كلمتين في الزور

معلش يا جماعة .. على هامش قصة محمد بتاعتهم دي .. فيه كلمتين محشورين في زوري ولو ما قلتهمش حيحصل لي حاجة .. فلازم أقولهم بص بقى يا عم محمد أنت عشان أنت واللي زيك بصراحة .. خنقتوني .. أنا مش عايزك تزعل مني .. دا أنت حبيبي والله .. بس مش معقولة تسيب نفسك ريشة كده كل واحد يقول لك كلمة تمشي وراه .. فين عقلك .. ما قريتش في القرآن خالص {......... أَفَلَا يَعْقِلُونَ} .. بص يا عم محمد الالتزام بالإسلام لا يرتبط بشخص واحد أيا كان هذا الشخص .. دعوة الإسلام دعوة لا تدور في فلك أي شخص أو شيخ أو عالم نحن لسنا بهائيين ولا بوذيين .. نحن مسلمين لله .. محور الدين لدينا هو كتاب الله وسنة النبي صلى الله عيه وسلم .. وأنت يا صديقي جعلت كل الناس محاور لدينك فكل من قال لك كلمة تبعته حتى تسمع كلمة تنقض أختها السابقة فتتخلى عن القديمة من أجل الجديدة .. وأنت في هذا الحال حتى وصلت لما وصلت إليه ... يا صديقي العلماء والشيوخ والملتزمين يعرضون الأدلة في المسائل المختلفة فقط ثم يقولون آرائهم الاجتهادية .. وآراءهم غير ملزمة لأحد وإنما الأدلة هي الملزمة وأنت عليك أن تنظر في أدلة كل فريق ثم تأخذ الحكم وفق ما تريد أن تقابل به ربك .. يعني ما ينفعش تقول الشيخ فلان قال كده وأنا ماشي وراه وعلقها في رقبة عالم تطلع سالم ... ما قريتش في القرآن ..{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [سورة الأحزاب : 66-67] العلماء بيقولوا أدلة (قرأن وحديث صحيح وفعل صحابة) وفي الآخر بيرجحوا رأيهم النهائي في المسألة ... إحنا تلزمنا الأدلة فقط ونختار لأنفسنا حسب الأدلة الأقوى .. أما رأيهم فبس عشان نتأكد من ترجيحنا صح ولا غلط الصحابة رضي الله عنهم لما كانوا بيتسألوا عن مسألة .. كانت إجابتهم على طول بالدليل .. مثلاً .. ما حكم كذا فيرد الصحابي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ... أو يقول : قال الله تعالى .... مش بيقول رأيه هو خالص ... والأمثلة كثيرة .. لو عايز اذكرها في بوست منفصل هكذا علمنا العلماء .. إن إحنا ما ناخدش حكمهم النهائي في المسائل دون النظر لأدلتهم .. وإنما نفهم أدلتهم ونختار الحكم وفق قوة أدلة كل فريق ووفق عبوديتنا لله واستحيائنا إن إحنا نقابله بأدلة ضعيفة بص وشوف العلماء قالوا إيه ... وقول أعلام الهدى لا يعمل ... بقولنا بدون نص يقبل قال أبو حنيفة الإمام .. لا ينبغي لمن له إسلام أخذا بأقوالي حتى تعرضا على الكتاب والحديث المرتضى ومالك إمام دار الهجرة .. قال وقد أشار نحو الحجرة كل كلام ذي قبول ومنه مردود سوى الرسول والشافعي قال إن رأيتم قولي مخالفاً لما رويتم من الحديث فاضربوا الجدار بقولي المخالف الأخبار وأحمد قال لهم لا تكتبوا .. ما قلته بل أصل ذلك فاطلبوا فانظر لما قال الهداة الأربعة .. واعمل بها فإن فيها منفعة لقمعها لكل ذي تعصب والمنصفون يكتفون بالنبي فهؤلاء الأئمة الأربعة نهوا عن مقولة أباح أبو حنيفة .. أو أجاز أحمد .. أو حرم مالك .. أو غير ذلك ودعوا طلبتهم للاهتمام بالدليل والاختيار بين الأرجح من الأدلة فمثلاً مسألة كاللحية أو النقاب أو غيرها من المسائل .. يقول العلماء أدلة على القول بالوجوب .. أو أدلة على كونها سنة وفضل فأنت عليك أن تقف هنا وتنظر في أدلة كل فريق ثم تتخذ رأياً تستطيع أن تقابل به ربك .. ولا يصح أن تكتفي بقول الشيخ فلان قال كذا .. ولكي تستطيع ذلك لا بد أن تتعلم الحد الأدنى من دينك الذي تستطيع التمييز به بين الأدلة الصحيحة وغيرها .. وهو العلم المفروض على كل مسلم في المأثور .. طلب العلم فريضة على كل مسلم .. ومن ترك هذا العلم فقد فرط في أولى مقومات سلامة دينه ... فلماذا لم تتعلم أخيا دينك .. لماذا لم تنظر في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تأتي تلوم على الملتزمين أنهم قد اختلفوا فيما بينهم ... وسببوا لك التشتت والتخبط وقد علمت أنهم مرشدون على الطريق وليسوا مسئولين لماذا لم تبين للملتزمين كيف يكونوا من سعة الأفق والتسامح بدلاً من جلوسك تندب حظك تزعم أنك أردت الالتزام لكنك تهت بين الملتزمين والاختلافات بينهم يا صديقي اسمح لي أن أقول لك أنك المسئول عما وصلت له وليس غيرك ..