ما دام مش بعمل حاجة غلط .. ما يهمنيش كلام الناس

أنا حر وأنا حرة جملة ماشية على اللسان .. ممكن يكون بيقولها واحد عايز يعمل كل الغلط اللي يقدر عليه ويبرر لنفسه بإنه حر وإنه هو اللي حيتحمل مسئولية أفعاله ودا شخص مهما أقنعناه فرغبته في عمل الغلط أكبر من أي حجة وأي اقناع
لكن النوع التاني اللي بيقولها دا واحد - أو واحدة طبعاً – مش بيعمل حاجة غلط وعشان كده هو مش شايف سبب للتقيد بالآخرين وعايز يبقى حر لأنه عارف إنه رقيب على نفسه وواثق إنه حتى لو أخد الحرية الكاملة برضه مش حيعمل الغلط ... ودا كلامي ليه ...
ماشي ما يهمكش أهلك وناسك ومجتمعك .. لكن مش بالشكل ده .. اتجاهلهم بس مش بالقسوة دي.
قالوا حرية لسانك تنتهي عند نهاية الحدود التي تبدأ منها حرية أذني
والمعادلة اللي بتقول ما دام مش بعمل حاجة غلط .. ما يهمنيش كلام الناس معادلة مش كاملة ..
لأن العنصر الأول في المعادلة - اللي هو حضرتك - مع العنصر الثاني - اللي هو الغلط - ممكن ما يطلعش ناتج لكن في وجود وسط معين - اللي هو المجتمع - يحصل التفاعل ويطلع الناتج
فتأثير الوسط مهم جدا وممكن المعادلة تكون مش بتنتج حاجة غلط لكن لو أهملنا وجود الوسط فالناتج حيكون غير اللي أحنا كنا متوقعينه خالص
المجتمع له احترامه ولابد أن يؤخذ رأيه في الاعتبار .. لا وشوف المفاجأة الكبيرة بقى ... حتى لو كان رأيه دا مش أصح حاجة .... أيوه حتى لو كانت مش صح 100% وانا شايف إن رأيي أصح برضه لازم احترم رأي الناس .. مفيش مشكلة إني اتقيد بعادات المجتمع وتقاليده ما دامت لا تمس ديني .. ود مش عيب فيا ولا ينقص من قدري شيء.
النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن يقتل عبد الله بن أبي بن سلول رغم أنه خان النبي صلى الله عليه وسلم وسحب ثلث الجيش في غزوة أحد وتآمر مع العدو وقذف السيدة عائشة في عرضها وسب النبي صلى الله عليه وسلم .. كان ممكن يقتله ولكن لعادة العرب الذين إن تحدثوا لن يقولوا محمد قتل ابن سلول لأنه يفعل كذا وكذا بل سيقولون محمد يقتل أصحابه وخلاص على كده ... رفض النبي صلى الله عليه وسلم قتله حتى لا تتحدث أحياء العرب بأن محمد يقتل أصحابه
فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو بيعمل الصح وضع في الاعتبار المجتمع المشرك اللي هو عايش فيه واللي حيقولوه عليه .. فليه يطلع مننا واحد ولا واحدة وتقول ما دام ما بعملش حاجة غلط ما يهمنيش كلام الناس .. خد بالك الناس اللي هما مسلمين كمان مش مشركين.
مش دا الموقف الوحيد .. برضه لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم إعادة بناء الكعبة على القواعد التي وضعها سيدنا إبراهيم عليه السلام .. وكانت قريش قد غيرتها .. وضع في الاعتبار أقاويل الناس لأنهم سيقولون هدم محمد الكعبة ولن يتحدثوا عن الأسباب فتجده يقول لعائشة رضي الله عنها .. لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه ..
والخلاصة .. مش عيب أبدا إني ألتزم بعادات مجتمعي .. وأسيب رأيي عشان رأيهم

الكلام ده أوجه خاصة للمدونة الجميلة اللي طالبت بحقها كبنت في إنها تروح حفلة لوحدها وتعيش لوحدها وتسافر عشان تشتغل بره لوحدها وتقعد من غير جواز وتكتفى بنفسها فى مرحلة معينه من حياتها .. إلخ كلامها ..طيب ليه ما كتبتش الرد في مدونتها عشان تقراه ... أنا بصراحة خفت منها ..... لأنها بتقول أن بيستفزها لما حد ملوش علاقة بيها ويحاول يرجعها للصواب .. دا على حد تعبيرها .. ويكون مش مكتفى إنها محترمة رأيه وخلصنا لا ده عايز يشربها لها ... برضه على حد وصفها .. فقلت الواحد يؤثر السلامة ويكتب في مدونته وخلاص أهو لوصلها كلامي .. يبقى من بعيد لبعيد .. ولو ما وصلش أهو يبقى كلام واد عم حديت.