Friday, February 16, 2007

أرجوك ما تفهمنيش غلط

لما حد يذكر أمامي اسم الحجاج بن يوسف الثقفي أو أقرأ كتابات فيها اسمه فغالباً بيكون سياق الكلام عن الظلم والبطش.. لكنه غالباً لا يعلم صاحب الكلام أن كلامه وقتها يفقد اتصاله عندي .. لأني كلما تذكرت الحجاج اتذكر معه صورة حكام العرب الآن .. ولا استطيع أن أفصل الصورتين عن بعض .. فيظهر الحجاج في صورة قطة وحمل وديع .. فيكون سياق حديث أخينا وكأنه كلام هزلي يتحدث عن قطة تقتل وتظلم وتسفك الدماء
والمشكلة أني لا استطيع الفصل بين الصورتين .. الحجاج و حكام العرب .. واتعجب من ضرب أهل زماننا هذا المثل بالحجاج في الظلم مع أن أمراء وملوك ورؤساء العرب أكثر جدارة بهذه المنزلة .
والمقارنة بين الحجاج وقادة العرب تبين الفرق الشاسع بين الصورتين في الظلم ولكن يبدو أن الناس في عهد بني أمية كانوا أكثر وعياً منا الآن فأقل الظلم لديهم يكون جرماً عظيماً ... أما نحن الآن فأصبح الظلم نمطاً يومياً معيشياً نألفه ونعتاد عليه .. حتى هان علينا أعظم الظلم.
الحجاج خرج من سواد الناس وصنع اسمه بنفسه ولم يركن إلى جاه أو إرث أو عائلة .. وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا... وكذلك عمل الحجاج في بداية حياته معلماً أيضاً للصبيان.
وقادة العرب خرجوا من عباءة الاحتلال أو ورثوا الحكم عن آباءهم أو جاءوا على ظهور الدبابات ..
الحجاج تميز بملكات إدارية وموهبة فذة في القيادة دون خلاف بين مؤيديه ومعارضيه في ذلك .. وبرع في الأدب والبلاغة واشتهر بالفصحاة وحسن البيان واتقانه للقرآن وتعظيمه لأهل القرآن وكرمه الشديد معهم وكان حريصاً على العلم فتلقى من الصحابة عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، ومن التابعين مثل سعيد بن المسيب.
وقادة العرب اشتهروا بسوء الإدارة وتخبط القرارات والجهل الشديد بالقرآن واللغة .. ومحاربتهم للعلم بكافة صوره علوم الدنيا وعلوم الدين .. حتى أصبح حال التعليم في بلادنا أسوأ حال
يذكر التاريخ للحجاج لما ولي الحجاز تحسنت أحوال الحجاز، فبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.
وبعدها ولي العراق وكانت الأمور في العراق بالغة الفوضى والاضطراب والفتن .. فأخمدها جميعاً وأجرى العديد من الإصلاحات فأمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وأنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل، وكان يأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.
ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة.
في عهد حكام العرب بتزيد الفتن وتكتر الاضطرابات وهما اللي بيزودوها .. يطلع واحد منهم ويقول لك بلدنا علمانية ولا التاني الي مجري كلابه ورا كل واحد محجبة .. دا غير التخريب في بنى البلاد ولو عملوا حاجة واحدة بس كويسة يفضل الإظلام الحكومي التابع ليهم يهلل لما دماغنا تورم ... واحد منهم أمر ببناء سد واحد .. لسه بيهللوا له لغاية دلوقت !!
كان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
لكن دلوقتي سداح مداح وأنت مش عارف إنت بتكلم مين دي الجملة الرسمية للخروج من الأزمات المستعصية دا غير الولاة اللي كلشنكان اللي بيعينوهم دا حتى في اسكندرية بيقولوا عينوا محافظ بعد توصية المدام عليه عشان يهد مستشفى الأطفال .. ويبني فندق .. وعجبي
يذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته.
مش بس كده ... دا كمان بعد أن وحد الحجاج الدولة الإسلامية مرة أخرى استأنف الفتح الإسلامي الذي كان قد توقف بسبب الثورات الداخلية فأعد الجيوش لذلك واختار القادة الأكفاء ومنهم القائد المعروف قتيبة بن مسلم ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ وسمرقند ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين إضافة إلى مدن وادي السند وكان يقول لقادة جيوش الفتح الإسلامي : أيكم سبق إلى الصين فهو عامل عليها .. تحفيزاً لهم لفتحها.
لكن دلوقت كل بلادنا احتلت عسكريا وفكريا على أيدي حكامنا اللي جابوا الغرب إلى أرض المسلمين ودفعوا لهم من أموال المسلمين ليبقوا ولا يغادروا أرض المسلمين .. هل رأيتم تجبر وطغيان مثل هذا ..
هل فعل الحجاج مثل هذا
الحجاج قتل ناس كتير وسجن ناس كتير كتير ومنهم علماء وتابعين كبار .. بس كان الحجاج متأول فقد كان يرى كفر الخارج على السلطان الحاكم بشرع الله .. وعشان كده كان بيعمل كده طاعة لله .. مش موضوعنا دا صح ولا غلط .. موضوعنا المقارنة .. كان بيعمل كده وهو فاكر إنه طاعة لله ..
لكن حكام العرب برضه قتلوا وسجنوا ألاف .. ومنهم دعاة إلى الله أعدموا على حبل المشنقة .. وفعلوا ذلك بدون تأول فعلوه حفاظاً على عروشهم وارضاء لرغباتهم وأهوائهم
لما مات الحجاج لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم
فكم يكنز حكام العرب الآن من سرقة شعوبهم
الحجاج كان يرجو الله دائماً وكان يقول عند موته
يا رب قد حلف الأعداء و اجتهدوا ..... أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهم ..... ما ظنهم بعظيم العفو غفار
قد ورد أيضاً أنه دعا فقال : اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل
حكام العرب بنشوفهم بيصلوا 3 مرات .. مرة في العيد الكبير ومرة في العيد الصغير ومرة في الجمعة الأخيرة من رمضان .. مش عارف ليه .. وأحلى حاجة إنهم ساعات بينيبوا عنهم رئيس الوزراء في الصلاة .. صبح تاتا
الحجاج كان بيبطش بمعارضي الدولة وليس معارضيه هو شخصياً فمن طرائفه
أنه خرج في يوم من الايام للتنزه فصرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه فلاقى شيخا من بني عجل
فقال له: من أنت يا شيخ. قال: من هذه القريه. قال: ما رأيكم في حكام البلاد.
قال:كلهم أشرار يظلمون الناس و يختلسون أموالهم.قال:وما قولك في الحجاج؟
قال: هذا أنجس الكل سود الله وجهه و وجه من استعمله على هذه البلاد. قال: تعرف من أنا؟
قال: لا والله.قال: أنا الحجاج.قال: أنا فداك و أنت تعرف من أنا.قال:لا.
قال:أنا زيد بن عامر مجنون بني عجل أصرع كل يوم مره في مثل هذه الساعه. فضحك الحجاج و أجازه
أما حكام العرب فلا يمكن أن يسيروا بلا موكب كما فعل الحجاج .. وهم لمحاربيهم أشد فتكاً ممن يحارب بلادهم.
بعد كل دا ... يبقى ليا حق إني أشوف الحجاج جنب حكام العرب قطة وحمل وديع ولا لأ ؟؟
بقى أن نقول شيئاً واحداً للتأمل وهو أن الحجاج مات مبطوناً بسرطان المعدة ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان عام 95هـ

2 comments:

رفقة عمر said...

ليه تترجاهم لا يفهموك غلط الحجاج دة انا شوفت مسلسل سورى بيتكلم عنه قام بالبطوله فهد عابد كان مسلسل جميل جدا وبجد انبهرت بشخصيه الحجاج وقد ايه عمل لتقويه الدوله الاسلاميه وكانت لسه محتاجه ايدى قويه لحمليتها من اعداء الاسلام داخليا وخارجيا وانا قرأت انه انقذ الدوله الاسلميه من مؤمرات كثيرة جدا وارجو انا يكون مافعله للدوله الاسلاميه والفتوحات التى اتسعت فى وقته ان تكون سببا لعفو الله عنه ونزول رحماته وعلى فكرة كان اللى بيكتب التاريخ اعداء المسلمين وكانوا مندسين فيهم بدليل ان فيه كتب كتبت ان هارون الرشيد كان عايش للهو فقط وهو كان يحج عام ويغزو عام احنا لازم نحسن الظن بكل من كانوا فى صدر الاسلام لانهم كانوا مازالوا حديثى العهد بزمن النبوةالرسول صلى الله عليه وسلم قال افضل القرون قرنى ثم الذى يليه والذى يليه صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عبر عن رايك وعن اللى حسه من غير خوف من لوم احد انا نفسى اكتب بترتيب زيك كدة انا بحس انى بكتب بالكلام العامى كدة وحسه انى مش بعرف انظم الكلام اللى بيطلع من دماغى بكتبه لكن انت ماشاء الله بترتب الكلام وبيخرج متناسق وبصراحه مش عارفه ليه التعليقات بتكون كتير قوى على المواضيع الهايفه ومواضيع مهمه زى دى عدد التعليقات واحد او اتنين بالكتير سبحان الله فعلاالتفاهه هلى اللى بقت سايدة عارف فيه مدونات جميله ومن ناس صغيرين لسه وتلاقيهم ولا حد حاسس بيهم مثلا زى مدونه فتاه الجنه او مدونه البحر وكمان مدونه اهل الجنه جميله جدا بس هانعمل ايه احنا فى زمن سعد الصغير لازم نستحمل

محمد عبد الغفار said...

الله يرحمنا