدير غاز وسياحة في سينا.. وجدنا أن المجند الذي يرفض حراسة سفارة إسرائيل يحاكم عسكريا ..

قالوا لنا أن الثورة قامت للقضاء على نفوذ الأغنياء ونصرة الضعفاء والفقراء والشرفاء والمظلومين .. فلما نظرنا حولنا وجدنا نفوذ الأغنياء أقوي ألف مرة مما ذكروه لنا قبل الثورة وأن الفقراء والضعفاء لا مكان لهم تحت مظلة الحياة الكريمة وللشرفاء أن يختاروا ما بين السجن أو حفرة يختارون فيها بين أن يلحدوا أو يقبروا .. وفي الغالب لا يختارون .. وجدنا أن كارت الواسطة أقوى من كل شهاداتنا وأن خبراتنا أضعف من أن تجعلنا نعمل في وظيفة تكفل لنا تحقيق أحلام أي شاب في أي وطن من تكوين أسرة وحسن رعايتها .. قالوا قامت الثورة لمحاربة الفساد وكنا نرى فساد أكبر مما حدثونا عنه ..

قالوا لنا في الكتب أن لنا وطن عربي واحد وأمة واحدة وحلم واحد .. بينما كنا نسمع في نشرات الأخبار أن وطن يسمى أيضا الوطن العربي تمزقه النزاعات الحدودية بين كل دولتين .. هل كانوا يتكلمون في مقرراتنا عن نفس الوطن أم هو مجرد تشابه أسماء ..

أذكر يوم قمت من نومي مفزوعا على حركة أخي الذي يكبرني بسبع سنوات وهو يجري في البيت في السابعة صباحا .. كان سني وقتها عشر سنوات .. واسمع كلمات تتناهى إلى سمعي .. صدام دخل الكويت .. صدام دخل الكويت .. وما يعقب ذلك من أحداث .. دول عربية تستدعي الغرب عدونا ليقبع على صدورنا وعقود يدفعون لهم ما لا يدفعون لنا .. وأحلاف غربية وحرب عربي ضد عربي .. وفتح تقود انقلابا ضد حماس فتجرم حماس وترسم فتح المتحدث الأوحد باسم الحق الفلسطيني .. ونحن نشاهد ونسأل أين المعايير التي يتحاكمون إليها ..

وبعد كل هذا لازالوا يقولون لنا الحلم العربي .. والجامعة العربية والقمم الطارئة واجتماعات وزراء الخارجية

قالوا لنا أنا شعب واحد ونسيج واحد ولا فرق بين مسلم وقبطي وأننا كلنا أخوة .. بينما كنت اسمع عن أقباط يتعيشون من اتهامي بالقسوة معهم والعنف ضدهم .. قالوا لنا هم خونة باعوا أوطانهم وكنت أراهم يقيمون الموائد الاحتفالية على شرفهم .. ثم رأيت بعيني أقباطاً يسيرون في الشوارع يصلبون على البيوت والشوارع ويهتفون بالدم نفديك يا صليب وسمعت كيف يشكو جيراني لإعلام العالم كيف أني امنعهم من السير في الشارع منفردين وإلا خطفت نسائهم وقتلت رجالهم .. رأيت كيف يعامل رجل الدين القبطي بكل احترام وتوقير بينما يهان الرجل الأزهري على يد شيخهم وأمنهم وأعلامهم

حدثونا كثيرا عن الديمقراطية وأننا في أزهى عصور الديمقراطية وأننا في العهد الذي لم تغلق فيه صحيفة واحدة .. بينما نعرف الصحف المغلقة والأفواه المكممة بالاسم .. ورأينا قانونا للطوارئ يلد قانونا للإرهاب ويجعل في طريق كل من ينادي بالديمقراطية ألف جلاد

لم يستطيعوا أن يغرسوا فينا قيما ولا مبادئ .. فقد كانت كل القيم تنهار وكل المبادئ إلى زوال

أعلم أني أحسن حالا من غيري .. ففي وسط هذا أدركت طريقا إلى المسجد فتعلمت فيه ثوابت ديني وأصبحت لا أحيد عنها .. ولكني تعلمتها في وقت لما يكن هناك من يسب الصحابة على صفحات الجرائد ولا يسب النبي في المدونات ولم أجد وقتها من يشوش علي طريقي ..

لكن غيري لم ينل هذه الفرصة طوعا أو كرها .. فكيف سيكون حالهم الآن .. إذا كنت أصف جيلي بأنه بلا ثوابت .. فكيف بمن يأتي بعدي ..

طالما أيقنت بفكرة الخروج من التيه .. وأن الجيل الناشئ في الصحراء بعد أن يموت كل من قال لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون .. هذا الجيل سيفتح له لأنه أدرك أسباب الهزيمة .. ولكن هل عاني هذا الجيل من روتانا والموبايلات والأنترنت ومباريات كرة القدم وحفلات ليالي التلفزيون ومارينا وشرم والفيديو كليب والبانجو والحشيش والقهاوي ومحلات الخمرة والشوارع الضلمة وامتحانات الترمات والميد ترمات والحزب والوطني وامن الدولة والدستور والفضائيات ووزير الثقافة وسمير رجب واسامة سرايا وهالة سرحان وإيناس الدغيدي وتامر حسني وهل عانى جيل التيه من بعد موسى محافظة المخبرين على الصلوات في المسجد وعربات الأمن المركزي على بعد مائة متر من بيوتهم ومن جامعاتهم ومن عملهم ..

لو لم يعانوا من كل هذا وكانوا ما فيه يسمى تيهاً .. فماذا يسمى ما فيه جيلي الآن ؟؟

Sunday, June 17, 2007

خواطر وأفكار على هامش الأحداث

انتهت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى .. و لم ينجح أحد من مرشحي الإخوان فيها (ولا غير الإخوان حتى) .. وفي نفس يوم ظهور النتيجة جرت محاولة اغتيال هنية في فلسطين ومجازر انقلاب فتح على حماس برغم تنازل حماس عن الحكومة وقبولها بحكومة وحدة وطنية ومطاردة إسلاميين في الصومال ومعارك بين القاعدة والأمريكان في كابول

أحداث ذكرتني بكلمة كنت ذكرته من قبل هنا في المدونة حول تطور العمل الجماعي .. وإن إدارة المنظمات بتتطور من خلال أربعة مراحل .. وذكرت فيها إن اقرب مرحلة ننتمي إليها هي مرحلة العصف الذهني اللي يثور فيها الجدال والنقاش وتميل كل مجموعة لفرض رأيها ووصايتها على الآخرين .. وهي المرحلة التي يعقبها مرحلة توحد الجهود حيث يدرك الجميع الحاجة إلى التعاون والتكاتف من أجل مصلحة العمل الدعوي ككل

لكن مع توقفي مع الأحداث الأخيرة كان السؤال الذي طرح نفسه ..

حتى متى لا نتعلم من تجاربنا ؟؟

فبرغم دخول الإخوان غمار العمل السياسي ونبذهم أشكال العنف وتبرئهم منه منذ عقود إلا إنهم لم يحققوا شيء إلا مناوشات لم تغني ولن تغني شيء واسوأ القوانين والتعديلات الدستورية مررت عبر مجلسهم .. وحماس الحكومة المنتخبة من الشعب أصبحت حكومة انقلاب على الشرعية .. والغريب إن الشرعية المنقلب عليها شرعية مستمدة من الخارج .. !!!!!

المحاكم الإسلامية اللي تولت السلطة بناء على لجوء الشعب الصومالي لها .. تم تغييرها بالقوة الجبرية
وطالبان التي وحدت أمة غرقت حتى شحمتي الأذن في القتل فعصمت الدماء .. أصبحت خطر على العالم
جبهة الانقاذ في الجزائر تفوز في الانتخابات فتهدد فرنسا الحرة بدخول الجزائر إذا أعلنت النتيجة فيتم إلغاء الانتخابات
الجيش التركي يمنع وجود رئيس للجمهورية زوجته محجبة ..برغم أن ترشيحه تم من خلال حكومة شرعية

هو فيه إيه ؟؟؟!!!

مش كل دا معناه إن العمل السياسي للدعوات الإسلامية مرفوض تماما من الإدارة اللا دينية المسيطرة بفضل دعم الغرب لها .. ولا مكان لاتجاه إسلامي في عملية يديرها ويخطط لها مواليين لغير الإسلام .. وأن الاستمرار في الصدام مع أنظمة لا تراعي شعوبها قدر ما تراعي مراكزها سيؤدي في النهاية لاشتعال حروب داخلية تزكيها ويباركها المجتمع الغربي

أليس أولى بالجماعات الإسلامية أن يراعوا ما لا يراعيه اللا دينيين .. فيراعوا مصلحة الشعوب والبسطاء

بل وأذهب لأبعد من ذلك فأفكر في الدعوات الموجهة للإخوان باعتبارها أكبر جماعة إسلامية منظمة بحل الجماعة والاعتماد على العمل الفردي

هل يعتبر كل ما حدث دليلا على نفاذ بصيرة الاتجاه القديم في المدرسة السلفية بنبذ تعاطي السياسة واللجوء إلى التغيير من قاعدة الهرم .. وهل خبرتنا الآن بعد ما حدث تؤدي بنا لحتمية واحدة وهو انتصار الفكر الدعوي القائم على الفرد لا الجماعة.

لماذا لا نفكر في الأمر فعلاً ونعيد النظر فيه ؟ .. لماذا لا أقر أن ما تربيت عليه وتربى عليه غيري من ضرورة العمل الجماعي أصبح الطريقة القديمة التي ثبت عدم صلاحيتها ويجب التخلي عنه ليحل محله العمل الفردي حيث لا جماعة ولا تنظيم وليصبح الشيخ والعالم والاستاذ هو محور الدعوة والجميع بعده مجرد متلقين .. يتلقوا عنه علومهم ليطبقوا في حياتهم .. وتختفي الجماعات من حياتنا ويظهر الالتزام الفردي

ولكن حتى هذه الرؤية غير واضحة المعالم .. فالمواجهة ليست مع الشارع حيث تكون أفراد مقابل أفراد .. فالشارع محب للدين بطبعه .. لكن المواجهة مع منظمات وهيئات وجهات رسمية لها كلمة مسموعة في الشارع وتنظم جهودها في تكامل وتناسق .. هل سيتحقق في العمل الفردي هذا التكامل .. أم سيتحول المر إلى الاقتصار على عدد من المشايخ يتكلمون جميعا في الزهد وقد تركوا الحاكمية أو في الأخلاق وقد تركوا الجهاد .. بل والأسوأ من ذلك أن يحدث الجدال في مسائل فرعية فقهية تزرع العداوة بين أصحاب نفس الفكر وتحيل إقبال الناس على الدين إلى نفور من كثرة خلافاته ..
ونحتاج في هذه الحالة إلى القائد او كبير القعدة الذي يمنع الخلافات بين أعوانه ثم نجد أنفسنا نتحول تدريجيا لتنظيم وعمل جماعي مرة أخرى

ثم أليس العمل الفردي أسهل لضربه من الأمن من العمل المنظم .. فإن إيقاف الشيخ الداعية أسهل كثيرا لأنه يصعب أن يرتقي أحد مكانه في ظل عدم وجود هيكل منظم ..
أيضاً .. كيف سيكون الأداء في أسلوب العمل الفردي في ظل عد وجود إلزام على الأفراد .. وهل طبيعتنا البشرية مستعدة لذلك

ربما لو وصلنا لحل وسط بعدم المشاركة في العمل السياسي وحل الجماعات مع بقاء فكر العمل الجماعي على أن تكون الجماعة عددها محدود ولا يتعدى نشاطها المنطقة .. بحيث ينخرط كل الملتزمين بكافة التوجهات في المنطقة الواحدة في عمل دعوي .. بحيث لا تلتقي الهياكل التنظيمية في خطوط متقاطعة وتبقى استقلالية كل منطقة
في هذه الحالة أي ضربة أمنية لمنطقة لن تؤثر على أخرى .. وسيكون فرصة العمل والإبداع الدعوي أفضل لوجود مساحة من الحرية في العمل وسيكون الهدف الواحد للجميع هو إعداد الهرم من قاعدته والتحول من فكرة الصحوة الإسلامية لفكرة الثورة الإسلامية ..

Friday, June 15, 2007

موظفون في عصر الجوجلة

ملحوظة هامة : لا ينصح بقراءة الموضوع التالي لمرضى ضغط الدم والقلب والصرع والأمراض الصدرية وكبار السن (مصطلح اقصد به كل من تعدى 18 عام ) كما لا ينصح بقراءته للعاملين داخل جمهورية مصر العربية أو خارجها .. قطاع عام أو خاص أو شركات متعددة الجنسيات ..
وصاحب المدونة يخلي مسئوليته من أي نتائج لقراءة هذا البوست سواء كانت أنواع الاكتئاب أو الاستقالات الجماعية أو أي خسائر مادية يتسبب فيها قارئ المقال بتكسير أو تخريب مكان عمله

من الآخر أنت ح تقرأ على مسئوليتك

البنود الملونة بالأزرق مصدرها مقال لياسر سعيد حارب في صحيفة البيان الإمارتية بتاريخ 18/2/2007 بعنوان موظفون في عصر الجوجلة

منذ أن نشأت أصول الإدارة الحديثة ومدارسها كانت التصور القائم لدى الجميع (إدارة وعاملين) أن راحة الموظفين تتناسب عكسيا مع النظام الإداري الأمثل وأنه إذا رسمنا علاقة بين مصلحة الإدارة لأي مؤسسة ومصلحة موظفيها فإن هذه العلاقة ستكون بلا شك خط مستقيم ذو ميل سالب
بحيث إنه كلما تحقق راحة الموظف فإن ذلك يعني فشل المؤسسة (المثال على ذلك الكثير من القطاعات الحكومية .. الموظف قاعد مرحرح ع الآخر فالشغل واقف والشركات بتخسر) وكلما زاد الضغوط على الموظف وزادت الأعباء عليه والتكاليف والقوانين الصارمة لتحقيق الانضباط (بمعنى قلة راحته) كان ذلك علامة على تحسن أداء المنظمة ككل

وكانت مهام علم الإدارة وعلم السلوك التنظيمي الوصول لنقطة حل أمثل على هذا الخط بحيث يحقق التوازن بين مصالح الإدارة وراحة العاملين

لكن شركة محرك البحث العالمي جوجل أثبتت عبث هذا التصور وقدمت للمرة الأولى علاقة بين مصلحة إدارة المؤسسة ومصلحة موظفيها ذات ميل موجب .. بحيث كلما اطلقنا حرية الموظف ليعمل ما يريد كلما زادت انتاجيته وبالتالي آداء المؤسسة ككل واصبحت نقطة الحل الأمثل غير موجودة فكلما حققت راحة الموظف أكثر كلما ارتفعت انتاجية مؤسستك ..

من الأساليب المتبعة داخل شركة جوجل لتحقيق اقصى راحة لموظفيها

في حرم الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا تتوفر جميع احتياجات الإنسان، حيث ينتشر في أرجائه 11 مقهى ومطعماً يقدمون مجاناً مختلف أنواع المأكولات للموظفين طوال النهار، ولقد أخذت إدارة المطاعم والمقاهي في عين الاعتبار الموظفين النباتيين وأولئك الذين يبحثون عن الأكل العضوي والذين يتبعون حمية معينة.

وفي حرم الشركة أيضاً تنتشر حمامات السباحة والصالات الرياضية وصالات الألعاب الإلكترونية والبلياردو وغيرها من وسائل ترفيهية

في جوجل لا توجد هناك ساعات معينة للعمل، والإنتاجية تقاس بالنتائج وليس بالحضور والانصراف على الوقت

تقدم جوجل خدمات الغسيل والكوي مجاناً للموظفين، وهناك حلاقين ومراكز تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي بالإضافة إلى مراكز لتعليم لغات أجنبية ووفرت جوجل مكتباً يقدم خدمات شخصية للموظفين كحجز غداء للموظف وزوجته في أحد مطاعم المدينة... كل هذا مجاناً .

وفي جوجل هناك عيادات طبية متوفرة للموظفين مجاناً

هناك دراجات تعمل بالكهرباء للموظفين حتى يتنقلوا من مكان إلى آخر داخل حرم الشركة بسهولة ويسر.

قامت الشركة بتزويد الحافلات التي تنقل الموظفين من منازلهم إلى مقر الشركة بشبكة إنترنت لاسلكية حتى يستطيع الموظف أن يستخدم كمبيوتره المحمول داخل الحافلة، وهي فكرة إحدى الموظفات بالشركة.

تسمح جوجل لموظفيها باصطحاب كلابهم إلى العمل بشرط ألا تقوم هذه الكلاب بإزعاج الموظفين وألا يكون لدى أحد الموظفين حساسية تجاهها،

تقدم جوجل مساعدات قيمتها خمسة آلاف دولار للموظفين الراغبين في شراء سيارات تعمل بالطاقة البديلة.

في جوجل إذا قام موظف ما بترشيح شخص جيد لإحدى الوظائف الشاغرة في الشركة وتم توظفيه فإنه يحصل على مكافأة قيمتها ألفا دولار

تعطي جوجل كل موظف رزق بمولود جديد خمسمائة دولار عند خروج طفله من المستشفى حتى يستطيع أن يشتري مستلزماته الأولية دون قلق.

في جوجل ليس هناك زي رسمي، فالموظف حر فيما يرتديه أثناء العمل، حتى وصل الحال ببعض الموظفين أن يعملوا بلباس النوم «البيجاما»،

مكتب الموظف في جوجل مجهزة بغرفة خاصة للنوم.

كل من يأتي بفكرة قابلة للتطبيق في جوجل يمنح مبلغاً مالياً ضخماً يصل لمليون دولار وعددا كبيراً من أسهم الشركة التي تشتهر بالربحية العالية في وول ستريت.


إذا كنت محتفظ بأعصابك لتصل إلى هذا السطر فأنا اشفق عليك أن أقارن بين ما يحدث في جوجل وما يحدث في شركات هي أقل من أن تقارن مع جوجل سواء في حجم الاستثمارات أو الخدمات وتفرض على الموظفين مواعيد محددة وتقارير عقيمة وتمنع المنتقبات أو أصحاب اللحى من التعيين وتقتل روح الابتكار بالروتين الممل وتثقل كاهل الموظف بصراخ المدير وإحباط الزملاء .. لا لا .. لن أقارن واكتفي بما ذكر ...

Wednesday, June 13, 2007

هكذا يجب أن يكون اللقاء

لم أكن أتخيل يوما أن يكون الأمر بهذا الشكل ..

ورغم أني أزعم دائما أني أترك جميع الخيارات متاحة لي للوصول إلى فتاة أحلامي .. بل وكنت أشجع أصحابي ألا يغلقوا أي طريق للوصول إلى حلمهم المنشود .. كنت أقول لهم أن هذه الطرق المغلقة قد تكون هي أقصر وأفضل الطرق ..

كان يزعجني منهم إصرارهم على طرق محددة للوصول إليها .. فهذا يريد أن يتعرف عليها من العمل وهذا بريدها من خارج العائلة وهذا يريد أن يعيش قصة حب ملتهبة .. كنت أشجع الجميع أن يترك نفسه في تيار الحياة .. فأي طريق وجد حلمه فيه فهو الطريق

لكني في الحقيقة وبيني وبين نفسي كنت كثيرا ما أعتقد أن الطرق التقليدية لن تؤدي يوما لأن التقي بفتاة أحلامي كما أنشدها وأن غاية ما قد أصل إليه من هذا الطريق هو صورة مصغرة لها .. صورة غير مكتملة .. وكنت سأرضى بها إن وجدت فكم كان مستبعدا أن أجد ما أنشده حقا .. لكني كنت أفضل أن تكون هذه الطريق هي آخر الطرق ..

لكن من أنا حتى أعلم الغيب وكيف لي أن أعلم ما تخبئه لي الأيام ..

وكأني بأمي وهي تحدثني عن فلانة القريبة لها البنت المؤدبة الخلوقة المناسبة لي كزوجة من كافة الأوجه .. كل ما يقفز إلى ذهني وقتها تلك الصورة لفتاة كانت تجري من حولي وأنا أكبرها سنا فقد كنت وقتها في الصف الأول الإعدادي بينما لم تزل هي في الصف الثاني الابتدائي .. وكأني لحظتها وقد تذكرت شعوري وقتها وأنا استصغر عقل وحجم هذه الطفلة مقارنة بي .. كيف ألعب مع هذه الطفلة الصغيرة وبيني وبينها أعوام عديدة .. يا للطفلة المدللة

وكأني أشعر بنفس الشعور ولكن بطريقة أخري .. كيف أتزوج هذه الفتاة الصغيرة ويفصل بيني وبينها سنوات طويلة فهي لم تزل في الصف الثاني الابتدائي .. هكذا صورتها في ذهني .. هل يعقل أن تكون قد كبرت .. هل يعقل أن تكون هي نفسها زوجتي وأم أبنائي .. هل يعقل أن تجتمع مواصفات أحلامي أخيرا وتتجسد في تلك الطفلة التي مضى على آخر لقاء حقيقي بيني وبينها أكثر من ستة عشر عاماً

عندها يتملكني الفضول لأجد الإجابة على أسئلتي ولكن .. هل يصح مني أن اقبل بمناقشة الأمر لمجرد الإجابة على تساؤلاتي ..

لو كانت أخرى لرفضت قطعاً .. ولكن لماذا معها لا استطيع إلا أن أقبل بموافقة أمي هذه المرة واستعد للقاء .. لا أدري !!

اللقاء يبدو وكأنه قد رتب ليكون عرضيا .. غير مقصود .. وفي لحظات معدودة أرى ما يتمناه كل رجل في فتاة أحلامه .. الدين والخلق والعلم .. البر والبساطة وعدم التكلف .. الحنو والرعاية .. الأدب والثقافة

هل يعقل أن يرى إنسان كل هذا في لحظات معدودة .. هل هي سذاجة مني أن أقع بهذه البساطة وبدون أي مقاومة ..

نعم وما المانع .. ليكن ما يكون ..

أما بعد ما كان .. فلا أستطيع إلا أن أرجو أن يجمعني الله بها زوجة لي تحت سقف بيت واحد .. وأن اذكرها هنا بالخير رغم تيقني أنها لا تقرأ كلماتي هذه .. أظن أنها تستحق مني ذلك .. أعلم أنه قد يكون موضوع بلا أي فائدة على من يقرأه فالموضوع غارق في الخصوصية ... إلا إني أردت أن اسجل هذه الكلمات لتشهد على يومي هذا ..

إمضاء : شخص آخر

Monday, June 11, 2007

كائن اسمه منة

كذا مرة اجيب سيرة منة بنت خالي ولغاية دلوقتي ما تعرفوش عنها حاجة .. وعشان كده قلت احكي انهاردة حكاية صغيرة من حكاويها معايا ..
مبدئيا كده يمكن حضراتكم ما تصدقوش كلامي أو تقولوا إن ببالغ شوية أو إن البنية ذات الثمان أعوام ما كانتش قاصدة وإن الحكاية جت كده بظروفها .. وعشان كده انصح قبل الإطلاع على الحكاية قراءة مقال أختي رفقة عن شراسة الأطفال ..

أما الكائن الخرافي اللي اسمه منة فهو بعيد كل البعد عن الشراسة .. وإليكم إحدي حكاويه وانتوا احكموا بنفسكم

مقدمة
منة ساكنة في الشقة اللي تحتينا بالضبط ولما بكون في البيت بتقضي معظم الوقت معايا تاكل وتشرب وتلعب ع الكمبيوتر وتصحيني من النوم وتقومني من على شغلي عشان العب معاها ولازم تنادي عليا من البلكونة علشان اشاور لها وانا ماشي في الشارع وامبارح صممت إني اعمل لها فشار بنفسي ووقفت تتفرج عليا وانا بعمله وتغني اصفر يا اخضراني مين آساك عليا .. وبعد ما خلصت سابتني وسابت الفشار ونزلت بمنتهي برود الأعصاب .. إلخ إلخ إلخ

المهم خلينا في الحدوتة

المشهد الأول
بنت خالي التاني (لام) اللي هي تبقى بنت عم منة وعندها حوالي 20 سنة .. زارتني في أحد الأيام وطلبت إني اشرح لها بعض الحاجات على الكمبيوتر عشان عندها امتحان في المنحة وعايزة تراجع قبليه ..
وطبعا مفيش مجال للرفض فقبلت .. وقعدت معاها اشرح لها وقعدت منة معانا ساكتة تبص لنا وكل ما اسألها : مالك ؟ تقول: مفيش حاجة وتسكت وتبص لنا .. وبعد شوية نزلت بدون أي كلمة وقعدت يومين مش بتطلع تقعد معايا خالص ..

المشهد الثاني
ظهرت منة من جديد بعد غياب يومين .. وسألتها طبعا كنتي فين ؟ .. فقال لي إنها زعلانة مني
ليه يا منة
عشان لما جت (لام) سبتني وقعدت معاها
ما انتي عارف يا حبيبتي إنها عندها امتحان وكنت براجع لها حاجات .. وبعدين إنتي اللي نزلتي ما كنتي قاعدة معانا !!
هو انت حتتجوزها ؟؟
إيه ؟؟ مين ؟؟ فين ؟؟ ليه ؟؟ إيه الكلام ده ؟؟
لا أنا بسأل يعني .. ما تتجوزها دي طيبة ؟؟
لا مش حتجوزها ومالكيش دعوة بالكلام ده ..
واستمر الحال على كده .. كل كام يوم تسالني هو انت حتتجوز (لام)؟ وأنا اقول لأ ..

المشهد الثالث
بعد فترة تقريبا اسبوعين جت منة وقالت لي : شفت (لام) عملت إيه ؟؟!!
عملت إيه ؟ ..
عملت كذا وكذا وكذا .. إيه دا دي قلة أدب دي ..
بنت عيب كده .. إزاي تقولي على واحدة اكبر منك إنها قليلة الأدب .. هي سنك عشان تشتميها .. إذا كنتي بتقولي عليها هي قليلة الأدب فإنتي كده قليلة الأدب زيها وأكتر كمان عشان بتشتمي حد اكبر منك

المشهد الرابع
منة في زيارة لبنت عمها (لام) وقالت لها حسب ما بلغتني هي بنفسها .. شفتي ما علينا قال عليكي وعليا إيه .. بيقول عليا إني قليلة الأدب زيك ... يعني انا وانتي قلالات الأدب

المشهد الأخير
منة جاية تبلغني باللي حصل .. على فكرة (لام) بتقول لك شكرا على الكلمة اللي أنت قلتها عليها ..
كلمة إيه ؟؟
أنت عارف
لا مش عارف كلمة إيه ؟؟ هو إيه اللي حصل
حقول لك بس ما تخاصمنيش
ماشي قولي
راحت حكيتي لي على كل حاجة وإنها قالت كده لـ(لام) وإن (لام) زعلت جدا وحذفت اسمي من تليفونها وحلفت ما تيجي عندنا تاني ولا تكلمني تاني ..

المشكلة إني لما سمعت كده وبعد قليل من الإذبهلال ... انفجرت بالضحك

عادي بتحصل مش كده .. براءة أطفال !!

Saturday, June 09, 2007

التااااج عليكوااا حق

التاج دا وصلني من أطيب مدونة .. بنت جنوب مصر الأفوكاتو أماني .. شكرا يا حضرة الأفوكاتو وتاجاتك على راسنا من فوووق ونجاوب عليها بزيادة الرغي حبتين كمان ..
وصلني برضه من رفقة عمر ربنا يفرج عنها وترجع لنا زي الأول وأحسن كمان يااارب

انت مين؟
مواطن مصري مسلم

مين أكتر ست أشخاص بتحبهم؟
برضه حعتبر المقصود في السؤال هم الأشخاص اللي التقيت بيهم مش سؤال مطلق وعليه فحتكون الإجابة كالتالي :
منة بنت خالي .. خالتي المقيمة في ليبيا .. والدي والدتي .. الشيخ أحمد .. الدكتور سكتم بكتم والباشمهندس (وس) ..
كده سبعة يالا واحد من عندي زيادة
برضه حعتبر الحب المقصود في السؤال نوع معين من الحب مصرح بالحديث عنه .. أما الحب اللي من النوع التاني فاحتفظ بالستة لنفسي ...

انت سعيد؟
طبقاً لنظرية الترمس في السعادة .. ودي طبعاً نظرية من نظرياتي وتنص على إن السعادة هي توافق الظروف والوسائل والوسط والمحيط الخارجي مع الأهداف والمبادئ والقيم الشخصية .. فأنا كده غير سعيد في الإجمال .. لكن طبعا الحمد لله على كل حال .. لأنه سبحانه بيمن علينا ما بين وقت والتاني بألوان من السعادة بشعر فيها إنه حيزت لي الدنيا وما فيها .. ولولا هذه اللحظات ما احتملنا .. فالحمد لله أولا وآخرا

لو اجتمعت أنا وحسني مبارك في غرفة واحدة؟
حيبقى حوار هادئ جدا أحاول أوصل له فيه النصيحة واشرح له المعاناة اللي بيواجهها شعب مصر في ظل حكمه وأنه حينال أكثر بكثير مما ينال الآن لو إنه أقام العدل .. ولن يخلو الحوار من مداعبات الذي يكسوها الاحترام فطبعا حخاطبه بسيادة الرئيس وحضرتك وفخامتك .. أظن الحال ده حيستمر لمدة 3 دقائق بعد كده مش حقدر امسك أعصابي أكتر من كده ولا مؤاخذة حقلع اللي في رجلي ... وأنتوا عارفين الباقي

لو معاك مليون و نص جنيه تعمل بيهم ايه؟
حتجوز بيهم واعمل مشروع صغير على قدي كده .. فيه حاجة نفسي اعملها من زمان لو ربنا من عليا بمبلغ كبير من اللي عدد الأصفار فيه يتجاوز الستة .. نفسي اوزع على كل واحد بيصلى الفجر في مسجدنا .. نقول مثلا 20 ألف جنيه لكل واحد .. هما حوالي اربعين واحد .. يعني 800 ألف جنيه ويتبقى لي 700 .. اممممم .. طيب كفاية كل واحد ياخد 15 ألف .. ههههه

بتحب مصر؟
الحقيقة سؤال في منتهى الغربنة ... بحبها أكتر مما تتخيلوا

بتحب البنات؟
جدا جدا .. يمكن قلت قبل كده في بوست سابق إني من مكان مصري عريق في تفضيل البنات على الولاد على عكس ما يقال على غالب أهل مصر

انت مسلم؟
الحمد لله

ليه؟
لما بسمع إن الله تعالى أو الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بكذا أو نهى عن كذا .. ما بدورش على مخرج من الأمر أو النهي .. بنفذ فورا قدر استطاعتي لغاية ما يظهر المخرج براحته .. لو ظهر كان بها لو ما ظهرش .. فانا زي ما أنا .. ومهما كان الأمر شاق والنهي عن حاجة بحبها فبمتثل للأمر قدر الاستطاعة واسأل ربنا يسامحني على ما كان مني من ذلل

مين أكتر شخصية متقدرش تستغنى عنها في حياتك؟ و ليه؟
أمي .. معلش يمكن تقولوا إني منفعي أو بتاع مصلحتي .. بس أنا بحاول أجاوب بصراحة .. والدتي محور حياتي .. من أول الفطار اللي بتحضره ليا وهدومي اللي بتكويها لي .. أنا من الناس الخايبة اللي ما بتعرفش تشتري أي حاجة ولا تعمل لنفسها أي حاجة .. والدتي هي اللي بتشتري لي كل حاجة .. وبتعمل لي كل حاجة .. ربنا يخليها لي يارب .. ويخلي كل الأمهات

ايه أكتر موقف محرج تعرضت ليه؟ و اتصرفت ازاى ؟
والله المواقف المحرجة كتير حفتكر إيه ولا إيه .. بس ححكي لكم موقف محرج من أيام الجيش .. هو موقف طويل فاستحملوني شوية ..

وأنا في الجيش كان كل يوم من أيام الاسبوع فيه مجموعة معينة من التدريبات لازم تتعمل .. وكان يوم السبت مخصص لمجموعة من التمارين عبارة عن تسلق مواسير وحبال وسلالم وحاجات غريبة كده .. وأنا من اصحاب الأوزان الثقيلة وما ينفعش الكلام ده معايا .. لكن كنت بحاول والعملية ماشية .. بس كان فيه تمرين كان غير كل التمارين .. كانوا سلمين ارتفاع 4 متر ومربوط ما بينهم حبل طول حوالي 4 متر في آخر درجة بينهم والسلمين واقفين على الأرض بواسطة مجموعة من العساكر .. يعني السلم مش ثابت .. والمفروض إن العسكري مننا يطلع على سلم وبعد كده يمسك الحبل بإيده ويرفع رجله على الحبل بشكل رجل على رجل ويسحب بإيده وظهره للأرض ووشه للسما لغاية ما يوصل الناحية التانية من السلم وينزل .. وكان قوة اللواء كلها حاضرة .. عساكر وظباط وقادة

أنا طبعا شفت الكلام ده وقلت على جثتي وقعدت اتهرب واستخبى في وسط الناس والزحمة واعيد التمارين التانية لغاية ما الساعة دي بتاعة تمارين الصباح تعدي على خير .. وعمال ارجع ورا كل واحد واستخبى زي اسماعيل ياسين في البحرية لما كان حينط في المية

بس على مين .. بعد ما الناس خلصت كلها كل التمارين والكل واقف يتفرج .. رئيس أركان اللواء قعد ينادي .. حد ما عملش التمرين ده .. وانا ولا كأني هنا .. حد ما عملش التمرين ده .. وأنا مفيش .. لقيته شاور عليا وللاسف كنت معروف ليه .. العسكري بتااااااااع سريييييييية المهندسييييييييين .. تمااااااام يا فنننننندم .. دا أنا بقول .. أنت ما عملتش التمرين يا عسكري اطلع .. رحت جري بالخطوة السريعة ورحت ع السلم الأولاني .. طبعا الرجالة اللي ماسكين السلم أو ما شافوني وشهم جاب ألوان .. وأنا مالي ورحت طالع ومتشعلق وسحبت سحبت سحبت لغاية ما وصلت نص الحبل .. طبع الرجالة اللي تحت بقت عيال والسلمين مالوا على جوا والحبل نزل لتحت ليكون حرف V أمثل أنا اسفل نقطة فيه .. وطبعا مستحيل إني اعرف اطلع النص الباقي لأن النزول اسهل من الطلوع إضافة إلى أن دراعي كان باظ اصلا .. رحت منادي .. بعد إذنك يا فندم حنزل .. وحنزل دي معناها إني حرمي نفسي على المراتب اللي تحت من ارتفاع 4 متر ,, وهو أبدا إياك تنزل يا عسكري لو نزلت 15 يوم جزا .. وأنا متشعلق في الهوا ومش عارف اكمل ولا عارف انزل ولواء كامل من الجيش المصري بجميع قياداته بيتفرج عليا .. انزل يا فندم .. وهو يقول : إياك يا عسكري .. آخر ما زهقت رحت منزل رجلي من ع الحبل وبقيت متشعلق بإيدي بس ورجلي مدلدلة وابص له .. واقول يمكن يتعاطف .. انزل يا فندم .. لو نزلت يا عسكري 15 يوم .. فضلت متشعلق كده برهة من الوقت مروا كأنهم 17 سنة .. وفي الآخر رميت نفسي وقلت اللي يحصل يحصل .. بعد ما نزلت لقيته عمال يضحك .. ابن الـ .. الناس الطيبة

إيه الأمنية اللى بتدعى دايما ربنا انه يحققها ليك؟
بدعي كتير ونفسي ربنا يستجب إني أدخل الجنة بغير سابقة عذاب لا في القبر ولا في الحشر ولا بعد الحساب ..
يارب يحققها لي ولكل المسلمين ياااارب

نمرر التاج لمين ؟
أخيرا جت اللحظة اللي كنت مستنيها ... أمرره لمبرمج حر طبعا .. في عملية انتقام لعمليات مشابهة سابقة .. واللي مشعارف هو غطسان فين
وأمرره للدكتورة ما علينا لو فضيت يعني .. أنا عارف إنها بتجري على كوم لحم ومش فاضية
وللآنسة إنسانة بعد ما تخلص امتحاناتها
ولشلبية هانم لما ترجع من المصيف
ولأحمد سمير باشا نخرجه شوية من جو المواضيع النارية بتاعته
وللدكتور فضفضة ولو إن شهر ستة لسه ما خلصش .. بس لو فضيت يعني

Thursday, June 07, 2007

وكل لبيب بالإشارة يفهم

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ *


Tuesday, June 05, 2007

كل سنة وانتوا طيبين

في ذكرى الهزيمة .. لازم نفكر كل مسئول وقتها بإنه السبب ولازم نفكر نفسنا بحالنا واللي وصلنا ليه على إيديهم .. ولازم نفهم إن لو أي إنسان مسك الإذاعة والتلفزيون حيكون القائد الملهم والزعيم المفدى وحبيب الملايين حيكون هو اللي خايف ع البلد والكل خاين وعميل ومش فاهم مصلحة الأمة..

الكلمات التالية كتبها أحمد فؤاد نجم بعد النكسة وكانت بتتوزع زي المنشورات .. ما عدا الجزء الملون .. دا رجل الشارع البسيط ضافها على كلام الفاجومي .. راجل الشارع اللي قالوا إنه خرج يطالب بعودة المتنحي

وإحنا بنقرا ياريت نفكر هل النكسة خلصت ولا احنا لسه في النكسة


الحمد لله خبطنا .. تحت بطاطنا
يا محلا رجعه ظباطنا
من خط النار

يا أهل مصر المحميه .. بالحراميه
الفول كتير والطعميه
والبر عمار

والعيشه معدن واهي ماشيه .. آخر آشيا
مادام جنابه والحاشيه
بكروش وكتار

ح تقول لى سينا وما سينا شي .. ما تدوشناشي
ما ستميت اوتوبيس ماشى
شاحنين انفار

إيه يعني لما يموت مليون .. أو كل الكون
العمر أصلا مش مضمون
والناس اعمار

الحمدلله وأهي ظاطت .. والبيه حاطط
في كل حته مدير ظابط
وإن شالله حمار

إيه يعني فى العقبة جرينا .. ولا ف سينا
هى الهزيمه تنسينا
إننا احرار

ايه يعني شعب ف ليل ذله .. ضايع كله
دا كفاية بس اما تقول له
إحنا الثوار

الحمد الله ولا حولا .. مصر الدوله
غرقانة فى الكدب علاوله
والشعب احتار

وكفايه اسيادنا البعدا .. عايشين سعدا
بفضل ناس تملا المعده
وتقول اشعار

اشعار تمجد وتماين .. حتى الخاين
وان شا الله يخربها مداين
عبد الجبار

Sunday, June 03, 2007

يالا بينا نألف قصة

ندخل على طول في موضوع القصة ونختار موضوع ..

الحمد لله ما اكتر المواضيع عندنا في بلدنا .. عندك موضوع الفساد في مصر وخصوصا فساد الشرطة والعبارات اللي بتغرق وقروض البنوك والعمارات اللي بتقع والقطرات اللي بتدخل في بعض .. ووكسة الرياضة وصفر المونديال .. والمحاكمات العسكرية والانتخابات المزورة .. واللـ ....

حيلك حيلك .. لا طبعا ولا موضوع من دول ينفع .. أنت عايز تقلب الحكومة علينا ولا إيه ؟؟ يا عم إحنا مش قدها .. إحنا لازم نتكلم في موضوع يخلي الحكومة ترضي علينا وتقربنا من الناس اللي فوق ..

فهمت قصدك .. نتكلم عن التشدد والإسلاميين المتطرفين الوحشين .. ونحذر من الجوامع والمساجد وسكة الالتزام فيها .. ونخلي أي حد يقول للناس تعالى احضر درس .. يبقى زي اللي بيقول تعالى شد سجارة بانجو ... صح ؟

الله ينور عليك .. هو دا موضوعنا ..

أيوا بس أنا خايف من الجماعات إياها ؟؟

جماعات إييييه إنت بتصدق كلام الحكومة .. الجماعات دي حيلها اتهد من المناهدة في الناس من ناحية والمناهدة مع الحكومة من ناحية تانية .. والصورة اللي راسماها الحكومة دي بس للتخويف تخويف الناس عشان يطاوعوها في أي قوانين تنزل بيها وتخويف أمريكا من البعبع اللي هي قال يعني مسيطرة عليه .. وبعدين حتى لو طلعت جماعة ولا واحد عيان وعمل معاك دقة نقص بمطواة ولا هددك بجواب .. حيبقى عز الطلب وهنيالك يا عم حتشتهر وتاخد جوايز من العالم كله ومش بعيد تاخد نوبل كمان .. ندخل بقى على اختيار الشخصية المحورية للقصة

أكيد حيبقى واحد بدقن هو اللي حيكون المحور بتاعنا ؟!

لا لا .. خلي محور القصة بتاعتنا واحدة ست أحسن

اشمعنى ؟؟

عشان لما محور القصة بيكون ست بيكون التجاوب مع القصة أكبر لأن الرجالة دايما بيتطلعوا لمعرفة أسرار وخبايا الستات .. والستات بيحبوا يعرفوا تفاصيل حياة بعض .. فالقصة اللي محورها واحدة ست حتشد عدد أكبر من الناس

ماشي كلامك .. يبقى نخليها واحدة ست أتجوزت واحد متشدد متطرف و ....

مش حينفع .. القصة دي قديمة .. ابراهيم سعدة ألفها من 6 سنين ونشرها على 3 صفحات في أخبار اليوم على اسبوعين تحت عنوان رسالة من امرأة مجهولة وعمل الفرقعة الكبيرة .. وقال إن دي رسالة جاية له بالبريد .. والناس كلها هللت له .. فحيقولوا علينا بنسرق أفكار المؤلفين التانيين .. خلينا نطلع بفكرة جديدة أحسن .. وأوعى تقولي ابنها هو اللي يتطرف .. المسلسلات العربي هاريانا بالقصة دي .. وبعدين هو الرجالة بس اللي بيتطرفوا .. ليه ما تبقاش الست نفسها هي المتطرفة .. أهي دي فكرة جديدة ..

والله براوة عليك .. طيب نقول إنها اتجوزت واحد عادي وكان فقير كحيان .. والفقر هو اللي ألقى بها في سكة التشدد والتطرف .. اللي هيا حتبقى الجامع طبعا ..

لا برضه بلاش .. النغمة دي ما بقاش حد بيصدقها .. نغمة إن الظروف المادية هي اللي بتخلق التشدد والتطرف .. بعد ما ظهر في شوارعنا في كل حتة المنتقبات اللي راكبين أحدث عربيات والرجالة بدقون ورجال الأعمال كبار .. دا يا عم الحكومة نفسها بتقول على دكاترة الجامعة والعلماء إرهابيين ومتطرفين ومتشددين ورامياهم في المعتقلات ومنتظرين محاكم عسكرية .. يعني نغمة الفقر والبطالة هي اللي بتدفع الناس للالتزام .. آآقصدي للتطرف .. النغمة دي مفيش حد بقى يصدقها ..

خلاص نخليها اتجوزت راجل غني ولا تزعل . .

آه وياريت تقول في الأول إن أهلها طلعوها من المدرسة وهي عندها 17 سنة وجوزوها لابن عمها من غير حب ..

وطب وإيه لازمتها الحتة دي هو إحنا مش بنتكلم ع الإسلاميين وحنخليهم وحشين ما لنا ومال قصة جوازها دي وحب ولا مش حب ؟؟

يا عم خليك ناصح .. معاك حق مالهاش لازمة طبعاً .. بس لما نذكرها معانا بالمرة حيقف معانا وفي صفنا النساوين بتوع تحرير المرأة ويدافعوا عن صحة القصة .. عشان الكلام حيبان لهم كأننا ضد اضهاد المرأة ومنعها من التعليم وزواج الأقارب في المجتمع الذكوري المتعفن على مقولتهم .. حيبان كأننا بنحذر يعني .. وما تنساش تخلي جوزها مشغول كتير بشغله ومش فاضي لها

بس حيبقى إيه السبب في إنها تطرفت .. جوزها مشيه بطال مثلا .. ؟؟

لا لا .. خلي جوزها راجل مثالي .. وهادي ومحب .. وغني .. هي دي النقطة .. إحنا لو خلينا فيه سبب لتطرفها وتشددها .. الناس ممكن تتعاطف معاها .. فأحسن حاجة إن نخلي جوزها راجل متدين وبيحبها وأعماله الخيرية والصدقات كتير وحج واعتمر 17 مرة

17 مرة ما شاء الله .. هههههههه

يا عمي .. هو حد بيعد ورانا .. دا ونخليها هي كمان حجت واعتمرت 7 مرات ولا حاجة .. ونخليها ميسورة الحال وحالهم ميت فل وعشرة وأوعى تخليها محجبة .. خليها متدينة جدا بس فري وسبور

مش محجبة وحجت واعتمرت سبع مرات وجوزها متدين وحج واعتمر 17 مرة .. ماشي .. وتطرفت لييييييه يقى ؟

أقول لك .. بعد ما جوزت عيالها كلهم لقيت عندها وقت فاضي كبير قالت لما أروح الجامع .. في الجامع دا تخلي واحدة لابسة نقاب عمالة تدي دروس عن عذاب القبر والثعبان الأقرع .. فالست بتاعتنا خافت .. إيه رأيك ..

ماشي حنلاقي ناس تدافع عنا وتقول إنه بيحصل .. بس أنت نطيت نطة كبيرة قوي .. لسه بتقول اتجوزت وفجأة كده بقت عندها عيال وجوزتهم كمان .. يالا مش مهم .. ها وبعدين ..

خلي الست المنتقبة دي فاشلة في حياتها الزوجية وبتبحث عن دور في حياة الزوجات الآخريات فبتحرضهم على هجران فراش الأزواج كأنها بتنتقم منهم في فشلها ... وخلي صاحبتنا محور القصة تنتقب وتهجر فراش جوزها بأمر الشيخة

حيلك حيلك يا عم أنت .. دا أنت لو جبت عيل صغير حيقول لك إن مفيش أي جماعة متطرفة في الدنيا بتحرض المرأة على هجر فراش جوزها .. وإن طاعة الزوج عندهم مقدمة على أي حاجة تانية

أفهم يا بني آدم .. الناس مش حتدور في الجماعات ولو قدرت تخليهم يتعاطفوا مع القصة حيصدقوا أي هجايص أنت تقولها فيها ..

طيب وبعدين ؟

خلي صاحبتنا محور القصة تتدخل في شئون بناتها المتزوجات وتأمرهم إنهم لازم هما كمان يتنقبوا بأمر الشيخة .. ويحضروا الدروس معاها

طيب وحيسمعوا كلامها ؟؟

امممممم .. بص خلي عندها 3 بنات واحد خليها ربة بيت ودي حتسمع الكلام ويبقى كده أظهرت المرأة الغير عاملة بإنها فاضية من جوا وسهل إنها تنقاد لأي فكر بدون تفكير منها أو إعمال للعقل .. وخلي البنتين التانيين يرفضوا ودول خليهم من السيدات العاملات .. وخلي واحدة مدرسة وواحدة طبيبة ..

أيوه أيوه .. عشان دول بالذات فيه في شغلهم اتصال مع الجماهير فكأن النقاب عائق .. با خبر دا أنت طلعت سوسة .. بس قولي هنا مش الحبكة كده زيادة عن اللزوم .. يعني الحبكة الدرامية اللي في الدنيا مش كده أبدا .. أنت كده حابكها بطريقة مفقوسة قوي ..

اسمع الكلام وبلاش مناهدة .. دي قصة عمرك إحنا بالحتة الأخيرة دي كسبنا فريق ماما سوزان معانا ودا كفاية إنك تبقى في الأمان واللي حيتكلم حنطلع عليه إنه حاطط دماغه في الطين ومش حاسس باللي بيجرى حواليه ومسيطر عليه فكر المؤامرة

المهم إيه اللي حصل بعد كده

اللي حصل إن جوازات البنات كانت حتبوظ بسبب تدخل الحماة المتشددة دي في حياة بناتها وجوزها الراجل الصالح بدأ ينصحها وهي مش راضية تتراجع ومتمادية في تشددها وتطرفها وقعدت تقول لأحفادها الملتزمين بس بيسمعوا أغاني إنهم كلهم حيخشوا النار حيخشوا النار لغاية ما كرهوها وخليها تطلب من جوزها إنه يطلق لحيته فجوزها اللي أنت حتظهره طول القصة على إنه هادي جدا وزوج مثالي يبتدي يثور ويهدد لأول مرة بالطلاق والانفصال و .... و ...... و ...... وبس

إيه هو اللي وبس .. وبعدين إيه اللي حصل

خلاص كده اقفل على كده وابعت لأي حد من بتوع الجوابات دول .. حسن شاة ولا خيري رمضان .. اقول لك خليك مع حسن شاة .. ابعتها عشان تنشرها في باب أريد حلا يوم الجمعة 1 / 6 / 2007 بعنوان يحذر أي واحدة تفكر تدخل الجامع وإلا حتنجرف في تيار التشدد .. يعني خلي العنوان ..


بعد النشر

أيه ياعم البلوة السودا اللي انت عملتها دي ؟؟؟

إيه أنا عملت حاجة ؟؟

يعني بعد ما نقعد نحبك الرواية ونظبط فيها طول الليل .. تعمل الغلطة دي !!!

غلطة إيه بس ؟؟

كاتب إن الست عندها 52 ومتجوزة من 45 سنة من وهي عندها 17 سنة .. فيه ست مش عارفة هي متجوزة بقالها كام سنة ؟؟ ولا الناس يعني مش حتعرف تعد ... كشفتنا الله يخرب بيتك



يا رااااجل عادي عادي .. كله بيطلع في الغسيل ..