ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة

حينما يُنِيخ الـهَـمّ بِكَلْكَلِه في ساحات أقوام .. وعندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين حينما تُخيِّم سحائب الْحُزن .. وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع .. وقد يَرى أُناس الليل فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده عندها يأتي الفرج .. وينجلي الهم والحزن ويظهر ضياء الفجر .. فلرب أمر محزن لك في عواقبه الرضا .. ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا قد يتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة ! .. وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق .. فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً .. وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن .. وإن أراد أن يَضحَك عُبِس في وجهه .. وقد غفل عن لطف الله وعظيم فضله ومِنَّتِه أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج .. وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس .. وقد يبتلي الله عباده ليَظهر منهم صِدق العبودية .. وليجأروا إلى الله بالتوبة والدعاء * حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ يا صاحب الهم إن الهم منفرج .. أبشر بخير فإن الفارج الله اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه .. لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة .. لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به .. إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَد .. فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله الله يجعل بعد العسر ميسرة .. لا تجزعن فإن الفارج الله وأصدق من هذا وأبلَغ قوله صلى الله عليه وسلم : النصر مع الصبر ، و الفرج مع الكرب ، و إن مع العسر يسرا حقا قال من شرح لنا القرآن وبين .. فما ترك لصاحب رأي بعد ذلك أن يقول فيه برأيه فإن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا تكررت الجملة للتأكيد .. وأين تكررت في كتاب الله الذي لو ذكر فيه الأمر مرة واحدة لكفى عند عباد الله ليؤمنوا به فكيف وقد تكرر مرتين للتأكيد .. إن مع العسر يسرا .. ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج .. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج .. ولو أن الدموع تعيد البعيد.. لسالت دموع تقد الخدود .. حنانيكم يا أخوة لا تحزنوا .. حنانيكم ماذا البكاء يفيد .. إنما هو مولاكم .. هو من قضى