Saturday, April 28, 2007

محتاج لك يارب

رأيت في الشارع ذات مرة إحدى سيارات الميكروباص وقد كتب صاحبها على ظهر السيارة عبارة "محتاج لك يارب" .. الكلمة البسيطة جعلتني اتأمل في أمور

فكثير من سائقي الميكروباص يشتهرون بسمعة سيئة وسوء الأخلاق والبعد عن تعاليم الدين .. ولكن أن يدرك صاحب السيارة هذا المعنى باحتياجه في كل خطوة إلى الله تبارك وتعالى .. فهذا من أعلى مراتب الإيمان بالله عز وجل ..

اعلم أن صاحب السيارة من الممكن أن يكون كتبها دون تفكير أو حتى ترك غيره يكتبها له .. ولكن على أي حال فهناك شخص ما قد كتبها .. هذا الشخص قد يكون لا يحفظ كثير من آيات القرآن ولا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وراد أن يكتب شيء يعبر به عن معنى لديه .. فلم يجد إلا عبارة محتاج لك يارب

تأملت هذه الجملة مع ما حكاه لي أحد الأخوة الأفاضل عن رجل وجيه غني متعلم بلغ السبعين من عمره ساهم في بناء مسجد وقام بالحج عدة مرات ويحافظ على الصلوات في المسجد .. وفي حديث له مع هذا الأخ قال : إحنا كده تمام والواحد يموت وهو مستريح .. عياله ورباهم أحسن تربية .. وأما عن ربنا فإحنا عاطينه حقه وزيادة !!!

لما سمعت جملته حقه وزيادة أذهلتني أيمكن لأحد أن يعطي الله حقه .. وإن كان .. فهل ممكن أن يكون بالزيادة كمان ..

الفرق بين النفسيتين كبير .. فالأولى وإن غلب عليها الشرور .. إلا إنها تشعر بمدى فقرها واحتياجها لله تبارك وتعالى .. أما الثانية ومع ما يظهر منها من الصلاح إلا أنها استكبرت بالطاعة

والله عز وجل غني عن طاعتنا وإنما يريد منا تحقيق معاني العبودية له والتذلل بين يديه ولذلك فجبال من الطاعات تكون يوم القيامة هباءا منثورا .. وأعمال بسيطة ككلمة لا إله إلا الله تقال خالصة من القلب ولا يوجد ما ينقضها تطيح بسجلات مد البصر من الخطايا

رب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت غرورا واستكبارا

كثير من الناس قد فتح الكتب وقرأ حتى امتلأت رأسه .. وكثير من أنفق وبذل .. ولكنهم مع ذلك لم يصلوا إلى ما وصل إليه الرجل البسيط من تحقيق معاني الإيمان والاستسلام لله تبارك وتعالى

من لي بمثل مشيك المدلل .. تمشي الهوينى وتجيء في الأول

كان الإمام أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني رحمه الله قد تبحر في علم الكلام حتى بلغ الغاية فيه، قال أبو الفتح الطبري الفقيه دخلت على أبي المعالي في مرضه، فقال : اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور.

8 comments:

أبو عمر - الصارم الحاسم said...

اول واحدة..هييييييييييه
(:


نفس الكلمة هافه على دماغي اليومن دول..توارد خواطر


رب معصية اورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا



اما اصحاب المنازل ممن يرتقون في الطاعات..السابقون بالخيرات..الذين هم كما اراد الله ان يكون عباده يوم خلق السماوات والأرض......فدول صنف آخر


ربنا يجعلنا منهم ..آمين

أمــانــى said...

من منا لا يحتاج الى المولى عز وجل
يااااااالله ياااا رحمن ياالرحيم انت ربى ورب كل شئ
كلنا فى حاجة اليك هو الذى يسمعنى دون كلل هو الذى يعطينى بلا مقابل هو من تباهى بنا امام الملائكة ياااااالله ياااااالله يا خالق الكون
يــاااااااارب كلنا فى حاجة اليك فكن معنا ولا تكن علينا يااااااالله يا كريم يا رحيم يا ملك يا مغنى

ما اصعبها كلمات
رب معصية اورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا
لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله
جزاك الله خير ويجعل كتابتك فى ميزان حسانتك ياااااااااارب امين

Anonymous said...

أزعجتني جدا كلمة حقه و زيادة دي.. هو احنا عارفين اصلا حق ربنا و نوفيه ازاي لما نعرف الزيادة؟ و يعني ايه حق ربنا أصلا؟ ربنا يرزقنا الفهم.

اما عن الكلمة اللي كابتها سواق الميكروباص فالناس دول مهما كان فيهم حتة كده حلوة بتطلع أحيانا.. أحيانا.

عصفور المدينة said...

لا حول ولا قوة إلا بالله
التحول عن المعاصي والقوة على الطاعات إنما هي بالله سبحانه
ذكر العبد لله يستلزم أن يكون الله يذكره أولا فوقه للذكر ومن ثم يذكره بعدها فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولاتكفرون

إيمان الحسيني said...

أنين التائبين أحب إلى الله من تسبيح المُرائين

اللهم ارزقنا الإخلاص في العمل كله
اللهم آمين

سكتم بكتم said...

الغريب أن الله مع عظمتة معنا حتي لو نسيناه .فنحن العبيد ننسى والملك لا ينسي

وإلا بما تفسر دخول الهواء إلي صدرك وخروجة وجرايان الدم في شرايينك وأستمرار عمل الكلي والكبد والمخ حتي في لحظات المعصية

محمد عبد الغفار said...

شرح لا خلاف عليه ، لشعار من كثير معلقين فى كل مكان ولم يتعدوا حدود مكان التعليق

Memo said...

ايوه النفسنه اشتغلت اهي مش بقلك والله منفسن